دراسة جديدة تكشف لغز تكوين حاجز الجلد الصحي
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
كشف خبراء في علم الوراثة البشرية وأبحاث الربو في مستشفى سينسيناتي للأطفال عن أمور مهمة تحدث داخل الخلية للحفاظ على الحاجز الذي يشكله الجلد لحمايتنا. وقد تؤدي هذه النتائج البعيدة المدى في النهاية إلى بيان طرق جديدة للوقاية من الأمراض الجلدية الالتهابية وعلاجها مثل الإكزيما والصدفية.
يعدّ الجلد أكبر عضو في الجسم، ويوفر خط الدفاع الأول أمام العدوى والعديد من التهديدات الأخرى لصحتنا.
نُشرت الدراسة في 6 أغسطس/آب 2024 في مجلة سيل ريبورتس، وقاد فريق الباحثين المؤلف من 22 باحثا الدكتور ستانلي ديفور المتخصص في علم الوراثة البشرية وأبحاث الربو في مستشفى سينسيناتي للأطفال.
يعمل الجلد البشري على دعم التوازن الداخلي عن طريق منع فقدان الماء من الجسم وكذلك منع نفاذ المواد من خارج الجسم إلى داخله. تعمل الطبقة الجلدية العليا (الطبقة القرنية) على تشكيل حاجز فيزيائي يفصل الجسم عن محيطه، وتتكون بُنية هذه الطبقة من مادة دهنية تقع بين الخلايا الميتة والصلبة.
يقول ديفور "اكتشف بحثنا مسارا خلويا غير معروف سابقا يتضمن بروتين اسمه كارد 14، وعندما يعمل هذا البروتين بشكل صحيح يحافظ على صحة حاجز الجلد، ولكن عندما لا يعمل بشكل صحيح فإنه يعزز تطور أمراض الجلد. وقد وجدنا أن كارد 14 يرتبط مباشرة وينظم بروتينا آخر يشارك في التحكم في نمو الخلايا ويمكن أن يسهم في السرطان عندما يحدث خلل وظيفي في بروتين يسمى إم واي سي".
وأضاف الدكتور ديفور –وفقا لموقع يوريك أليرت– "تُظهر دراستنا أن التفاعل الصحيح بين هذين البروتينين مهم للحفاظ على حاجز الجلد وحمايته من الإكزيما والصدفية. ونظرا لارتباط البروتين إم واي سي بالسرطان، تشير نتائجنا أيضا إلى أن الخلل في إشارات هذا المسار قد يسهم في أنواع معينة من السرطان في جميع أنحاء الجسم".
ما المسارات الخلوية؟يعرّف المسار بوجه عام على أنه سلسلة من الأحداث داخل الخلية، والمسار الخلوي هو سلسلة من الإجراءات بين الجزيئات في الخلية التي تؤدي إلى منتج معين أو تغيير في الخلية. هذه المسارات ضرورية لبقاء الخلية ووظيفتها والتواصل مع الخلايا الأخرى، وغالبا ما تنطوي المسارات الخلوية على سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية، تسهّلها الإنزيمات والبروتينات الأخرى، ويمكن تشغيل هذه المسارات بواسطة إشارات خارجية (مثل الهرمونات أو العناصر الغذائية أو المحفزات البيئية) أو إشارات داخلية (مثل تلف الحمض النووي).
يوفر جين "كارد 14" تعليمات لصنع بروتين يعمل على تنشيط مجموعة من البروتينات المتفاعلة المعروفة باسم العامل النووي "كابا-بي" (NF-κB). ينظم تجمع بروتينات العامل النووي "كابا-بي" نشاط جينات متعددة، ومنها الجينات التي تتحكم في الاستجابات المناعية للجسم وردود الفعل الالتهابية.
الالتهاب هو استجابة طبيعية للجهاز المناعي للإصابة والغزاة الأجانب (مثل البكتيريا). ويحمي مجمع بروتينات العامل النووي "كابا-بي" أيضا الخلايا من إشارات معينة من شأنها أن تتسبب في تدميرها ذاتيا (الخضوع للموت الخلوي المبرمج).
يقول المؤلفون المشاركون في الدراسة إن "كارد 14" ينظم وظيفة حاجز الجلد من خلال آليتين هما: تحفيز العامل النووي "كابا-بي" لإنشاء حاجز مضاد للميكروبات وتحفيز "إم واي سي" للمساعدة في بناء حاجز مادي.
ركزت الأبحاث السابقة على مسار إشارات "كارد 14 -العامل النووي كابا-بي" الذي يُعتقد أنه يعزز الأمراض الصدفية عند ارتفاعه والإكزيما عند انخفاضه. وتؤثر هذه الأمراض الجلدية الالتهابية على ملايين الأشخاص.
ومع ذلك، يقول هيرشي، الذي يدير قسم أبحاث الربو في مستشفى سينسيناتي للأطفال، "هذا النموذج لا يفسر تماما التباين في الأمراض التي يسببها كارد 14، وهذا المسار الجديد لإشارات كارد14- إم واي سي يقوي الرابط بين كارد 14 وصحة حاجز الجلد. إشاراته تنظم وظيفة إم واي سي في النوع الأكثر شيوعا من خلايا الجلد".
وتستكشف الدراسة كيف يمكن أن تعزز الطفرات المختلفة في "كارد 14" أمراض الجلد المختلفة، ومن ذلك التهاب الإكزيما والصدفية. والأهم من ذلك، تُشير الدراسة إلى أن تغيرات في إشارات "كارد 14- إم واي سي" يمكن أن تؤثر على وظيفة الحاجز والأمراض التحسسية في أنسجة أخرى، وذلك يسهم في حدوث الربو عن طريق التأثير على بطانة الأنسجة، وقد يسهم هذا المسار الجديد أيضا في بعض أنواع السرطان.
الخطوات القادمةيقول ديفور "إن البحث جار لتحديد عوامل جزيئية صغيرة يمكنها التأثير بأمان على مسار كارد 14 -إم واي سي. وفي الواقع، تم تضمين بعض جوانب الدراسة في طلب براءة اختراع حديث".
ويضيف "هدفنا النهائي هو تطوير علاجات جديدة، نحن نجري أيضا دراسات تهدف إلى تحديد السرطانات التي قد تتأثر بإشارات كارد 14 –إم واي سي".
ويخطط المؤلفون المشاركون لمشاركة نتائجهم في مؤتمر مشترك للجمعية الأميركية للحساسية والربو والمناعة ومنظمة الحساسية العالمية، الذي سيعقد في الفترة من 28 فبراير/شباط إلى 3 مارس/آذار 2025 في سان دييغو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
دراسة روسية تكشف القوميات الأكثر عرضة لنقص فيتامين D
روسيا – كشف علماء الوراثة أن القابلية للإصابة بنقص فيتامين D تختلف بشكل ملحوظ بين شعوب وقوميات روسيا، مشيرين إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا مهما في تحديد مستوياته في الجسم.
أظهرت دراسة أجرتها شركة Genotek أن قابلية الإصابة بنقص فيتامين D تختلف بشكل ملحوظ بين شعوب وقوميات روسيا، إذ يلعب العامل الوراثي دورا رئيسيا في تحديد مدى فعالية الجسم في تحويل هذا الفيتامين إلى شكله النشط، المعروف بالكالسيفيرول.
وأشار ألكسندر راكيتكو، مدير الشؤون العلمية في Genotek، إلى أن:”البيانات التي حصلنا عليها تساعد في تحديد أي مجموعات سكانية قد تكون لديها قابلية متزايدة لنقص فيتامين D، خصوصا في مناطق خطوط العرض الشمالية التي تفتقر إلى ضوء الشمس الكافي. وفهم هذا الأمر يمكّن من تعديل النظام الغذائي أو تناول المكملات الوقائية عند الحاجة.”
وأوضحت الدراسة أن احتمالية نقص فيتامين D تعتمد على وجود متغير وراثي محدد (rs10741657) في جين CYP2R1، الذي يقلل من فعالية تحويل فيتامين D إلى شكله النشط. وحملت نتائج التحليل أن الأشخاص الذين يحملون هذا المتغير معرضون بنسبة 42% أكبر للإصابة بالنقص، ما قد يؤثر سلبا على صحتهم.
وقام الباحثون بتحليل بيانات الاختبارات الجينية لأكثر من 166 ألف روسي من مختلف القوميات والمناطق، لتحديد المجموعات التي تنتشر فيها هذه الطفرة الوراثية بشكل أكبر. وأظهرت النتائج:
الأكثر عرضة للمتغير الوراثي: اليهود الأشكناز، الأذربيجانيون، الأرمن، الشركس، الشوفاش، الأدمورت، والبشكير، حيث تجاوز معدل حمل الطفرة 50% في بعض المجموعات.
الأقل عرضة: البورياتيون (32.29%)، الروس (32.97%)، مع اختلافات طفيفة بين الروس الشماليين (33.97%) والجنوبيين (33.19%).
ويأمل العلماء أن يسهم فهم انتشار هذا المتغير الوراثي في تطوير استراتيجيات وقاية أفضل من نقص فيتامين D على المستوى الفردي والسكان عموما.
أهمية فيتامين D:يلعب فيتامين D دورا محوريا في:
عمل الجهاز المناعي
الحفاظ على صحة العظام والأسنان
كما أظهرت الدراسات السابقة أن نقصه يرتبط بمخاطر أكبر ل النوبات القلبية، تطور التصلب المتعدد، وتأثير الكحول على الدماغ، مما دفع العلماء إلى دراسة تأثير هذا الفيتامين على مختلف أنسجة جسم الإنسان والحيوانات المخبرية.
المصدر: تاس