تعرضت الأبيض أمس إلى قصف من قوات الدعم السريع التي تحاصرها منذ معارك مايو الماضي مما أثر على سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكانها

التغيير: فتح الرحمن حمودة

بينما تجلس الأم في منزلها تصل إلى مسامعها أصوات الأسلحة الثقيلة حول المدينة فتشعر بالقلق وهي تفكر في أولادها الذين يوجودون في تلك اللحظة داخل المدارس.

هذا الإحساس المخيف لا يقتصر عليها وحدها بل تعيشه العديد من الأمهات في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، التي أصبحت واحدة من ساحات الاقتتال الرئيسية.

هذا السيناريو حدث أمس الثلاثاء عندما تعرضت الأبيض إلى قصف عشوائي من قبل قوات الدعم السريع التي تحاصرها منذ معارك مايو الماضي مما أثر على سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكانها.

وأدى القصف العشوائي إلى سقوط قتلى وجرحى بعضهم في حالة حرجة ومعظمهم كانوا من طلاب المرحلة الثانوية الذين بدأوا العملية التعليمة بعد قرارات حكومة الولاية بعودة الدارسة إلا ان الاحداث الاخيرة أضافت فصلا جديدا إلى مأساة المواطنين.

وكانت حكومة شمال كردفان قررت فتح المدارس في محاولة لاستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية ولكن هذه الخطوة لم تكن خالية من المخاطر.

وبحسب مصادر كانت قد تحدثت لـ”التغيير” فإن القصف العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع على المدينة استهدف بعض المدارس والأسواق مما أسفر عن سقوط “6” ضحايا وما يقارب “50” جريحا بعضهم في حالة حرجة.

وتصاعدت الأصوات الغاضبة من المدنيين على مواقع التواصل الإجتماعي، ووثقت “التغيير” حالة الاستياء الشعبي للحادثة وقرار فتح المدارس في ظل هذه الظروف وعبر الكثيرون عن رفضهم لهذا القرار معتبرين أنه يعرض حياة الطلاب للخطر.

قرار خاطئ

الشاب صبري إبراهيم قال “تحدثنا عن القرار في ظل الحصار المفروض من قبل مليشيا الدعم السريع وعدم القدرة على توفير الضمانات لحماية الطلاب والطالبات في ظل القصف العشوائي هذه الكلمات ربما عكست حالة من القلق والخوف لدى أولياء الأمور الذين يشعرون أن حياة ابنائهم باتت في مهب الرياح.

أما المواطن صلاح الدين أبو البشر فكان واحد من الرافضين لهذا القرار قائلا: السلامة اولا كيف يمكن أن تتوقع هجوما في أي لحظة وتفتح المؤسسات التعليمية في نهاية الأمر يدفع الثمن الطلاب الأبرياء.

من جانبها رأت ” ن. ك” ان قرار فتح المدارس كان مجرد سباق سياسي لإرضاء الحكومة في بورتسودان وأكدت ان اولياء الامور والمعلمين يجب أن يتوحدوا لإيقاف هذا العبث مضيفة لا يمكننا الاعتماد على تقديرات وزارة التربية والتعليم التي ترقص على ايقاع السيد الوالي.

ومن وجهة نظر لأخرى يعتقد ” ه. ع” ان فتح المدارس كان بدافع مادي أكثر من تعليمي. وأضاف: كيف يمكن أن تجمع الطلاب ليصبحوا هدفا للدعم السريع “حسبنا الله ونعم الوكيل في من يتلاعب بحياة الأبرياء”. على حد تعبيره.

وفي ظل حصار قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض وقرار حكومة الولاية بفتح المدارس يظل الجدل وتتصاعد الاصوات الرافضة للقرار تظل حياة الطلاب والتلاميذ مهددة في مدينة تعيش مواجهات عسكرية ومحاصرة.

وما زالت قيادة الجيش تفرض سيطرتها على مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الولاية من بينهم مدينتي الرهد وأم روابة.

ومنذ إندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي كانت قد تزايدت حوادث النهب المسلح بمعدل متسارع في مناطق الإقتتال الرئيسية لاسيما مدن ولاية شمال كردفان.

ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.

ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.

الوسومالأبيض الدعم السريع شمال كردفان فتح المدارس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأبيض الدعم السريع شمال كردفان فتح المدارس

إقرأ أيضاً:

«الأمة القومي» يطالب بحظر الطيران ووقف مدفعية الدعم السريع

حزب الأمة القومي ناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بإدانة الهجمات والضغط لاتخاذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين من القصف الجوي والمدفعي.

الخرطوم: التغيير

أدان حزب الأمة القومي، قصف طيران الجيش السوداني لمدرسة ثانوية في نيالا بجنوب دارفور، تستخدم كمركز إيواء لأكثر من 100 أسرة من النازحين، كما ندد بالقصف المدفعي وبالطيران المسير من قبل قوات الدعم السريع، وطالب بوقف هذه الهجمات فوراً.

وأكد أن الخسائر الكبيرة في الأرواح التي خلفها قصف الطيران الحربي تستوجب حظر الطيران في المناطق المأهولة بالسكان، وكذلك وقف القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع لمعسكر زمزم والأحياء السكنية بالفاشر.

وتكرر مؤخراً سقوط الضحايا المدنيين جراء غارات طيران الجيش أو قصف مدفعية الدعم السريع على مناطق سكنية وأعيان مدنية في مواقع تشهد معارك بين الجانبين في سياق الحرب المندلعة منذ 15 ابريل 2023م.

وقالت دائرة شؤون النازحين بالحزب في تصريح صحفي يوم الأربعاء، إن طيران القوات المسلحة قصف مساء أمس الثلاثاء مدرسة نيالا الثانوية بنين والتي تستخدم كمركز إيواء لأكثر من 100 أسرة من النازحين الفارين من جحيم الحرب في مدينة الفاشر، وخلف القصف الجوي عشرات القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء.

وأدانت الدائرة بشدة، استمرار استهداف الطيران التابع للقوات المسلحة للنازحين والمناطق السكنية والأسواق مما أدى لإزهاق أرواح آلاف المواطنين خلال هذا العام.

كما أدانت الدائرة القصف المدفعي وبالطيران المسير للأحياء بمدينة الفاشر ومعسكر زمزم من قبل قوات الدعم السريع خلال هذا الأسبوع والذي أسفر عن قتل وجرح أكثر من 70 مواطناً ومواطنة أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وطالبت دائرة شؤون النازحين بحزب الأمة القومي، بوقف هذه الهجمات المتكررة فوراً والالتزام بحماية المدنيين.

وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بإدانتها والضغط لاتخاذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين من القصف الجوي والمدفعي.

وأكدت الدائرة أن الخسائر الكبيرة في الأرواح التي خلفها قصف الطيران الحربي تستوجب حظر الطيران في المناطق المأهولة بالسكان، وكذلك وقف القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع لمعسكر زمزم والأحياء السكنية بالفاشر.

مقالات مشابهة

  • الفاشر – طويلة .. مواطنون يروون معاناتهم جراء تعرضهم لاعتداءات من قبل قوات الدعم السريع
  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • السودان.. مقتل عدد من أعضاء ميليـشيا الدعم السريع وتدمير 7 مركبات قتالية شمال الخرطوم
  • واشنطن تعيد تقييم مزاعم الإمارات حول عدم تسليح الدعم السريع
  • رغم تأكيد الإمارات.. واشنطن تعيد تقييم مزاعم أبو ظبي حول عدم تسليح الدعم السريع
  • ادانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان
  • تدمير 10 عربات قتالية للدعم السريع في هجوم على أبراج السلطان ببحري
  • «الأمة القومي» يطالب بحظر الطيران ووقف مدفعية الدعم السريع
  • قتلى وجرحى في استهداف الدعم السريع مستشفى بمدينة الفاشر