هآرتس: حرب غزة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
#سواليف
أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن #الحرب_الإسرائيلية المتواصلة على قطاع #غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقع ضمن أكثر #الحروب_دموية منذ بداية القرن الحالي.
وأشارت الصحيفة في تحقيق نشرته مساء الأربعاء إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل الكثير من الفلسطينيين في المناطق التي سبق أن أعلن أنها “آمنة”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها “قتل نحو 40 ألف شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.. وبالنسب المئوية تبلغ نحو 2% من أصل عدد السكان البالغ نحو مليوني نسمة”.
مقالات ذات صلة القسام تنشر صورة الأسير القتيل : وحشيتكم باتت خطراً داهماً على أسراكم 2024/08/15وقالت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دأب على اتهام المجتمع الدولي بالنفاق في موقفه من الحرب على غزة، وادعى أنه يتجاهل #الصراعات الأخرى وغيرها من الكوارث الإنسانية.
“أين جنوب إفريقيا”؟
وضربت الصحيفة مثالا على ادعاءات #نتنياهو في هذا الشأن وذكرت أن نتنياهو قال في يناير/كانون الثاني الماضي: أين كانت جنوب إفريقيا، عندما قُتل الملايين أو أُجبروا على النزوح من ديارهم في سوريا واليمن؟”.
وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وقالت الصحيفة “لكن فحص عدد القتلى في قطاع غزة يكشف أن هذه الحرب من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، خاصة إذا نظرت إلى معدل الوفاة ونسبة القتلى من عامة الناس”.
رحلة نزوح مستمرة
وفيما يتعلق باستهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين، قالت الصحيفة: رغم أن معظم سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، فإن فرارهم إلى المناطق التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها آمنة لم يجد نفعا دائما، حيث قُتل الكثيرون في هذه المناطق أيضا.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة النازحين الفلسطينيين الذين فروا من العمليات العسكرية إلى مناطق زعمت تل أبيب أنها آمنة، لكنها لم تسلم من الاستهداف الإسرائيلي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن العديد من المنظمات الدولية، وكذلك الحكومات ووسائل الإعلام، قامت منذ بداية الحرب بدراسة مدى مصداقية أرقام القتلى التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، وهناك إجماع واسع على أنها موثوق بها.
شهداء وجرحى
وفي أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة بغزة أمس الأربعاء، استشهد 39 ألفا و965 فلسطينيا، وأصيب 92 ألفا و294 جراء حرب إسرائيل على القطاع، كما تجاوز عدد المفقودين تحت الأنقاض 10 آلاف.
وأكدت الصحيفة أن الحرب في غزة تسببت في وفيات أكثر مما وقع في بعض الأحداث التي أثارت المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، ودللت على ذلك بأنه خلال الإبادة الجماعية للروهينغيا في ميانمار، على سبيل المثال، قُتل نحو 25 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وبمقاربة أخرى، قالت هآرتس “على سبيل المثال في يوغوسلافيا. ومن أبرز الساحات هناك كانت البوسنة، وفي أسوأ أعوامها (1991) بلغ متوسط عدد الوفيات شهريا 2097، وبلغ إجمالي عدد الوفيات في أربع سنوات هناك 63 ألفا”.
“4 آلاف شهيد شهريا”
وخلصت الصحيفة إلى أنه من حيث معدل الوفيات، فإن الحرب في غزة تقع في المراكز الأولى في الصراعات العنيفة منذ بداية القرن، إذ يصل معدل القتلى في غزة إلى نحو 4 آلاف شهريا في المتوسط.
وفيما يتعلق بالفوارق بين غزة وبقية المناطق، قالت الصحيفة إن الفرق الأكثر وضوحا بين حروب القرن الحادي والعشرين الأخرى وما يحدث في غزة، هو حجم منطقة القتال البالغ 360 كيلومترا مربعا.
وترتب على ذلك عدم قدرة السكان الذين لا يشاركون في القتال على الهروب من القتال.
وقالت “وقبل كل شيء معدل الضحايا من مجموع السكان وفي المناطق التي يعرّفها الجيش الإسرائيلي بأنها إنسانية، فإن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، ويعاني النازحون من الاكتظاظ والعدوى وعدم توفر مأوى آمن ونقص الدواء”.
معدل الوفيات نسبة إلى حجم السكان
وأوضحت الصحيفة أن الإحصائية التي ربما توضح بشكل أفضل مدى شدة الكارثة الإنسانية في غزة، هي معدل الوفيات نسبة إلى حجم السكان، حيث قتل 2% من سكان غزة في أقل من عام، وهو أمر غير معتاد في عصر الحروب بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وخاصة خارج إفريقيا.
ووفقا لتقديرات صارمة لم تنسبها الصحيفة لمصادرها، قُتل نحو 2% من السكان في سوريا، كما هو الحال في غزة، ولكن مع فارق مهم، هو أن الحرب مستمرة هناك منذ 13 عاما.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور في جامعة لندن البريطانية مايكل سباغات قوله “فيما يتعلق بنسبة السكان الذين قتلوا، أفترض أن الحرب في غزة دخلت بالفعل المراكز الـ5 الأولى في الصراعات الـ10 الأكثر عنفًا في القرن الحادي والعشرين”.
وأكد سباغات، المتخصص في مراقبة ضحايا الصراعات العنيفة، أنه إذا أخذنا في الاعتبار المدة التي يستغرقها قتل نسبة كبيرة كهذه من السكان “2% من سكان غزة خلال 10 أشهر” فقد تأتي حرب غزة في المركز الأول.
أسوأ الكوارث الإنسانية
وأدت الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث كشفت وزارة الصحة في القطاع الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي قتل 115 طفلا رضيعا منذ 7 أكتوبر، وذلك بعد استشهاد الرضيعين إيسل وأيسر اللذين ولدا في 10 أغسطس/آب الجاري.
كما ارتفع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية جراء حرب إسرائيل على قطاع غزة الأربعاء، إلى 37 فلسطينيا بينهم أطفال، وذلك بعد وفاة الطفلة لينا الشيخ خليل (4 سنوات) في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، جراء الحرب والحصار.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرب الإسرائيلية غزة الصراعات نتنياهو الجیش الإسرائیلی منذ بدایة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتغطية على نقاط ضعف "إسرائيل" وفشلها في تحقيق أهدافها، وذلك بالأساس من خلال استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وإثارة المزيد من التوترات على أكثر من صعيد.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة نتنياهو ضد مصر مثال آخر على عجز إسرائيل عن حسم الحرب في غزة وتغيير الواقع السياسي في القطاع، بعد مرور 17 شهرًا على انطلاق الحرب المدمرة.
وحسب الموقع، فإن نتنياهو كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في حالة من النشوة السياسية؛ حيث بدا أن دبلوماسيته في الجنوب العالمي قد كسرت عقودًا من العزلة الإسرائيلية، كما أن نجاحه في الحصول على الاعتراف الدولي دون تنازلات كبيرة أكسبه شعبية هائلة في الداخل، وكان المتطرفون المحيطون به يتطلعون لإعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل عالميا بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة.
فشل إسرائيلي ذريع
لكن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما رافقه من فشل إسرائيلي ذريع على جميع الجبهات، كشف -وفقا للموقع- عن فشل نتنياهو في تحقيق تطلعاته، وسرعان ما تجلت الأزمة في غضب عالمي عارم ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرمًا مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الموقع أن نتنياهو اختار التصعيد في مواجهة هذه الإخفاقات، فقد أصر على مواصلة الحرب في غزة، والإبقاء على حضوره العسكري في لبنان، وتنفيذ حملات قصف متكررة وواسعة النطاق في سوريا، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي من أهدافه المعلنة من الحرب المدمرة على غزة، والتي كلفت إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وفي الوقت نفسه، تتعمق الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية، وآخر مظاهر الانقسام إقالة العديد من كبار الضباط وإعادة ترتيب الأوراق في الجيش بما يتماشى مع طموحات نتنياهو السياسية.
وتزامنا مع تكثيف التهديدات تجاه غزة ولبنان وسوريا، صعدت إسرائيل لهجتها تجاه مصر رغم أنها ليست طرفا في النزاع الحالي وكانت أحد الوسطاء الثلاثة في محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد الموقع أن السبب الأساسي لهذا التصعيد هو أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية في ترحيل سكان غزة إلى صحراء سيناء يتطلب موافقة مصر، وقد بدأ كبار المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه أصابع الاتهام إلى القاهرة في غياب أي بوادر على إمكانية تحقيق "نصر كامل" في حرب غزة.
التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر
وأخذ التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر منحى أكثر حدة -وفقا للموقع-، حيث اتهمت بعض الأطراف القاهرة بتسليح حماس، أو بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وعندما رفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية وعارضت خطة التطهير العرقي وتهجير سكان غزة، بدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد عسكري مصري، زاعمين أن القاهرة تحشد قواتها على الحدود مع إسرائيل.
واعتبر الموقع أن الهدف من توريط مصر في النزاع هو صرف الانتباه عن الفشل الإسرائيلي في ساحة المعركة، لكن هذا التكتيك تحول إلى عملية تضليل، أي إلقاء اللوم على مصر بسبب عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الحرب أو تحقيق هدفها بتهجير سكان غزة.
يضيف الموقع أن نتنياهو شعر أنه حصل على التزام أمريكي واضح بتصدير مشاكل إسرائيل إلى أماكن أخرى بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لتهجير سكان غزة نحو الأردن ومصر. كما لعب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ورقة مصر لصرف الانتباه عن فشله في منافسة نتنياهو سياسيا، حيث اقترح في مؤتمر له بواشنطن أن تشرف القاهرة على القطاع لعدة سنوات.
لكن ما لم ينتبه إليه كثيرون -وفقا للموقع- هو إسرائيل لم تأخذ تاريخيا الإذن من أحد لتهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم عندما كانت قادرة على القيام بذلك، ما يعني أن الضغوط التي تمارسها حاليا على الدول العربية للرضوخ لمخططات التطهير العرقي هو علامة على أنها تمر بأكثر اللحظات ضعفا في تاريخها.