قال فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنَّ الأزهر حريصٌ على نشر اللغة العربية، وتقديم الدعم الكامل لدول القارة الإفريقية لتعميمها ضمن اللغات الرسمية في البلاد، انطلاقًا من كونها لغة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنَّ اللغة العربية هي الرابط بين إفريقيا والعالم العربي، وأن الأزهر مستعدٌّ لدعم شعوب القارة الإفريقية بمراكز تعليم اللغة العربية، ودعم استقلالها وتعزيز قدراتها في مواجهة الغزو الثقافي الغربي، الذي لا يستهدف غزوها ثقافيًّا وفكريًّا فحسب؛ ولكن الاستيلاء على خيراتها وثرواتها، وتعمد إفقارها لإحكام السيطرة على موارد قارة الذهب.


جاء ذلك خلال استقباله اليوم الخميس بمشيخة الأزهر، الدكتور حسب الله مهدي فضل الله، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، ورئيس الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد.

 

الحفاظ على علوم العربية


من جانبه، أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا،  أن الأزهر الشريف هو المنطلق الذي خرجت منه كل جهود نشر اللغة العربية في شتى بقاع الدنيا، وأنَّ كل المهتمين بالحفاظ على اللغة العربية والمهتمين بنشرها سندهم متصل بالأزهر، وأنَّ المجلس يسعى للاستفادة من خبرات الأزهر الكبيرة في مجالات الحفاظ على علوم العربية، والعمل تحت قيادته وإشرافه في عددٍ من المبادرات والمشروعات ذات الصلة.

 


على الجانب الآخر اكد  وكيل الأزهر  فضيلة ا.د محمد الضوينى أن القراءة مهمة وضرورية لصيانة الهوية، ففي الوقت الذي يجب أن نسعى فيه لتطوير التعليم في وطننا العربي والإسلامي، ببذل المزيد من الجهد، فإن من الواجب أيضًا أن نكون على يقظة تامة لمحاولات تطبيع أمراض مجتمعية وسلوكيات وانحرافات غير مقبولة -لا دينيا ولا أخلاقيا- من خلال الدروس العلمية أو الدورات التثقيفية التي تمرر أحيانا باسم الانفتاح على الآخر والتطوير.


مشددا أنه لا بد أن يحمل التعليم والتثقيف في وطننا العربي مقومات نهوض أمتنا وطموحاتها ووحدتها، وأن تستهدف المناهج التعليمية بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق، وأن تكون القراءة سبيل ذلك ومعينة عليه.


وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في الحفل الختامي لتكريم الفائزين في مشروع تحدي القراءة العربي، أنه وفي الوقت الذي نأسى فيه لما حل بالأمة من استهداف الصهاينة لبلاد آمنة مسالمة، لم تطلب إلا الحق الطبيعي في حياة مستقرة، وشعب له الحق في أن يتنفس الحرية، فإننا على يقين من النصر، وذلك وعد غير مكذوب

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر الإمام الأكبر اللغة العربیة العربیة فی

إقرأ أيضاً:

مجمع اللغة العربية.. الشارقة ملتقى الألسن

الشارقة: «الخليج»


يعمل مجمع اللغة العربية بالشارقة على تعزيز حضور العربية عالمياً، وترسيخ مكانتها في المؤسسات العلمية والأكاديمية في مختلف القارات، مستهدفاً مناقشة تحدّياتها، وسبل تطوير تعليمها وفق أفضل الممارسات الدولية، وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأنها أرقى اللغات بياناً واتساعاً، حيث شكّلت عبر القرون وعاءً للمعرفة وجسراً لنقل الفكر الإنساني.
وانعكست هذه الرؤية في مشاريع ومبادرات دولية كبرى أطلقها المجمع، وتجاوزت حدود العالم العربي، إلى قارّات آسيا وإفريقيا وأوروبا، أسهمت في تعزيز الجسور المعرفية بين المؤسسات الأكاديمية في مختلف الدول، مسترشداً برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكّد دائماً أن العربية «أصل اللغات ومخزون تاريخنا وهويتنا، وهي الأطول عمراً، والأوسع معجماً، والأروع بياناً».
حول اتساع جهود المجمع خارج حدود البلدان العربية، يقول الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام المجمع: «بفضل رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، انتقل ارتباط العالم باللغة العربية إلى مرحلة تبشّر بتعزيز حضور العربية عالمياً كما كانت في سالف مجدها، وماضي سؤْددها، يوم شكّلت لسان الحضارة، ومفتاح المعارف، وركيزة العلوم. فمن خلال لقائنا بالإخوة القائمين على خدمة العربية في أصقاع الدنيا، وحديثنا إلى ممثلي أُمم شتّى وثقافات متباينة لمسنا مقدار الإعجاب بهذه اللغة، واستشعرنا عظيم مكانتها في نفوس أهلها والوافدين عليها؛ مشكّلة لغة تفاهُم ومفتاح تعارُف بين الشعوب، وجسراً يمتدّ بين الحضارات».
وأضاف: «نفخر بأن أضحت الشارقة ملتقى الألسُن المتعددة التي يجمعها حبُّ العربية وانبهارُها بسحْر بيانها وجزالة ألفاظها واتساع معانيها. وهكذا، غدت الإمارة منارة تضيء دروب الناطقين بالعربية، ممَّن شدوا رحالهم إليها ينهلون من مَعينها العذب، ويغترفون من بحورها الزاخرة، ليكونوا سفراءها في الآفاق، وحملة لوائها بين الأمم».
يواصل مجمع اللغة العربية بالشارقة تعزيز حضور العربية في أوروبا عبر شراكات أكاديمية وبرامج تعليمية نوعية. من ذلك افتتاح قاعة اللغة والثقافة العربية في جامعة الفارابي بكازاخستان بتوجيه من صاحب السمو حاكم الشارقة، لتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم تعلُّم العربية أكاديمياً.
وإيماناً بضرورة تطوير تعليم العربية وفق متطلبات العصر، ناقش المجمع في المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية في ميلان ارتباط اللغة بالذكاء الاصطناعي، ما يعكس رؤيةً حديثة لمستقبل العربية في الأوساط البحثية والتقنية. كما نظم مؤتمر الشارقة الدولي للدراسات العربية في أوروبا، الذي شهد تقديم 23 دراسة أكاديمية تناقش تحديات تعليم العربية وأساليب تطويرها.
ولم يقتصر المجمع على تنظيم الفعاليات، بل تبنّى منهجية شاملة تعزِّز استدامة تعليم العربية، من خلال استقطاب الوفود الطلابية لإثراء تجارب التعلُّم على أرض الشّارقة، كما ظهر في تجربة الطلاب البولنديين والنمساويين في تعلُّم العربية، والتي عكست اهتمام المجمع بدعم تعليم العربية عالمياً، وإبرام شراكات طويلة الأمد لتحقيق تلك الأهداف.
كما يواصل المجمع دوره الفاعل في تعزيز حضور اللغة العربية في القارة الإفريقية. ومن أبرز المبادرات في هذا السياق، افتتاح المقر الجديد لمجلس اللسان العربي في موريتانيا، الذي تبنى منذ افتتاحه رؤية راسخة لإطلاق مشروع «المعجم العربي الإفريقي»، بهدف تأصيل المفردات المشتركة بين العربية واللغات الإفريقية، خاصة أن العديد من هذه اللغات استخدمت الحرف العربي في الكتابة لقرون طويلة، ما يفتح المجال أمام دراسات جديدة تُبرِز تأثير العربية في المجتمعات الإفريقية.
كما امتدت جهود المجمع إلى غامبيا، حيث نظّم ندوة علمية حول واقع العربية في البلاد، بمشاركة أكاديميين وباحثين ناقشوا تحديات تعليم العربية وسبل تعزيز انتشارها. وفي سياق دعم المجمع للعلاقات الأكاديمية مع المؤسسات الإفريقية، استقبل المجمع وفداً أكاديمياً إفريقياً ضم باحثين ومتخصصين في الدراسات اللسانية والمعجمية، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات بين المراكز البحثية الإفريقية والمجمع، بما يُسهم في تطوير مشاريع علمية ولغوية مشتركة تدعم حضور العربية في القارة الإفريقية.

مقالات مشابهة

  • أسماء الفائزين فى تصفيات مسابقة تحدي القراءة العربي 2025
  • مناقشة تحديات مشاركة طلبة «الفئات الخاصة» في «تحدي القراءة العربي»
  • شيخ الأزهر يستقبل المستشار محمد عبد السَّلام
  • مجلس حكماء المسلمين: الإمام الطيب رمز إسلامي عالمي وقائد للفكر الوسطي
  • النائب محمد أبوالعينين يهنئ الإمام الأكبر والشعوب العربية والإسلامية بحلول رمضان
  • مجمع «إعلام بنها»: الحفاظ على الهوية التحدي الأكبر أمام الشباب حاليا
  • تفاصيل برنامج شيخ الأزهر في رمضان 2025.. ينتظره الملايين سنويا
  • CNB أوّل قناة خاصة بشمال إفريقيا والمغرب ‏العربي
  • جامعة الإمارات تناقش أدب التراث العربي في العصر الرقمي
  • مجمع اللغة العربية.. الشارقة ملتقى الألسن