روسيا تعلن تحرير بلدة إيفانوفكا في دونيتسك الشعبية
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أفادت وزارة دفاع روسيا، اليوم الخميس، بأن القوات الروسية حررت بلدة إيفانوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وقالت دفاع روسيا: "وحدات من مجموعة قوات "المركز" الروسية، حررت بلدة إيفانوفكا التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية".
وأوضح بيان وزارة دفاع روسيا أنه تم صد 7 هجمات مضادة شنتها مجموعات هجومية من اللواء الميكانيكي 53 للقوات المسلحة الأوكرانية واللواء الـ15 من الحرس الوطني.
وأشار بيان دفاع روسيا إلى أن خسائر العدو بلغت ما يصل إلى 470 عسكريًا ومركبة مشاة قتالية من طراز برادلي، ومركبة قتالية مدرعة أمريكية الصنع من طراز ماكس برو ومدفعين.
وأضاف بيان دفاع روسيا : "سيطرت وحدات من قوات مجموعة "الغرب" على مواقع أكثر فائدة، واستهدفت الوحدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق نيفسكوي تشيرفونايا ديبروفا ماكيفكا وستيلماخوفكا في جمهورية لوغانسك الشعبية".
وبحسب البيان، فإن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت ما يصل إلى 470 فردًا عسكريًا، وثلاث ناقلات جند مدرعة أمريكية الصنع من طراز "إم 113" وعددا من المدافع الميدانية.
وتابع: "قامت وحدات قوات مجموعة "الجنوب" الروسية، بتحسين الوضع التكتيكي، وفقد العدو ما يصل إلى 650 جنديًا ومركبتين قتاليتين مدرعتين وخمس سيارات، وتم تدمير مستودع ذخيرة".
أوكرانيا تستخدم سلاح بريطاني في الحرب على روسيا
يستخدم جيش أوكرانيا، أسلحة إنجليزية، في الحرب التي الناشبة بينها و بين روسيا، وذلك بعد أن سمحت وزارة دفاع بريطانيا لها باستخدام تلك الأسلحة.
وسمحت وزارة دفاع بريطانيا لـ أوكرانيا باستخدام الأسلحة البريطانية في هجوم قواتها على مقاطعة كورسك الروسية الحدودية، مستثنية منها صواريخ "ستورم شادو".
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عن متحدث باسم وزارة دفاع بريطانيا: "لم يحدث أي تغيير في سياسة الحكومة البريطانية المؤيدة لـ أوكرانيا في الدفاع عن النفس، بما يشمل أيضا إجراء عمليات داخل الأراضي الروسية".
وأضاف: "هذا يعني أن الصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية والمدرعات وغيرها من الأسلحة الأخرى التي قدمتها بريطانيا لـ أوكرانيا قد ينتهي بها الأمر بمنطقة القتال في مقاطعة كورسك".
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصدرها إلى أن هذا "التفويض" لا ينطبق على صواريخ "ستورم شادو" التي سمحت لندن باستخدامها داخل أراضي أوكرانيا "حصرا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا إيفانوفكا دونيتسك وزارة دفاع دفاع روسیا
إقرأ أيضاً:
الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
صمتت المدافع وتوقفت المسيرات في المسافة بين روسيا وأوكرانيا عشية عيد الفصح، وسُجل وقف هش ونادر لإطلاق النار على كل الجبهات، رغم الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة من الجانبين، لكن الأمر لم يدم طويلا، وعادت الحرب دون أن يكون للأجواء الروحية التي سادت يوم الفصح أي تأثير حقيقي على غرف عمليات القتال في الجانبين.
لكن لماذا سمح العالم لمثل هذه الهدنة أن تمر مرورا عابرا دون وقفة تأمل حقيقية وعميقة حول الحرب. كانت ثمة مناسبة، وثمة فرصة ملحة للتفكير في الحرب، وتأثيرها ومآلاتها، وضحاياها وآلامها، وكان الفصح المقدس في روسيا وفي أوكرانيا وفي الغرب عموما مناسبة تستحق، خاصة وقد هدأ ضجيج المدافع والطائرات، لحظات تأمل منطقي حتى في لحظة روحية تتخطفها العاطفة أكثر مما يحضر فيها المنطق، وذلك من أجل حرب استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات وأزهقت عشرات الآلاف من الأرواح وغيرت أخلاق أوروبا قبل سياساتها.. لماذا لم تتحوّل هذه الهدنة، التي خلقتها لحظة روحية نادرة، إلى نقطة انطلاق لشيء أعظم، وأكثر واقعية؟ ولماذا لم يتحول الاحتفال الروحي إلى فرصة سياسية فيها من الخير الكثير ليس لروسيا وأوكرانيا ولكن للعالم أجمع؟
ليس في هذا تسطيح للحرب، ولكنه طرح واقعي يستند إلى الكثير من دروس التاريخ، خاصة وأن هذه الحرب لا تتعلق فقط بموضوع النصر والهزيمة ولكنها تتعلق بالنتائج أكثر من أي شيء آخر.
لكن النتيجة الجوهرية في هذا المسار تتعلق بمصير أوكرانيا تحديدا هل تكون قاعدة أمامية للغرب، أم تكون تابعة لروسيا؟
لكن دروس التاريخ تُعلمنا أن الصراعات التي تُختزل في معادلة النصر والهزيمة غالبا ما تُفضي إلى أطراف منهكة لا إلى حلول عادلة. ولعل التجربة الأوكرانية نفسها، بكل تعقيداتها الجغرافية والتاريخية، تفتح الباب أمام خيار ثالث لا يقوم على الاستقطاب، بل على التوازن. خيار لا يرى في أوكرانيا ساحة صراع بين الشرق والغرب، ولكنه جسر يمكن أن يصل بينهما، إذا ما تحررت من ضغوط المعسكرين، واختارت طريقها الخاص، كدولة مستقلة تجمع الفرقاء حول طاولات الحوار.
قد يبدو تصور مثل هذا التوازن صعبا اليوم، مع تحصن الجبهات وتصلب الخطاب. لكن، دائما ما يكون وسط الحرب وبين الركام أصوات للعقل والحكمة وهي أصوات تستحق أن نسمعها في وقتها لا أن نتحسف على تجاهلنا لها بعد ذلك بسنوات أو عقود!
إن وقف هذه الحرب ليس معاهدة سلام كتلك التي وقعت في أعقاب سقوط جدار برلين وبداية حقبة تاريخية جديدة ولكنه في هذه اللحظة قرار قد يُنقذ الأرواح، ويجنب العالم خطر الانزلاق نحو حرب كونية تعود فيها لغة التهديد النووي إلى الواجهة.
وإذا كان التاريخ يحضر كثيرا عند الحديث عن روسيا وأوكرانيا فإنه يقول بشكل واضح أن كلا من روسيا وأوكرانيا ورغم كل الذي حدث يمكن أن يرى كل منهما الآخر باعتباره شريكا لا عدوا فثمة تاريخ مشترك كبير بين البلدين، والبلدان يشكلان امتدادا لحضارة واحدة متشابكة من حيث الثقافة والدين واللغة وكذلك المآسي والنكبات والآلام والكثير من المعاني التي تجمع بينهما ولا يمكن أن تنبت رغم فداحة هذه الحرب.. والذي يمكن أن يقرب هذا المعنى بين الطرفين، روسيا وأوكرانيا، أوكرانيا بوصفها دولة وليس بوصفها نقطة رمزية للغرب هو حديث المصالح؛ مصلحة وقف الحرب وعودة الأمن ومصلحة العودة للحياة الطبيعية الهادئة والهانئة.
وربما تستطيع أوكرانيا أن تعود إلى المنطق أكثر فيما لو استطاعت أن تتخلص من فكرة أنها تقاتل روسيا الآن بالنيابة عن أوروبا/ الغرب لأن ذلك من شأنه أن يقضي عليها مع استمرار هذه الحرب ويزيد التخلي عنها فالكل في الغرب يبحث عن مصالحه.. وما فعله ترامب خير دليل على ذلك.
والسلام الذي بات أمرا مهما بين البلدين الآن يحتاج واقعية دبلوماسية وفهما عميقا للتاريخ.. وأيضا شجاعة أخلاقية وهذا كله يحتاج إلى الحوار.
وإذا كان عيد الفصح الذي أوقف الحرب ولو لساعات ليست طويلة يعني في التقاليد المسيحية انتصار الحياة على الموت وتجدد الأمل بعد الألم فإن ذلك كان أجدى أن يجعل الجميع وبشكل خاص الروس والأوكران أن يتأملوا الأمر جيدا ويفكروا في منطق وقف الحرب.. وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فثمة إرادة كامنة لسلام طويل. الأمر لا يحتاج لمعجزة دينية، بل فقط إلى قرار شجاع وواقعي.
وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فذلك يعني أن السلام بين البلدين ليس مستحيلا، لكنه مؤجل. وما تحتاجه هذه اللحظة التاريخية بينهما ليس أكثر من إرادة سياسية جريئة، واعتراف متبادل بأن كل دقيقة إضافية في هذه الحرب، هي انتكاسة لكل معاني الإنسانية.