سويسرا – انتهى اليوم الأول من محادثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة لإيجاد حل للصراع في السودان امس الأربعاء في جنيف، في ظل غياب الجيش السوداني وعدم وضوح مشاركة ممثلي الدعم السريع.

وتأتي المحادثات في الوقت الذي تواجه فيه البلاد التي مزقتها الحرب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ولم يرسل الجيش السوداني ممثلين ولم يظهر مندوبون من الطرف الآخر المتحارب، قوات الدعم السريع، في جلسة امس الأربعاء.

وحضر المحادثات دبلوماسيون من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

وسقطت الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا في حالة من الفوضى في أبريل من العام الماضي عندما تحولت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم، قبل أن تنتشر في جميع أنحاء البلاد.

وجاء في بيان مشترك باسم الولايات المتحدة وسويسرا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة: “نحن نعمل بجد في سويسرا في اليوم الأول من الجهود الدبلوماسية المكثفة من أجل السودان لدعم وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية”.

ونشر المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو البيان على موقع “إكس”، مصحوبا بصور من محادثات الأربعاء. ولم يظهر في الصور أي ممثلين لقوات الدعم السريع، التي قالت يوم الثلاثاء إن وفدها وصل إلى سويسرا.

ورفض متحدث باسم قوات الدعم السريع التعليق على المحادثات أو حضور وفد المجموعة في جلسة الأربعاء.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين: “نريد أن نرى مشاركة جميع الأطراف حتى تكون المحادثات ناجحة قدر الإمكان”.

لكن رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، قال يوم الثلاثاء إن الجيش لن يتحدث عن وقف إطلاق النار حتى تتوقف قوات الدعم السريع عن الاستيلاء على منازل المدنيين. وألقى باللوم على قوات الدعم السريع في “الادعاء الكاذب بالسلام، بينما لا تزال ترتكب أعمال حرب”.

وقال البرهان في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء بمناسبة تأسيس الجيش الوطني: “لا سلام في حين تحتل الميليشيات المتمردة منازلنا ومدننا وقرانا وتحاصرها. ولا يمكن وقف الأعمال العدائية دون انسحاب وخروج حتى آخر ميليشيا من المدن والقرى التي نهبتها واستعمرتها”.

وتستضيف سويسرا وفودا من الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومصر وقوات الدعم السريع، في محادثات بدعوة من واشنطن تهدف إلى إنهاء الصراع في السودان. على الرغم من رفض الجيش السوداني المشاركة.

وتتواصل منذ 15 أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.

وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردًا ضد الدولة.

المصدر: RT + وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”

السودان – استنكرت الخارجية السودانية مساعي كينيا لاحتضان حكومة موازية تقودها قوات “الدعم السريع” مؤكدة أن موقف كينيا “يعزلها داخليا وخارجيا ويجعلها بموضع الدولة الخارجة عن الأعراف الدولية”.

وأكدت الخارجية في بيان أصدرته امس الأحد أنها “تتابع بتقدير واهتمام المواقف الدولية المتتالية الرافضة لتهديد سيادة ووحدة السودان والشرعية الوطنية القائمة فيه عبر محاولة إقامة سلطة باسم مليشيا الجنجويد وتابعيها، انطلاقا من كينيا، وبإشراف الراعية الإقليمية للمليشيا”.

كما أشادت خارجية السودان “بالمواقف المبدئية القوية التي عبرت عنها كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الكويت، والدول الأفريقية الأعضاء بمجلس الأمن: الجزائر والصومال وسيراليون، ومواقف الدول الأخري الأعضاء بالمجلس روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيانا، والبيان الصادر من تركيا”.

وأضافت الوزارة في بيانها: “تؤكد هذه المواقف الواضحة أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان مليشيا الإبادة الجماعية وسعيها لشرعنة جرائمها غير المسبوقة، معزولة خارجيا وداخليا، ووضعت كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية”.

وجددت الخارجية الدعوة لكل أعضاء المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الإتحاد الأفريقي، “لإدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة”.

والأسبوع الماضي، وقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية في السودان وذلك بعد مشاورات في العاصمة الكينية، نيروبي.

ويهدف الميثاق إلى تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والقوى الداعمة لها.

ورفضت الحكومة السودانية بشكل قاطع مساعي تشكيل حكومة موازية في السودان، واستدعت وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة، للتشاور على خلفية استضافة نيروبي للاجتماع.

المصدر: سونا + RT

مقالات مشابهة

  • السودان: قوات “الدعم السريع” وحلفاؤها يمهدون لإعلان حكومة موازية عبر دستور انتقالي
  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني: “الدعم السريع” هاجمت بمسيرات سد مروي شمال البلاد
  • السودان: الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقّع على دستور انتقالي
  • للمرة الثالثة الدعم السريع يستهدف محطة مروي بطائرات مسيّرة وانقطاع الكهرباء في الولاية الشمالية
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع