القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع أعمال الإعمار والترميم الحيوية والجوهرية داخل المسجد الأقصى المبارك، وتفرض قيودًا مشددة على تنفيذها، رُغم حاجة المسجد الماسة لترميم الأبنية والمصليات.

وقالت مصادر مقدسية لوكالة "صفا"، إن شرطة الاحتلال تتعمد مواصلة عرقلة ومنع الترميم والإعمار في المسجد منذ مطلع تموز/ يوليو الماضي، وخاصة ما يتعلق بالمصليات والساحات والأرضيات، ولا تسمح إلا بترميم أمور شكلية في مواقع ظاهرة.

وأضافت أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك لأن تصبح أبنية الأقصى وحجارته متهالكة، لأنه يبحث عن أي وسيلة لجعله "ينهار وحده"، خشيةً من ردة الفعل الفلسطينية والعربية والعالمية إزاء هدم المسجد.

وأوضحت أن الاحتلال يُريد أن يُصبح تواجد المسلمين داخل المسجد خطرًا على حياتهم، فهو يعمل طيلة العام على تفريغه من الفلسطينيين.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تمنع موظفي لجنة الإعمار ولجان متخصصة من الاطلاع عما يدور داخل الأقصى، وما يجري أسفله وفي محيطه من حفريات، نظرًا لأن الكشف عن ذلك من شأنه أن يُفشل مخططاته التهويدية ضد المسجد.

ولفتت إلى أن نوافذ المصلى القبلي، والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وغيرها من المصليات والأبنية التي تتأثر نتيجة الحفريات، كلها بحاجة ماسة لأعمال ترميم وصيانة بشكل دائم، كونها أبنية تاريخية قديمة قائمة منذ مئات السنين.

ووفق المصادر، فإن الاحتلال يسمح بإعمار أقل من 1% مما يحتاجه المسجد الأقصى، وكلها أمور شكلية لـ"ذر الرماد في العيون"، ولإيصال رسالة مفادها بأنه لا يُمانع الإعمار والترميم.

ولفتت إلى أن "لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الإسلامية شبه مشلولة، ولا تستطيع القيام بأية أعمال ترميم وصيانة داخل المسجد إلا بموافقة من شرطة الاحتلال".

وحذرت المصادر من مخاطر استمرار منع الإعمار والترميم داخل الأقصى، بما يؤدي لحدوث تشققات وانهيارات في مبانيه وحجارته، كما جرى مؤخرًا سقوط حجارة من مصلى قبة الصخرة المشرفة، نتيجة بداية تصدّع في أبنية المسجد.

وأضافت أنه "بفعل الحفريات الإسرائيلية واستخدام أدوات ومواد للبحث عن بقايا الهيكل المزعوم أسفل المسجد، وسحب الأتربة والصخور منه، أصبحت غالبية المباني معلقة بالهواء".

وأوضحت أن العوامل الطبيعية تُؤثر بشكل كبير على أبنية المسجد المبارك، وهناك تخوف من تسرب مياه الأمطار أو حدوث تغيرات في الطبقة الأرضية قد تؤدي لانهيار هذه المعالم والأبنية التاريخية.

ومطلع يوليو الماضي، قررت شرطة الاحتلال منع موظفي لجنة الإعمار من العمل في جميع أقسامها داخل المسجد الأقصى بشكل كامل، وهددت مديرها باعتقال أي موظف يُباشر الترميم ويُخالف القرار.

لكنها سمحت قبل عدة أيام بالعمل على ترميم قبة السلسلة شرقي قبة الصخرة، بوتيرة بطيئة جراء استمرارها بالتضييق ومراقبة كل أعمال اللجنة.

خطر حقيقي

وقال الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب إن الاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لأجل تحقيق هدفه في هدم المسجد الأقصى، لذلك يتعمد منع إعمار وترميم المباني والساحات.

وأوضح شهاب، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أن أساسات المسجد باتت في خطر حقيقي، بسبب عدم ترميمها وصيانتها، رغم أنها بحاجة ماسة لذلك.

وأضاف "هناك انهيارات وتساقط للحجارة في مصلى الأقصى القديم، نتيجة الحفريات والأنفاق أسفله، ومنع الاحتلال ترميمه"، مبينًا أن الاحتلال يريد هدم الأقصى، والتدخل في صلاحيات الأوقاف، من خلال منع الإعمار.

وحذر شهاب من خطورة أي انهيارات قد تحدث بأبنية الأقصى، وتحديدًا المصلى القبلي ومصلى قبة الصخرة، سواء بسبب الأنفاق أو عدم ترميم الأساسات، أو تسرب مياه الأمطار إليها، أو اختراق طائرات الاحتلال حاجز الصوت.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى ترميم المسجد الأقصى الأقصى في خطر المسجد الأقصى داخل المسجد الاحتلال ی المسجد ا

إقرأ أيضاً:

توصيات أمنية إسرائيلية بفرض قيود مشددة في الأقصى خلال رمضان

أوصت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي المستوى السياسي بفرض قيود مشددة على أداء الصلاة في المسجد الأقصى في القدس خلال شهر رمضان المبارك.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية اليوم الاثنين أن التوصيات، التي تبلورت خلال مشاورات بين وزارة الدفاع والشرطة والشاباك ومصلحة السجون، تتضمن تحديد عدد المصلين في الأقصى ببضعة آلاف فقط.

وأوضحت القناة أنه بموجب هذه التوصيات فإنه سوف يسمح لـ10 آلاف شخص فقط بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان.

ومن المقرر أن تبحث حكومة بنيامين نتنياهو هذه التوصيات قريبًا لاتخاذ قرار بشأنها.

الاحتلال يمنع أهالي الضفة الغربية من دخول الأقصى دون تصريح (غيتي)

 

وتكثف سلطات الاحتلال من تضييقها على القدس والمقدسيين خاصة المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة مع حلول شهر رمضان المبارك.

ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية إلى تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية لدخول القدس عبر حواجز عسكرية محصنة أقيمت في جهات عدة حول المدينة.

وإلى جانب الانتشار العلني والسري لعناصر الشرطة والمخابرات الإسرائيلية في القدس، تلعب مراكز الشرطة التي فرضها الاحتلال دورا أساسيا في قمع الفلسطينيين وتعزيز الرقابة المشددة عليهم.

وتندلع عادة مواجهات في المسجد الأقصى بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي تعزز انتشارها في ساحات الحرم وتفرض قيودًا صارمة على دخول المصلين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يهدم مباني فلسطينية ومستوطنون يقتحمون الأقصى
  • مشروعان استيطانيان ضخمان في حي الشيخ جراح لتطويق المسجد الأقصى
  • قيود إسرائيلية جديدة على الصلاة في الأقصى خلال رمضان
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • توصية إسرائيلية بفرض قيود على الصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان
  • توصيات أمنية إسرائيلية بفرض قيود مشددة في الأقصى خلال رمضان
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • الاحتلال يعتزم منع أسرى محررين من دخول الأقصى في رمضان
  • الاحتلال يمنع سدنة الحرم الإبراهيمي من الدخول لأروقته.. واحتجاجات ببلدة في حيفا
  • قبيل رمضان.. هكذا تُحكم شرطة الاحتلال قبضتها على الأقصى