الثورة نت|

قال قائد الثورة ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إن العدو الإسرائيلي يواصل جريمة القرن في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة لليوم لـ 314 على التوالي.. مشيرا إلى أن “مذبحة الفجر” أبشع جرائم العدو الصهيوني خلال الأسبوع الماضي باستهداف المصلين في مدرسة التابعين بـ 3 قنابل أمريكية.

وأضاف السيد القائد، في كلمة له اليوم، حول آخر تطورات العدوان الاسرائيلي على غزة والمستجدات الاقليمية، أن العدو استباح بمذبحة الفجر حياة المدنيين وانتهك قدسية الصلاة والمصلى وتعمد إبادة المصلين.

. لافتا إلى أن حصيلة جرائم العدو ليوم واحد من 314 يوما كافية لأن يستفيق منها ضمير أي إنسان لم يطبع الله على قلبه.

وأشار إلى أن ردود الفعل في الساحة الإسلامية والعربية هي الحالة التي عبر عنها القرآن بقوله تعالى “إنك لا تُسْمِعُ الْموْتَى، وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرين”.. قائلا: إن جرائم العدو الفظيعة المتجددة لم تحرك الزعماء والحكومات العربية ولا حركتهم حجم مأساة الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية متواطئة، والعدو الإسرائيلي يتباهى بما يصله من أطنان الفواكه والمواد الغذائية، فيما الشعب الفلسطيني يتضور جوعا.. مبينا أن بعض الأنظمة العربية تتحرك بكل ما أوتيت من قوة لتوفير الحماية العسكرية للعدو والاعتراض لما يستهدفه من صواريخ أو طائرات مسيرة.

وأوضح السيد القائد، أن وسائل إعلامية عربية تحولت إلى منابر لتبرير جرائم العدو الإسرائيلي وإلى توجيه معنوي لصالحه وتوجيه لغة التحدي للأمة.. كما أن أكثر النخب في سبات لا موقف لها من غزة والبعض في نفس اتجاه السلطة التي تحكمهم.

وأضاف أن قليل من علماء الدين لهم موقف مساند لفلسطين وأكثرهم ليس له تحرك لتعبئة الأمة للنهوض بمسؤوليتها الجهادية المقدسة.. قائلا: إن من يطلقون على أنفسهم “كبار العلماء” من رموز التكفير والفتنة لهم صوت، لكنه نهيق يدعو دائما إلى الفتنة الطائفية.

وبين قائد الثورة، أن رموز التكفير يسعون لصرف أنظار الأمة عن عدوها وقضيتها الحقيقية ويتجاهلون ما يحصل للشعب الفلسطيني ويخذلونه.. موضحا بالقول: لا نسمع من رموز الفتنة إلا أنكر وأقبح الأصوات المشحونة بالافتراء والفتنة وخدمة العدو.

وأشار إلى أن النخب السياسية والأكاديمية في أمتنا غائبة، والبعض لها موقف إيجابي من غزة ينسجم مع انتمائهم للإسلام و”قليل ما هم”.. متسائلاً بالقول: أين هي الشعوب المسلمة التي قد تصل إلى ملياري مسلم، لماذا لا تتحرك لهول ما يحدث في غزة؟!

وأكد السيد القائد، أن لا عذر في ساحة القيامة لملياري مسلم، لا من قلة العدد ولا انعدام العدة.. مشيرا إلى أنهُ لو تحرك مئات الملايين من المسلمين المتخاذلين وفق مسؤوليتهم لكانت الجرائم قد توقفت وتغير واقع الشعب الفلسطيني.

وجدد التأكيد على أن تخاذل الأمة هو إسهام يخدم العدو الإسرائيلي وإسهام في مأساة الشعب الفلسطيني.. موضحا أن عناوين المسؤوليات الدينية الكبرى كالجهاد والأمر بالمعروف ونصرة المظلوم هي ذات صلة بمسؤولية الأمة في نصرة فلسطين.

وتساءل بالقول: أوليس ما يحدث في فلسطين وتلك المآسي التي لا مثيل لها كافية في أن تدرك الأمة مسؤوليتها لتتحرك وتقاتل وتتخذ المواقف العملية المؤثرة على الأعداء؟.. مضيفا: هل هناك ما يبرر للأمة أن تتثاقل وتتخاذل وتتجاهل ما يحصل في فلسطين وهو شيء فظيع؟!

 

ثبات المجاهدين في غزة:

أكد قائد الثورة ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المجاهدون في قطاع غزة يؤدون واجبهم الجهادي بصبر وثبات وتفانٍ واستبسالٍ منقطع النظير.. قائلا: إن بياض الوجه والشرف والمجد والكرامة وفضل أداء الواجب المقدس هو للإخوة المجاهدين الصابرين الثابتين في غزة.

وأوضح أن عمليات المجاهدين في غزة وثباتهم يكشف فشل العدو الذريع وخيبة أمله.. مشيرا إلى أن  عملية قصف “تل أبيب” يافا المحتلة لها دلالة مهمة جدا في التوقيت حيث كان يفترض العدو أنه قد أنهى كتائب القسام وأوصلها للعجز.

وأضاف أن القسام في الشهر الحادي عشر من العدوان حاضرة بمستوى كبير وفاعل ومؤثر على العدو الإسرائيلي.. كما أن عمليات سرايا القدس والفصائل المجاهدة وثبات الشعب الفلسطيني دليل على الحضور الفاعل والمؤثر على العدو الصهيوني.

وأشار إلى أن تكرار إعلان المناطق عسكرية مأساة كبيرة ومظلومية رهيبة لكنه أيضا درسٌ كبير لكل الأمة عن مستوى الثبات والتمسك بالقضية.. مؤكدا أن صبر المجاهدين وتحملهم درس كبير للأمة التي تتخاذل حتى عن أبسط المواقف والخطوات العملية.

ولفت إلى أن البعض من أبناء الأمة لا يريد أن يكلف نفسه أي خطوة عملية لمساندة الشعب الفلسطيني، لا بالتبرعات أو المقاطعة للبضائع ولا بالمظاهرات والموقف الإعلامي.. قائلا: إن البعض من أبناء الأمة لهم مواقف الشامتين أو المتواطئين وهو ذنب عظيم يجعل الإنسان شريكا مع العدو الإسرائيلي في جرائمه.

وأكد قائد الثورة، أن ثبات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية عظيم رغم حجم المعاناة واستخدام العدو للطائرات في اعتداءاته.. مشيرا إلى أن اقتحام المسجد الأقصى والقدس متكرر، وهذا في سياق العدوان الشامل لكل شيء في فلسطين.

وقال السيد القائد، إن استهداف المقدسات هو تذكير للمسلمين جميعا بمسؤوليتهم الدينية وكذلك استهداف الشعب الفلسطيني لأنه جزء منهم.

 

جبهات الإسناد لغزة:

أكد قائد الثورة ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الإسناد لغزة مستمر من كل الجبهات.. مشيرا إلى أن قرار الرد من محور القدس والجهاد والمقاومة على جرائم العدو لا بد منه.

وأوضح السيد القائد، أن الرد على العدو قادم والقرار حاسم لا تراجع عنه أبدا وهو التزام إيماني إنساني أخلاقي.. قائلا: إن الرد هو التزام صادق من صادقين جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورة عملية لردع العدو.

وأضاف أن الأمريكي يبذل كل جهده لاحتواء الرد بخطوات سياسية ومنها الحديث عن حوار ومفاوضات والتحذير من التأثير عليها.. موضحا أن حركة حماس تعاملت بحكمة تجاه هذا المسار السياسي وقابلته بخطوة حكيمة تفضح الأمريكي وتحركاته العسكرية.

وأشار إلى أن الحشود الأمريكية لقطع بحرية والمجيء بطائرات إلى قواعد أمريكية في البلدان العربية لا يمكنه إلغاء القرار بالرد.. مؤكدا أن الرد على العدو هو قرار استراتيجي وضرورة فعلية لردع العدو الإسرائيلي المجرم واللئيم والجريء على ارتكاب الجرائم.

ولفت إلى أن مهما كانت مساعي احتواء الرد فهي فاشلة، والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد.. موضحا أن مسألة تأخير الرد هو في سياق عملي ليكون الرد موجعا للعدو، وفي مقابل حالة النفير الأمريكية لإعاقته والتقليل من تأثيره.

وقال إن التأخير له تأثير عملي على العدو ولم يسبق أن كان في مثل هذه المرحلة من الخوف كإلغاء الرحلات الجوية وقلق المستوطنين.. مضيفا أن الكل في كيان العدو في حالة هلع وخوف وإعلامهم يتحدث عن ذلك وواقعهم يشهد والتداعيات قائمة وحاصلة.. مبينا أنهُ ورغم الضخ الإعلامي المشكك من قبل الأعداء فالرد آتٍ آتٍ آتٍ حتماً، وبكل تأكيد ولا ينبغي لأحد الالتفات لذلك.

وأكد قائد الثورة، أن جبهة الاسناد اللبنانية مستمرة بقوة في عملياتها المتصاعدة والمؤثرة على الأعداء.. مشيرا إلى أن في المجال الإعلامي تأتي مشاهد الفيديو التي تشهد بفعالية وتأثير عمليات جبهة الإسناد في لبنان.. مبينا  أن هناك خوف وقلق صهيوني كبير من رد حزب الله ويحسبون للرد ألف حساب لأنهم يتوقعونه ردا موجعا ومؤثرا.

وفي ذات السياق،، أكد قائد الثورة، أن جبهة اليمن نفذت عمليات ضد السفن هذا الأسبوع بـ 15 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة والعمليات مستمرة.. مجددا التأكيد أن الرد على الاعتداء الصهيوني على الحديدة آت حتما وله مساره وتجهيزاته وتكتيكه وله إمكاناته المخصصة.

وأوضح أن الغارات المعادية الأمريكية بلغت هذا الأسبوع 10 غارات، 8 منها في الحديدة وغارتان على حجة وصنعاء.. قائلا: إن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حظي بشرف الشهادة في سبيل الله 73 شهيدا و181 مصابا.

وأشار إلى أن شعبنا العزيز يقدم التضحيات والشهداء في سبيل الله في تأكيد على عدم تخاذله يوم تخاذل أكثر أبناء الأمة عن نصرة فلسطين.

 

تشكل حكومة التغيير والبناء:

أوضح قائد الثورة ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن في هذا الأسبوع تم تشكل حكومة التغيير والبناء وكنا نأمل إنجاز هذه الخطوة في شهر محرم وحصل التأخير لأسباب عملية.. مشيرا إلى أن التشكيل الحكومي لحكومة “التغيير والبناء” تميز بمعالجة التضخم، فبعد أن كانت 44 وزارة أصبحت 19 وزارة كبداية للتصحيح.

وأضاف أن التشكيل الحكومي تميز بفريق عمل نسأل الله أن يمده بالنجاح، ومسار التغيير في الجانب الحكومي سيستمر لتصحيح وضعه وكذلك القضاء.. مبينا أن الحكومة الجديدة تحتاج إلى فرصة لتتحرك في أداء مهامها وعليها التزامات كثيرة في مسار الإصلاح الإداري والمعاملات والإجراءات.

وأكد السيد القائد، أنهُ لن يتغير كل شيء في لحظة واحدة، لأن على الحكومة التزامات كثيرة في الإصلاح الإداري وتصحيح آلياتها في المعاملات والإجراءات وغيرها.. مبينا أن المسار الإداري مهم جدا فيما يتعلق به من تصحيح وتصويب وفي مهامه التنفيذية والعملية ومواجهة الظروف التي يعيشها البلد.

وأشار إلى أن الحكومة تحتاج إلى تعاون الجميع وإلى الوقت، والثمرة إن شاء الله ستتجلى في الواقع.. مبينا أن الحكومة ستعمل إن شاء الله بصلاحياتها القانونية ووفق برنامج عمل وأولويات محددة وبحسب الظروف والإمكانات المتاحة وبرقابة.. قائلا: من نجح من فريق العمل فله نجاحه، ومن ظهرت عدم جدارته بالمسؤولية من خلال الواقع العملي سيتم تغييره.

ولفت إلى أن النجاح في التغيير هو في التعاون والتكامل ما بين الحكومة والشعب في ظل الظروف الصعبة والحرب الشاملة التي تستهدف بلدنا.. مبينا أنهُ لا بد أن نتحرك من منطلق المسؤولية العامة بفهم صحيح بالمسؤولية وتكامل الأدوار وتجاوز الأنانيات والحسابات الضيقة.. قائلا: إن من سيتجهون لإعاقة مسار التغيير هم من حساباتهم ضمن المصالح الشخصية أو الحزبية أو الفئوية الضيقة.

 

نعمة الغيث:

قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “إن الله سبحانه وتعالى منّ على بلدنا بالغيث، ولسوء التدبير والتخطيط تحصل أحيانا أضرار في بعض المناطق”.. مشيرا إلى أن التعاون الرسمي والشعبي مطلوب لتفادي الأضرار وتقليلها وإغاثة المنكوبين والمتضررين.

وأضاف أنهُ لا بد أن يتجه شعبنا للاستفادة من نعمة الغيث والأمطار في الجانب الزراعي والاهتمام بالمبادرات التي لها علاقة بالاستفادة من المياه، من خلال إنشاء القنوات والحواجز والسدود وتصريف السيول لها أهمية في تفادي الأضرار.

 

الأنشطة الشعبية المساندة للشعب الفلسطيني:

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني فيما يتعلق بالأنشطة المساندة للشعب الفلسطيني هو السبّاق والمتصدر على مستوى كل شعوب العالم.. مشيرا إلى أن مظاهرات شعبنا والمسيرات والفعاليات والوقفات والندوات والأمسيات تميزت بكثافتها وزخمها واستمراريتها.

وأوضح السيد القائد، أن الأنشطة الشعبية من شواهد مصداقية الانتماء الإيماني والقيم الإنسانية لشعبنا العزيز.. لافتا إلى أن على مستوى التعبئة هناك أكثر 400 ألف متخرج من الدورات العسكرية وهناك المئات من الأنشطة والعروض العسكرية.

وأضاف أنهُ طالما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني والحصار سنواصل عملياتنا العسكرية والأنشطة الشعبية كمهمة جهادية مقدسة.. مبينا أن الثبات والاستمرارية جزء من إيماننا ومن وفائنا مع الله ومن صدقنا مع الله سبحانه وتعالى.

وأشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني والعملاء المنافقون يتمنون وقف عملياتنا العسكرية ويضغطون على شعبنا من أجل ذلك.. قائلا: هيهات هيهات أن يضعف موقفنا وأن تخلو الساحات، فشعبنا بوفائه وثباته ينطلق من منطلق إيماني لنصرة فلسطين.

ولفت إلى أن شعبنا له إحساس بالإنسانية يوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالصمم فلا يسمعون استغاثة الشعب الفلسطيني وأوجاعه وآلامه.. مضيفا: يوم أن أصيب أكثر أبناء الأمة بالعمى نرى شعبنا يخرج في الساحات منهم 3 أجيال، الجد ويحضر ابنه ويحضر حفيده.

وبين قائد الثورة، أن المشاهد في الساحات مؤثرة، وامتزج فيها أثر الإيمان والإنسانية والشهامة الفطرية التي يتحلى بها شعبنا العزيز.. مشيرا إلى أن من يتأمل المشاهد في الساحات يتأثر كثيرا ويرتاح كثيرا، كم هو هذا الشعب شهم وثابت على قيمه، شعب يمتلك الحياة بكل ما تعنيه الكلمة.

وجدد قائد الثورة، التأكيد أن الساحات لن تخلو بإذن الله ما دام العدوان مستمرا على الشعب الفلسطيني.. مبينا أن العدو يحرص على أن يقيس من خلال الساحات واقع الأمة الإسلامية في كل شعوبها.

وأوضح أن على مدى الأسبوع تحصل جرائم فظيعة واقتحامات للمسجد الأقصى ثم الأعداء يقيمون، كيف هي ردة الفعل لشعوب الأمة.. لافتا إلى أن أمام جرائم القتل والتجويع يراقب الأعداء هل هناك من لا يزال غيورا من أبناء الأمة حيّ المشاعر والإحساس أم أن الناس قد مُسخوا.

وأضاف أن شعبنا يبيّن ردة فعله من جرائم وانتهاكات الأعداء كل أسبوع ويؤكد أنه لا يزال حيّ المشاعر ويشعر بالمسؤولية ويتحرك بكل ما يمكنه.. قائلا: ليس هناك أي تردد عند شعبنا العزيز في أي شيء يستطيعه لنصرة فلسطين، لا حسابات سياسية ولا أي اعتبارات.

وقال: شعبنا لا يكترث للأعداء لا يخاف من أمريكا التي خاف منها أكثر أبناء الأمة، وخاف منها زعماء وقادة وحكومات ونخب وعلماء دين.. مضيفا: شعبنا سيواصل موقفه وهو ثابت على هذا الموقف بهذا الزخم بهذا الحضور الإيماني العظيم.

ودعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الشعب اليمني العزيز للخروج المليوني غدا الجمعة في العاصمة والمحافظات خروجاً مشرفاً جهادًا في سبيل الله وإسنادًا للشعب الفلسطيني.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی شعبنا العزیز السید القائد مشیرا إلى أن وأشار إلى أن جرائم العدو على العدو الرد على مبینا أن وأضاف أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

اليمنيون للمجرم نتنياهو: ردُّنا قادم ولا أمانَ لكم

يمانيون../
من بينِ الرُّكامِ الذي خلَّفه القصفُ الأمريكي الصهيوني المشترَك، ينبري صوتُ اليمن الذي لا يُقهَرُ، في مشهدٍ تاريخي جديدٍ يعيد رسمَ معادلات القوة، ويكتُبُ فصلًا جديدًا من فصول الصراع مع هذا الكيان.

جاء صوت اليمن من أعماق الحصار، ومن تحت نيران القصف، ليرتفعَ مجدّدًا نصرةً لفلسطين، مناديًا “غزة ليست وحدَها”، وهذا ليس شعارًا عابرًا؛ بل عهدُ جهاد وإسناد يُترجَمُ اليوم إلى صواريخٍ باليستية ومُسيّراتٍ هجومية تضرِبُ العُمقَ الصهيوني وداعميه، ردعًا وتأديبًا، من البحر إلى البحر.

نتنياهو يعترف ويتهدّد.. والرسائلُ تنعكس:

مجرم الحرب نتنياهو، لم يُخفِ رُعْبَه من الضربات اليمنية الأخيرة، كما كان في الأولى؛ فظهرَ أمس خارجًا عن طورِه ليعترفَ صراحةً: “هؤلاء الحوثيون الذين تلقوا ضرباتٍ موجعةً منَّا ومن حلفائنا الأمريكيين”، مؤكّـدًا أن “يافا التي يتفاخر الحوثيون بضربها ليست محتلّة”، مهدّدًا: “سنَرُدُّ على هجماتهم”، حَــدَّ تعبيره.

في هذا الإطار؛ يرى خبراءُ ومحلِّلون استراتيجيون، أنَّ هذا الاعترافُ ومن أعلى سلطة القرار الصهيوني، يؤكّـدُ فاعليةَ الجبهة اليمنية، ويكشفُ عن تأثيراتها على كيان الاحتلال منذ اليوم الأول لانخراطها في معركة طوفان الأقصى، ويُفصِحُ عن تبعاتها وتداعياتها الموجعة في خاصِرة النسيج الاجتماعي والوعي الجَمْعي للكيان الصهيوني الرخو.

نتنياهو وبتصريحه الجماهيري الذي تناقلته معظمُ وسائل الإعلام العالمية -بحسب مراقبين- يرد صراحةً وبكل حقدٍ على السيد القائد وعلى ناطق القوات المسلحة، وعلى كُـلّ اليمنيين الأحرار، الذين دائمًا ما يذكرون اسمَ “يافا” كبديلٍ عما يُعرَفُ صهيونيًّا “تل أبيب”، ليقول: إن “يافا ليست محتلّة”، بل ويسرُدُ أدلتَه من الكتب اليهودية المحرَّفة التي تزعُمُ ملكيتَهم لهذه البلدة الفلسطينية.

هذه الزلة التي وقع بها نتنياهو -حدَّ المراقبين- ما كانت أن تأتيَ لولا دفعُ اليمنيون له، بتمسكهم بالتسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية، ومن خلال توجيه كُـلّ خطاباتهم وبياناتهم المرسِّخة لوجوديةِ “يافا”، صار هو من يؤكّـد وجودَها، رغم أنها شُطِبت من كُـلّ الوثائق والخرائط الصهيونية المتعلقة بها، بعد أن تم دمجُها ضمن ما يُعرَفُ باسم “تل أبيب” الكبرى.

بهذا الاعتراف يُقِرُّ العدوُّ الصهيوني بأن صنعاء لم تعد فاعلًا عسكريًّا يُربِكُ منظوماتِه الدفاعيةَ ويهدّد عمقه الاستراتيجي فقط؛ بل أصبحت صوتًا ثوريًّا واعيًا، ينسفُ تاريخَه الوجودي المزيَّف، ويهدّد عمقَ الوعي الصهيوني المبني على الخرافة والأباطيل.

سجل العدوان الصهيوني على اليمن: “من يضرب.. سيتلقى الرد”

لم تكن تصريحاتُ نتنياهو واعترافاته بالمشاركة بالعدوان على اليمن، إلا استكمالًا لعدوانٍ غادر وجبان مضى؛ فطائراتُ كيان العدوّ الإسرائيلي نفَّذت غاراتٍ جويةً على الأراضي اليمنية في يوليو 2024م، قصفت فيه مواقعَ مدنيةً قربَ ميناء الحديدة ضمن ما أسماها “عملية الذراع الطويلة”.

وفي سبتمبر من نفس العام، شن العدوّ الصهيوني هجماتٍ مكثّـفةً على ميناء “رأس عيسى” أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، وفي الـ 18 من إبريل اعترف العدوّ الأمريكي بشن عدوانٍ استهدف فيه ميناء “رأس عيسى”، وباعتراف نتنياهو الأخير، يثبت تورُّطَه المباشر في هذه الجريمة.

جرائمُ تكشفُ مدى الفشل العسكري للعدو الصهيوني وداعمه الأمريكي، وأن إجرامَهما لن يزيد اليمنيين إلا عنفوانًا وصلابة؛ فاليمن لم ولن يتراجع، بل أعلنها بوضوح: “قصفٌ يُقابَل بقصف، وعدوان يُقابَل بردٍّ مزلزل”.

في السياق، يؤكّـد مراقبون أن استهدافَ اليمن من قبَل الاحتلال، تحت الغطاء الأمريكي وغيره من الحلفاء، يأتي كون اليمن بات قلبَ جبهة المقاومة المتجددة، والتي كسرت حدود الجغرافيا لتصل إلى العمق المحتلّ، وصواريخ صنعاء أربكت الكيان، وكسرت هالةَ “القُبة الحديدية”.

ويلفت مراقبون إلى أن كُـلَّ طلقة يمنية نحو فلسطين المحتلّة، تعني وحدة الساحات، وولادة محور جهادي مقاوم عربي شعبي، لا تتحكم به العواصمُ المنبطحة، بل تحَرّكه العقيدة الأصيلة والقضية العادلة المحقة.

التصعيدُ بالتحدي.. والردُّ بالمواجهة:

وبعد كُـلِّ تصعيدٍ للعدو وبعد كُـلّ اعتداء، يأتي صوتُ اليمن المجاهد الحر المقاوم، صوت شعبٍ لم يُنْسِهِ الحصارُ جراحَ إخوانه، ولم تُفقِدْه المجازرُ بُوصلتَه، بل يعمل على استراتيجية تعلي من شأن القضية الفلسطينية عالميًّا؛ إذ إن تحريرَها يتطلب تضامُنًا يتجاوز كُـلّ الانتماءات القومية والمذهبية والطائفية ويعلو على كُـلِّ الجراح.

وبات كيان الاحتلال الصهيوني اليوم أمام خيارَين لا ثالث لهما: إما أن يستمرَّ في غيه وعدوانه ويحصدَ المزيدَ من الفشل والرد الموجع، أَو أن يتراجعَ أمام جبهةٍ لم تعد تأبَهُ للتهديد أَو الوعيد.

وجاءت رسالةُ اليمن، الذي صمد في وجه تحالف أكثر من 17 دولة، ولمدة السنوات العشر الماضية، لا يخشى صاروخًا صهيونيًّا ولا وعيد نتنياهو وتهديد ترامب.

وغدًا.. سيكون الردُّ أقسى؛ لأَنَّ في اليمن مَن يؤمنُ أن تحريرَ القدس والأقصى، يبدأ من سهولها وجبالها وسواحلها، ومن صنعاء حتى يافا، الطريق واحد، والعدوّ واحد، وبُوصلةُ الأحرار لن تتغيَّرَ أَو تتبدل، والنصرُ قادم بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • اليمنيون للمجرم نتنياهو: ردُّنا قادم ولا أمانَ لكم
  • حماس: المعتقلون الأردنيون عبّروا عن ضمير الأمة وندعو للإفراج عنهم
  • حماس: الجرائم الصهيونية لن تُثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة
  • العدو الصهيوني يفجر منزل عائلة الشهيد الفلسطيني محمد شهاب في الرام شمال القدس
  • غضب يمني عارم إزاء تمادي العدو الأمريكي في استهداف المدنيين والأحياء السكنية:الفعاليات الوطنية تحمّل الأمم المجتمع الدولي مسؤولية صمتها على الانتهاكات الجسيمة بحق الشعبين الفلسطيني واليمني
  • الصحة الفلسطينية: شهيد اختناقًا بغاز العدو الصهيوني قضاء رام الله
  • وقفة قبلية في مديريات الصعيد تأكيداً على ثبات الإسناد اليمني لغزة
  • وقفة احتجاجية بجامعة ذمار نصرة لغزة وتنديدا بجرائم العدو الصهيوني بحق الفسطينيين
  • حركتا حماس والمجاهدين : عملية حومش رد مشروع على جرائم العدو الصهيوني وتأكيد على استمرار المقاومة
  • استشهاد الأسير الفلسطيني ناصر ردايدة في سجون العدو الصهيوني