مزينة بالأسماك والدلافين.. العثور على فسيفساء مخفية منذ آلاف السنين في إنجلترا
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— اكتشف علماء الآثار في شمال غرب إنجلترا، قطعة فسيفسائية جميلة ومحفوظة جيدًا، كانت "مخبأة منذ آلاف السنين".
وتم اكتشاف الفسيفساء المزينة بصور لأسماك ودلافين في مدينة روكسيتر الرومانية.
وكانت روكسيتر رابع أكبر مدن بريطانيا الرومانية، وكانت مساحتها تضاهي حجم بومبي تقريبًا في مرحلتها الذهبية، ولا تزال آثارها قائمة حتى الآن كموقع أثري وتعليمي، على بُعد حوالي 80 كيلومترًا غرب برمنغهام.
وما برحت الفسيفساء تحتفظ بألوانها الزاهية التي تشمل الأبيض والأحمر والأزرق والأصفر، وهي أول فسيفساء يتم اكتشافها في روكستر منذ عام 1859، وفق ما ورد في بيان صحفي صادر عن شركة " Vianova Archaeology" التي شاركت في عملية الحفر.
ويحتمل أنّ القطعة كانت في غرفة الطعام الخاصة بشخص ثري، أو مسؤول في المدينة، اعتاد على "ترفيه الضيوف الأثرياء"، وأراد "إثارة إعجاب الناس بهذه الفسيفساء الرائعة"، وفق ما ذكر وين سكوت، كبير أمناء العقارات في مؤسسة التراث الإنجليزي (English Heritage) التي تدير الموقع، لـCNN.
وأضاف سكوت أنّ علماء الآثار لا يستطيعون التأكد تمامًا من هدف القطعة لأنهم لم يحصلوا إلا على "لمحة" عنها.
وأشار روجر وايت، عالمِ الآثار في جامعة برمنغهام، إلى عدم العثور على قطعة فسيفسائية بهذا التصميم في روكستر من قبل، مشيرًا إلى العمل الذي يتمتع بستة ألوان، والذي تطلب استيراد الحجارة من خارج المنطقة المحلية.
وأكّد وايت: "إنه يتماشى إلى حد كبير مع ذوق ذلك العصر، لذا فهو (ينتمي) لشخص على دراية بالصيحات، وبما يجب وضعه على الفسيفساء الخاصة بك".
وكان اكتشاف قطعة كهذه يعود تاريخها إلى مطلع القرن الثاني، بمثابة إنجاز غير متوقع لعلماء الآثار.
وقال سكوت إنّهم توقعوا رصد اكتشافات تعود إلى القرن الرابع فقط، عندما بدأوا التنقيب إذ يُحظر عليهم التنقيب في البقايا بسبب الأهمية التاريخية للموقع.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بريطانيا آثار إنجلترا اكتشافات فنون
إقرأ أيضاً:
في أوغندا.. مزرعة خاصة تتحول إلى ملجأ لحيوانات وحيد القرن بعد انقراضها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جاب عدد من رؤوس الماشية بلغ 7 آلاف رأس مزرعة "زيوا" في الماضي، وهي منطقة شاسعة من المراعي تبلغ مساحتها 70 كيلومترًا مربعًا وسط أوغندا.
اليوم، اختفت الماشية، واستُبدِلت بحيوانات وحيد القرن، وهي الوحيدة في البلاد التي تعيش في بيئتها الطبيعية.
قبل فترة ليست ببعيدة، كانت أوغندا موطنًا لحيوانات وحيد القرن الأسود ووحيد القرن الأبيض الشمالي.
لكن بحلول أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وبسبب الصيد غير القانوني، والاتجار غير المشروع، والاضطرابات السياسية في عهد عيدي أمين، اندثرت أعدادها، التي كان يُعتقد أنّها بلغت 700 في السابق.
بعد أكثر من عقد، نشأت مبادرة كانت ثمرة تواصل بين جمعية "Rhino Fund Uganda" الخيرية والطيار السابق ومالك مزرعة "زيوا" للماشية، الكابتن جوزيف تشارلز روي. لإعادة إحياء هذه الحيوانات
اقترحت المبادرة نقل قطعان الماشية إلى الخارج، وإدخال حيوانات وحيد القرن، ووافق روي على ذلك، بحكم كونه عاشقًا للحيوانات، وناشطًا طموحًا في مجال حفظ البيئة.
خلال عامي 2005 و2006، نُقلت 6 حيوانات من وحيد القرن الأبيض الجنوبي إلى المزرعة، وجاء 4 منها برًا من كينيا، بينما نُقِل اثنين من الحيوانات جوًا من "مملكة ديزني للحيوانات" في ولاية فلوريدا الأمريكية.
كانت أعداد حيوانات وحيد القرن الأبيض الشمالي منخفضة للغاية لدرجة استحالة إعادة توطين السلالة الأصلية.
لم يتوقع أحد ما كان سيحدث بعد ذلك. وكان الفريق على علمٍ بأنّ المزرعة تُمثل موطنًا مثاليًا لهذا النوع من الحيوانات، لكن لم يتصور أحد مدى النجاح الذي سيتم تحقيقه.
يوجد اليوم 48 من حيوانات وحيد قرن في "زيوا"، مع ولادة خمسة منها خلال الأشهر الثلاث الماضية فحسب.
في المقابل، نُقل زوج من حيوانات وحيد القرن إلى مركز أوغندا لدراسة نظم الحفاظ على الحياة البرية، المعروف سابقًا باسم "حديقة حيوانات عنتيبي"، في الوقت ذاته الذي أُدخلت فيه حيوانات وحيد القرن إلى "زيوا"، ولكنهما لم يُنجبا صغارًا قط.
مع ذلك، إذا استمر معدل المواليد على هذا المنوال، فإن أعداد وحيد القرن سوف تتجاوز سعة المزرعة قريبا - الأمر الذي يطرح السؤال التالي: إلى أين ستذهب، وهل ستكون آمنة؟
ملجأ حيوانات وحيد القرنتولّت ويندي روي، ابنة الكابتن روي، بعض جوانب إدارة مزرعة "زيوا" بالتعاون مع هيئة الحياة البرية الأوغندية (UWA) منذ ذلك الحين.
تضم المزرعة نُزُلاً للسياح، وتُقدم رحلات سفاري سيرًا على الأقدام لمشاهدة حيوانات وحيد القرن، وأنواع أخرى من الحياة البرية، كما أنّها تُخصص أرباحها لحماية حيوانات وحيد القرن.
نشأت روي بين المملكة المتحدة وأوغندا، واعترفت بأنّها لم تكن شغوفة بمجال حفظ البيئة، ولكنها بدأت تُدرك مدى سحره الآن مع زيادة انخراطها.
وقالت: "أحيانًا في المساء، عندما أرى حيوانات وحيد قرن متّجهة نحو المقر الرئيسي، أقول لنفسي: يا إلهي، هذا يبدو كجنة عدن".
تعتقد روي أنّ هذه البيئة الهادئة هي أحد أسرار نجاح "زيوا"، موضحة أنّها "بيئة مُلائمة للتكاثر وببساطة، فإن حيوانات وحيد القرن لا تُعاني من التوتر".
التجول في البريةلطالما كانت المهمة الأساسية لمزرعة "زيوا" تربية عدد كافٍ من الحيوانات لنقلها إلى مناطق أخرى من البلاد، مثل المتنزهات الوطنية التي تجولت فيها حيوانات وحيد القرن سابقًا.
لكن استنساخ هذه البيئة المستقرة شكّل تحديًا حقيقيًا، إذ أن العديد من المتنزهات الوطنية غير مسيّجة، وتعاني من ارتفاع معدلات الصيد الجائر من قِبل المجتمعات التي تعيش بالقرب منها.
يتواجد تحدي آخر يتمثل بتوسّع المستوطنات البشرية، ما قد يترتب عليه من صراع بين الإنسان والحياة البرية.
تُقدِّر روي أنّ المزرعة تتسع لحوالي 70 أو 80 من حيوانات وحيد قرن فقط، لافتة إلى أنّ التوقعات تفيد بوصول ثمانية حيوانات جديدة من دولة إفريقية أخرى قريبًا، ليصل عدد القطيع إلى 60 تقريبًا.