يعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، لمناقشة الوضع الأمني في السودان، فيما شددت الولايات المتحدة الأمريكية على أن الوضع في السودان يستحق اهتماماً فورياً من المجلس.

الخرطوم: التغيير

أعلنت بعثة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمم المتحدة، ترحيبها باجتماع مجلس الأمن الدولي الذي يعقد عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك- الرابعة بتوقيت السودان- اليوم الأربعاء لمناقشة الوضع الأمني في السودان.

ومنذ بدء الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، منتصف ابريل الماضي، أبدت واشنطن اهتماماً كبيراً بحل الأزمة وأعلنت الخارجية الأمريكية تكوين مجموعة عمل خاصة بالأزمة مهمتها الإشراف على التخطيط والإدارة والخدمات اللوجستية المتعلقة بأحداث السودان.

وبحسب بيان صحفي، صادر عن البعثة أمس الثلاثاء، قالت ممثلة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد: «يستحق الوضع في السودان اهتماماً فورياً من مجلس الأمن».

وأضافت: «ينبغي أن يعرف الشعب السوداني أننا لم ننسه في خضم هذا الصراع الذي تطيل فيه تصرفات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أمد المعاناة البشرية».

وعبرت السفيرة عن أملهم أن يسلط هذا الاجتماع الضوء على دعوة المجتمع الدولي للأطراف المتحاربة حتى تضع حداً فورياً للقتال وتحترم التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وتحترم حقوق الإنسان وتتيح الوصول الإنساني بدون عوائق بغرض تلبية احتياجات المدنيين الطارئة.

وأعلنت إدانتهم بشديد العبارة أعمال العنف الدائرة في دارفور، «وبخاصة التقارير التي تتحدث عن عمليات القتل العرقي وأعمال عنف جنسي واسعة النطاق على يد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها».

وترعى الولايات المتحدة، رفقة المملكة العربية السعودية منبر جدة للتفاوض بين الجيش والدعم السريع منذ تفجر الصراع، لبحث الحل السلمي في السودان، ونجح المنبر في حمل طرفي الصراع على توقيع إعلان مبادئ وعدة هدن رغم عدم الالتزام بها كلياً.

وكان المسهلان أعلنا مطلع يونيو الماضي، تعليق محادثات سابقة بين الطرفين إثر عدم التزامهما بوقف إطلاق النار. فيما لم يؤكدا بعد موعد استئناف المحادثات بين المحاربين السودانيين.

الوسومالأمم المتحدة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية حرب 15 ابريل ليندا توماس غرينفيلد مجلس الأمن الدولي منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية حرب 15 ابريل مجلس الأمن الدولي منبر جدة الولایات المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي

المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أعلن عن توجه جديد يتعلق بتدخل محتمل لحماية المدنيين في السودان، عبر قوات أفريقية تحت إشراف الاتحاد الأفريقي. هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات إيقاف النزاع المستمر بعد تعثر المحادثات في جنيف وعدم تمكن الأطراف المتحاربة من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. يعكس هذا الإعلان الموقف الدولي القوي الرافض لاستمرار الحرب والراغب في العودة إلى مسار الحكم المدني في السودان.
الأبعاد السياسية والدبلوماسية
يأتي هذا التحرك في وقت حرج بالنسبة للسودان، حيث يتزايد الضغط الدولي من خلال اجتماعات الأمم المتحدة ومواقف العديد من الدول التي تؤيد استعادة الحكم المدني. رغم ذلك، يعترف بيرييلو بأن الضغط الحالي غير كافٍ لإجبار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف الحرب. هذه المواقف الدولية المتعاطفة مع الشعب السوداني تضعف الخيارات أمام القوى المتحاربة وتدفع باتجاه حل سلمي، لكن كما ذكر المبعوث، فإن الجيش يسعى من خلال دعم جماعات إسلامية إلى تحقيق نصر عسكري كامل.
التحديات الأمنية والإنسانية
الأوضاع الإنسانية في السودان تظل متدهورة بشكل كبير، حيث تعرقل النزاعات المسلحة وصول المساعدات الإنسانية. المبعوث الأميركي أوضح أن فتح المعابر المتفق عليها في جنيف، رغم أهميته، لم يكن كافياً لضمان إيصال الإغاثات الضرورية بشكل سلس، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية لمراقبة الوضع مستمرة. تفاقم الأزمة الإنسانية يزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة ويفتح المجال أمام ضرورة تدخلات أكثر فعالية لحماية المدنيين.
احتمالات تدخل قوات أفريقية
تُعد هذه الخطوة المحتملة لإرسال قوات أفريقية لحماية المدنيين جزءاً من توجه أوسع لفرض حماية خارجية مستقلة في ظل انهيار الأمن داخل البلاد. قد يثير هذا التدخل، في حال تنفيذه، قضايا تتعلق بالسيادة الوطنية، وردود فعل متباينة من الأطراف المتحاربة، وخاصة من الجيش السوداني الذي يتزايد تشدده ضد الحلول المدنية. إلا أن الحاجة لحماية المدنيين قد تجعل هذا التدخل الخيار الأمثل لتجنب كارثة إنسانية أكبر.
الأبعاد الداخلية والخارجية
في سياق الوضع الحالي في السودان، يُعتبر الصراع بين القوى المدنية المتنوعة أمراً حاسماً لتحديد مستقبل البلاد. فهناك قوى مدنية تؤيد التدخل الدولي وتقديم المساعدات الإنسانية لحماية المدنيين، بينما ترفض قوى أخرى ذلك بسبب المخاوف من التدخل الأجنبي وتأثيراته السلبية على السيادة الوطنية.
القوى المؤيدة للتدخل
قوى الحرية والتغيير تدعم هذه المجموعة التدخلات الدولية، بما في ذلك إرسال قوات لحماية المدنيين، حيث ترى أن الوضع الإنساني يتطلب إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وإعادة الاستقرار.
المجتمع المدني تتضمن منظمات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية التي تدعو إلى تدخلات من أجل حماية المدنيين ورفع المعاناة عن الشعب السوداني.
القوى الرافضة للتدخل
القوى الإسلامية كما هو الحال مع بعض المجموعات المتحالفة مع الجيش، فهي تعتبر أي تدخل خارجي انتهاكاً للسيادة وتعارضه بشدة.
المؤتمر الوطني يُظهر الحزب السابق الحاكم قلقاً من تأثير التدخل الدولي، ويعتقد أن الحل يجب أن يأتي من الداخل دون تدخل خارجي.
الأبعاد السياسية
الصراعات بين هذه القوى تعكس الانقسامات الأوسع في المجتمع السوداني حول كيفية معالجة النزاع. إن وجود دعم شعبي قوي للمبادرات المدنية يمكن أن يؤثر على موقف الأحزاب السياسية، مما يجعل من الضروري لجميع الأطراف التفكير في كيفية الوصول إلى توافق حول هذا الوضع المعقد.
من المؤكد أن هذا الإعلان يشير إلى تصاعد القلق الدولي بشأن استمرار الصراع، كما يعكس تزايد الضغوط الدولية على السودان للتوصل إلى حلول دائمة. لكن في الوقت نفسه، يبقى تدخل القوى الإقليمية، والدور الذي تلعبه الدول المجاورة، مسألة حساسة، حيث تسعى العديد من الدول للتأثير في مسار الحرب.
في النهاية، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية وعسكرية مكثفة، مع تركيز على حماية المدنيين، ودفع الأطراف المتحاربة للعودة إلى طاولة المفاوضات. ولكن، ما لم يتم تكثيف الجهود الداخلية والدولية بصورة أكثر فعالية، يبقى الحل السلمي أمراً بعيد المنال، في ظل تعنت القوى المتحاربة وتصاعد النزاع على الأرض.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • الجزائر وسلوفينيا تدعوان إلى عقد جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في غزة
  • مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعًا بشأن الهجمات على خطوط "السيل الشمالي"
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي
  • تفاصيل جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان
  • جلسة لمجلس الأمن.. دعوات لتنفيذ القرار 1701 وغوتيريش: الوضع في لبنان يتحوّل إلى الأسوأ
  • بث مباشر.. جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي
  • اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية غدًا حول الوضع في لبنان
  • السفير حسام زكي: غدا اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين حول الوضع في لبنان
  • تحرك جديد لمجلس الأمن بشأن اليمن
  • اجتماع طارئ لمجلس الأمن وردود تحذر من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط