بعد قصف الأبيض.. هل يصبح فتح المدارس مغامرة غير محسوبة العواقب؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
تعرضت الأبيض أمس إلى قصف من قوات الدعم السريع التي تحاصرها منذ معارك مايو الماضي مما أثر على سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكانها
التغيير: فتح الرحمن حمودة
بينما تجلس الأم في منزلها تصل إلى مسامعها أصوات الأسلحة الثقيلة حول المدينة فتشعر بالقلق وهي تفكر في أولادها الذين يوجودون في تلك اللحظة داخل المدارس.
هذا السيناريو حدث أمس الثلاثاء عندما تعرضت الأبيض إلى قصف عشوائي من قبل قوات الدعم السريع التي تحاصرها منذ معارك مايو الماضي مما أثر على سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكانها.
وأدى القصف العشوائي إلى سقوط قتلى وجرحى بعضهم في حالة حرجة ومعظمهم كانوا من طلاب المرحلة الثانوية الذين بدأوا العملية التعليمة بعد قرارات حكومة الولاية بعودة الدارسة إلا ان الاحداث الاخيرة أضافت فصلا جديدا إلى مأساة المواطنين.
وكانت حكومة شمال كردفان قررت فتح المدارس في محاولة لاستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية ولكن هذه الخطوة لم تكن خالية من المخاطر.
وبحسب مصادر كانت قد تحدثت لـ”التغيير” فإن القصف العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع على المدينة استهدف بعض المدارس والأسواق مما أسفر عن سقوط “6” ضحايا وما يقارب “50” جريحا بعضهم في حالة حرجة.
وتصاعدت الأصوات الغاضبة من المدنيين على مواقع التواصل الإجتماعي، ووثقت “التغيير” حالة الاستياء الشعبي للحادثة وقرار فتح المدارس في ظل هذه الظروف وعبر الكثيرون عن رفضهم لهذا القرار معتبرين أنه يعرض حياة الطلاب للخطر.
قرار خاطئ
الشاب صبري إبراهيم قال “تحدثنا عن القرار في ظل الحصار المفروض من قبل مليشيا الدعم السريع وعدم القدرة على توفير الضمانات لحماية الطلاب والطالبات في ظل القصف العشوائي هذه الكلمات ربما عكست حالة من القلق والخوف لدى أولياء الأمور الذين يشعرون أن حياة ابنائهم باتت في مهب الرياح.
أما المواطن صلاح الدين أبو البشر فكان واحد من الرافضين لهذا القرار قائلا: السلامة اولا كيف يمكن أن تتوقع هجوما في أي لحظة وتفتح المؤسسات التعليمية في نهاية الأمر يدفع الثمن الطلاب الأبرياء.
من جانبها رأت ” ن. ك” ان قرار فتح المدارس كان مجرد سباق سياسي لإرضاء الحكومة في بورتسودان وأكدت ان اولياء الامور والمعلمين يجب أن يتوحدوا لإيقاف هذا العبث مضيفة لا يمكننا الاعتماد على تقديرات وزارة التربية والتعليم التي ترقص على ايقاع السيد الوالي.
ومن وجهة نظر لأخرى يعتقد ” ه. ع” ان فتح المدارس كان بدافع مادي أكثر من تعليمي. وأضاف: كيف يمكن أن تجمع الطلاب ليصبحوا هدفا للدعم السريع “حسبنا الله ونعم الوكيل في من يتلاعب بحياة الأبرياء”. على حد تعبيره.
وفي ظل حصار قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض وقرار حكومة الولاية بفتح المدارس يظل الجدل وتتصاعد الاصوات الرافضة للقرار تظل حياة الطلاب والتلاميذ مهددة في مدينة تعيش مواجهات عسكرية ومحاصرة.
وما زالت قيادة الجيش تفرض سيطرتها على مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الولاية من بينهم مدينتي الرهد وأم روابة.
ومنذ إندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي كانت قد تزايدت حوادث النهب المسلح بمعدل متسارع في مناطق الإقتتال الرئيسية لاسيما مدن ولاية شمال كردفان.
ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.
ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.
وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.
الوسومالأبيض الدعم السريع شمال كردفان فتح المدارسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأبيض الدعم السريع شمال كردفان فتح المدارس
إقرأ أيضاً:
هل تحاول قوات الدعم السريع تعويض خسائرها باستخدام المسيرات؟
بعد الهزائم المتلاحقة التي لحقت بها في وسط السودان لا سيما في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، بدأت قوات الدعم السريع في الانسحاب غربا إلى كردفان ودارفور.
ولا يكاد يكون لها وجود حاليا إلا في جيوب متفرقة في حي الصالحة جنوب أم درمان.
لكن قوات الدعم السريع لجأت خلال الأشهر القليلة الماضية لاستخدام المسيرات بكثافة مستهدفة أعيانا مدنية وأخرى عسكرية في الخرطوم والولايات.
قصف محطات الكهرباءكان لافتا في غضون الشهرين الماضيين تعرض محطات الكهرباء والسدود بمختلف أنحاء السودان إلى ضربات مكثفة بالطيران المسير.
وقال الجيش السوداني في أكثر من بيان صحفي أن مليشيا الدعم السريع استهدفت بالمسيرات البينة التحتية لمحطات الكهرباء في العاصمة والولايات فضلا عن استهدافها بعض المطارات والمواقع المدنية والعسكرية.
ومن أبرز المواقع التي تعرضت للقصف محطة كهرباء أم دباكر، أكبر محطات توليد الكهرباء بالسودان، بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض استهدفت أكثر من مرة، مما أدى لخروجها عن الخدمة قبل أن يتم إصلاحها لاحقا.
كما استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء الشوك بولاية القضارف التي تعتبر مصدرا رئيسيا مغذيا للكهرباء في شرق السودان.
إعلانواستهدف أيضا سد مروي ومحطة كهرباء مروي بالولاية الشمالية شمال السودان، مما أدى لانقطاع الكهرباء في شمال السودان وولاية البحر الأحمر. ويعتبر سد مروي، الذي استهدف أكثر من 3 مرات خلال شهرين، من أكبر مصادر الطاقة في السودان.
كذلك تعرضت محطة كهرباء عطبرة التحويلية للقصف بالمسيرات 3 مرات، مما أدى لانقطاع الكهرباء في ولاية نهر النيل شمال البلاد.
واُستهدفت محطة كهرباء بربر التحويلية في 27 أبريل/نيسان مما أدى لانقطاع الكهرباء في نهر النيل، في حين قصفت المسيرات سد الروصيرص بولاية النيل الأزرق قبل شهر دون خسائر.
ما وراء المسيراتهجمات الدعم السريع بالمسيرات لم تقف على الأهداف المدنية فقط، بل شنت هجمات على مواقع عسكرية في الشهرين الماضيين، حسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، من بينها قيادة الجيش وسط الخرطوم، وقاعدة وادي سيدنا الجوية، ومقر الكلية الحربية بأم درمان، فضلا عن استهداف القصر الرئاسي ومطار الخرطوم.
ويعتقد بعض المحللين أن قوات الدعم السريع تستخدم المسيرات لمحاولة تعويض الخسائر الميدانية التي تكبدتها في وسط البلاد والعاصمة الخرطوم.
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد متقاعد جمال الشهيد للجزيرة نت إن الدعم السريع تعاني من عجز ميداني دفعها لاستخدام المسيرات في استهداف المواقع المدنية والعسكرية للضرب عن بُعد ومحاولة تعويض فقدان المبادرة.
وأضاف أن استخدام المسيرات نوع من الاستنزاف من خلال استهداف البنية التحتية وإنهاك الدولة والجيش معنويا وماديا، حتى لا تكون الحرب معركة بنادق بل تتحول إلى معركة إرادة طويلة.
وأوضح العميد الشهيد أن مليشيا الدعم السريع حوّلت القتال إلى حرب عصابات باستخدام تكنولوجيا رخيصة مثل المسيرات، مما يؤكّد عجزها ميدانيا، مشددا على أن الغرض من هجمات المسيرات إطالة أمد الحرب وإنهاك الجيش والدولة والمجتمع.
إعلان الدعم السريع تبرريقول الكاتب الصحفي المقرب من الدعم السريع الغالي شيقفات إن قواتهم من حقها امتلاك مسيرات واستهداف مواقع الجيش العسكرية. وأضاف للجزيرة نت من الطبيعي استهداف مواقع الجيش بالمسيرات مثل وادي سيدنا والقيادة.
وقال شقيفات إن الدعم السريع لم تعلن عن استهداف البنية التحتية مثل الكهرباء ومحطات المياه ولمح إلى إمكانية وجود طرف ثالث يستهدف البينة التحتية بالمسيرات.
هل عجز الجيش عن صد المسيرات؟مؤخرا بدأت أصوات تتساءل عن عدم التصدي لهذه المسيرات، مما دفع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن يقول في تصريحات صحفية إن المسيرات التي تستهدف محطات الكهرباء سيتم التصدي لها قريبا عبر الدفاع الجوي التابع للجيش السوداني.
ويقول الفريق أول صلاح عبد الخالق قائد سلاح الجو السوداني السابق للجزيرة نت إن المسيرات سلاح غير فعال ويمكن التصدي لها بمنظومة دفاع جوي تستخدم الإنذار المبكر واكتشاف الأهداف ومن ثم التعامل معها.
وأضاف أن الدفاع الجوي السوداني كان قادرا على التصدي لكل المسيرات الانقضاضية التي استخدمتها مليشيا الدعم السريع في بداية الحرب.
وأوضح عبد الخالق أن الدعم السريع حاليا تستخدم طائرات بعيدة المدى مشيرا إلى تصريحات رئيس مجلس السيادة البرهان التي أكد فيها أن هنالك منظومة دفاع جوي ستتصدى لهذه المسيرات.
واعتبر أن مليشيا الدعم السريع لا تستخدم المسيرات استخداما عسكريا، بل تستهدف البنية التحتية، وسيكون من السهل جدا التصدي لها وإخراجها من المعركة عبر عدة وسائل دفاعية.