يكتشف مطياف "ألفا" المغناطيسي المادة المضادة منذ تركيبه على متن محطة الفضاء الدولية في مايو/أيار 2011.

وعلى مر السنين، سجل العديد من الأحداث التي تشير إلى وجود جسيمات المادة المضادة، بما في ذلك البوزيترونات ونوى الهيليوم المضاد المحتملة، وبشكل خاص تأكد رصد عدد غير عادي من نوى الهيليوم المضاد التي لم يتمكن النموذج القياسي للفيزياء من تفسيرها، قبل 8 سنوات.

ويقول فريق من الفيزيائيين في دراسة نشرت حديثا في دورية "فيزيكال ريفيو دي" إن تلك الأرصاد قد تكون دليلا على أجرام افتراضية جديدة أطلقوا عليها اسم "كرات النار الكونية".

ما المادة المضادة؟

يتكون كل شيء نعرفه في هذا الكون من المادة العادية، تلك التي تتكون من ذرات، والتي تتكون من جسيمات أصغر، حيث تحتوي على نواة في المنتصف بها بروتونات موجبة ونيوترونات متعادلة، وتدور حول النواة إلكترونات سالبة الشحنة.

ولكن عام 1928 تنبأ الفيزيائي البريطاني بول ديراك بوجود نوع آخر من المادة يسمى "المادة المضادة"، من خلال معادلاته التي جمعت بين ميكانيكا الكم والنسبية الخاصة.

والمادة المضادة تتكون من نفس مكونات المادة العادية لكن مع شحنة مختلفة؛ بروتونات المادة المضادة مثلا سالبة الشحنة، أما إلكترونات المادة المضادة (وتسمى البوزيترونات) فتكون موجبة الشحنة. ولذلك فإنه إذا التقت المادة والمادة المضادة من نفس النوع معا، فإن كل منهما يفني الآخر ويتحولان إلى طاقة.

وفي عام 1932 اكتشف كارل أندرسون، الفلكي والفيزيائي الأميركي، أول بوزيترون أثناء دراسته للأشعة الكونية.

افترض بول ديراك وجود المادة المضادة في العشرينيات من القرن الماضي (ويكيبيديا) كرات كونية

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن أنوية الهيليوم المضاد التي اكتشفت في المحطة الفضائية الدولية لا يمكن تفسير وجودها عبر "النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات"، وهي النظرية التي تصف تركيب كل مادة الكون التي نعرفها وصولا إلى أدق الجسيمات.

حيث وجد الباحثون أن نسب أنوية الهيليوم-4 المضاد والهيليوم-3 المضاد المرصودة في المحطة الفضائية الدولية تختلف عن النسب المتوقعة من النموذج القياسي.

وفي الدراسة، يفسر الباحثون هذا التناقض بين النموذج القياسي والأرصاد باستخدام أجرام افتراضية تسمى "الكرات النارية الكونية"، يعتقدون أنها ناتجة عن ظواهر مثل تصادم كتل كثيفة للغاية من المادة المظلمة والتي يعتقد العلماء أنها تمثل 80% تقريبا من مادة الكون، لكن لا يمكن رصدها إلى الآن.

وفي هذا السياق يعتقد الباحثون أن الكرات النارية هي مناطق كثيفة ونشطة من الفضاء تحتوي على أعداد كبيرة من الجسيمات المضادة، والتي تتمدد بمجرد تشكلها، وتطلق كما هائلا من الجسيمات المضادة والتي يصل بعضها إلى الأرض.

ولكن للتأكد من صحة تلك الفرضية الجديدة، لا بد من تحقيق مجموعة أخرى من الأرصاد الإضافية التي تتوافق مع النماذج الحسابية التي بناها الباحثون.

نظرية الانفجار العظيم تمثل أفضل محاولات علماء الكونيات لإعادة بناء قصة الكون (غيتي) أسئلة علم الكونيات الصعبة

وإلى ذلك الحين، تظل المادة المضادة أحد أكبر مشكلات علم الكونيات المعاصر، لأن نظرية الانفجار العظيم تفترض أنه خلال لحظات نشأة الكون الأولى كانت نسب المادة والمادة المضادة متساوية تماما.

لكن لأننا لا نرى إلا المادة العادية في محيطنا الكوني، ونادرا ما نرصد المادة المضادة، فإن ذلك دفع العلماء للتساؤل: أين ذهبت المادة المضادة؟ منذ عقود طويلة يحاول العلماء الإجابة عن هذا السؤال، وأحد الافتراضات هي محاولات إثبات أن عالم فيزياء الجسيمات لم يكون متماثلا بما فيه الكفاية.

وبحسب تلك الفرضية، فقد خرجت المادة المضادة لحظة ميلاد الكون بكميات أقل بنذر يسير جدا من المادة العادية، ما أدى إلى انخفاض كمياتها جذريا مع الوقت مع التقائها مع شبيهاتها من المادة العادية، وبقي الفارق الطفيف من المادة العادية وهو ما صنع مادة الكون المعاصر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

صحف يابانية: نجاح ⁧‫رؤية السعودية 2030‬⁩ يغير المنطقة بأكملها

الرياض

أشادت صحف يابانية برؤية المملكة 2030 والتي تمثل خارطة طريق طموحة ترتكّز على مكامن القوة التي وهبها الله لهذه الأرض، وهي: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الاستراتيجي بين ثلاث قارات.

وتحدثت صحيفة “The Japan Times” اليابانية عن رؤية المملكة وتأثيرها على المنطقة بشكل عام،حيث قالت”نجاح ⁧‫رؤية السعودية 2030‬⁩ يغير المنطقة بأكملها.

‎وتعد رؤية السعودية 2030 هي خطة استراتيجية أطلقتها المملكة في عام 2016 بهدف تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز التنويع الاقتصادي من خلال تطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة، الترفيه، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة. حتى 2 أبريل 2025، تُظهر التقدم في هذه الرؤية تأثيرًا واضحًا على إعادة تشكيل المشهد المالي، خاصة في أسواق الأسهم، السندات، والعملات الأجنبية. فيما يلي تحليل مفصل لتأثيراتها.

‎وتهدف رؤية 2030 إلى خفض نسبة إيرادات النفط في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية. في السنوات الأخيرة، شهد النمو غير النفطي تسارعًا ملحوظًا مدفوعًا بالطلب المحلي القوي. يعود هذا النمو بشكل رئيسي إلى تحسينات في البيئة التنظيمية والتجارية، مثل الزيادة الكبيرة في عدد الصفقات الاستثمارية والتراخيص.

‎كما يلعب صندوق الاستثمارات العامة دورًا حيويًا في توجيه رأس المال لتحفيز الاستثمار في القطاع الخاص. تسعى المملكة بحلول عام 2030 إلى رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40% إلى 65%، وزيادة حصة الاستثمار الأجنبي المباشر من 3.4% في 2025 إلى 5.7% بحلول 2030. تشمل هذه الجهود تعزيز الاستثمار المحلي ورفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50%.

 

 

مقالات مشابهة

  • رصد محتمل لجسيم بعيد المنال.. هل نحن على أعتاب فك لغز المادة المظلمة؟!
  • أبرز التعديلات في قوانين الفورمولا1 لعام 2025
  • إحالة أوراق مدرس الفيزياء قاتل طالب المنصورة إلى مفتى الجمهورية.. فيديو
  • الحكومة السويدية تدرس قوانين جديدة تخص الإقامة واللجوء
  • تنفيذ مشروع استبدال خط التوتر المتوسط المغذي لمضخات مياه السن والتي تزود محافظتي اللاذقية وطرطوس
  • مشروع المنصة الجيومكانية الوطنية مرجع شامل للصور الفضائية
  • العفو الدولية: عمليات الإعدام تسجل أعلى مستوياتها في عقد... من هي الدول التي تتصدر القائمة؟
  • صحف يابانية: نجاح ⁧‫رؤية السعودية 2030‬⁩ يغير المنطقة بأكملها
  • أستراليا تصدر قوانين لحماية التماسيح رغم سماحها بقتل الإبل
  • تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ينتشر في 9 أنهر أوروبية