التقى وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.   وبعد انتهاء اللقاء، قال سيجورنيه: "ننقل رسالة دعم فرنسية للبنان في ظل الاوضاع المقلقة".   وأضاف: "نسعى للتجديد لليونيفيل 12 شهراً جديداً".   

.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: سيجورنيه بري

إقرأ أيضاً:

صونٌ للحياة.. رسالةٌ ونداء

                  

د. سليمان بن خليفة المعمري

تُعدُّ البيئة بما تتضمنه من غِطاء أخضر من سهول وغابات ونباتات، أحد مقومات الحياة على هذا الكوكب؛ إذ إنها تمدُّه بالأُكسجين الضروري لاستمرارية الحياة، وبالتالي فهي رِئَة العالم التي تحيا بها الكائنات، كما تُشكِّلُ البيئة الوسط الطبيعي والاجتماعي الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياتية ويدخل معها في علاقات متبادلة.

إلّا أنه- وللأسف الشديد- بدأت علاقة الإنسان بالبيئة تنحو منحى خطير وتتجه نحو الانزلاق في هاوية سحيقة عبر مجموعة من التصرفات والسلوكيات البيئية الخاطئة؛ إذ نجد الكثير من سلوكيات اللامبالاة والتعدي على البيئة وقطع الأشجار والاحتطاب والرعي الجائر، ورمي النفايات وفضلات الأطعمة في الأماكن العامة، والعبث بمرافق الحدائق العامة، والقيادة المتهورة للسيارات، وترك مخلفات البناء ورمي الحيوانات النافقة في غير الأماكن المخصصة لها وعدم الاكتراث بمخلفات الورش التجارية والمصانع، والتعامل غير الحضاري مع المفردات البيئية.

والواقع أن كل هذه التصرفات غير المسؤولة تعكس إلى أي مدى أصبح الإنسان يُسيء التصرف في تعامله مع البيئة.

ونتيجةً لذلك تَلاحَظَ زيادة الاختلالات البيئية كذوبان الثلوج وحدوث الفيضانات والأعاصير وانقراض بعض الكائنات والتغيُّرات المناخية كارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحار، وغيرها من الظواهر التي تُهدد النظام والتوازن الايكولوجي للبيئة، مما جعل العلماء يدقون ناقوس الخطر. وترى الدراسات أنه بحلول عام 2050 ستحتاج البشرية إلى كوكبين بحجم الأرض للوفاء بالاحتياجات البشرية المتزايدة!!

ولقد أصبحت التهديدات والمشكلات البيئية واقعًا لا يمكن إنكاره، وإنّ مما يؤسف له أن السلوكيات البيئية السلبية لم تقتصر على الأفراد فقط؛ بل شملت مؤسسات وشركات عالمية تُمارِس أشد الأعمال منافاةً للأخلاق وتخليًا عن المسؤولية بحق البيئة؛ حيث تقوم بإلقاء مخلفات صناعاتها مُتسببةً في تلويث البحار وامتلاء الأجواء بالأدخنة والغازات والعوادم، وتضرُّر اليابسة؛ مما أدى إلى إهلاك الحرث والنسل، حتى أضحت الأرض وقد صدق عليها وصف الشاعر:

عادتْ الأرضُ وهادًا شاحباتٍ وحزونًا

ترتدي الوحشةَ والهولَ ضبابًا ودجونًا

وأقاحيها هشيمًا لا أريجًا وفتونًا

وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا تقديم القيم الاقتصادية والتجارية والتقنية على حساب قيم وأخلاقيات الحفاظ على البيئة وصون الطبيعة، يُضاف إلى ذلك وقوف العالم عاجزًا، رغم ما شرعه من نُظم وقوانين أمام الفساد الذي يضرب أطنابه حول البيئة المهددة بمخاطر لا حصر لها، وما علِمت البشرية أن باستمرائها الإساءة إلى البيئة، فإنها بذلك تفتح على نفسها أبواب الجحيم وتُهدد الحياة على سطح الأرض بالفناء.

إنَّ الاعتداء على البيئة- كما يرى علماء النفس البيئي- يُعد سلوكًا مَرَضِيًّا يوجب التدخل والتعديل كما إنه السبب الأساس لحدوث الاختلال البيئي، وعلى العكس فإن اهتمام الفرد بالبيئة وسعيه للحفاظ على مكوناتها الطبيعية حينما ينذر الفرد حياته للحفاظ على البيئة وحماية أنواعها المهددة بالانقراض هي من الأمور التي تجعل لحياته معنى، كما عند عالم النفس الشهير فيكتور فرانكل، ولذا فإن الإجراء الذي ينبغي اتخاذه يتمثل في تربية الأفراد تربيةً بيئيةً تضمن تحقيق الوعي والتنور البيئي والفهم الصحيح لأسس التفاعل الإيجابي مع البيئة، وتُرسِّخ لديهم القناعة بأهمية تنمية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها واكتساب اتجاهات إيجابية نحو البيئة، وتعزيز الرقابة الذاتية وزيادة صلة الفرد بالأنظمة البيئية وألّا يكون مصدرا للعبث والدمار البيئي.

والحق أن السلوك البيئي المسؤول أصبح ضرورة حتمية على الأفراد والمؤسسات للحفاظ على البيئة وبناء مجتمع ينعم بالرفاهية والنماء، وأنّ هذا السلوك لا يتأتى إلّا عبر تحلي الجميع بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية والاجتماعية تجاه قضايا المجتمع والبيئة. علاوة على أنَّ الحفاظ على البيئة يعد استجابة لواجب ديني وإسلامي بالدرجة الأولى، قبل أن يكون استجابة لدعوات عالمية أو تنفيذًا لاتفاقيات دولية، ففي الوقت الذي يأمر الله عز وجل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالقيام بأعباء الدعوة المحمدية في بداياتها الأولى، يخاطبه ربنا سبحانه وتعالى بقوله: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)" (سورة المُدَّثِر)، آمرًا إياه- صلى الله عليه وسلم- والأمة المُحمَّدِيّة كافةً بالنظافة وطهارة الثياب، وفي هذا إشارة لطيفة إلى أهمية النظافة وأنها طوق النجاة ضد الكثير من الآفات والكوارث والجوائح التي قد تصيب الإنسان والبيئة.

وإنّ مما يؤسف له أن لا يمتثل البعض هذا التوجيه القرآني الرفيع ولا يسلك هذا السلوك القويم في تعامله مع البيئة، فتجده يلقي بالمخلفات في أماكن تنزهه ورحلاته، وإنْ تعجب فعجبٌ لأناس يحرصون على نظافة بيوتهم، وما إنْ يبلغوا عتبات أبواب منازلهم حتى تراهم يرمون النفايات والأوساخ أنّى شاءوا، أو أنْ ترى أناسًا يقضون الساعات في تنظيف وتلميع سياراتهم، وما إنْ ينتهوا، حتى يتركوا مخلفات تنظيفهم على قارعة الطريق، مُتجاهلين الأضرار الجسيمة التي قد تُسببها للأشجار والحيوانات والكائنات الحية وتعمل على زيادة التلوث وتشويه المنظر العام وفساد جمالية المكان وغيرها من أضرار.

وختامًا.. آملُ أن تُشكِّل هذه الإطلالة الخاطفة على ما يتهدد البيئة من أخطار نتيجة ممارسات الإنسان الخاطئة رسالة عاجلة ونداءً إنسانيا مهما لتصويب المسار وايقاظ الضمير الإنساني نحو المعاناة البيئية، فما أحوج البشرية اليوم لبناء الضمير البيئي الذي يضبط سلوكياتها في التعامل الرشيد مع البيئة لإيجاد علاقة تعاونية آمنة بين الفرد وبيئته بما يكفل تحقيق الرفاهية والأمان البيئي وصون وحفظ الطبيعة مما يتهددها من مخاطر وكوارث بدأت تلوح في الأفق وتنذر بتقويض الحياة على هذا الكوكب.

مقالات مشابهة

  • محكمة فرنسية تؤيد حكماً ضد الخطوط الجوية اليمنية في قضية تحطم طائرة عام 2009
  • صونٌ للحياة.. رسالةٌ ونداء
  • محكمة فرنسية تثبت إدانة “الخطوط اليمنية” في حادثة طائرة 2009
  • بري تابع آخر المستجدات مع زواره في عين التينة
  • عبدالله: لا إنقاذ حقيقيا للبنان خارج علمنة الدولة
  • أسطورة فرنسية يهاجم مبابي ويعلق على موقعة "حديقة الأمراء"
  • عودة التهديدات الإسرائيلية للبنان.. هل ترتفع أسهم الحرب من جديد؟!
  • في عيد الفلاح| رسالة مهمة لـ رئيس الوزراء
  • جلالة السلطان يتلقى رسالة خطية من أمير قطر
  • المفتي قبلان: المسؤولية الوطنية تفترض ملاقاة مبادرة بري سريعاً