قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن القلب الرحيم دائمًا يشتاق إلى رب العالمين؛ ولذلك تراه يميل إلى ذكر الله، وإلى تسبيحه «سبحان الله» بمعنى أنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص، وأنت تقول سبحان الله، وكذلك «سبحان الله وبحمده» يعني ربنا سبحانه وتعالى منزهٌ عن كل نقص؛ ولذلك يستحق منا الثناء، والشكر، والتعظيم، والذكر بكل أنواعه، يستحق منا كل ذلك.

معنى قول النبي " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً" يوضحها علي جمعة نوع من الهجرة يحتاجه كل مسلم.. يكشفه علي جمعة علاقة القلب الرحيم بأنواع ذكر الله
 

وتابع جمعة أن الله سبحانه وتعالى قال: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} انظر إلى القلب المعلق بالله، انظر إلى القلب الرحيم الذي لا يريد انتقامًا، ولا حقدًا لأحد، ويرى رسول الله ﷺ من حوله من الكفار، ومن المشركين وهم يعتدون، ويؤذون ذاته وأصحابه الكرام؛ فيقول: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} إذًا التسبيح مرتبط بالصبر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ثم يسبح بحمد ربه {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى.

وأضاف جمعة أن ذلك يعني كأن التسبيح يُحدث في قلب رسول الله ﷺ شيئًا من الراحة، والرضا، وكذلك في قلوب المؤمنين، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

 

واستشهدا جمعة بحديث النبي، عن أبي سعيد وأبي هريرة كلاهما قالا: قال النبي ﷺ: «أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» أخرجه النسائي، أضاف إليها بعضهم ما أخرجه البخاري «لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز العرش» فأصبحت خمسة يسميها أهل الله "الباقيات الصالحات" «سبحان الله، الحمد لله، لا إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله» ويسمونها الباقيات الصالحات لأنها هي التي تبقى بعد وفاة الإنسان تبقى له هذه الأذكار، وهذا التسبيح، وهذا لا يكون إلا من قلبٍ رحيمٍ قد تعلق بربه، وعن أبي هريرة أيضًا فيما أخرجه البخاري «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق القلب الرحيم ذكر الله سبحان الله علی جمعة

إقرأ أيضاً:

7 أعضاء أمرنا الله بحفظهم فما هم ؟.. علي جمعة يوضحهم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أهل الله ذكروا أن رسول الله ﷺ علمنا حفظ الأعضاء السبعة. فما هي هذه الأعضاء؟ وما وظائفها؟ وما الذي أمر به سيدنا ﷺ بشأنها؟ وكيف حوَّلها المسلمون إلى برنامجٍ عمليٍّ للتكليف والتشريف؟.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله تعالى عنه، يشير في كتابه الماتع «إحياء علوم الدين» إلى هذه الأعضاء السبعة، فيتكلم عن : العينين، والأذنين، واللسان، واليدين، والقدمين، والبطن، والفرج. وقد وضع لنا سيدنا ﷺ برنامجًا لحفظ هذه الأعضاء من المنكرات، وإشغالها بالطاعات، وإبعادها عن الآفات، وتهيئتها لتنزل الرحمات. أول هذه الأعضاء: “العينان”

أمرنا سبحانه وتعالى في كتابه، وبيَّن لنا رسوله ﷺ وظائف العينين، تركًا وفعلًا، أمرًا ونهيًا، حيث قال تعالى : ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾.

نهانا عن النظر إلى العورات، وسماها عورة، بينما يسميها أهل الدنيا فتنةً أو جمالًا، إلا أنها قد تكون فتنةً تؤدي إلى النار وغضب الله. أمرنا بغض البصر عن العورات، وجعل عورة المرأة كل جسدها إلا الوجه والكفين، كما جاء في حديث أسماء: « يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ». وأشار إلى وجهه وكفيه. كما جعل كشف الوجه في الإحرام فرضًا على المرأة ، بحيث تذبح دمًا إن غطَّته وسترته. 

أما عورة الرجل، فهي من السرة إلى الركبة، وقد أمرنا رسول الله ﷺ ألا ننظر إلى العورات، وقال: «أيُّما رجل غض بصره عن محرم إلا أوجد الله له في قلبه لذة» ، أي أنه يشعر بلذةٍ في قلبه؛ لأنه أمر نفسه بالمعروف، ونهاها عن المنكر، وحرمها من هذه الشهوة الدافعة، وكذلك المرأة، فالنساء شقائق الرجال في التكليف والتشريف.

أمرنا رسول الله ﷺ ألا ينظر أحدنا من ثقب بابٍ يتجسس على الآخرين، فإن فعل ذلك وقذفه أحدهم بحصاه ففقأ عينه، فلا دية له. كما أمرنا ألا ينظر أحدنا إلى كتاب أخي إلا بإذنه ، ونهانا عن التجسس والتحسس على الآخرين. وعلمنا أن «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وبيَّن لنا: «عينان لا تمسهما النار : عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» . بالعينين ، ترشد الضرير والكفيف، ولك في ذلك صدقة وأجر.

وبالعينين، تنظر إلى كتاب الله فتتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، لعله سبحانه وتعالى يرضى عنك. وبالعينين ، تتواصل مع الناس، فتعلمهم الخير، و«خيركم من تعلم القرآن وعلمه» .

وضَّح لنا رسول الله ﷺ ما الذي نفعله، وما الذي نتركه في النظر، وما الذي يجوز، وما الذي ندرؤه، لندرأ به المفاسد. وهناك فرق بين عينين لا تمسهما النار، وبين عينين تمسهما النار، والعياذ بالله تعالى.

“اللسان” أمرنا رسول الله ﷺ  أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر ، فقال ﷺ : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه». ونهاناعن الكذب، وعن شهادة الزور، وعن الغيبة والنميمة والبهتان، وعن الوقيعة بين الناس، وأمرنا أن نصلح بين المتخاصمَين، كما أمرنا ألا نفشي أسرارنا للأعداء. قال النبي  ﷺ لمعاذ: «تكف عليك هذا». -فأخذ بلسانه- فقال : يا نبى الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : « ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم؟!».

خوَّفنا ورجَّانا، فرغَّبنا بقوله  ﷺ : « إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى جهنم ».

كما بيَّن لنا أن من يستمع إلى الكذب، أو شهادة الزور، أو الغيبة والنميمة والبهتان ولم يتحرك، فهو كالمشارك فيها، فـ  «الساكت عن الحق شيطان أخرس». ولكن علينا أن نستمع إلى كلام الله، وكلام رسوله، وإلى الحكمة فـ « الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها ». "اليدين والرجلين ". 

أمرنا النبي ﷺ بما لا يخفى عليكم، وقال: «اضمن لي ما بين فخذيك ولحييك أضمن لك الجنة». 

كما أمرنا بأكل الحلال، ونهانا عن أكل الحرام، وبيَّن أن المعدة هي بيت الداء، وقال ﷺ  : « الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ثم يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك ». وقال ﷺ: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء».

علَّمنا ما الذي يجب أن نفعله، وما الذي ينبغي أن نتركه. إنه برنامجٌ دقيقٌ يوميٌّ، تعرف من خلاله ماذا تفعل، وماذا تدع، وكيف تهيئ نفسك، حتى تكون محلًّا لتنزل الأنوار، ويكون قلبك مكانًا لانكشاف الأسرار، وحتى تكون، أيها المؤمن، وعاءً لتنزل الرحمات الربانية الصمدانية.فهل تفعل؟ وهل تبدأ؟ ائتمروا فيما بينكم بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، واقرؤوا القرآن ، فإنه النبي المقيم في وسط المسلمين ، واقرؤوا سيرة سيدنا ﷺ ، فقد «كان خلقه القرآن»، و كان « قرآنًا يمشي على الأرض».

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الله قد يلغي النار يوم القيامة
  • علي جمعة: 5 مليارات شخص سيدخلون الجنة والنار قد تُفنى أو تُلغى
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • هل يلغي الله النار في الأخرة؟.. الشيخ علي جمعة يوضح
  • دعاء البرد الشديد ودعوة النبي المستجابة.. اللهم نستودعك من لا مأوى لهم
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كتبت في عهد سيدنا النبي
  • كيف نتدرب على رمضان حتى نفوز بالأجر كله.. علي جمعة يوضح
  • 7 أعضاء أمرنا الله بحفظهم فما هم ؟.. علي جمعة يوضحهم
  • سبحان الله العظيم وبحمده.. أذكار الصباح والمساء اليوم الأربعاء 19-2-2025