دراسة تدعو إلى تطوير مهارة تعليم الرياضات والعلوم
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أوصت دراسة بحثية حول مهارات التميز والإبداع في الرياضيات والعلوم لدى طلبة الصف الثامن الأساسي بضرورة تقديم حلول وأفكار واقعية تسهم في الحد من القصور في هذه المهارات التي كشفت عنها اختبارات تيمز لعام 2015، والمساعدة في تحسين نتائج الطلبة في هذه الاختبارات، ودعت الدراسة الجهات المعنية إلى العمل على تطبيق البرنامج التدريبي المقترح بمدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان لتنمية تلك المهارات لتشمل جميع طلبة المحافظات.
وهدفت الدراسة التي أجراها الباحث الأستاذ الدكتور عبدالقادر محمد السيد من جامعة ظفار إلى تأكيد اهتمام سلطنة عمان بتطوير التعليم ومواجهة التحديات بأساليب علمية حديثة مثل الاعتماد على نظريات ونماذج واستراتيجيات التعلم النشط كمدخل لتدريس المواد الدراسية المختلفة بمختلف مراحل التعليم، واستندت الدراسة على إجراء البحث والاستقصاء لدى لطلبة والعاملين بالحقل التربوي سعيًا إلى توجهها نحو تطوير مناهج الرياضيات والعلوم وفق فلسفة مناهج كامبريدج، كما تدعو الدراسة وزارة التربية والتعليم إلى توفيرالعديد من البرامج التدريبية لجميع العاملين في الميدان التربويين خاصة المعلمين، حيث يمثل التحدي الحقيقي في تدني مهارات التميز والابداع لدى بعض طلبة التعليم الأساسي وخاصة في مهارات الرياضيات والعلوم.
وأكد الباحث أن مشروع الدراسة ركز على بناء برنامج تعليمي مقترح في الرياضيات والعلوم وفقا لنظريات التعلم النشط مثل: نظرية رايجلوث التوسعية، ونظرية جاردنر للذكاءات المتعددة والنظرية البنائية، حيث طبق البرنامج على بعض من طلبة التعليم الأساسي بمدارس محافظة ظفار باستخدام استراتيجية السقالات التعليمية واستراتجية الإثراء الوسيلي ونموذج مارزتنو لأبعاد التعلم لاكتشاف فاعلية البرنامج التعليمي ومدى سهولة تطبيقيه على محافظات سلطنة عمان.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى تحديد قائمة مهارات التميز في الرياضيات الواجب توفرها لدى طلبة الثامن الأساسي التي تمثلت في المهارات الأساسية لحل المشكلات الرياضية والتعليل والبرهان الرياضي والتواصل الرياضي والترابط الرياضي والتمثيل الرياضي والاتجاه والميول، حيث انبثقت 45 مهارة فرعية ارتبطت بتلك المهارات الأساسية السابقة، كما توصلت نتائج الدراسة إلى قائمة من مهارات التميز في العلوم الواجب توفرها لدى طلبة الثامن الأساسي والمتمثلة في المهارات الأساسية والفهم المتكامل للعلوم وتوظيف العلوم في الحياة اليومية، وتصميم منتج ابتكاري، وامتلاك الحد الأقصى للمعرفة العلمية، وانبثقت منها 24 مهارة فرعية ارتبطت بتلك المهارات. وأشار الباحث إلى أن تلك المهارات الأساسية تتمثل في الإبداع في الرياضات والعلوم والطلاقة والمرونة والإحساس بالمشكلات ومهارات سلوكية ونفسية انبثقت منها 28 مهارة فرعية.
وخلصت الدراسة إلى أهمية إعداد دليل للمعلمين يوضح تدريس مادتي الرياضيات والعلوم وفق نماذج واستراتيجيات التعلم النشط بشكل ينمي مهارات التميز والإبداع لدى طلبة التعليم الأساسي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التعلیم الأساسی
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة.. تلوث الهواء قد يحمي من سرطان الجلد (تفاصيل)
كشفت نتائج دراسة حديثة عن مفاجئة صادمة تشير إلى أن تلوث الهواء قد يلعب دورا وقائيا ضد أخطر أنواع سرطان الجلد، المعروف باسم "الميلانوما".
ومع ذلك، حذر الباحثون من التسرع في تفسير هذه النتائج، مؤكدين أن الآثار السلبية لتلوث الهواء على الصحة العامة تفوق أي فوائد محتملة.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في منطقة محددة من إيطاليا، أن ارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة في الهواء، والمعروفة باسم PM10 وPM2.5 (حيث تشير الأرقام 10 و2.5 إلى حجم الجسيمات)، قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد. وفسر الباحثون ذلك بأن هذه الجسيمات قد تعمل على حجب جزء من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تعد العامل البيئي الرئيسي المسبب للميلانوما.
ومع ذلك، شدد الباحثون على أن هذه النتائج لا تعني أن تلوث الهواء مفيد للصحة، بل يجب تفسيرها بحذر. وأشاروا إلى أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين تلوث الهواء وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، كما أن العينة المشاركة في الدراسة كانت محدودة مقارنة بدراسات أخرى من هذا النوع.
ومن المهم التأكيد على أن تلوث الهواء يظل أحد أكبر التهديدات للصحة العامة، حيث يمكن للجسيمات الدقيقة، وخاصة PM2.5، أن تخترق الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، ما يتسبب في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كما ربطت دراسات حديثة بين تلوث الهواء وتدهور الوظائف الإدراكية، والخرف، واضطرابات عصبية أخرى. وعلاوة على ذلك، يرتبط تلوث الهواء بانخفاض وزن المواليد، والولادة المبكرة، ومضاعفات أخرى أثناء الحمل.
وتشير التقديرات إلى أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء يتسبب في ملايين الوفيات المبكرة سنويا على مستوى العالم.
وعلى الرغم من أن الدراسة الحديثة ركزت على الميلانوما، فإن تلوث الهواء ارتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات جلدية أخرى، بما في ذلك الشيخوخة المبكرة، وفرط التصبغ (حالة تسبب اسمرار مناطق من الجلد)، وتفاقم الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية.
وأشار الباحثون إلى أن الانخفاض المحتمل في التعرض للأشعة فوق البنفسجية بسبب تلوث الهواء لا يجعله بديلا آمنا أو مرغوبا للحماية من الشمس. وما تزال الطرق الصحية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، مثل استخدام واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، هي الأكثر فعالية.
على الرغم من أن الدراسة تقدم منظورا مثيرا للاهتمام حول العلاقة المعقدة بين العوامل البيئية وخطر الإصابة بالميلانوما، فإنها لا تدعم بأي حال الاعتقاد بأن تلوث الهواء مفيد للصحة.
وأقر الباحثون بأن الفوائد المحتملة، إذا تم تأكيدها في دراسات أوسع، ستكون ضئيلة مقارنة بالمخاطر الصحية الكبيرة المرتبطة بتلوث الهواء.
ووفقا للباحثين، من المهم أن نواصل الدعوة إلى الحفاظ على هواء أنظف ودعم السياسات التي تقلل من تلوث الهواء، حيث تثبت الدراسات العلمية فوائد الهواء النظيف على الصحة والبيئة ونوعية الحياة. وفي الوقت نفسه، يجب الحفاظ على عادات الحماية من الشمس لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وقد تساعد الأبحاث المستقبلية في فهم التفاعلات المعقدة بين العوامل البيئية والسرطان بشكل أفضل.
وختاما، تؤكد الدراسة أن الهواء النظيف ضروري لصحتنا، ولا يوجد بديل عن اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية أنفسنا من كل من تلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية.