الجارديان: محادثات وقف إطلاق النار في غزة «في الرمق الأخير» بسبب نتنياهو
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
رأت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن محادثات وقف إطلاق النار في غزة في الرمق الأخير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو المسؤول عن ذلك.
وذكرت الصحيفة، في مقال رأي نشرته اليوم، أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار إلى إسرائيل، مما يعني أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه نفوذ لفرض إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه يرفض استخدامها.
وقالت الصحيفة إن بايدن يبذل جهدا أخيرا لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي كان يدفع به منذ شهور. لكن بايدن وإدارته لن يذكروا ويخجلوا من أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق: بنيامين نتنياهو، الذي حاول لعدة أشهر عرقلة الاتفاق بالتراجع وإضافة شروط جديدة، مما دفع مسؤولي الأمن الإسرائيليين إلى اتهامه بتخريب المفاوضات للبقاء في السلطة.
ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعًا بين إسرائيل وحماس في الأول من ديسمبر الماضي، استثمر بايدن كل جهود إدارته تقريبا في إحياء وقف إطلاق النار، ولكن بايدن يرفض فرض أي ثمن على نتنياهو بسبب عناده وإطالة أمد الصراع.
فمنذ شنت إسرائيل حربها الوحشية على غزة قبل عشرة أشهر، فشل بايدن في استخدام أكثر أدوات القوة فعالية تحت تصرفه: حجب مليارات الدولارات من شحنات الأسلحة الأمريكية، وحرمان إسرائيل من الغطاء السياسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وغيره من الهيئات الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى مع تسريب المسؤولين الأمريكيين سرا أن بايدن غاضب من نتنياهو لكذبه عليه بشأن رغبته في تأمين وقف إطلاق النار، تواصل إدارة بايدن إرسال شحنات ضخمة جديدة من الأسلحة إلى إسرائيل.. وافقت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع على مبيعات أسلحة جديدة بقيمة 20 مليار دولار، وتشمل عشرات الطائرات المقاتلة من طراز إف-15 والمركبات التكتيكية والصواريخ، فضلا عن عشرات الآلاف من قذائف الهاون وخراطيش الدبابات المتفجرة.
وأوضحت الجارديان أن هذه واحدة من أكبر عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة وسيتم تمويلها في الغالب من دافعي الضرائب الأمريكيين.
وأشارت إلى أن واشنطن هي بلا شك، أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، إذ تقدم لها مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار.
وأكدت الصحيفة أنه مع هذا المستوى من الاعتماد الإسرائيلي على المساعدات العسكرية الأميركية، ينبغي لبايدن أن يتمتع بنفوذ كبير على نتنياهو، ولكن بايدن يتشبث بسياسة فاشلة تتمثل في محاولة ممارسة النفوذ من وراء الكواليس على نتنياهو وحلفائه المتطرفين.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو تحدى بايدن باستمرار ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكي لن يتهم نتنياهو بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من مائة شخص ما زالوا محتجزين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إطالة أمد حرب غزة لتجنب الانتخابات المبكرة، التي من المرجح أن يخسرها حزب الليكود الذي يتزعمه، والتحقيقات المتعددة في إخفاقات حكومته الأمنية التي أدت إلى هجمات أكتوبر.
وأضافت الصحيفة، أنه إذا أجبر على التنحي عن السلطة، فسوف يواجه نتنياهو أيضا محاكمة طال انتظارها بتهمة الفساد والرشوة الناجمة عن فترة سابقة كرئيس للوزراء. وعلى الرغم من اهتمام نتنياهو بالتشبث بالسلطة وانتقاد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين لتكتيكاته التفاوضية، فقد بذلت إدارة بايدن قصارى جهدها لتجنب إلقاء اللوم على نتنياهو لعرقلة وقف إطلاق النار.
وأضافت الصحيفة أنه مع استمرار الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين في توفير الأسلحة التي تدعم آلة الحرب الإسرائيلية، لم يكن لدى نتنياهو حافز كبير لوقف إراقة الدماء. وبدلا من ذلك، قام بتصعيد الصراع في الأسابيع الأخيرة، مما يخاطر باندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا يمكن أن تشمل إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران.
وأكدت الصحيفة أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في غزة وضمان عدم توسع الصراع إلى حرب إقليمية يمكن أن تتورط فيها إيران والولايات المتحدةk ولكن بما أن نتنياهو لم يواجه خسارة الدعم الأمريكي أو عواقب أخرى لعدوانيته، فليس لديه حافز كبير للموافقة على هدنة أو الامتناع عن الهجمات التي تزعزع استقرار المنطقة.
وبحسب الصحيفة، حصل نتنياهو حتى الآن على كل ما يريده من خلال إطالة أمد الحرب والهروب من اللوم من إدارة بايدن لتأخير اتفاق وقف إطلاق النار. وبعد أن وافقت الإدارة على صفقات أسلحة جديدة بقيمة 20 مليار دولار هذا الأسبوع، يشير بايدن إلى أنه سيستمر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل بغض النظر عما يفعله نتنياهو.
واختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أنه منذ انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي الشهر الماضي، لم يعد يخاطر بدفع ثمن سياسي لكبح جماح نتنياهو وإسرائيل، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي بإمكانه أخيرا أن يقف في وجه نتنياهو وينقذ خطة وقف إطلاق النار التي تنهي عشرة أشهر من التواطؤ الأمريكي.
اقرأ أيضاًنتنياهو: سنواصل الحرب بكثافة منخفضة.. ولا نهاية لها في الأفق
إعلام إسرائيلي: نتنياهو وافق على إيفاد فريق المفاوضات حول غزة كاملا إلى اجتماعات الغد
إعلام أمريكي: شروط نتنياهو شملت فرض مزيد من القيود على الفلسطينيين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل القضية الفلسطينية قطاع غزة الشعب الفلسطيني غزة نتنياهو هدنة غزة هدنة في غزة وقف إطلاق النار فی غزة على نتنیاهو ملیار دولار إلى إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الوفد الأوكراني في جدة: محادثات السلام مع واشنطن بدأت بشكل "بنّاء"
على وقع إطلاق النار المتبادل بين كييف وموسكو، انطلقت في جدة، الثلاثاء، مفاوضات السلام بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إن محادثات السلام في المملكة العربية السعودية "بدأت بطريقة بناءة للغاية".
ويلتقي يرماك، المبعوث ضمن وفد أوكراني، بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف لإجراء محادثات حاسمة حول كيفية إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وقال يرماك على تطبيق تيليغرام: "نحن نعمل من أجل سلام عادل ودائم".
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرته، أوضحروبيو أنه ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز سيعملان على تقييم موقف أوكرانيا خلال المحادثات في السعودية.
وقال: "ما نريد معرفته هو: هل لديهم اهتمام حقيقي بالدخول في محادثات سلام؟ وما هي الخطوط العريضة للأمور التي يمكن أن يوافقوا عليها؟ هذه الحرب كانت مكلفة جدًا للأوكرانيين، لقد عانوا كثيرًا، وشعبهم تكبد خسائر فادحة. من الصعب بعد كل ذلك الحديث عن التنازلات، ولكن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب ومنع المزيد من المعاناة."
Relatedزيلينسكي: محادثات حاسمة مع المسؤولين الأمريكيين ستجري في السعودية الأسبوع المقبلزيلينسكي في السعودية: مقترح أوكراني لوقف إطلاق الناربعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادنوأضاف روبيو بأن "الطريقة الوحيدة" لمنع المعاناة هي الحديث عن التنازلات، في إشارة ضمنية إلى أن واشنطن ستطلب من كييف إعادة النظر في بعض شروطها في مقترح وقف إطلاق النار.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد نقلت عن مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى قولهم إن وفد بلادهم سيطرح وقفًا لإطلاق النار يشمل البحر الأسود والهجمات الصاروخية بعيدة المدى، بالإضافة إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
كما كشف المسؤولون، الذين تحدثوا للوكالة بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن أوكرانيا مستعدة خلال المحادثات لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة يتيح لواشنطن الوصول إلىالمعادن الأرضية النادرة الأوكرانية، وهو اتفاق يُولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمامًا خاصًا به.
وعن صفقة المعادن، قال روبيو إن توقيعها أمر ممكن، ولكنه ليس شرطًا مسبقًا كي تمضي واشنطن قدمًا في المحادثات، مشيرًا إلى أنه "سيكون من المنطقي أكثر التفاوض على التفاصيل الدقيقة للاتفاق".
وكانت المحادثات السابقة بشأن صفقة المعادن قد انهارت بعد مشادة كلامية غير مسبوقة بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي.
وبعد الاجتماع، قال ترامب إن نظيره الأوكراني لم يكن "مستعدًا" للسلام، إذ أصر الأخير على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية حقيقية يمكن أن تمنع روسيا منمواصلة الحربأو إعادة غزو أوكرانيا.
وبعد إعلان الولايات المتحدة عن إيقاف الدعم العسكري والتعاون الاستخباراتي بين واشنطن وكييف، أظهر زيلينسكي ليونة كبيرة في العودة إلى المفاوضات.
في المقابل، لا يزال الكرملين متمسكًا بشروطه حيال تخلي أوكرانيا عن مسعاها للانضمام إلى حلف الناتو العسكري والاعتراف بسيادة موسكو على الأراضي التي احتلها، للذهاب نحو وقف إطلاق النار.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل يمكن لأوروبا تجنيد 300,000 جندي لردع روسيا ودون دعم أمريكي؟ 5 سنوات على كوفيد-19.. تحذيرات أوروبية من التهاون في الاستعداد للأزمات الصحية القادمة مقترح أوكراني لوقف إطلاق النار خلال المحادثات مع واشنطن في السعودية فولوديمير زيلينسكيالغزو الروسي لأوكرانياالسعوديةالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبوقف إطلاق النار