قال محللون وساسة إسرائيليون إن اقتحام وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ومئات المستوطنين المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه يعكس فقدان بنيامين نتنياهو السيطرة على حكومته على نحو قد يشعل حريقا، في حين أشار آخرون إلى تزايد الأزمات الاقتصادية المترتبة على الحرب.

ففي قناة "كان" الرسمية، قال مراسل شؤون الشرطة موشيه شتايلتس إن مسؤولا أمنيا أكد له أن حضور بن غفير للمسجد الأقصى وتصريحاته التي أدلى بها من داخله منحت المستوطنين الذين كانوا هناك شعورا بالأمان ودفعهم للانبطاح على الأرض وممارسة الطقوس التلمودية.

ونقل شتايلتس عن المسؤول الأمني أن حضور بن غفير كان له تأثير أيضا على عناصر وقادة الشرطة.

وفي السياق، قال إيتان غونزبورغ -أمين سر حزب معسكر الدولة- "إن ما فعله بن غفير في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) يمثل وصفا رهيبا لحكومة الفوضى التي يتشاجر فيها رئيس الحكومة ( بنيامين نتنياهو) مع وزير الدفاع (يوآف غالانت)، ويمارس وزير الأمن القومي فيها ممارسات تتناقض مع سياسية الحكومة دون خوف أو تردد، لأنه يدرك أن بقاء الحكومة مرهون بوجوده فيها".

كما قال فلاديمير بلياك -عضو الكنيست عن حزب "يوجد مستقبل"- إن نتنياهو يقول إن الوزراء ليست لهم سياسة خاصة، في حين أن بن غفير يمارس سياسته الخاصة ولا يحسب حسابا لرئيس الحكومة، ومثله النائب عميت هاليفي رغم أنه من حزب الليكود.

بدوره، رد هاليفي -في مقابلة على قناة "كان"- بأن الأمر كله "حرب دينية". وقال "إن جنودنا يخوضون القتال حاليا في مدينة رفح من أجل المسجد الأقصى".

وأضاف هاليفي أن "الأمر كذلك في كافة روايات السنّة والشيعة على حد سواء. هذا شأن ديني خالص، وفي كل بيت من بيوت غزة -وليس في بيوت القادة فقط- هناك صورة للمسجد الأقصى".

وعلى القناة الـ12، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن أحد قادة الأمن أخبره عندما كان رئيسا للحكومة بأنهم ليسوا متأكدين من أن السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى أمر جيد، مضيفا "كان ردي عليه أنني مصرّ على دخولهم إليه، لأنه ملك لليهود وهذه هي السيادة، ولسنا بحاجة لبن غفير حتى نقول إن القدس والمسجد الأقصى لنا".

وأكد لبيد أن كل ما يفعله بن غفير "هو استفزاز لإشعال حريق سيموت فيه مدنيون وجنود"، مضيفا أن نتنياهو "فقد السيطرة على وزراء الأمن والدفاع والأمن القومي وعلى الموازنة، والشعور العام الآن هو أنه لا يوجد شيء تحت الإدارة وهو ما يقوض شعور الأمن داخل المجتمع".

صفقة التبادل ورد إيران وحزب الله

وفي ما يتعلق بمفاوضات تبادل الأسرى، قالت دانا فايس -محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية- إن هناك جدلا بين رئيس الحكومة وفريق التفاوض بشأن محادثات وقف إطلاق النار التي ستعقد اليوم الخميس في الدوحة.

وأشارت إلى أن هذا الجدل يتصاعد، لأن المفاوضين قالوا إن نتنياهو لم يضف شروطا جديدة شكلا، لكنه فعل هذا جوهريا، لأنه متمسك بالشروط التي طرحها من أجل التوصل لاتفاق.

من جهته، قال ألون أفيتار -محلل في الشؤون الفلسطينية لقناة الـ13- إن هناك حسابا مفتوحا بين إيران وإسرائيل، وبين حزب الله اللبناني وإسرائيل، مضيفا أنه "حساب يتعلق بالكبرياء الوطني في كلا الجانبين، ولا بد أن نعرف أن الرد الانتقامي من الطرفين آت لا محالة".

وفي السياق، قالت موريا وولبيرغ -مراسلة الشؤون السياسية في القناة نفسها- إن المسؤولين الأميركيين عملوا بجد خلال الأيام الماضية من أجل تخفيف التوتر وتأخير الرد المتوقع من إيران ومن حزب الله اللبناني.

وأضافت وولبيرغ أن التقديرات "تشير إلى أن الأخير لن يرد خلال وجود المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت".

من جهته، قال يسرائيل زيف -الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي- إن إسرائيل تعيش حرب استنزاف متعددة الجبهات في غزة ولبنان وأيضا في الضفة الغربية. وأكد أن "الأمر المقلق جدا هو أننا في مرحلة تآكل الإنجازات العسكرية بعد 10 أشهر من الحرب".

وفي الجانب الاقتصادي، قال ماتان خدوروف -محلل الشؤون الاقتصادية في القناة الـ12- إن الضرر الذي يلحق بجيوب الإسرائيليين يتراكم، لأن المستثمرين يؤجلون مشاريعهم، والشيكل يتراجع، والحكومة ستدفع فوائد أكبر على القروض التي اقترضتها لتمويل الحرب.

وأضاف خدوروف أن نتنياهو ووزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش "لم يتفقا على موازنة العام المقبل، وهو ما ستضعه وكالات التصنيف الائتماني في اعتبارها بينما تحدد وضع إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى بن غفیر

إقرأ أيضاً:

أكثر من 350 مستوطنا يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اقتحم أكثر من 350 مستوطنا، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. 

وأفادت مصادر فلسطينية،في بيان اليوم وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، بأن شرطة الاحتلال أغلقت في وجه المصلين باب المغاربة منذ الصباح، فيما سمحت لمئات المستوطنين باقتحام باحاته وتدنيسها، وأداء طقوس تلمودية واستفزازية.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

وفي سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مخيم عايدة شمال بيت لحم، وتمركزت في محيط المدخل الشرقي "منطقة المفتاح"، واعتلت بعض أسطح المنازل وحولتها لنقاط عسكرية.

كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطنين دون سن الأربعين عاما من الدخول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون في خربة يانون، جنوب نابلس.
 

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري يكشف تسجيلات تثبت تحريض بن غفير على العرب والمسجد الأقصى
  • إعلام إسرائيل يكشف تسجيلات تثبت تحريض بن غفير على العرب والمسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة العدو الصهيوني
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
  • 130 مغتصبا يهودياً يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • أكثر من 350 مستوطنا يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى  
  • 117 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى