ماذا كان يفعل النبي عند زيارة المريض؟.. اتبع سنته
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم ، وجعل ذلك من حقوق المسلمين المكفولة في الشرع ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( حق المسلم على المسلم خمس - وذكر منها - عيادة المريض )، ولأن الرسول قدوتنا في الحياة سنوضح فيما يلي: ماذا كان يفعل النبي عند زيارة المريض؟.
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع الفيسبوك أنه يُسن للمسلم إذا دخل على مريضٍ لعيادته أن يدعو الله تعالى له بما يُخفف عنه حزنه، ويُفرِّج عنه كربه فيما يتعلق بمرضه وأجله؛ كالدعاء له بطول العمر، وذهاب المرض ونحو ذلك؛ كأن يقول له: "لا بأس طهورٌ إن شاء الله"، أو "سيشفيك اللَّه ويعافيك"، أو "يُطَوِّلُ الله عمرك"، وما أشبه ذلك.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه لا شك أنَّ مراعاة مشاعر المريض وملاطفته وإفساح الأمل له بطول العمر والتماثل للشفاء قيمة إنسانية حضارية، وفيه إدخال السرور والفرح على نفس المريض، وتطييب قلبه، وجبر خاطره، وتقوية عزيمته، ونشاط روحه ممَّا يساعد على شفائه.
وتابعت الإفتاء أنه من المقرر شرعًا أنَّ عيادة المريض من حقوق المسلم على المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وقد رغَّب الشرعُ الشريف في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب؛ فعن عبد الله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عزَّ وجلَّ يُستجاب"
ماذا كان يفعل النبي عند زيارة المريض؟
كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا سمع بمرض أحد بادر إلى زيارته والوقوف بجانبه ، وتلبية رغباته واحتياجاته ، ثم الدعاء له بالشفاء وتكفير الذنوب إن كان مسلما ، ودعوته للإسلام إن كان غير ذلك .
وكان يدعوا كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أتى مريضا : ( أذهبِ البأس ، رب الناس ، اشفِ وأنت الشافي ، لا شفاء الا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) متفق عليه .
وإذا احتاج المريض إلى رقية بادر عليه الصلاة والسلام إليها ، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض : ( بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) متفق عليه ، وربما صبّ على بعضهم من ماء وضوئه المبارك فيشفى بإذن الله ، كما فعل مع جابر بن عبد الله رضي الله عنه .
ومن السنن القولية التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخفّف بها عن المرضى ، تذكيرهم بالأجر الذي يلقاه العبد المبتلى ، للتخفيف من معاناتهم ، وتربّيتهم على الصبر واحتساب الأجر.
ومن جملة هذه السنن قوله – صلى الله عليه وسلم – :
- ( ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة )
- وقوله : ( ما من عبد يبتليه الله عز وجل ببلاء في جسده ، إلا قال الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله " ، فإن شفاه الله غسله وطهّره ، وإن قبضه غفر له ورحمه )
- وعندما قام النبي – صلى الله عليه وسلم – بزيارة أم السائب رضي الله عنها فسمعها تسبّ الحمى التي أصابتها ، فقال لها : ( لا تسّبي الحمى ؛ فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد ) رواه مسلم .
-وإرشاده عليه الصلاة والسلام إلى التداوي بأنواع العلاجات المختلفة، كالحثّ على الحجامة ، ووضع الماء البارد على المحموم ، والإرشاد إلى العلاج بالعسل والحبة السوداء ، وغير ذلك من العلاجات المباحة غير المحرّمة التي يشملها قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( يا عباد الله تداووا ؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواءً ) رواه الترمذي .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي زيارة المريض زيارة المرضى صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه ل الله
إقرأ أيضاً:
لماذا قال النبي التسبيح للرجال والتصفيق للنساء؟.. أستاذ بـ الأزهر يجيب
قال الدكتور نادي عبد الله، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن حديث النبي ﷺ: «التسبيح للرجال والتصفيق للنساء» حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم، موضحًا أن بعض الناس فهموه فهمًا خاطئًا، فظنوا أن المقصود به أن الرجال هم فقط من يُؤمرون بالتسبيح والذكر، بينما النساء ليس لهن نصيب من ذلك، مؤكدًا أن هذا الفهم غير صحيح.
معنى حديث التسبيح للرجال والتصفيق للنساءوأوضح الدكتور نادي عبد الله، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الحديث لا علاقة له بالذكر أو العبادة، بل هو توجيه نبوي متعلق بكيفية تنبيه الإمام أثناء الصلاة إذا حدث أمر طارئ، مبينًا أن النبي ﷺ أرشد الرجال إلى التسبيح لأن صوت الرجل مرتفع فيُسمع من بعيد، وأرشد النساء إلى التصفيق لأن صوتهن عادة أخفض، والتصفيق وسيلة أكثر فاعلية في التنبيه.
وأضاف أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن هذا هدي نبوي رفيع يحافظ على أدب المرأة في صلاتها ويصون حياءها، لأن رفع صوتها في الصلاة قد يُلفت الأنظار أو يُحدث فتنة، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ أراد حفظ كرامة المرأة ووقارها، وليس التقليل من شأنها أو عبادتها.
حكم إيقاظ النائم للصلاة وهل يجب ذلك على المستيقظ؟ الإفتاء تجيب
لماذا صلاة الظهر سرية حتى في الجماعة؟.. 4 أسباب لا تعرفها
وفيما يتعلق بما يردده البعض من أن الحديث يدل على أن صوت المرأة عورة، أكد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن هذا فهم خاطئ، فالحديث خاص بحالة الصلاة فقط، أما خارجها فللمرأة أن تتحدث وتذكر الله وتتعامل بشكل طبيعي، كما قال تعالى: «والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات».
وشدد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر على أن الإسلام كرّم المرأة وجعلها شريكة في العبادة والدعوة والذكر، وأن هذا الحديث يرسخ أدبًا في العبادة وليس تفرقة بين الجنسين، مؤكدًا على أن الفهم الصحيح للنصوص هو السبيل لرد الشبهات التي تُثار حول السنة النبوية.