وكيل الأزهر: القراءة مهمة وضرورية لصيانة الهوية
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف حريص على تطوير منظومة التعليم، والمشاركة في المسابقات والفعاليات التي تسهم بقدر كبير في تطوير الفكر لدى أبنائه الطلاب، وخاصة مسابقة تحدي القراءة العربي التي نسعد دائما داخل مؤسسة الأزهر الشريف بالمشاركة فيها؛ لتأهيل أبنائنا ليكونوا إيجابيين في صياغة مستقبل أمتنا وأوطاننا، موجهًا عميق الشكر لمن كان سببًا في هذا اللقاء الذي يأتي ختامًا لفعاليات كثيرة مستمرة، تصون أهدافنا المعرفية والمجتمعية والوجدانية.
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في الحفل الختامي لتكريم الفائزين في مشروع تحدي القراءة العربي، أنه وفي الوقت الذي نأسى فيه لما حل بالأمة من استهداف الصهاينة لبلاد آمنة مسالمة، لم تطلب إلا الحق الطبيعي في حياة مستقرة، وشعب له الحق في أن يتنفس الحرية، فإننا على يقين من النصر، وذلك وعد غير مكذوب، مشددًا على أن حركة العقول بالقراءة والتثقيف، وحركة القلوب بالأحاسيس والمشاعر من أدوات النصر لا ريب؛ فالقراءة الواعية لطبيعة الآلة الصهيونية الماكرة، وأهدافها الخبيثة أول طريق النصر، وما يفعل أعداء الأمة مع أمة حفظت هويتها، وصانت تاريخها، ورعت شخصيتها؟ وما يفعل الأعداء مع أمة واعية بالعدو والصديق، والمحارب والمسالم؟.
وبين وكيل الأزهر أن ديننا يأمر بالعلم والمثاقفة، وأن أول ما نزل من وحي السماء كان أمرا بالقراءة، وأتصور أن حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها كانت ترجمة لهذا الأمر الأول، مضيفًا أن من تأمل كلمات القرآن وجد أن مادة العلم وما اشتق منها وردت في القرآن سبع مائة وتسعة وسبعين مرة فضلا عن مفردات النظر والتأمل والتدبر والتذكر والاعتبار.
وأكد أن القراءة مهمة وضرورية لصيانة الهوية، ففي الوقت الذي يجب أن نسعى فيه لتطوير التعليم في وطننا العربي والإسلامي، ببذل المزيد من الجهد، فإن من الواجب أيضًا أن نكون على يقظة تامة لمحاولات تطبيع أمراض مجتمعية وسلوكيات وانحرافات غير مقبولة -لا دينيا ولا أخلاقيا- من خلال الدروس العلمية أو الدورات التثقيفية التي تمرر أحيانا باسم الانفتاح على الآخر والتطوير؛ مشددا أنه لا بد أن يحمل التعليم والتثقيف في وطننا العربي مقومات نهوض أمتنا وطموحاتها ووحدتها، وأن تستهدف المناهج التعليمية بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق، وأن تكون القراءة سبيل ذلك ومعينة عليه.
ولفت وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف مدرك عظم أمانة المعرفة التي بابها القراءة، وفتح أبوابه لأبناء أمته، وخرج أجيالا عملت على إظهار حقيقة الإسلام ودوره البناء في حفظ وتقدم البشرية، فهم مصقولين بكفاية علمية وعملية ومهنية تؤكد الصلة بين الدين والحياة، وتربط بين العقيدة والسلوك، وتؤهلهم للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، والمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتمد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافة الدينية والعربية ولغة القرآن الكريم.
مشروع تحدي القراءة العربي بالأزهر الشريفوأضاف الدكتور الضويني أن حفل اليوم نتيجة جهود كبيرة قامت بها عن حب اللجنة التنفيذية لمشروع تحدي القراءة العربي بالأزهر الشريف واللجان التنسيقية بالمناطق الأزهرية، ويمكن باختصار عقد مقارنة إحصائية بين الأعداد المشاركة في الموسم الأول للمشروع الذين بلغ عددهم على موقع التحدي 500 ألف طالب وطالبة، وها هو العدد يتضاعف بالموسم الثامن، حيث تجاوز عدد المشاركين هذا الموسم مليوني طالب وطالبة، كما بلغت أعداد المعاهد المشاركة هذا العام 9601 معهدًا أزهريًا من مختلف المراحل التعليمية بالتعليم قبل الجامعي، وهي المعاهد التي تم تصعيد الطلاب منها؛ للمنافسة على المراكز العشر الأوائل على مستوى الجمهورية التي ستعلن نتائجها اليوم بإذن الله تعالى.
واختتم وكيل الأزهر أنه وبمقارنة سريعة يظهر لنا ما بذل من جهود مشتركة بين فرق العمل المشاركة في إنجازه، موجهًا الشكر للجنة التنفيذية بقطاع المعاهد الأزهرية، واللجان التنسيقية بالمناطق الأزهرية الذين تحملوا عبء متابعة هذا الملف المهم وحققوا فيه ما نفخر به جميعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وكيل الأزهر الأزهر القراءة محمد الضويني تطوير منظومة التعليم تحدی القراءة العربی الأزهر الشریف وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
استعرضت قناة المحور قصة الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم -عليه السلام- بتوزيعها على الجبال وتعد من القصص القرآنيّة التي تحمل معاني عميقة ودروسًا عظيمة عن قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، وفي هذا المقال سنتحدث عن عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل، وكذلك سنعرض التفاصيل المرتبطة بهذه القصة كما وردت في القرآن الكريم.
عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعهابناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، فإن عدد الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يوزعها على الجبال هو أربعة طيور. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة: 260]
وهكذا، أمر الله تعالى إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور ويقوم بذبحها وتوزيع أجزائها على جبال مختلفة، ثم دعا الطيور لتعود إليه بعد إحيائها بإذن الله.
جاء في القرآن الكريم أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- طلب من الله تعالى أن يُريه كيف يحيي الموتى، فقال: "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ". فكان السؤال من إبراهيم عليه السلام بناءً على رغبته في زيادة إيمانه وطمأنينة قلبه، ولم يكن من شك في إيمانه بالله وقدرته على الإحياء والإماتة. فأجابه الله تعالى قائلاً: "أَوَلَمْ تُؤْمِن؟"، فأجاب إبراهيم عليه السلام: "بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".
ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور، ويذبحها، ويقطعها إلى أجزاء، ويوزع كل جزء منها على جبل مختلف. بعد أن فعل إبراهيم عليه السلام ما أمره الله به، دعاهن ليأتين إليه سعيًا، فبعث الله تعالى الروح في هذه الطيور، فأتت إليه سعيًا بعد أن كانت قد ماتت، وذلك لكي يظهر له قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ويطمئن قلبه.
هذه الحادثة تعتبر دليلاً عظيماً على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وعلى البعث الذي يحدث في يوم القيامة، وهو أمر يفوق إدراك الإنسان ولكنه يشهد لعظمة الله عز وجل.
دلالة القصة وأهميتهاقصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل تأتي لتظهر لنا قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، كما تبرز أهمية اليقين بالله والتأكد من قدرته على كل شيء. ولقد أكد القرآن الكريم في هذه الآية على أن الإيمان بالله يتطلب تسليمًا كاملًا بعظمته، فحتى إبراهيم -عليه السلام- وهو نبي مرسل، طلب من الله أن يُريه كيفية إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه.