رسميًا.. كيفية تقنيات الحد من الأثر البيئي للتحول الرقمي
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلًا جديدًا يوضح أن التحول الرقمي يشكل ركيزة أساسية في التقدم التكنولوجي، حيث تعزز التكنولوجيا الرقمية من كفاءة الأداء وتساهم في تحسين نوعية الحياة. ومع ذلك، أشار التحليل إلى أن لهذه التحولات تأثيرات بيئية سلبية لا يمكن تجاهلها. فعلى الرغم من دور الابتكارات الرقمية في تطوير صناعات جديدة وتبسيط العمليات اليومية، إلا أنها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وتنتج نفايات إلكترونية تؤثر سلبًا على البيئة.
يشهد العالم اليوم تحولًا رقميًا هائلًا يغير من طريقة إنتاج وتبادل واستهلاك المعلومات. فالبيانات أصبحت العنصر الرئيسي في الاقتصاد الرقمي، حيث تلعب تقنيات مثل الإنترنت والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية دورًا محوريًا في هذا التحول، مما يساهم في تغيير جميع جوانب الحياة اليومية.
أكد مركز المعلومات أن التحول الرقمي، خلال العقدين الماضيين، قد أتاح فرصًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وساهم بشكل غير مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تسهم التقنيات الرقمية بشكل مباشر في تحقيق 70% من أهداف التنمية المستدامة. ويعني التحول الرقمي استخدام التكنولوجيا بشكل أكثر كفاءة وفعالية لخلق قيمة اقتصادية.
أبرز التحليل أيضًا الدور الذي أداه الإنترنت في تسريع التحول الرقمي. فعدد مستخدمي الإنترنت ارتفع من مليار شخص في عام 2005 إلى 5.4 مليار في عام 2023، كما تضاعف إنتاج الهواتف الذكية وأشباه الموصلات بشكل كبير خلال السنوات الماضية. كما أن البنية التحتية للشبكات، بما في ذلك الكابلات البحرية والأقمار الصناعية، أصبحت توفر وسائل أسرع لربط المزيد من الأشخاص والآلات، مع توقع أن تصل نسبة تغطية الجيل الخامس إلى 85% بحلول عام 2028، مما يتيح جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات.
التحول الرقمي والتحديات البيئية:بالرغم من المزايا الاقتصادية والاجتماعية التي يقدمها التحول الرقمي، إلا أن هناك آثارًا بيئية كبيرة تواكبه. يشمل ذلك استنفاد المواد الخام، وزيادة استهلاك الطاقة والمياه، وتفاقم مشكلة النفايات الإلكترونية.
الاستهلاك الكبير للطاقة:مراكز البيانات تُعَد واحدة من أكبر مستهلكي الطاقة في الاقتصاد الرقمي. في عام 2022، تراوح استهلاك الكهرباء في هذه المراكز عالميًا بين 240 و340 تيراوات/ساعة. وعلى الرغم من التحسينات في كفاءة الطاقة، إلا أن الطلب المتزايد على خدمات هذه المراكز أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة.
التكنولوجيا وتأثيرها البيئي:تقنيات مثل البلوك تشين تُعَد من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم الرقمي. ففي الفترة بين 2015 و2022، نما استهلاك الطاقة المرتبط بالبلوك تشين بنسبة تتراوح بين 2000% و3500%، مما يزيد من العبء البيئي لهذه التكنولوجيا.
مشكلة النفايات الإلكترونية:في عام 2022، تم توليد نحو 62 مليار كيلوجرام من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم. هذه النفايات تمثل تحديًا بيئيًا كبيرًا، حيث لا يتم إعادة تدوير سوى جزء بسيط منها بشكل سليم، بينما يتم التخلص من الباقي بطرق غير آمنة بيئيًا.
الاستخدام المستدام للمياه:تُستخدم كميات كبيرة من المياه في تبريد مراكز البيانات، خاصة في المناطق الحارة. ومع تزايد التوسع في مراكز البيانات، يزداد الضغط على موارد المياه النادرة، مما يتطلب تحسينات تكنولوجية وإدارة فعالة للمياه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار مجلس الوزراء التحول الرقمي التحول الرقمی فی عام
إقرأ أيضاً:
ترسيخًا لثقافة العمل البيئي.. المملكة تحتفي بيوم مبادرة السعودية الخضراء
تحتفي المملكة العربية السعودية بيوم مبادرة السعودية الخضراء في سنته الثانية، الذي يصادف الذكرى السنوية لإطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء -حفظه الله-، لمبادرة السعودية الخضراء بتاريخ 27 مارس 2021م، وذلك بهدف توحيد الجهود المجتمعية لاتخاذ إجراءات فعّالة وقابلة للقياس في مجال العمل البيئي؛ بما يسهم في رفع مستوى جودة حياة سكان المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتركز مبادرة السعودية الخضراء على حماية البيئة، ودعم جهود تحول الطاقة، وبرامج الاستدامة، وتستند جهودها إلى ثلاثة أهداف رئيسة هي: خفض الانبعاثات، وتشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية في المملكة.
ومن خلال هذه المبادرة تقود المملكة جهود العمل البيئي باعتماد نهج شامل، كما تقوم بدور محوري في تعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والعالمي؛ بهدف بناء مستقبل أكثر استدامة للعالم أجمع.
وبعد حملة انطلقت تحت شعار “ترسيخ ثقافة العمل البيئي”، يأتي يوم مبادرة السعودية الخضراء؛ للتأكيد على أهمية العمل الجماعي بين أفراد المجتمع والمؤسسات من مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي، بهدف التعامل مع التحديات البيئية الملحّة.
وتضافرت جهود أفراد المجتمع السعودي خلال شهر مارس تجسيدًا للمسؤولية الجماعية، ودورها في دفع عجلة التغيير المستدام، ودعمًا لهذه الجهود، أطلقت مبادرة السعودية الخضراء حملتين عبر منصات التواصل الاجتماعي للتوعية، بأهمية تبني الممارسات المستدامة وحماية البيئة، حيث أعلنت مبادرة السعودية الخضراء عن حملة بعنوان “رمضان الخير”؛ لتشجيع الأفراد على تبني الممارسات المستدامة خلال الشهر الفضيل، بدءًا من تقليل هدر الطعام وحفظ النعمة، ووصولًا إلى ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية كالكهرباء والماء.
وفي يوم مبادرة السعودية الخضراء، سيتم الكشف عن لوحة رقمية عبر الموقع الإلكتروني الرسمي ليوم مبادرة السعودية الخضراء، تجمع صور الممارسات المستدامة التي اعتمدها المشاركون خلال شهر رمضان، وتوثّق تعهّدهم بالإسهام في بناء مستقبل مستدام.
وجاءت الحملة الثانية بعنوان “تحدي نمّور لتغيير الأمور” عبر الحساب الخاص بشخصية “نمّور”، شخصية مبادرة السعودية الخضراء، لتوعية الشباب والأطفال حول أهمية العادات البسيطة ودورها في إحداث تغيير ملموس، وتشجيعهم على مشاركة الممارسات المستدامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاًالمملكةإقامة صلاة القيام في أول ليلة من العشر الأواخر بالمسجد النبوي
ويأتي يوم مبادرة السعودية الخضراء 2025 بعد الزخم الكبير الذي شهدته العاصمة الرياض شهر ديسمبر الماضي، من خلال استضافة منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي عُقد بالتزامن مع الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف، في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “COP16 الرياض”، وشكّل المنتدى منصة مهمة؛ لتعزيز الحوار، وتبادل الرؤى والأفكار حول سُبل التصدّي للتحدّيات البيئية، ودعم مسارات التحول الأخضر، بمشاركة نخبة من صنّاع السياسات وقادة قطاع الأعمال والخبراء.
ومع استثمارات تتجاوز قيمتها الإجمالية 705 مليارات ريال، تواصل المبادرة العمل على تنفيذ أكثر من 85 مبادرة في مختلف مناطق المملكة الـ13، بالإضافة إلى إحراز التقدم بوتيرة متسارعة على صعيد تحقيق أهدافها الرئيسة، وخلال العام الماضي نجحت المملكة في تطوير وربط 6.6 جيجاوات من سعات الطاقة المتجددة بالشبكة، في حين يبلغ إجمالي السعات الحالية تحت التطوير 44.2 جيجاوات، ويسهم برنامج إزاحة الوقود السائل في خفض الانبعاثات، إذ تم تشغيل أربع محطات تعمل بالغاز بكفاءة عالية وتبلغ سعتها الإجمالية 5.6 جيجاوات، بما يتماشى مع طموحات المملكة للوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030م.
وضمن المساعي الرامية إلى زيادة مساحة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، جرى إعادة تأهيل 118 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، أي ما يعادل زراعة 115 مليون شجرة حتى نهاية عام 2024م، كما نجحت المبادرة في إعادة توطين أكثر من 7,500 كائن فطري مهدّد بالانقراض، من خلال أكثر من 10 برامج إكثار وإعادة توطين شملت: المها الوضيحي، والظباء، والفهد الصياد وغيرها.
وتجسّد هذه الجهود التزام المملكة؛ بتحقيق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، وبناء اقتصاد مزدهر ومستدام، مما يرسّخ دورها الريادي في المشهد البيئي العالمي.
وللاطلاع على التفاصيل الكاملة حول يوم مبادرة السعودية الخضراء، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني على الرابط: www.sgiday.com.