قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وضع في خطاب العرش الأخير محددات موقف المغرب من قضية الشرق الأوسط والوضع في غزة.

وأوضح بوريطة، في ندوة صحفية عقدها عقب مباحثات أجراها، اليوم الأربعاء بالداخلة، مع وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين بالخارج والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عبد الرحمن غلام الله، أن جلالة الملك خصص جزءا مهما من خطاب العرش لهذه السنة للتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الاهتمام الخاص والمتابعة الشخصية لجلالة الملك لهذه التطورات، مشددا على أن جلالته يعتبر أن القضية الفلسطينية، هي في مرتبة القضية الوطنية.

وشدد على أن تخصيص جزء من خطاب العرش للتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يكتسي معنى ورمزية وإشارة قوية، حيث إن جلالة الملك وضع وذكر في خطاب العرش من جديد بمحددات الموقف المغربي من هذه التطورات.

ومن بين المحددات التي وردت في خطاب العرش، ذكر  بوريطة بثلاث نقاط على الخصوص، ترتبط بالتطورات التي تعرفها المنطقة مؤخرا.

وأوضح أن أول هذه النقاط تتمثل في إعراب جلالة الملك عن دعم المغرب المبدئي "للمبادرات البناءة، التي تهدف إلى إيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني".

وأشار بوريطة إلى أن المغرب يدعم كل المواقف والمبادرات الهادفة إلى وقف فعلي لإطلاق النار، مذكرا بأنه بتعليمات من جلالة الملك، عبر المغرب عن دعمه لمبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن والخطوات الثلاث التي كانت تقدمها هذه المبادرة، واليوم يتفاعل المغرب، كذلك، بشكل إيجابي مع نداء أو بيان الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر، والهادف إلى التعجيل بعقد لقاءات، والإسراع بإنهاء المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأكد أن المغرب يدعو كل الأطراف إلى التجاوب مع هذا النداء، ويعتبر بأنه لا حل بدون تفاوض لخفض التصعيد من أجل إخراج المنطقة من هذا المأزق.

ثانيا، ذكر  بوريطة، أيضا، بأن جلالة الملك قال في خطاب العرش إن "اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين، من أي جهة كانوا"، مسجلا أن هذا الموقف يمثل إشارة إلى أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول من أي جهة كانت، وهو كذلك إشارة على أن المغرب يرفض بشكل مطلق ما تقوم به بعض العناصر المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية من اقتحام لباحة المسجد الأقصى.

وأضاف أن جلالة الملك باعتباره رئيسا للجنة القدس، أدان هذه الاستفزازات التي لا تساعد على التهدئة وتمس مشاعر المسلمين، وتغذي الكراهية في المنطقة.

واعتبر أن استهداف المتطرفين للمستشفيات وآخرها استهداف مدرسة التابعين، "أمر غير مقبول" يندد به المغرب، ويعتبره "جريمة غير مقبولة" يجب التعامل معها كجريمة من قبل السلطات الإسرائيلية والمتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، التي تلجأ إلى مثل هذه الممارسات التي ترفضها التشريعات السماوية والقانون الدولي والقيم الإنسانية، وهذا، بطبيعة الحال غير مقبول ومرفوض.

وحسب بوريطة، يتمثل المحدد الثالث الوارد في خطاب العرش في أن "تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع"، مشددا على أنه بدون مسار حقيقي في المنطقة، لن نخرج من أزمة إلا للدخول في أزمة أخرى، بتكلفتها الإنسانية والأمنية الباهظة، وبتهديدها للاستقرار، وخلقها لجو من الكراهية في منطقة هي بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الاستقرار.

ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل المسؤولية وعدم السماح بتفاقم الوضع وبتوسيع رقعة النزاع أو بدخول أطراف أخرى، وهو ما من شأنه أن يسير بالمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

وأكد بوريطة أنه بالنسبة لجلالة الملك، الأساسي يبقى هو حل الدولتين "تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية"، في إطار حدود 4 يونيو 1967.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی خطاب العرش الشرق الأوسط جلالة الملک على أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يتعهد بمنح الأولوية للوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا

شعبان بلال (واشنطن، القاهرة)

أخبار ذات صلة إسرائيل تنتظر رداً لبنانياً على مقترح وقف إطلاق النار المجر تدعو إلى إعادة النظر بالعقوبات الأوروبية على روسيا الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن إدارته ستعطي الأولوية للوضع في الشرق الأوسط والصراع الروسي الأوكراني، فيما يواصل اختيار أعضاء إدارته، التي من المقرر أن تتولى السلطة رسمياً في 20 يناير، بينما التقى رئيس الأرجنتين خافيير ميلي ليكون أول زعيم أجنبي يلتقي به منذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وأوضح ترامب، في أول خطاب علني له منذ فوزه بانتخابات عام 2024، أن إدارته ستتعامل مع الوضع في أوكرانيا بشكل أفضل، ونعمل على الوصول إلى حل للأزمة، فيما أشار إلى أن فوزه بالانتخابات انعكس بشكل إيجابي على حركة الأسواق والمؤشرات الاقتصادية وهذا أمر في غاية الأهمية.
ووصف ترامب، خلال كلمة في «مارالاجو ببالم بيتش» في ولاية فلوريدا، الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنها «الانتخابات الأكثر أهمية منذ أكثر من 129 عاماً»، وقال: «لم يكن أحد يعلم أننا سنفوز بها بالطريقة المذهلة التي فزنا بها»، متذكراً كيف خسر التصويت الشعبي في عام 2016، لكنه فاز حينها أيضاً.
ومازح الرئيس المنتخب الحضور قائلاً: «كان يجب أن أتولى مهامي في 5 نوفمبر لأنّ الأسواق منذ ذلك الحين ارتفعت إلى أعلى مستوياتها».
وكشفت وكالة «أسوشيتد برس» عن لقاء جمع بين ترامب ورئيس الأرجنتين خافيير ميلي، ونقلت عن مصدر، رفض الكشف عن هويته، بسبب عدم الإعلان عن اللقاء بشكل رسمي، قوله إن الاجتماع جرى «على نحو جيد»، مشيراً إلى أن الرئيس الأرجنتيني التقى أيضاً العديد من المستثمرين.
وهنَّأ رئيس الأرجنتين ترامب على «انتصاره الكبير» في الانتخابات.
وأوضح ترامب أن لجنة الكفاءة الحكومية، التي سيرأسها الملياردير إيلون ماسك، ستصدر تقارير ضمن مهمتها الهادفة إلى ترشيد عمل الحكومة الأميركية.
في غضون ذلك، وصف مؤسس ورئيس لجنة «العرب الأميركيين لمساندة ترامب 2024»، الدكتور بشارة بحبح، فوز دونالد ترامب بـ«الساحق»، مشدداً على أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت على تحقيق الفوز الكاسح على منافسته كامالا هاريس، وقد وعد أكثر من مرة بنيته وقف الحرب في منطقة الشرق الأوسط على أساس حلول ترضي جميع الأطراف.
وأوضح بحبح في تصريح لـ«الاتحاد» أن «عدم سماع الإدارة الأميركية الحالية لمناشدات إنهاء الحرب في غزة أدى لحالة من الغضب بين الأميركيين العرب، وفي المقابل وعد ترامب بأنه سيوقف الحروب في الشرق الأوسط وبدء عملية سلام دائمة على أساس حل الدولتين».
وأضاف أن «ترامب اجتمع مراراً مع مجتمع العرب والمسلمين في أميركا خاصة في ولايتي ميشيجان وإريزونا اللتين يتمركز فيهما العرب والمسلمون الأميركيون، وتم عقد 15 اجتماعاً أدت لتقبل الناخبين الأميركيين العرب لترامب، الذي يعد أول مرشح رئاسي يدخل مدينة ديربورن في ميشيجان».
وقال بحبح إنه اجتمع مرتين مع الرئيس ترامب، الأولى قبل 3 أشهر والثانية قبل أسبوعين من الانتخابات، ووعد بإنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط، وأكد على أنه يجب إيقافها وأن يتم بناء مسار لإقامة حل وسلام دائم بالمنطقة مبني على أسس مقبولة لجميع الأطراف.
ولفت إلى أن هناك تحديات عدة تواجه الرئيس المنتخب، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • العالم بعد نوفمبر 2024 «حمادة تانى خالص»
  • تحليق مقاتلتين أمريكيتين متطورتين فوق الشرق الأوسط (شاهد)
  • بغداد..  إنشاء أكبر مركز رياضي تعليمي في الشرق الأوسط
  • ماذا تعني ولاية ترامب الثانية للشرق الأوسط؟
  • الشرق الأوسط للسياسات: بايدن يحاول وقف إطلاق النار في لبنان
  • ترامب يتعهد بمنح الأولوية للوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • القانون بيقول إيه؟.. موقف إمام عاشور بعد التصالح في قضية خناقة المول
  • ترامب يعد بجيش قوي وبإنهاء حروب العالم
  • شوكي يبرز بالأرقام نجاحات الحكومة في تحويل المغرب إلى دولة اجتماعية بامتياز
  • سيرجي كاراجانوف: واشنطن معنية باستمرار الحرب في الشرق الأوسط |فيديو