آخر تحديث: 15 غشت 2024 - 12:36 مبقلم: فاروق يوسف كذب المنجمون. أحيانا تصدق نبوءاتهم كما يحدث مع الظريفة ليلى عبداللطيف. ولكن إيران تكذب دائما ويصدقها الكثيرون. تقول إنها ستحارب ثأرا لكرامتها التي هُدرت. غير أن حسن نصرالله وهو مندوبها السامي في لبنان يقول إن ظروفها لا تسمح لها بالحرب. يتمنى الكثيرون لو أنها تحارب.
ولكنها لن تحارب. ذلك لأنها تعرف أن أعداءها لن يسمحوا لها بالاستمرار في اللعب. وهو لعب صار مضرا بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي. صرنا نرغب في الحرب فيما تهرب منها إيران. ولكن هل يحق لنا أن نقول “يا سلام على الحرب؟”. لا أحد يرغب في الحرب. مَن قال ذلك؟ البعض يريدها وهو يعرف جيدا أن المدنيين الأبرياء سيكونون ضحايا حربه التي يدرك جيدا بسبب تفوق عدوه أنها ستكون حربا خاسرة. هذا ما يُعتبر كلاما غير صحيح بناء على تصور لا يستند إلى مفهوم الواقع للربح والخسارة. لقد خرج العراق مهزوما في حرب الخليج الثانية التي أسفرت عن تحرير الكويت عام 1991 غير أن صدام حسين كان مصرا على تسمية تلك الحرب بـ“أم المعارك” التي خرج منها منتصرا بالرغم من أن العراق خرج منها بجيش محطم فقد أكثر من ربع مليون من أفراده وببيئة تحتية مدمرة نجح العراقيون بكل ما يملكونه من خبرات في أن يعيدوا ربعها إلى العمل. في حرب الإبادة الحالية التي تشنها إسرائيل على غزة ينتظر الكثيرون تطبيق قرار وقف إطلاق النار لكي يعلنوا عن الانتصار العظيم. هم أنفسهم قد رحبوا بمغامرة حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي معتبرين “طوفان الأقصى” بداية للإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة التي يمهد ظهورها لإنهاء دولة الاغتصاب العبرية. أما حين صارت إسرائيل تطارد أهل غزة من مكان إلى آخر لتقتل أكبر عدد منهم فقد صاروا يتحدثون عن الشهادة التي هي قدر مشرف للإنسان. لم ترد مفردة الموت على ألسنتهم. صار القرار الذي اتخذته حركة حماس بتوجيه من إيران أمرا إلهيا. أما المدنيون الأبرياء الذين فاق عددهم المئة ألف فإنهم محظوظون بموتهم. إيران تفضل الإبقاء على مكتسباتها في المنطقة بدلا من أن تهدرها في حرب، تعرف أنها قد تخسرها كل ما كسبته في العشرين سنة الماضية وإذا وافقنا على ذلك رغبة في عدم انقطاع الجدل فلماذا تمتنع إيران عن الذهاب إلى الحرب التي هي ضرورية للدفاع عن العقيدة وهي حبل الغسيل الذي تعلق عليه المقاومة الإسلامية، بضمنها حماس كل غسيلها الدنيوي والآخروي؟ تتزعم إيران عقائديي المنطقة وهي قدوتهم ووليها الفقيه رمزهم. ولكنها تنأى بنفسها حين ترى أن الحديد صار ساخنا وأن الأمور لم تعد تحت سيطرتها. تترك أتباعها يذهبون إلى المحرقة بالبشر الذين قُدر لهم أن يقعوا تحت نفوذهم. ذلك وصف تبسيطي لما يجري في غزة. وهو ما يمكن أن يحدث في أي لحظة في لبنان واليمن. أما العراق فإنه بالنسبة إلى إسرائيل وإيران معا منطقة ساقطة عسكريا. ليس لديه جيش وفي أول ضربة يفر منتسبو الحشد الشعبي إلى بيوتهم. لسان حال العراقيين يقول بعد أن ذاقوا مرارة الديمقراطية الأميركية التي وضعتهم تحت الهيمنة الإيرانية “ليت الحرب تقع”. وحدها الحرب ستخلصهم من إيران. ولأن الولايات المتحدة قد ربطت جرسها برقبة البقرة الحلوب فإن تلك الحرب لن تقع. سيبقى العراق وديعة أميركية في مصرف إيراني. لن تحارب إيران من العراق. وبعد أن حاربت من غزة لم يبق سوى لبنان. غير أن الزمن تغير. لن تكرر إسرائيل سيناريو عام 2006. ستكون ضربتها موجهة إلى معقل حزب الله فقط إذا ما قررت إيران أن تشن حربا عليها من لبنان. بعد أن قُتل فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية صار حسن نصرالله على يقين من أن سيف الجلاد صار قريبا من رقبته وأن أي حرب جديدة لن تستهدف لبنان الذي لن يكون ضحية بديلة. إن أرادت إيران الحرب فعليها أن تضحي بأتباعها. وهو ما يحلم به اللبنانيون. لسان حال اللبنانيين يقول “ليت الحرب تقع” لكي تحررهم من حزب الله. فلا حياة لهم ولا مستقبل في ظل وجود تلك الميليشيا التي عطلت عمل مؤسسات الدولة اللبنانية وحولتها بعد أن هيمنت عليها إلى بؤر للفساد. ما من حل للبنان سوى حرب تنقذه من حزب الله. ولأن إيران تدرك ذلك فإنها لن تحارب من لبنان. تفضل إيران الإبقاء على مكتسباتها في المنطقة بدلا من أن تهدرها في حرب، تعرف أنها قد تخسرها كل ما كسبته في العشرين سنة الماضية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024