إيران تُحرك حزب الله على الحدود.. وإسرائيل تراقب
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن إيران تدفع "حزب الله" اللبناني للتحرك على الجبهة الشمالية، وأن التنظيم سمح لنفسه بـ"المزيد" وهو ما قد يتسببب بأضرار لإسرائيل التي تراقب الجبهة من كثب.
وتناولت الصحيفة زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى منطقة جبل الروس على الحدود اللبنانية، والتي حذر خلالها "حزب الله" من أنه بحال تطور الوضع إلى تصعيد وصراع، سيتم إعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، وأن إسرائيل لن تتردد في استخدام كل قوتها إذا اقتضى الأمر.
מוסטפא עלוש, חבר פרלמנט לבנוני לשעבר מהמחנה האנטי חיזבאללה מגיב לאיומי גלנט להחזיר את לבנון לתקופת האבן: "אם אנו מסתכלים על עיראק, סוריה ולבנון, אין צורך בהתערבות ישראלית כדי להחזיר אותן לתקופת האבן (הן כבר שם)" pic.twitter.com/hoySs1Sn28
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) August 9, 2023
احتمالية التصعية
وعلق تال ليف رام، المُحلل العسكري لـ"معاريف" على التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية، قائلاً إن هناك رغبة إسرائيلية أو محاولة للسير في اتجاه معاكس حتى لا تشتعل الأمور، واصفاً التوتر مع لبنان بـ"الكبير" ومن الممكن أن تتدهور الأمور بسرعة إلى ورطة، وخصوصاً أن التنظيم اللبناني يسمح لنفسه باختراق الحدود أكثر بكثير مما كان عليه قبل عام.
أجواء 2006
ويقول المُحلل إنه زار المنطقة في جولة مع كبار المسؤولين، الأسبوع الماضي، واطلع على الأجواء والتوترات بين الجانبين، موضحاً إنها "تذكرنا بما قبل عام 2006"، وتابع: "عندما تنظر إلى التوترات والوضع، عليك أن تتذكر أن إيران تدفع حزب الله حقاً، وتحاول حمله على التحرك، وعلينا أن نتذكر أننا عقبة هناك، بالإضافة إلى ذلك ليس هناك شك في أن حزب الله يعترف بالفرصة، وينظر إلى الخلافات كفرصة لتغيير المعادلات، وهذا واضح".
تفكك لبنان!
وعندما سُئل المُحلل عما إذا كان نصر الله يأخذ في الاعتبار تهديدات وزير الدفاع أم أنه ينتظر فرصة فقط، أوضح: "نصر الله يدرك نقاط القوة في الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو، ويتفهم الثمن الذي يمكن أن يدفعه"، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن نصرالله سلح نفسه كثيراً، ونشر أنظمة دفاع جوي، لكن علينا أن نتذكر وضع لبنان الذي إذا دخل حرب فسوف يتفكك تماماً".
إنذار استراتيجي
ولفت إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بنصرالله، ولكن بإيران أيضاً، وكل ذلك يأتي في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي احتجاجاً على التعديلات القانونية، وهو أمر يحتاج إلى فترة طويلة حتى يتم إصلاحه. واعتبر أن كى ما حدث خلال أربعة أشهر بمثابة "إنذار استراتيجي"، بدءاً بالوضع الداخلي ومروراً بتحدي حزب الله بالتسلل إلى مجدو، انتهاءً بالأزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران حزب الله لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
قبل نحو أسبوع وتحديداً عند تشييع أمين عام "حزب الله" السّابق الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن أيّ عنوانٍ يتربطُ بـ"وحدة الساحات"، وهو المسار الذي كان قائماً خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل ويضمّ سائر أركان ما يُعرف بـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران.عملياً، لا يمكن اعتبار عدم حديث قاسم عن "وحدة الساحات" بمثابة "إنكارٍ لها" أو إعلان لـ"إنتهاء دورها"، ذلك أنَّ هذا الأمر لا يصدر بقرارٍ من "حزب الله" بل من إيران ذاتها والتي تسعى حالياً لـ"لملمة جراح الحزب" بعد الحرب من خلال تكريس الإحاطة الخاصة به، مالياً وعسكرياً.
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه الآن هو التالي: هل ستُحيي إيران "وحدة الساحات".. ماذا تحتاج هذه الخطوة؟ هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "وحدة الساحات تزعزعت كثيراً إبان الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان"، معتبرة أن "حزب الله كان رائد هذه الوحدة في حين أن الخسائر التي أصيب بها عسكرياً تؤدي به حالياً إلى البقاء جانباً لإعادة ترميم نفسه داخلياً وأمنياً".
ترى المصادر أن "إيران قد تفكر في إحياء وحدة الساحات لاحقاً ولكن بطرق مختلفة لا تؤدي إلى خسائرها الكبيرة"، موضحة أنَّ "إيران تريد الاستثمار في حلفائها مرة جديدة على قاعدة الإستفادة وليس على قاعدة الخسارة، ذلك أنّ هذا الأمر مُكلف جداً بالنسبة لها".
في المقابل، ترى المصادر أن "انكفاء إيران عن الساحة بسهولة وبساطة هو أمرٌ ليس مطروحاً على الإطلاق، فحصول هذا الأمر سيكون بمثابة تسليمٍ لواقع المنطقة إلى أميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتسعى من خلال أدوات مختلفة للإبقاء على نفوذها قائما بعدما تراجع بشكل دراماتيكي".
ورغم الانتكاسات العسكرية التي مُني بها "حزب الله"، فإن إيران أبقت عليه كـ"عنصر محوري وأساسي يقود محور المقاومة ووحدة الساحات"، وفق ما تقول المعلومات، وبالتالي فإن عمليات الترميم تغدو انطلاقاً من هذه النقطة لتكريس قوة الحزب مُجدداً، لكن الأمر سيصطدم بأمرٍ مفصلي أساسه الداخل اللبناني، فضلاً عن أن عمليات تمويل الحزب وتسليحه باتت تواجه صعوبات جمّة لاسيما بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الماضي 2024.
ولهذا، تعتبر المصادر أنّ "وحدة الساحات تريد عنصراً متماسكاً"، كاشفة أن "استعادة الدور السابق من حيث القوة والزخم يتطلب وقتاً طويلاً، وبالتالي قد لا تستقر تلك المساعي على نتائج إيجابية ذلك أن ورشة الحزب الداخلية تحتاج إلى تمكين وتمتين، وهذا الأمر يعمل الإيرانيون عليه".
وسط كل ذلك، تقول المصادر إنَّ "حزب الله" اليوم، ورغم توقه لإعادة "إحياء" وحدة الساحات، إلا أنه في الوقت نفسه لا يريد الاصطدام مع الداخل اللبناني الذي "رفض" تلك القاعدة، والأمر هذا قائم أيضاً في أوساط الطائفة الشيعية التي بات كثيرون فيها لا يؤيدون القاعدة المذكورة على اعتبار أن نتائجها كانت كارثية على الحزب ولبنان.
ضمنياً، تعتبر المصادر أن إعادة تبني "حزب الله" لمفهوم "وحدة الساحات" واعتماده كقاعدة جديدة مُجدداً سيعني بمثابة تكرار لسيناريوهات سابقة، وبالتالي عودة "حزب الله" إلى تكريس خطوات تتحكم بقرار السلم والحرب وهو الأمر الذي أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنه بـ"يد الدولة فقط"، وذلك خلال مقابلته الأخيرة مع صحيفة "الشرق الأوسط".
بشكل أو بآخر، قد لا يُغامر "حزب الله" بالإندماج مُجدداً ضمن "وحدة الساحات" مثلما كان يجري سابقاً، علماً أن هذا الأمر لا يعني خروج "الحزب" من المحور الإيراني، لكن آلية التعاطي والتنسيق ستختلف تماماً، وبالتالي سيكون الحزب أمام الواقع السياسي الداخلي اللبناني الذي بات "حزب الله" مُلزماً التعاطي معه كما هو وعلى أساس مكوناته وتحت سقف الدولة وضمن مقتضيات ومرتكزات خطاب القسم للرئيس عون. المصدر: خاص "لبنان 24"