سبأ :

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الرد على العدو الصهيوني، قرار استراتيجي وضرورة فعلية لردع العدو المجرم واللئيم والجريء على ارتكاب الجرائم، مشيراً إلى أنه مهما كانت مساعي احتواء الرد فهي فاشلة، والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد.

وقال السيد القائد في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية “إن قرار الرد من محور القدس والجهاد والمقاومة على جرائم العدو لا بد منه، وقادم والقرار حاسم لا تراجع عنه أبداً وهو التزام إيماني، وإنساني وأخلاقي”.

واعتبر الرد على العدو الصهيوني، التزاماً صادقاً من صادقين جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورة عملية لردع العدو، مبيناً أن الأمريكي يبذل كل جهده لاحتواء الرد بخطوات سياسية ومنها الحديث عن حوار ومفاوضات والتحذير من التأثير عليها.

وأوضح أن حركة حماس تعاملت بحكمة تجاه هذا المسار السياسي وقابلته بخطوة حكيمة تفضح الأمريكي وتحركاته العسكرية، مؤكداً أن الحشود الأمريكية لقطع بحرية والمجيء بطائرات إلى قواعد أمريكية في البلدان العربية لا يمكنه إلغاء القرار بالرد.

كما أكد قائد الثورة أن مسألة تأخير الرد هو في سياق عملي ليكون الرد موجعاً للعدو، وفي مقابل حالة النفير الأمريكية لإعاقته والتقليل من تأثيره، مضيفاً “التأخير له تأثير عملي على العدو ولم يسبق أن كان في مثل هذه المرحلة من الخوف كإلغاء الرحلات الجوية وقلق المستوطنين”.

وتابع “الكل في كيان العدو في حالة هلع وخوف وإعلامهم يتحدث عن ذلك وواقعهم يشهد والتداعيات قائمة وحاصلة، وبالرغم من الضخ الإعلامي المشكك من قبل الأعداء فالرد آتٍ آتٍ آتٍ حتماً، وبكل تأكيد ولا ينبغي لأحد الالتفات لذلك”.

وجدد الدعوة لأبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في العاصمة والمحافظات خروجاً مشرفاً جهادًا في سبيل الله وإسنادًا للشعب الفلسطيني.

وقال “شعبنا له إحساس بالإنسانية يوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالصمم فلا يسمعون استغاثة الشعب الفلسطيني وأوجاعه وآلامه، ويوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالعمى نرى شعبنا يخرج في الساحات منهم 3 أجيال، يحضر الجد وابنه وحفيده”.

وبين أن المشاهد في الساحات مؤثرة، وامتزج فيها أثر الإيمان والإنسانية والشهامة الفطرية التي يتحلى بها الشعب اليمني، ومن يتأمل المشاهد في الساحات يتأثر ويرتاح كثيراً، كم هو هذا الشعب شهم وثابت على قيمه، شعب يمتلك الحياة بكل ما تعنيه الكلمة.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الساحات لن تخلو بإذن الله ما دام العدوان مستمراً على الشعب الفلسطيني، خاصة والعدو يحرص على أن يقيس من خلال الساحات واقع الأمة الإسلامية في كل شعوبها.

وذكر “أنه على مدى الأسبوع تحصل جرائم فظيعة واقتحامات للمسجد الأقصى ثم الأعداء يقيمون، كيف هي ردة الفعل لشعوب الأمة؟، وأمام جرائم القتل والتجويع يراقب الأعداء هل هناك من لا يزال غيوراً من أبناء الأمة حيّ المشاعر والإحساس أم أن الناس قد مُسخوا”.

وأضاف “شعبنا يبيّن ردة فعله من جرائم وانتهاكات الأعداء كل أسبوع ويؤكد أنه ما يزال حيّ المشاعر ويشعر بالمسؤولية ويتحرك بكل ما يمكنه، وليس هناك أي تردد عند شعبنا العزيز في أي شيء يستطيعه نصرة لفلسطين، لا حسابات سياسية ولا أي اعتبارات”.

ولفت إلى أن الشعب اليمني لا يكترث للأعداء ولا يخاف من أمريكا التي خاف منها أكثر أبناء الأمة، وخاف منها زعماء وقادة وحكومات ونخب وعلماء دين، وسيواصل اليمن موقفه وهو ثابت على هذا الموقف بهذا الزخم والحضور الإيماني العظيم.

وتحدث قائد الثورة عن جبهة اليمن المساندة للشعب والقضية الفلسطينية والتي نفذت عمليات ضد السفن هذا الأسبوع بـ 15 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة والعمليات مستمرة.

وجدّد التأكيد على أن الرد على الاعتداء الصهيوني على الحديدة آت حتما وله مساره وتجهيزاته وتكتيكه وله إمكاناته المخصصة.

وبين أن الغارات الأمريكية المعادية بلغت هذا الأسبوع 10 غارات، منها ثمان غارات على الحديدة وغارتان على حجة وصنعاء، مشيراً إلى أنه في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” حظي بشرف الشهادة في سبيل الله 73 شهيداً و181 مصاباً.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني يقدم التضحيات والشهداء في سبيل الله في تأكيد على عدم تخاذله يوم تخاذل أكثر أبناء الأمة عن نصرة فلسطين.

وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تشكيل حكومة التغيير والبناء في هذا الأسبوع .. وقال “كنا نأمل إنجاز هذه الخطوة في شهر محرم وحصل التأخير لأسباب عملية”.

وأفاد بأن التشكيل لحكومة “التغيير والبناء” تميز بمعالجة التضخم، فبعد أن كانت الحكومة مكونة من 44 وزيراً أصبحت 19 وزيراً كبداية للتصحيح، كما تميز التشكيل الحكومي بفريق عمل نسأل الله أن يمده بالنجاح، ومسار التغيير في الجانب الحكومي سيستمر لتصحيح وضعه وكذلك القضاء.

وأضاف “الحكومة الجديدة تحتاج إلى فرصة لتتحرك في أداء مهامها وعليها التزامات كثيرة في مسار الإصلاح الإداري والمعاملات والإجراءات، ولن يتغير كل شيء في لحظة واحدة، لأن على الحكومة التزامات كثيرة في الإصلاح الإداري وتصحيح آلياتها في المعاملات والإجراءات وغيرها”.

وبين قائد الثورة أن المسار الإداري مهم جداً فيما يتعلق به من تصحيح وتصويب وفي مهامه التنفيذية والعملية ومواجهة الظروف التي يعيشها البلد، مؤكداً أن الحكومة تحتاج إلى تعاون الجميع وإلى الوقت، والثمرة إن شاء الله ستتجلّى في الواقع.

وأشار إلى أن الحكومة ستعمل بصلاحياتها القانونية ووفق برنامج عمل وأولويات محددة وبحسب الظروف والإمكانات المتاحة وبرقابة، مضيفاً “من نجح من فريق العمل فله نجاحه، ومن ظهرت عدم جدارته بالمسؤولية من خلال الواقع العملي سيتم تغييره”.

وتابع “النجاح في التغيير هو في التعاون والتكامل ما بين الحكومة والشعب في ظل الظروف الصعبة والحرب الشاملة التي تستهدف بلدنا، ولا بد أن نتحرك من منطلق المسؤولية العامة بفهم صحيح بالمسؤولية وتكامل الأدوار وتجاوز الأنانيات والحسابات الضيقة”.

وأوضح السيد القائد أن من سيتجهون لإعاقة مسار التغيير هم من حساباتهم ضمن المصالح الشخصية أو الحزبية أو الفئوية الضيقة .. وقال “من يريد الخير لبلده ولشعبه فسيحرص على أن يسهم بشكل إيجابي ويتعاون بشكل جيد وبنصح صادق وبنفس صافية”.

وشدد على ضرورة التعاون الرسمي والشعبي لتفادي الأضرار وتقليلها وإغاثة المنكوبين والمتضررين، مضيفاً “لابد أن يتجه شعبنا للاستفادة من نعمة الغيث والأمطار في الجانب الزراعي والاهتمام بالمبادرات التي لها علاقة بالاستفادة من المياه، من إنشاء القنوات والحواجز والسدود وتصريف السيول لتفادي الأضرار.

وفيما يتعلق بالأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني، أكد قائد الثورة أن الشعب اليمني هو السبّاق والمتصدر على مستوى كل شعوب العالم، ومظاهرات الشعب اليمني والمسيرات والفعاليات والوقفات والندوات والأمسيات تميزت بكثافتها وزخمها واستمراريتها.

وأفاد بأن الأنشطة الشعبية من شواهد مصداقية الانتماء الإيماني والقيم الإنسانية للشعب اليمني العزيز، مبيناً أنه على مستوى التعبئة هناك أكثر 400 ألف متخرج من الدورات العسكرية والمئات من الأنشطة والعروض العسكرية.

وقال “طالما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني والحصار سنواصل عملياتنا العسكرية والأنشطة الشعبية كمهمة جهادية مقدسة”، مؤكداً “أن الثبات والاستمرارية جزء من إيماننا ووفائنا مع الله ومن صدقنا مع الله تعالى”.

ولفت إلى أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني والعملاء المنافقون يتمنون وقف العمليات العسكرية اليمنية ويضغطون على اليمن من أجل ذلك .. مضيفاً “هيهات هيهات أن يضعف موقفنا وأن تخلو الساحات، فشعبنا بوفائه وثباته ينطلق من منطلق إيماني لنصرة فلسطين”.

وعرّج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على جبهة الإسناد اللبنانية المستمرة بقوة في عملياتها المتصاعدة والمؤثرة على الأعداء، وفي المجال الإعلامي تأتي مشاهد الفيديو التي تشهد بفعالية وتأثير عمليات جبهة الإسناد في لبنان.. لافتا إلى أن هناك خوف وقلق صهيوني كبير من رد حزب الله ويحسبون للرد ألف حساب لأنهم يتوقعونه ردا موجعا ومؤثراً.

واستهل قائد الثورة كلمته بالتذكير بمواصلة العدو الإسرائيلي لجريمة القرن في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة على مدى 314 يوماً، معتبراً “مذبحة الفجر” أبشع جرائم العدو الصهيوني خلال الأسبوع الماضي باستهداف المصلين في مدرسة التابعين بثلاث قنابل أمريكية.

وأكد أن العدو الصهيوني استباح بمذبحة الفجر حياة المدنيين وانتهك قدسية الصلاة والمصلى وتعمد إبادة المصلين، مشيراً إلى أن حصيلة جرائم العدو ليوم واحد من 314 يوما كافية لأن يستفيق منها ضمير أي إنسان لم يطبع الله على قلبه.

وأوضح أن ردود الفعل في الساحة الإسلامية والعربية هي الحالة التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى “إنك لا تُسْمِعُ الْموْتَى، وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرين”، مبيناً أن جرائم العدو الفظيعة المتجددة لم تحرك الزعماء والحكومات العربية ولا حركتهم حجم مأساة الشعب الفلسطيني.

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن بعض الأنظمة العربية متواطئة، والعدو الإسرائيلي يتباهى بما يصله من أطنان الفواكه والمواد الغذائية، فيما الشعب الفلسطيني يتضور جوعاً، وبعض الأنظمة العربية تتحرك بكل ما أُوتيت من قوة لتوفير الحماية العسكرية للعدو والاعتراض لما يستهدفه من صواريخ أو طائرات مسيرة.

وأفاد بأن وسائل إعلامية عربية تحولت إلى منابر لتبرير جرائم العدو الإسرائيلي وإلى توجيه معنوي لصالحه وتوجيه لغة التحدي للأمة، وأكثر النخب في سبات لا موقف لها من غزة والبعض في نفس اتجاه السلطة التي تحكمهم.

وقال “قليل من علماء الدين لهم موقف مساند لفلسطين وأكثرهم ليس له تحرك لتعبئة الأمة للنهوض بمسؤوليتها الجهادية المقدسة، ومن يطلقون على أنفسهم “كبار العلماء” من رموز التكفير والفتنة لهم صوت، لكنه نهيق يدعو دائماً إلى الفتنة الطائفية”.

وبين السيد القائد أن رموز التكفير يسعون لصرف أنظار الأمة عن عدوها وقضيتها الحقيقية ويتجاهلون ما يحصل للشعب الفلسطيني ويخذلونه، مضيفاً “لا نسمع من رموز الفتنة إلا أنكر وأقبح الأصوات المشحونة بالافتراء والفتنة وخدمة العدو”.

وأشار إلى أن النخب السياسية والأكاديمية في الأمة غائبة، والبعض لها موقف إيجابي من غزة ينسجم مع انتمائهم للإسلام و”قليل ما هم”، متسائلاً “أين هي الشعوب المسلمة التي قد تصل إلى ملياري مسلم، لماذا لا تتحرك لهول ما يحدث في غزة؟”.

وتابع “لا عذر في ساحة القيامة لملياري مسلم، لا من قلة العدد ولا انعدام العدة، ولو تحرك مئات الملايين من المسلمين المتخاذلين وفق مسؤوليتهم لكانت الجرائم قد توقفت وتغير واقع الشعب الفلسطيني”.

وعدّ قائد الثورة تخاذل الأمة، إسهاماً يخدم العدو الإسرائيلي وإسهاماً في مأساة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن عناوين المسؤوليات الدينية الكبرى كالجهاد والأمر بالمعروف ونصرة المظلوم هي ذات صلة بمسؤولية الأمة في نصرة فلسطين.

وتساءل “أوليس ما يحدث في فلسطين وتلك المآسي التي لا مثيل لها كافية في أن تدرك الأمة مسؤوليتها لتتحرك وتقاتل وتتخذ المواقف العملية المؤثرة على الأعداء؟ وهل هناك ما يبرر للأمة أن تتثاقل وتتخاذل وتتجاهل ما يحصل في فلسطين وهو شيء فظيع؟”.

وقال “بياض الوجه والشرف والمجد والكرامة وفضل أداء الواجب المقدس هو للإخوة المجاهدين الصابرين الثابتين في غزة”، مبيناً أن المجاهدين في قطاع غزة يؤدون واجبهم الجهادي بصبر وثبات وتفانٍ واستبسالٍ منقطع النظير.

ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن عمليات المجاهدين في غزة وثباتهم يكشف فشل العدو الذريع وخيبة أمله، موضحاً أن عملية قصف “تل أبيب” يافا المحتلة لها دلالة مهمة جداً في التوقيت حيث كان يفترض العدو أنه قد أنهى كتائب القسام وأوصلها للعجز.

وأكد أن القسام في الشهر الحادي عشر من العدوان حاضرة بمستوى كبير وفاعل ومؤثر على العدو الإسرائيلي، معتبراً عمليات سرايا القدس والفصائل المجاهدة وثبات الشعب الفلسطيني دليلاً على الحضور الفاعل والمؤثر على العدو.

وذكر قائد الثورة أن تكرار إعلان المناطق عسكرية مأساة كبيرة ومظلومية رهيبة لكنه أيضا درسٌ كبير لكل الأمة عن مستوى الثبات والتمسك بالقضية، لافتاً إلى أن صبر المجاهدين وتحملهم درس كبير للأمة التي تتخاذل حتى عن أبسط المواقف والخطوات العملية.

وتابع “البعض من أبناء الأمة لا يريد أن يكلف نفسه أي خطوة عملية لمساندة الشعب الفلسطيني، لا بالتبرعات أو المقاطعة للبضائع ولا بالمظاهرات والموقف الإعلامي”.

ووصف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ثبات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بالعظيم رغم حجم المعاناة واستخدام العدو للطائرات في اعتداءاته، مشيرا إلى أن اقتحام المسجد الأقصى والقدس متكرر، وهذا في سياق العدوان الشامل لكل شيء في فلسطين.

وأكد أن اقتحام الأقصى الشريف هو تذكير للمسلمين جميعاً بمسؤوليتهم، لأن تلك المقدسات هي لكل المسلمين، والمسجد الأقصى والقدس من مقدسات المسلمين جمعياً في كل أنحاء الأرض، وعليهم مسؤولية أمام الله، وتجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية هناك.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی قائد الثورة أن الشعب الیمنی جرائم العدو على العدو الرد على فی غزة على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

النائب الحاج حسن: إسناد المقاومة لغزة دفاع استباقي عن لبنان

أشار رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن إلى أن "العدو وحلفاءه حاولوا أن يضغطوا بوسائل مختلفة من خلال التهديدات والموفدين والرسائل، ومن خلال القصف والإغتيالات والمجازر والعدوان على المدنيين وعلى القرى الآمنة، من أجل التأثير على المقاومة لتتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها، ولكن المقاومة قالت كلمتها مرات عديدة نحن مستمرون في إسناد أهل غزة وشعبها ومقاومتها الباسلة والشريفة".

وقال خلال إحياء قطاع بعلبك أسبوع "الشهيد على طريق القدس" محمد حسن طه في حسينية الإمام الخميني في بعلبك: "نحيي احتفالا تكريميا للشهيد، وفي الحقيقة لسنا نحن من يكرمه بل هو الذي يكرمنا، يعلي رؤوسنا، يرفع جباهنا، يقوي قلوبنا، يشحذ هاماتنا، وعندما نستمع إلى وصيته نزداد إيمانا ورسوخا وعزيمة، لأنه كمن سبقه من الشهداء، لم يبدلوا تبديلا، ونحن كذلك لم ولن نبدل تبديلا".

وأضاف: "بدأنا بالشهر الحادي عشر من بعد طوفان الأقصى، ونتنياهو يتحدث عن نصر حاسم، وإن شاء الله لن يصل إلى النصر الحاسم، بل سيصل العدو الصهيوني إلى الهزيمة المحققة، في كيان اعتاد على الانتصارات قبل عصر المقاومة، اعتاد أن يتغول على الدول العربية والاسلامية، ففي حزيران 1967 تمكن من الانتصار خلال أيام قليلة، لأول مرة في تاريخ الكيان مضى على طوفان الأقصى 11 شهرا وإسرائيل عاجزة عن تحقيق النصر، أو حتى عن رسم صورة نصر، هذا دليل عجز عند جيش العدو وكيانه".

وأكد ان "إسرائيل أخفقت في تحقيق الأهداف التي وضعها قادته في الأيام الأولى، وهي القضاء على المقاومة، استعادة الأسرى، وإعادة احتلال غزة. الكيان الصهيوني اليوم مازوم فهو عاجز عن تحقيق النصر، وعاجز عن استعادة أسراه بالقوة، ومأزوم في أنه فشل في تحقيق هدف القضاء على المقاومة. أما نتنياهو وبن غفير فهما مأزومان على المستوى الشخصي بعد هزيمة طوفان الأقصى، وبعد 11 شهرا من الإخفاقات، لذلك هم يهربون إلى الأمام بمزيد من ارتكاب المجازر، وبدء الهجوم على الضفة الغربية، وإعادة إعلان الأهداف الحقيقية للمشروع الصهيوني من جديد، وهي إنشاء كيان عنصري خال من غير الصهاينه، يعني تهجير من تبقى من الفلسطينيين في الضفة وغزة، وللأسف أكثر ما صدر عن المسؤولين العرب بعد الهجوم على الضفة الغربية بيان إدانة".

وأردف: "أيها الرؤساء والحكام العرب، وبعض الشعوب العربية، الذين ما زلتم توكلون أموركم للأميركي، الأميركي منافق ومخادع وكذاب، لا بل هو شريك في كل عدوان إسرائيلي على فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن والأردن ومصر وعلى كل الأمة، والأميركي يكذب عندما يقول أنه يريد إنهاء الحرب على غزة، لأنه في نفس الوقت يرسل السلاح والذخائر إلى كيان العدو بعشرات مليارات الدولارات، ويضغط على المؤسسات الدولية لمنع ملاحقة المسؤولين في كيان العدو".

واعتبر الحاج حسن أن "الإعلام الأميركي والغربي في خدمة العدو في معظمه، والنخب والقيادات السياسية والعسكرية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية في خدمة العدو، بل هم من يقود المعركة ويمولها ويديرها، الغرب والولايات المتحدة الأميركية لم يخرجوا يوما من عقلية الإستعمار والهيمنة".

ورأى أن "الإبادة في تاريخ الغرب ليست استثناء، كل تاريخ الغرب والجيوش الغربية إبادة، من فيتنام إلى كوريا والهند والصين واليابان والعراق وأفغانستان، إلى الهنود الحمر إلى السكان الأصليين في أستراليا، إلى أفريقيا وفلسطين، هذا هو التاريخ الغربي العسكري والسياسي في معظمه، إلا القلة القليلة من النخب الأكاديمية والجامعية والإعلامية والثقافية".

وأشار إلى أن "أي مستعمر لم يستطع أن يستمر في استعماره واحتلاله، كل المستعمرين خرجوا وهزموا، عندما تقف في مواجهتهم المقاومة تهزمهم، تطردهم، تمرغ أنوفهم في تراب الأرض العزيزة التي يحميها أبناؤها ويدافعون عنها".

وأردف: "76 سنة والإسرائيلي والأميركي والأوروبي والغربي يعملون لإبادة الشعب الفلسطيني، يرتكبون المجازر والإبادة والقتل والترهيب والتهجير، في المقابل نرى الصمود في غزة والمقاومة في الضفة، والشباب العربي الجاهز للشهادة، كما الشهيد الأردني صباح اليوم. لذلك لن يستطيع أحد أن يأخذنا بصورة الدمار ليثبط عزائمنا، أو بصورة القتل ليخيفنا، أو بصورة الجيوش ليرهبنا ويرعبنا. هذه الصور على مدى السنين لم تستطع النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني ولا الشعب اللبناني ولا الشعوب العربية والاسلامية، بل على العكس المقاومة اليوم رغم الخلل الكبير في التوازن في القوى والمقدرات، صامدة، عازمة، مصممة، قوية، قادرة ومقتدرة، وستستمر إن شاء الله تعالى".

وأعلن: "نحن في لبنان بدأنا في 8 تشرين الأول بإسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، وإلى اليوم نحن مستمرون، وسنستمر في إسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة والشريفة في غزة، وفي إسناد الشعب الفلسطيني إلى أن يتوقف العدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني. لقد حاول العدو وحلفاؤه أن يضغطوا بوسائل مختلفة من خلال التهديدات والموفدين والرسائل، ومن خلال القصف والإغتيالات والمجازر والعدوان على المدنيين وعلى القرى الآمنة، وبكل الوسائل، ومعهم للأسف جيوش تلفزيونية وإعلامية وبعض السياسيين، ووسائل الإعلام والمؤثرين، وقوى في لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى العالم، من أجل التأثير على المقاومة لتتراجع عن إسناد غزة ومقاومتها، ولكن المقاومة قالت كلمتها مرات عديدة نحن مستمرون في إسناد أهل غزة وشعبها ومقاومتها؛ نقدم الشهداء والشهداء القادة والجرحى، ونتحمل التضحيات، وأهل المقاومة يقدمون ويصبرون ويعرفون ان هذا الطريق هو الطريق الصحيح، وإن خلاف ذلك يعني تقصيرا وتخلفا ومساهمة في انتصار العدو لا سمح الله. وإن انتصار العدو يعني مخاطر حقيقية على لبنان، كما على كل فلسطين وسوريا والأردن والعراق ومصر وكل المنطقة".

وقال: "نحن لا نقوم فقط بإسناد غزة من منطلق الواجب وهذا ضروري، ولا من منطلق العقيدة وهذا ضروري، ولا من منطلق قومي وهذا ضروري، بل من منطلق وطني ومصالح وطنية لبنانية لدفع الأخطار الحقيقية التي يمكن ان تنجح في حال انتصار العدو في غزة أو في الضفة لا سمح الله، ومنها خطر التوطين، والمزيد من التهجير، وخطر المزيد من الإستقواء والإستعلاء الصهيوني في المنطقة، والخطر على الثروات وعلى الحدود والمياه والثقافة والتراث".

واعتبر أن "البعض لا يريد أن يسمع أو يرى، هم يتحدثون عن متطرفين في كيان العدو، هل يعني ذلك أن نتنياهو وبن غفير متطرفين، وان ليبرمان وشامير وبيغن وبن غوريون وجولدا مائير كانوا معتدلين، هؤلا جميعا طردوا الشعب الفلسطيني من أرضه وهجروه، هل كانوا حمائم سلام؟ كل الصهاينة هم متطرفون وقتلة وإرهابيون، لذلك هذه مسؤولية وهذا دفاع استباقي عن لبنان لو كان لبنان والدول العربية قاتلوا حقيقة عام 1948 لما وجد الكيان الصهيوني، ولما كان هناك لاجئين فلسطينيين مهجرين من أرضهم".

وختم الحاج حسن: "في ذكرى الشهيد السعيد محمد حسن طه، وفي ذكرى كل شهيد، نجدد تمسكنا وإيماننا ويقيننا وعهدنا مع الشهداء، ان الطريق الذي سلكتموه واستشهدتم فيه، سنكمله وسننتصر فيه بإرادة وعون من الله، وثقة ويقين بوعد الله، والله لا يخلف الميعاد".

مقالات مشابهة

  • مسيرات ضوئية في الحديدة تتويجا للاحتفال بالربيع المحمدي / صور
  • السيد صفي الدين: النهضة المقاومة في عالمنا العربي ستحرر فلسطين
  • لقاء موسع للعلماء والخطباء بتعز في إطار إحياء المولد النبوي
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على سوريا
  • السيد خامنئي: تضخيم القدرات أساس الحرب النفسيّة للأعداء ضدّ الشعوب
  • قائد الحرس الثوري: كابوس الرد الإيراني يهز الاحتلال
  • حزب الله يدك مرابض “الزاعورة” ويوقع ضباط العدو الصهيوني وجنوده بين قتيل ‌‏وجريح
  • سفير مصر برام الله لـ رئيس الوزراء الفلسطيني: نواصل جهودنا لـ وقف العدوان على غزة
  • “العمل الإسلامي” يبارك عملية جسر الملك حسين ضد العدو الصهيوني
  • النائب الحاج حسن: إسناد المقاومة لغزة دفاع استباقي عن لبنان