سودانايل:
2024-09-11@06:53:49 GMT

رحلة دون كيشوت الى كيغالي..!

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

مهزلة المهازل تجسّدت في شخص رجل اسمه عبد الفتاح البرهان صفته قائد جيش و"رئيس مجلس سيادة" يخلع بذته العسكرية خلال حرب طاحنة ويرتدي (بدلة وكرافتة) ويذهب إلى كيغالي عاصمة رواندا ليشارك في مراسم تنصيب رئيسها "بول كاغامي" في وقت تحتل فيه المليشيات التي يحاربها ثلثي بلاده ..وفي قمة أتون حرب ضروس تأكل الناس في بلاد يترأس قيادة جيشها.

.
في ذات الوقت الذي يموت فيه العشرات وتتساقط القذائف على الرءوس.. ذهب البرهان ليهنئ رئيس دولة صغيرة فاز في انتخابات الرئاسة..! وهي على كل حال (تهنئة مجروحة) من رجل وصل إلى السلطة بانقلاب...!
إذا كان هناك عبث أكثر من هذا أو مهزلة أشد وقعاً من هذه المهزلة فليحدثنا المثقفاتية من مناصري الفلول الذين (يلبسون الساعة في اليد اليمنى) لمخالفة السائد..! إذاً لتستعد الإلهة لتمطر الأرض بكل ما لديها من صواعق..كما قال شكسبير على لسان بروتس..!
هل كان يكفي البرهان من وقت حتى لو بقى داخل غرفة عمليات لإدارة الحرب على دائر 24 ساعة في اليوم..؟!
من أين يجد البرهان كل هذا (البراح) وكل هذه (الروقة) ليذهب إلى تهنئة الرؤساء المُنتخبين ..وكثير من الرؤساء الأفارقة اكتفوا بإرسال برقيات التهنئة أو قاموا بها من خلال الهاتف..وهم ودولهم في حال أفضل من حال السودان..وفي ظروف مالية لا تقارن بالإفلاس المالي في بلادنا..أو بالإفلاس الفكري والمهني الذي يعاني منه البرهان..!
هل كان البرهان يخشى أن (يلومه) الرئيس الرواندي كوامبي إذا غاب عن يوم تنصيبه..؟! أليس من العذر البيّن أن يقول البرهان لكاغامي:والله أنا بلادي في حالة حرب تم فيها قتل وإصابة أكثر من مائة ألف مواطن وتشرد بسببها أكثر من 12 مليون وما زالت قوافل اللجوء والنزوح تطرق أبواب القفار والصحاري والمجاهل..و26 مليون من أبناء شعبي يتعرّضون لمجاعة طاحنة ومستفحلة..! كما أن قيادة جيشي محتلة ولا استطيع دخولها أو دخول عاصمة بلادي..وأنا أكلمك الآن من موقع لجوئي في بورتسودان..؟!
المهزلة الأكبر خطاب البرهان في عيد الجيش..! فماذا قال هذا الانقلابي الذي باع كرامة الجيش قرباناً لأحلام وكوابيس غريبة، أو مذلة وخضوعاً للذين اختطفوا الجيش..؟! وشاهدنا على ذلك واقعة تناقلتها الأسافير بالصورة والصوت لشخص مدني من الحركة التي يسمونها إسلامية..ليس له صفة رسمية وليس له في العير ولا النفير..ذهب ومعه معممون ملتحون إلى مكتب ضابط عسكري صاحب رتبة عليا في الجيش وقال له: (أنا سمعت انك طابور خامس..وأنا الآن سوف أقوم باستجوابك وإذا ثبت ذلك..فأما إنت وأما أنا في البلد دي)..! وظل الضابط الذي يرتدي بزته العسكرية بكاملها وبنياشينها وأنواطها يجلس صامتاً وفي (إذعان غريب)..ولم يقل كلمة واحده تحفظ كرامته الشخصية أو كرامة الزي الذي يرتديه ولم يفتح الله عليه بكلمة في وجه هؤلاء الأشخاص الذين تهجّموا عليه في مكتبه لاستجوابه ومحاكمته بل بلغ بهم الأمر حد التهديد الصريح بقتله...!
ما هذا بالله عليك..؟!! كيف يحدث هذا..؟! لماذا يحدث لك هذا (سيادتو الأخ مدثر)..؟! ومن هو الرئيس المباشر لهذا القائد العسكري وما موقفه مما حدث..؟! وما رأي البرهان في هذا الذي جرى..؟!
الأمر الأغرب لماذا تم تصوير هذا المشهد..؟! لماذ تم تصوير هذا الاستجواب الذي كان ينبغي أن يتم في غاية السرية.. ثم لا يمكن أن يتم تصوير كهذا بغير علم الحاضرين..! لا بد إن الأمر مقصود (لأغراض أخرى)..!!؟!
أما خطاب البرهان في عيد الجيش فهو المهزلة الكبرى إلى درجة الطامة..!! رجل استولى على السلطة بالانقلاب يقول عن مدنيين من مواطني السودان أنهم (فئة مأجورة اختارت أن تقف في مواجهة الشعب وتتبوأ مقعدها في أشد فصول تاريخ السودان قتامة لأنها تزيّن الباطل وتنحاز لمن يقتلون الشعب ويشردونه بلا مسوغ ولا ضمير من أجل حيازة سلطة غاشمة بلا تفويض أو مرجعية دستورية)..ثم يتعهد البرهان بحفظ عزة الشعب والجيش والكرامة الوطنية (لاحظ البرهان يتحدث عن التفويض وعن الكرامة وعن المرجعية الدستورية)..!
ثم يقول البرهان إن قوات الدعم السريع (وهو من أشهر مادحيها إلى درجة الغثيان) تحتل بيوتنا وقرانا..ولا يقول إنها تحتل أيضاً حامياتنا العسكرية وقيادة جيشنا..!
ثم يعطي البرهان نفسه (مهلة سنة) ويقول: سنحتفل العام القادم في عيد قواتنا المسلحة بتطهير السودان من دنس المليشيا.. !! ولكنه لا يتحدث عن المليشيات الأخرى التي جعلته هو نفسه رهن إشارتها؟؟
ثم يرسل البرهان أمنياته بأن يعود الأسرى والمفقودين والنازحين واللاجئين آمنين إلى ديارهم ..وكأنه احد المقيمين الأجانب وليس قائد الجيش الذي يقع عليه واجب إعادة اللاجئين والنازحين وتأمينهم..!
هذا امتحان كبير (لا بد من الصبر عليه) أن تملك مثل هذه النماذج من البشر قراراً بشأن مصائر وطن وشعب بكامله..وهم على هذه الدرجة البائسة من غياب (ألف باء) العقل والوعي والضمير..! لا حول ولا قوة إلا بالله ..الله لا كسّبكم..!

 

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان يبحث مع مدير منظمة الصحة العالمية دعم القطاع الصحي بالسودان

القائد العام للجيش السوداني،  التقى مدير عام منظمة الصحة العالمية لبحث دعم المؤسسات الصحية وفتح المعابر للمساعدات..

التغيير: الخرطوم

التقى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الأحد، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تادروس أدهانوم، برفقة د. حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، بحضور وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم ووكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين.

وقال وزير الصحة الاتحادية، هيثم محمد إبراهيم، في تصريح صحفي، الأحد إن زيارة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للسودان شملت العديد من الأنشطة، من بينها زيارات إلى المؤسسات الصحية ومراكز الإيواء ومفوضية العون الإنساني.

وأضاف أن المحادثات ركزت على استمرار دعم منظمة الصحة العالمية للسودان وضرورة فتح المعابر الحدودية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، مشيرًا إلى أن المدير العام وعد بزيادة الدعم المخصص للسودان.

من جانبه، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تادروس أدهانوم، اللقاء مع رئيس مجلس السيادة بالمثمر، حيث أطلعه على نتائج زيارته التي استمرت يومين، والتي شملت تقييم احتياجات القطاع الصحي في البلاد.

وأعرب عن شكره للبرهان على تعاون الحكومة السودانية مع المنظمات الدولية من خلال فتح الممرات الإنسانية، ما يسهم في تسهيل وصول قوافل المساعدات إلى مستحقيها.

ووفقا لأدناهوم أكد البرهان التزام الحكومة بتسهيل عمل منظمة الصحة العالمية في السودان، معربًا عن استعداد الحكومة لاستخدام مطار مروي وبعض المطارات الأخرى لتسهيل إيصال المساعدات، خاصة للمناطق المتضررة مثل دارفور.

وتسعى المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل المستشفيات والمرافق الصحية المتضررة.

ضرورة الاستجابة العاجلة

من جانبها، شددت مديرة منظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، حنان حسن بلخي على ضرورة الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى أن المنظمة ستعمل بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لإعادة تأهيل المستشفيات وتوفير الدعم المادي والتقني.

وأضافت د. حنان بلخي أن التحديات التي تواجه المؤسسات الصحية في السودان تتطلب دعمًا عاجلاً من المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن المنظمة ستواصل جهودها لتأمين الاحتياجات الأساسية وإعادة تأهيل المستشفيات التي دمرتها الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، تفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل كبير، ما أدى إلى تضرر كبير في القطاع الصحي.

الوسومانهيار الوضع الصحي حرب الجيش والدعم السريع منظمة الصحة العالمية

مقالات مشابهة

  • البرهان يتولى الخرطوم والكباشي يقود بحري والعطا يتصدر أمدرمان .. هذا أو الطوفان
  • البرهان يتلقى برقية تعزية من أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في ضحايا انهيار سد أربعات
  • الجيش سيد التفاوض والسلام
  • كبسولات في وجه العاصفة: رسالة رقم [91]
  • مستوطنة من غلاف غزة: انتهى عقدنا مع الجيش الذي فشل في 7 أكتوبر
  • بالفيديو.. الناشط الذي اشتهر بتقليد أفراد الدعم السريع يسخر من “روبوت” حميدتي بعد ذهاب البرهان للصين (أشتروا بطارية جديدة لحميدتي وجيبوا لينا إن شاء الله في الصينية اللفة وأكتبوا فوكا الصين)
  • التسريبات …
  • بوادر تمرد داخل الجيش: أردوغان يتدخل بعد الفيديو الذي أثار ضجة واسعة في تركيا
  • البرهان يبحث مع مدير منظمة الصحة العالمية دعم القطاع الصحي بالسودان
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان