احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس في عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء، عيد الأبرشية، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بمشاركة لفيف الإكليروس.


وبعد الإنجيل كانت عظة للمطران ابراهيم ، تحدث فيها عن معاني العيد وحدد ثوابت مطرانية سيدة النجاة، وقال: "انطلاقا من هذه المسؤولية الوطنية والإنسانية واستلهاما لروحية هذا العيد وحفاظا على مسرى التاريخ العريق والدور المجيد الذي لعِبتهُ مطرانيةُ سيدةِ النجاة في خدمة زحلة والبقاع ولبنان أُعلن اليوم التزامها بالثوابت التالية: أولا، تتمسك مطرانية سيدة النجاة بالقيم الروحية كقوة دافعة للعمل من أجل السلام والعدالة والإنسانية، وتعميقِ الإيمان الذي يُشَكِّل مصدر قوة واستقرار في مواجهة التحديات.

والمحافظةِ على التراث الديني والثقافي الغني وتعزيز الوعي بأهمية هذا التراث كمصدرِ فخر واعتزاز للأجيال القادمة. وتبنِّي منهجيةٍ تجديدية في الرسالة الكنسية، تواكب التغيُّرات والتحديات المعاصرة، تسعى إلى بناء جسور تواصل بين الكنيسة والمجتمع المدني".

وأضاف: "ثانيا، تلتزم مطرانية سيدة النجاة تكريس الجهود لخدمة المجتمع المحلي في زحلة والبقاع ولبنان بشكل عام، من خلال المبادرات الإنسانية والتعليمية والاجتماعية التي تساهم في رفع مستوى الحياة والازدهار للجميع، وتحقيقَ الشفافيّة والتنمية المستدامة في العمل الاستشفائي وبالعمل على مشاريعٍ تنمويةٍ تخدم المجتمعَ على المدى القريب والبعيد وتبني الإنسان. كما تلتزم التزاما مطلَقا بالدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته، والعمل على تعزيز قيم العدل والمساواة والتسامح في المجتمع."

وتابع المطران ابراهيم: "ثالثا، إن مطرانية سيدة النجاة كانت وستبقى على الدوام مرجعية روحية ووطنية في خدمة الانسان، بابا مشرعا للجميع وحِضنا حاميا لكل صاحب قضيةٍ وحق دون أي تفرقة أو استنسابية. وهي ترقى فوق الصراعات والانقسامات السياسية والحزبية والعائلية وفوق كل أنواع الاصطفافات دون أن تخسر الدنو بمسافة واحدة من الجميع، وهي تلتزم دورها الريادي في فعل السلام ونشر الوئام وزرع المصالحات وروح الإلفة والاتفاق".

وشدد في النقطة الرابعة على الالتزام بالوحدة الوطنية والسلام وتعزيز روح التضامن والتآخي بين جميع مكوِّنات المجتمع اللبناني، والعمل على تجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية من أجل بناء وطن قوي ومستقر. كما تلتزم مطرانية سيدة النجاة بسياسة الانفتاح على كافة مكوِّنات الوطن وشرائح الشعب اللبناني وغنى تنوعه الديني والثقافي والإنساني".

وقال: "خامسا وأخيرا، تلتزم مطرانية سيدة النجاة نبذ الروح الطائفية البغيضة والتعصب على أنواعه، لكنها، إلى حين حلول الدولة المدنية، تلتزم الدفاع عن حقوق أبنائها ومراكزهم في دوائر الدولة وهيكليتها وتسعى إلى الحفاظ على الوجود المسيحي والحفاظ على الأرض والدور والهوية وتؤكد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية دون أي تأخير ليسلمَ الوطن."

أضاف: "هذه الثوابت الخمس تنبع من السلام وتصب في بحر السلام. لأننا نؤمن أن بهذا السلام تُبنى الأوطان ويُبنى الإنسان. كما نؤمن أن في حياة الأوطان لحظات يصطادها الحكماء وذوو الرؤى الثاقبة، وهي الآن حاضرة، فلا نُضيِّعَنَّها لأن ذلك يوازي الانتحار. إنها مسؤوليةٌ ملقاةٌ على ضميركم وضميرنا، وهذا ما يطلبهُ منا أبناءُنا وبناتنا الحالمون بوطن أفضل وهم يستجدون منا فرصة الوحدة والمصالحة والسلام لكي نحصُلَ على بركة الله التاريخ والإنسانية. في الختام، تعدنا مريمُ، ملكةُ السلام بالفرح، حسبما ورد في سفر الأمثال: "الغش في قلب الذين يفكرون في الشرّ. أما المبشرون بالسلام، فلهم فرح "." لقمةٌ يابسة، ومعها سلام، خير من بيت مليء بالذبائح، مع الخصام ."

 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ابراهيم ترأس قداس عيد مولد السيدة العذراء في زحلة: تواصل حمايتنا بصلواتها وشفاعتها

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد مولد السيدة العذراء، فترأس قداساً في باحة مقام سيدة زحلة والبقاع، عشية العيد، بمشاركة الآباء: ايلياس ابراهيم، عبدالله سكاف، ادمون بخاش وطوني الفحل، بحضور جمهور كبير من المؤمنين تقدمهم المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود.

وألقى ابراهيم عظة تحدث فيها عن ميلاد مريم العذراء ومعانيه في الحياة اليومية، فقال: "..إن مولد العذراء مريم يرمز إلى إشراقة النور في عالم كان يتخبط في ظلام الخطيئة. هي الممتلئة نعمة التي اختارها الله منذ الأزل لتكون أماً لابنه الوحيد. قداسةُ مريم تتجلى في طاعتها الكاملة لمشيئة الله، وفي نقاء قلبها الذي لم يعرف أي خطيئة. لم تتردد لحظة في قبول الدعوة الإلهية، بل استقبلتها بحب وإيمان مطلق".

أضاف: "هذه القداسة ليست مجرد فضيلة فردية، بل هي دعوة لكل واحد منا للسير على خطاها. عندما نتأمل في حياتها، ندرك أن الطاعة لمشيئة الله ليست عبئاً، بل هي طريق إلى الفرح الحقيقي. مريم تعلّمنا أن القلب النقي، المستعد للإصغاء لصوت الله، هو قلب يفيض نعمة وبركة. فليخب ظن كل من أرادنا قلوبا تفيض بالحزن واليأس. إن مريم العذراء معنا، فاعلموا أيها الفاسدون وانهزموا، لأن العذراء معنا. إنها حاميتُنا وقائدتنا. بأمومتها نتقوى ونستنير. إنها أمُّنا، أمّ الكنيسة وأمّ المؤمنين. من على الصليب، منحها المسيح لنا أمًا عندما قال: "يا امرأة، هوذا ابنك" (يوحنا 19:26). في تلك اللحظة، أصبحت مريم أمًا لكل البشرية، حاضنة لكل من يؤمن بالمسيح. هذه الأمومة ليست عاطفية فقط، بل هي دعوة لكل مؤمن بأن يجد فيها ملجأ وسنداً في حياته".

وتابع: "مريم، الأم الحنون، ترعى أبناءها في كل الأوقات. لم تتخل عن الكنيسة، بل هي ترافقها في كل محنة، كما رافقت المسيح في طريق الآلام. لقد وقفت بجانب الصليب، وهي اليوم تقف بجانبنا، تحمينا وترافقنا في طريقنا نحو الخلاص. أمومتها لنا هي تعبير عن حب الله اللامتناهي لنا. عبر تاريخ الكنيسة، كانت مريم دائمًا حاضرة في لحظات المحن والتحديات. ظهوراتها المباركة في لورد، وفاطيما، وغوادالوبي وغيرها، كانت نداءً للعالم للتوبة والعودة إلى الله. من خلالها، يُظهر الله رحمته ويعلن عن محبته اللامحدودة للبشرية. مريم هي القناة التي من خلالها يتدفق النور الإلهي ليغمر الأرض بسلامه. وإننا عندما نتأمل في دور مريم عبر التاريخ، نرى أنها ليست فقط أمًا روحية، بل هي قائدة تقود الكنيسة في أوقات الظلام. هي التي تشفع لنا أمام عرش النعمة، وتدعو العالم إلى السلام والمصالحة مع الله".

وأردف قائلاً: "في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان، نقف جميعًا أمام التحديات الكبيرة التي تهدد كياننا ووحدتنا وسلامنا. لكن، كما حمت مريم زحلة ولبنان في الماضي، هي اليوم تواصل حمايتنا بصلواتها وشفاعتها. كيف ننسى حماية مريم العجائبية لزحلة في محنتها. إنها "سيدة زحلة والبقاع" حيث تنحني الرُب للصلاة والتوبة وهي وحدها تعلم كم من الأعاجيب أجرت في هذا المكان التي تقدسه. وكيف ننسى تلك اللحظات التي التجأنا فيها إليها في أوقات اليأس والحروب والمحن؟ مريم هي سيدة السلام، وهي التي تطلب منا اليوم أن نتحد ونصلي من أجل وطننا. لبنان، هذا البلد الذي وضع تحت حمايتها، يمر بأزمة قد تهزّ إيمانه وثقته بالله. لكننا على يقين أن شفاعة مريم لن تترك هذا البلد يسقط. في هذه الأيام الصعبة، نحن بحاجة إلى أمومتها وشفقتها أكثر من أي وقت مضى. دعونا نلجأ إليها بقلوب مفتوحة، طالبين منها أن تمد يدها الحانية لتحمي وطننا وتردّه إلى درب السلام".

وختم ابراهيم: "أيها الأحباء، إن مولد العذراء مريم هو دعوة لنا جميعًا لكي نجدد إيماننا بالله وبقدرته على تحويل الظلام إلى نور. فلنضع كل مخاوفنا وآلامنا بين يديها، ولنتعلم منها كيف نكون أبناءً طائعين لله، ونمضي قدمًا بثقة بأن يد الله تعمل من خلالنا. نطلب من السيدة العذراء مريم، سيدة زحلة، أن تظل حامية لهذه المدينة المباركة، وللبنان الحبيب، وأن تمنحنا الحكمة والقوة لمواجهة التحديات، والإيمان بأن الله معنا في كل لحظة وأن تشفي وتعيد ألينا سالماً الأرشمندريت إيلي بو شعيا، كاهن المقام المحترم الذي يرسل لكم محبته وتحياته. أشكر كل من يتعب في هذا المقام من متطوعين وموظفين وأشكر خصوصا الأستاذة ساندرا جريجيري على كل ما تبذله من جهود في الحفاظ على هذا المقام المقدس. كما أشكر الأستاذ مارون مخول، رئيس منتدى زحلة الثقافي، والمرنمة ريتا برهوم وفرقة ميوزيكا والأستاذ ايلي طرباي وجماعة الخدمة الصالحة ومهندسي الصوت والإعلاميين الذين نظموا وغطوا هذا الرسيتال الديني الذي سنحضره بعد هذا القداس مباشرة. أشكر إخوتي الكهنة والشمامسة المشركين معي في هذا القداس الإلهي وأقول للجميع: كل عيد وأنتم بألف خير. آمين".

 

مقالات مشابهة

  • البطريرك الراعي زار كنيسة سيدة الفرح في زحلة
  • تقرير: اغتصاب 12 سيدة من حركة الخدمة في السجون التركية!
  • القوات اللبنانية: الحل لانتخاب رئيس للجمهورية الالتزام بالدستور
  • رزق ترأس قداس عيد ميلاد العذراء في دير سيدة النجاة - زوق مكايل
  • لقاء سيدة الجبل يدعو بري لفتح أبواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس
  • تحرير 143 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم  بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • تأرجح بين بين زيارة بوريل والفرصة السانحة لانتخاب رئيس
  • سمو رئيس مجلس الوزراء يهنئ الرئيس عبدالمجيد تبون بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية
  • رئيس جامعة بني سويف يزور مطرانية بني سويف
  • ابراهيم ترأس قداس عيد مولد السيدة العذراء في زحلة: تواصل حمايتنا بصلواتها وشفاعتها