الموت.. يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات، حيث يسرق منّا الفرحة والسّعادة. ويقلب حياتنا رأساً على عقب. يخطف منّا أحبّتنا، ويفرّق جمعنا، ويُخيّم على قلوبنا الأحزان. يأتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الأحبّة معتماً، والشّمس مظلمة. وتصبح حياتنا صحراء قاحلة بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان.
عندما يرحل الأحبّة لا نصدّق أنّهم لم يعودوا موجودين في عالمنا، لا نصدّق ولا نريد أن نصدّق أنّهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم، فكم هي مريرة لوعة الأشواق إليهم.
وقد قال الإمام الشافعي في إحدى قصائده عن الموت والدنيا.
النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت أن السّعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدّهر نبنيها.
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها.
فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت أمست خراباً وأفنى الموت أهليها .
لا تركننّ إلى الدّنيا وما فيها فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها.
لكلّ نفس وإن كانت على وجل من المنيّة آمال تقوّيها.
المرء يبسطها والدّهر يقبضها والنّفس تنشرها والموت يطويها.
إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة الدّين أولّها والعقل ثانيها.
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها .
والبرّ سابعها والشّكر ثامنها والصّبر تاسعها والّلين باقيها.
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها .
واعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرّحمن ناشيها .
قصورها ذهب والمسك طينتها والزّعفران حشيش نابت فيها أنهارها.
لبنٌ محمّضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها.
والطّير تجري على الأغصان عاكفةً تسبّحُ الله جهراً في مغانيها.
من يشتري الدّار في الفردوس يعمرها بركعةِ في ظلام الّليل يحييها.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
أسرار جديدة حول قناع الملك الشاب توت عنخ آمون.. هل صنع لامرأة؟
في الرابع من نوفمبر 1922، توصل الباحث البريطاني هوارد كارتر، المهتم بالمصريات، إلى مقبرة توت عنخ آمون على الضفة الغربية للنيل في وادي الملوك، حيث عثر على درجات سلم تؤدي إلى المقبرة، ووضع فورًا خطة للكشف عن هذا الاكتشاف الأثري المذهل، ودخل «كارتر» وفريقه إلى المقبرة، فوجدوا كميات هائلة من الكنوز الذهبية التي لم تمس، والتي لم يسبق لها مثيل لملك في العالم.
مرّ على هذا الكشف المذهل، الذي عُثر فيه على قناع توت عنخ آمون الشهير بقناع الموت، أكثر من 100 عام تقريبًا، ويُعتبر القناع أحد أكثر الآثار المصرية شهرة في العالم، ولكن أبحاثًا جديدة أُجريت في الساعات الماضية من قبل العلماء، ونشرتها صحيفة «ديلي ميل»، كشفت عن مفاجآت جديدة.
مفاجآت جديدة حول قناع توت عنخ آمونقال فريق من جامعة يورك في المملكة المتحدة إن الثقوب الموجودة في قناع توت عنخ آمون من ناحية الأذنين تشير إلى أن القناع كان مخصصًا في الأصل لامرأة ذات مكانة عالية أو طفل، وربما كان مخصصًا لزوجة أب الملك توت عنخ آمون التي لم يتم العثور على جثتها أبدًا.
ويفترضون أن وفاة توت عنخ آمون المفاجئة في سن الثامنة عشرة ربما أدت إلى تشكل القناع فوق وجه المالك الحقيقي للقناع، وقالت البروفيسورة جوان فليتشر: «هذا القناع لم يُصنع لفرعون ذكر بالغ، عندما أجريت دراسة حول قناع الذهب، وجدنا أن الوجه مصنوع من ذهب مختلف تمامًا عن بقية الأقنعة».
ما سر الأذنين المثقوبتين في قناع توت عنخ آمون؟يزعم الباحثون أنهم توصلوا إلى هذه النظرية الجديدة بعد إعادة فحص السجلات التاريخية للحفريات التي جرت عام 1922، والتي أشارت إلى تعديلات جسدية على القناع لا تتوافق مع التقاليد المصرية القديمة، وقد لفتت وثيقة واحدة على وجه الخصوص انتباه البروفيسورة فليتشر، وكان نصها: «ركزت على سمة واحدة تم تجاهلها لفترة طويلة، وهي الأذنان المثقوبتان بشكل واضح على قناع الموت».
ورغم أن الفراعنة كانوا يرتدون الأقراط، إلا أن التعديلات لم تُجر على قناع الموت، حيث كان يتم ثقب الأذنين فقط في الأقنعة التي كانت تُصنع للملكات والأطفال، كشفت البروفيسورة فليتشر عن هذه الحقائق في فيلم وثائقي صدر مؤخرًا، حيث أكدت أنها متأكدة من أن قناع الموت لم يكن مصممًا خصيصًا للملك توت.
أصل الفكرة ولمن يعود القناع؟طُرحت هذه الفكرة لأول مرة عام 2015 من قبل عالم المصريات نيكولاس ريفز، الذي ادعى أن غطاء الوجه الذهبي صُنع في الأصل للملكة نفرتيتي، زوجة أب الملك الشاب، والتي تزوجت من أخناتون والد توت عنخ آمون، ولكن قبرها لم يُكتشف بعد.
وتولى الملك توت عنخ آمون عرش مصر عندما كان عمره 9 سنوات فقط، وحكم من عام 1332 قبل الميلاد إلى عام 1323 قبل الميلاد، وفي عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر القناع في مقبرة توت الفخمة في وادي الملوك على الضفة الغربية لنهر النيل.
صُنع قناع الموت لكل من الفراعنة والأشخاص العاديين لتكريم المتوفى وإنشاء اتصال مع العالم الروحي، وكان يُصمم على شكل وجه الشخص لمساعدة روح المتوفى على العودة إلى جسده حتى يتمكن الإله المصري أنوبيس من محاكمته.