بنك غرامين.. مصرف نشأ لمساعدة فقراء بنغلاديش
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
بنك تنموي مستقل يعرف بـ"بنك الفقراء"، تأسس عام 1983 على يد الاقتصادي البنغالي محمد يونس، بهدف إقراض الفقراء وتنمية المناطق الريفية ببنغلاديش، وتوسعت أنشطته إلى العديد من الدول.
ويعمل البنك -الذي واجه في بدايته انتقادات من بعض الحركات الراديكالية واليسارية- على تقديم القروض الصغيرة دون الحاجة لضمانات، مع التركيز على تمكين النساء وتوفير فرص العمل والتعليم.
في عام 1976 حصل الاقتصادي محمد يونس على قرض من الحكومة عبر بنك "جاناتا"، واستثمره في إقراض الفقراء في قرية "جوبرا" بمنطقة "شاتوغرام"، إذ كان يؤمن بضرورة توفير القروض للفقراء مقابل مدة سداد طويلة، وعمل على تطوير مبادئ البنك انطلاقا من أبحاثه وخبرته خلال مشروعه البحثي بجامعة "شيتاغونغ" في بنغلاديش.
وبدأ يونس مشروعه التجريبي بإقراض 42 امرأة قروية مبلغ 27 دولارا أميركيا لكل واحدة منهن، ثم تحول المشروع في عام 1983 إلى بنك "غرامين" (غرامين باللغة المحلية في بنغلاديش تعني القرية أو الريف) ولقب بـ"بنك الفقراء".
وقد واجه يونس وزملاؤه خلال فترة التأسيس حملة قاسية من بعض الحركات الراديكالية والحركات اليسارية، التي حاربت فكرة الاقتراض من البنك أساسا، غير أن ذلك لم يؤثر على فكرته وأصر على تنفيذها.
وتمكن بنك غرامين حتى عام 2024 من فتح 40 مكتبا في مدن بنغلاديش المختلفة، إضافة إلى مكاتب لتدقيق الحسابات، وافتتح أكثر من ألفي فرع، ويوجد في 94% من القرى ببنغلاديش.
وإلى حدود يونيو/حزيران 2024، بلغ عدد موظفي بنك غرامين 22 ألفا و895 موظفا.
محطات في تاريخ البنكوتم ترخيص المشروع رسميا بنكا مستقلا بموجب مرسوم حكومي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1983، وساعد مصرفيان ببنك لتنمية المجتمع في ولاية شيكاغو الأميركية محمد يونس على تأسيس البنك بموجب منحة من مؤسسة فورد.
وقد عانى البنك اضطرابا في سداد القروض في أعقاب الفيضانات التي اجتاحت بنغلاديش عام 1998، لكنه تعافى بمرور السنوات، وبحلول عام 2005، تمكن من إقراض أكثر من 4.7 مليارات دولار أميركي للفقراء.
وفي أواخر عام 2008، أقرض البنك أكثر من 4.6 مليارات دولار للفقراء ببنغلاديش.
أما في أبريل/نيسان 2024 فبلغ إجمالي المبلغ المقرض منذ تأسيس البنك أكثر من 38 مليار دولار أميركي، قُدمت لأكثر من 10 ملايين شخص، 97% منهم من الإناث.
ومع مشروعات مواجهة تغير المناخ حول العالم، نفذ البنك برنامجا لزراعة الأشجار، ونجح في زراعة أكثر من 206 ملايين شجرة حتى سبتمبر/أيلول 2023.
وتوسعت أعمال البنك خارج بنغلاديش، إذ امتد نشاطه في العديد من الدول من بينها ماليزيا والفلبين ونيبال والهند وفيتنام والولايات المتحدة الأميركية التي يوجد بها 19 فرعا للبنك في 11 ولاية ويقدم خدماته لنحو 100 ألف امرأة وفقير أميركي.
أهداف ورؤية البنكيهدف بنك "غرامين" إلى تخفيف حدة الفقر وتمكين الفقراء المهمشين ببنغلاديش من القروض الصغيرة طويلة الأجل. ولا يشترط البنك تقديم ضمانات للحصول على قروض.
وبنى مؤسسو البنك رؤيتهم على فرضية مفادها أنه حتى أفقر الفقراء يمكنهم إدارة شؤونهم المالية وتنميتها إذا توفرت لهم الظروف المناسبة.
كما يساهم البنك في توسيع نطاق التسهيلات المصرفية والقضاء على استغلال الفقراء من قبل مقرضي الأموال، وإيجاد فرص العمل الحر للعاطلين عن العمل وتوفير قروض التعليم والمنح الدراسية.
محمد يونس يزور إحدى القرى بعد تعيينه رئيسا للحكومة الانتقالية في أغسطس/آب 2024 (الفرنسية) رئاسة البنك رئيس البنك محمد يونس (1982 – 2011). رئيس مجلس الإدارة إقبال محمود (1982-1989). محمد قيصر حسين (1989-1990). هارون رشيد (1990-1991). أكبر علي خان (1991 – 1996). رحمن سبحان (1996 – 2002). تبارك حسين (2002 – 2010). خنداكر مزمل حق (2011 – 2019). أكم سيف المجيد (2020). جوائز حصدها البنكحصد بنك غرامين (بنك الفقراء) عددا من الجوائز من بينها، جائزة "الملك بودوان للتنمية الدولية" عام 1992 في بلجيكا لاعتراف البنك بدور المرأة في عملية التنمية، واستحداث نظام ائتمان مالي يساهم في تحسين الحالة الاجتماعية والمادية للمرأة وأسرتها ببنغلاديش.
كما حصد "جائزة غاندي للسلام" عام 2000 من قبل الحكومة الهندية، وحصل على "جائزة تون عبد الرازق" بماليزيا لدوره في إقراض الفقراء وتغييره حياة آلاف الأشخاص.
في أكتوبر/تشرين الأول 2006 حصل بنك غرامين على "جائزة نوبل للسلام" لجهوده في خلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للفقراء.
وحصل البنك على عدد من الجوائز المحلية والدولية الأخرى لمساهمته في التنمية الريفية من خلال التخفيف من حدة الفقر وتشجيع التنمية الاجتماعية ببنغلاديش.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محمد یونس أکثر من
إقرأ أيضاً:
لماذا خلق الله بعضنا فقراء وآخرون أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ56 لزوَّاره كتاب «الأطفال يسألون الإمام.. الجزء الثاني»، والذي يشتمل على إجابات لـ 31 سؤالًا للأطفال، يجيب عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من إصدارات سلسلة كتاب «نور».
وفي الجزء الثاني من الكتاب، يسأل الأطفال عن: لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟، ويجيب شيخ الأزهر بأنَّ التفاوت بين الناس في الأموال مهم جدًّا لتسير عجلة الحياة ويستمر العمران البشري، موضحا أن الغنى مجرد ليس كثرة المال فقط، كما أن الفقر ليس مجرد قلة المال فقط، فالغنى الحقيقي هو غنى النفس، فكم من غني هو من أفقر الناس نفسًا، وكم من فقير هو من أغنى الناس بقناعته ورضاه، كما أن الله تعالى وصف كل الناس بالفقر إليه سبحانه، قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: ١٥].
يُذكر أنَّ أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانا ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة ويطلبون من أطفالهم التوقف عن ذلك، لهذا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع أسئلة مهمة للأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه، ليرشدهم ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار والإجابة عنها بعقل متفتح بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور الحياتية.
اقرأ أيضاًندوة حول «الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات» على هامش معرض الكتاب
معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
إقبال كبير على ندوة «الفتوى والدراما» للدكتور علي جمعة والفنان محمد صبحي بمعرض الكتاب