(إضافة وتعديل )
بقلم: أ. سامح صلاح محمد
مازلت أذكر أيام دراستي الجامعية في جامعة التقانة بمدينة أمدرمان بالخرطوم عام 2005-2008، حينها كنت محاطًا بمجموعة من الشباب في مقتبل العمر، نفتقر إلى الكثير من الحكمــــــــــة وتتخبطنا الملذات و الرغبات الدنيوية . آنذاك، لم يكن والدي رجـــــــــــــــــل دين بالمعنى الوهابي المتشــــــــــــــدد، بل كان رجلًا مثابـــــــــرًا يعمل في السلك الدبلوماسي، وكان يمتلك مكتبة ضخمة تضم أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، منها كتب باللغة العربية و أخرى أجنبية.
لاحقًا، شدّتنى الحوارات السقراطية التى كان يديرها عَقب صلاة الجمعة بمنزلنا بضاحية شمبات الإراضى جنوب لاستكشاف جانب مهم من جوانب الإسلام إلا وهو "نظرة الإسلام الى العلاقات الدولية"، فكانت عنوان لرسالة الماجستير إشراف الدكتور القدير محمد المجذوب محمد صالح المفكر الإسلامى السودانى ، وتمت مناقشة هذا الموضوع في سبتمبر 2015م بالمجلس القومى للدراسات الدبلوماسية ، وفى عام 2016 قمت برحلة شيقة جداً الى إندونيسيا لزيارة أحد أقاربى هناك فقادتنى الصدفة الإلهية الى الإلتحاق بجامعة الشريف هداية الله بجنوب جاكارتا حينها استطعت أن اطلع على مباديء علم الكلام و الفلسفة الإسلامية ، ولظروف صحية ومادية خاصة اضطريت الى العودة الى إرض الوطن ، لكى أعمل بجامعة الوطنية بالخرطوم محاضراً بكلية العلاقات الدولية و الدراسات الدبلوماسية وإبان تلك الفترة شهد السودان ثورة ديسمبر المجيدة ، لقد قدم الشباب السوداني تضحيات جليلة خلال ثورة ديسمبر المجيدة، حيث بذلوا دماءهم في سبيل التغيير، وهذا الأمر يستحق الإشادة والتقدير. وقد قمت بكتابة مقال بعنوان "دور الشباب السودانى في تحقيق السلام المستدام" تم نشره فى صحيقة سودانايل ، إستعرضت من خلاله العقبات التي تواجههم، مثل الفقر والإدمان. في ما يتعلق بالفقر، فقد سعى الشباب إلى معالجته عبر التغيير الثوري وإزالة النظام القمعي، بينما يشكل الإدمان تحدياً عالمياً يؤثر على الصحة النفسية والمالية للشباب، وينبغي محاربته بفعالية. على عكس الشباب في بعض الدول المجاورة، الذين تعرضوا للتعبئة نحو العنف والتخريب، يتمتع الشباب السوداني بوعي وطني عميق، حيث يدعمون القيادة الحكيمة ويعملون بجدية لتحقيق السلام. لقد أبدوا إلماماً بقضايا الثورة دون تحيز أو تطرف، وأبدوا تبايناً في مواقفهم من الحركات السياسية، مثل الحركة الشعبية التي تنظر إلى القضايا من زاوية إثنية. تأكيداً على أهمية بناء السلام، يبرز الحاجة إلى وضع المفاهيم في إطارها الصحيح وتوضيح مفهوم الحضارة الذي يتداخل مع الدين والثقافة والاقتصاد. يُظهر تاريخ السودان تأثير الهجرات والاندماج العرقي والثقافي، مما يعزز ضرورة التفاهم بين مختلف المكونات. بينما تظل بعض القضايا الدينية والتاريخية غير مدروسة بشكل كافٍ، يشدد المقال على أهمية الفلسفة في فهم وتجاوز النزاعات الثقافية والسياسية، مع الدعوة إلى احترام الأديان وتعزيز حوار الثقافات لتحقيق السلام المستدام.
وبعد ذلك بفترة قليلة إنتشر فايروس كرونا المستجد ، معلناً عن قلب موازين العالم القديم بصعود التيارات القومية وهبوط الإتجاهات الليبرالية ، وقد وجدت في عالم ما بعد الجائحة ومافرضته علي من حظر شامل دعوة لتهذيب النفس ، لكى أُجري عليها تقويماً ونقداً خالصين لوجه الله تتبعاً لإثر السابقين من أهل العلم الإسلامي و المعرفة ، قد تولي نظرية المعرفة الوضعية العامل النفسي إهمية ، ولكنها تستبعدُ الإسس الإلهيه المعنية بتهذيب النفس البشرية ، وهي القائلة بتهذيب النفس إولاً ليتسني لها إن تنتقد ذاتها ومن ثمه تحسن إعمالها قال تعالي (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ، النظرة الإسلامية تري الإنسان مؤهلاً للدعوة و الخطاب بما هو خليفة الله فى الإرض ، نستنتج من ذلك إن الخطاب الإسلامي لا يقتصر علي فئة معينة ، لإن الإسلام مشروع لإنتصار الروح الإنسانية علي الروح الحيوانية بواسطة تفعيل إليات التصوف الإسلامي المعرفي الإخلاقي الذي يقتضي بدوره السير في طريق الرجعي إلي الله فراراً من الجهل و الشرك وصولاً إلي كمال المعرفة وتوحيد الله عز وجل في مقام الإحسان .
إن مفهوم الإنطلوجيا ظهر فى الفلسفة بمعنى علم الوجود ، ولكن منذ التسعينات أصبحت الإنطلوجيا من أهم مجالات البحث العلمى حيث أصبح لها مفهوما تفصيلاً ( ظاهريا ، لتعميم مجال معين ) ، هذا التفصيل (Conceptualization) يضع معنى لكل مفهوم ومصطلح ولفظ فى مجال محدد وتوضح الإنطلوجيا كيفية تصنيف هذه المفاهيم ، عناصر الحضارة وتقديم تعريف عام وأكاديمي للدين. يهدف ذلك إلى فهم العلاقة المرتبطة بين الفلسفة والدين، وكذلك بين عناصر الحضارة الإخرى (التاريخ ، العلم) .
من خلال مفهوم الإنطلوجيا يمكننا تقديم تعريف عام وأكاديمي للدين ، بغرض فهم العلاقة المرتبطة بين الفلسفة والدين، وكذلك بين عناصر الحضارة الإخرى (التاريخ ، العلم)
تُقدم الإنطلوجيا حلاً للإشكال السياسي الفكري المرتبط بمشروعية الحكم الحضاري، من خلال تحديد المفاهيم ذات الإرتباط بالحضارة مثل الفلسفة والدين والعلم والتاريخ. يمكن القول أن الدين يُعتبر المكون الرئيسي لمعظم الحضارات التي صاغها الإنسان على مر التاريخ. فعلى سبيل المثال، في الحضارة المصرية القديمة، كان الدين هو الدافع الرئيسي وراء تلك الحضارة. يتضح ذلك من المعابد والمقابر والأهرامات التي تعبّر جميعها عن الطابع الديني لتلك الحضارة.
وهذا الأمر ينطبق أيضًا على الحضارات الأخرى، بما في ذلك الحضارة الإسلامية التي نشأت وازدهرت بناءً على تعاليم الإسلام.
يُظهر ذلك مدى عمق العقيدة الدينية وتأثيرها في النفس البشريةحيث لا يزال الدين يلعب دورًا رئيسيًا في حياة الأفراد والشعوب، على الرغم من التقدم المادي الكبير الذي حققه الإنسان،لا يزال الإنسان في عصرنا الحاضر بحاجة ماسة إلى هداية الدين وصفاء الروح وعمق اليقين، ليعيش بسكينة ويتحرر من اندفاعاته المادية والأنانية التي تؤثر على حياته وسلوكه.تؤكد الإنطلوجيا إيضاً على أهمية فهم العلاقة بين الدين والحضارة وتأثيرها في العالم السياسي والفكري، وتسعى إلى توضيح مدى تأثير الدين على الحضارة والسلوك الإنساني.
تهدف الإنطلوجيا أيضًا إلى إيجاد حلاً للتحديات السياسية الفكرية المتعلقة بمشروعية الحكم الحضاري، من خلال الاستفادة من المعرفة الفلسفية والدينية والعلمية والتاريخية.
تؤكد الإنطلوجيا إيضاً على أهمية فهم العلاقة بين الدين والحضارة وتأثيرها في العالم السياسي والفكري، وتسعى إلى توضيح مدى تأثير الدين على الحضارة والسلوك الإنساني.و تهدف إلى إيجاد حلاً للتحديات السياسية الفكرية المتعلقة بمشروعية الحكم الحضاري، من خلال الاستفادة من المعرفة الفلسفية والدينية والعلمية والتاريخية.
من خلال دراسة مفهوم الإنطلوجيا يتوقع أن يتمكن الباحثون والمهتمون بالشأن الدولي والحضاري من فهم الأبعاد المختلفة للحضارة ودورها في تشكيل العلاقات الدولية والتفاعلات السياسية. سيتم تسليط الضوء على أهمية الدين والفلسفة في تحقيق السلام والتنمية الشاملة، بالاعتماد على قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية.وفي النهاية، يهدف البحثفى الإنطولوجى إلى إثراء المناقشات العلمية حول السياسة الدولية وتعزيز الفهم الشامل للحضارة وتأثيرها على العالم الحديث، وتعزيز الحوار بين الثقافات وتقديم مساهمة قيمة في مجال الدراسات الدولية والفلسفة.
أما الجانب الإخر من الدراسة جاء بمثابة دعوة للتأمل في الإنسان في ضوء تعاليم الإسلام ، ونظراً لإن الإنسان هو وحده الكائن المتدين ، وإنه في الوقت نفسه صانع الحضارة فقد كان لزاماً علينا أن نحاول من خلال الدراسة إلقاء الضوء علي قضية الحضارة بصفة عامة ، وصلة الحضارة بالدين الإسلامي بصفة خاصة مبينين في هذا الصدد أن الحضارة تعد فريضة إسلامية لا تقل إهمية من إية فريضة أخري في الإسلام ، وإن الحضارة في المفهوم الإسلامي تعني تحقيق المشيئة الإلهية في عمارة الإرض مادياً ومعنوياً ، وبذلك يحقق الإنسان ذاته بوصفه خليفة لله في الارض.
تكتسب الإنطلوجيا أهميتها الفكرية ، بتناولها لموضوع لحضارة فى الوقت الذى تعالت فيه الدعوات الحداثية و التجديدة بكل ما تحمل هذه الدعوه من إلتباسات ومن جراءه على الموروث الحضارى الإسلامى لتعبر عن مايجرى فى نفوس الإمة الإسلامية من هواجس ومهمات ورؤى ، مطالبة بإستعادة ذاتنا الجلية ، وقيمنا الحضارية ، بمراكمه ما انجزه أسلافنا فى حقول المعرفة عامة ـ وتسهم بذلك فى بناء نظرية تستتشرف مستقبل العلاقات الدولية فى إطارها الحضارى و الإسلامى ، المؤسس على الإبداعية و الإبتكارية، و الفعالية الحضارية ، بعيداً عن الحماسة اللفظية و الإنبهار الزائف .
ولعل أهم ما يميز الخطاب الحضارى الذى تندرج فيه الحضارة الإسلامية ، إنه خطاب يجمع بين رؤى الاستشراق و الإستغراب من مفكرى الإمة الإسلامية و و المشتغلين بالفكر الفلسفى الحضارى وذلك تعزيزاً لمبدأ الحوار العقلانى ، ولتعدد الإراء و الإجتهادات ، لتخرج نتائج لا تكون متأثرة بقطبية واحدة تحتكر المعرفة ، من هنا فإن إِنطلوجيا الحضارة الإسلامية تمثل محصلة تفاعل محركات مختلفة ، فالحضارة تحمل فى طياتها العديد من الإبعاد الثقافية و الدينية و الإقتصادية ، ينصب جميعها فى البناء الحضارى المننشود ، على نحو نقدى لمناهج العلم وخصائصه وغاياته ، بعيداً عن الصيغ الدفاعية ، وممانعة المراجعة ، أو التأويلية المتعسفة للظواهر المعرفية ، أو إضفاء الحصانة عليها وذلك حتى تكتتمل لنا أدوات التحليل و مقوماته .
عملت الإنطلوجيا على إبراز خصائص الحضارة المفقودة فى ظل الواقعية الغاشمة و التطرف الاواعى ، وعليه كان لزاماً على التحلى بالمصداقية تجاه النفس المؤمنة إولاً ، ثم إتجاه الفكر المتبنى من الإنسان ثانيا ، فى سبيل وضع توصيات ، كان لابد من أتباع منهج الفيلسوف المقدام فى صياغة الفروض ،وطريقة الشيخ التقى فى تقصى النتائج ، فالفلسفة طريقة و الشريعة هى الغاية وسبيل العرفة .
كما لاشك فى إن الغرب مارس إبشع أنواع التعذيب ضد كل من خالفة عقيدته الإستعمارية . الإمر الذى إدى إلى ظهور تيار من الفكر الممانع للحداثة وهذا ما تبين جلياً فى كتابات ودراسات الصحوة لمفكرين إمثال مالك بن نبى ومحمد باقر الصدر وإبن حزم ، الذين أسسو لفكر حضارى قادر على نهضة الإمة ، (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) .
الإشكالية الأولى التي تُناقشها الحضارة الإسلامية من ناحية إنطلوجية هي التمييز بين التاريخية المعرفية والتاريخية الفلسفية في الفكر الغربي، المفهوم الأبستمولوجي للتاريخ يعترف بالإنسان وعقله ووجوده الفردي، ولا يقيّده بشروطه التاريخية، بل يُعتبر الإنسان وذاته مستقلاً عن الظروف التاريخية، أما التاريخية الفلسفية، فتُلزم الإنسان بالتقيد بوجوده التاريخي وتأثيره على تفكيره وتصرفاته.
الإشكالية الثانية تتعلق بمشكلة النقد، حيث يُطرح سؤال حول كيفية إمكانية ممارسة النقد للفكر الغربي إستناداً الى أسس إسلامية مثلاً، والعكس صحيح أيضًا، حيث لا يمكن للفكر الماركسي مثلاً أن ينتقد الإسلام باستخدام أسسه المعرفية. تاريخيًا، كان من الصعب الإجابة على تحديات السقوط الحضاري للأمة الإسلامية من خلال التداعيات الداخلية ضمن إطار المجتمعات الإسلامية بحد ذاتها. بل كان من الضروري أن نفتح نافذة على المسار العالمي للتاريخ الذي شهدته الحضارة الإسلامية، منذ أوج قوتها وحتى تدهورها وتقسيمها لميراث الحضارة الغربية.
عند قراءة التاريخ، يجب أن ندرك أنه يعكس مجموعة من الموضوعات والاهتمامات التي قد تختلف من فترة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر. الناس العاديون، بغض النظر عن العصر التاريخي الذي يعيشون فيه، غالبًا ما يكون اهتمامهم الأساسي هو حياتهم اليومية وقضاياهم الشخصية والاجتماعية.ومع ذلك، يعد الدور الهام للمؤرخين والدارسين للتاريخ هو تسليط الضوء على المواضيع الكبيرة والأحداث التي أثرت في التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مر الزمان. إنهم يقومون بتحليل المصادر التاريخية والوثائق المتاحة لفهم الأحداث والتغيرات التي شكلت المجتمعات والحضارات.
على الرغم من أن اهتمام الناس العاديين يكون غالبًا بالقضايا الشخصية والحاجات اليومية، إلا أن فهمنا للتاريخ وتحليلنا له يساهم في توفير رؤية أوسع للتحولات الكبرى وتأثيرها على المجتمعات والأمم. وبالتالي، يساعدنا فهم الأحداث التاريخية على التعلم من الأخطاء والنجاحات في الماضي واتخاذ قرارات أفضل للمستقبل.في النهاية، التاريخ يمثل مرآة تعكس تجارب الماضي، وعلى المؤرخين أن يسعوا لتوفير رؤية متوازنة وشاملة لتلك الفترات والأحداث التاريخية، بما يعكس تجربة العديد من الناس ويستفيد منها الجميع. " .
أن بعض القراءات التاريخية قد ركزت بشكل كبير على العوامل الداخلية والتحولات التي حدثت داخل الأمة الإسلامية، دون إيلاء الاهتمام الكافي للقوى الخارجية والتأثيرات الجيوسياسية. هذا التركيز الداخلي يمكن أن يؤدي إلى نقص في النظرة الشاملة للتاريخ وفهمه بشكل صحيح.بالتأكيد، العوامل الداخلية للأمة الإسلامية وتحولاتها تلعب دورًا هامًا في فهم التاريخ وتفسيره. ومع ذلك، يجب أن نعترف أيضًا بأن القوى الخارجية والتدخلات الخارجية لها تأثير كبير على المجتمعات والأمم. قد تتضمن هذه التدخلات العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية بين الأمم المختلفة.بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا العوامل الجغرافية والتواجد الجغرافي للأمة الإسلامية وتأثيرها على العلاقات والتفاعلات مع الدول والثقافات المجاورة. فالموقع الجغرافي والقرب الجغرافي يمكن أن يكون له تأثير على التجارة والثقافة والسياسة.بالتالي، يجب أن نتبنى منهجًا تاريخيًا شاملاً يأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل والقوى المؤثرة سواء كانت داخلية أو خارجية. ينبغي علينا أن نسعى لفهم العلاقات المعقدة بين هذه العوامل وكيف تؤثر في التطور التاريخي للأمة الإسلامية وغيرها من الأمم.ومن الجدير بالذكر أن تفهم التاريخ بمنهجية مغايرة لا يعني تجاهل العوامل الداخلية وتحليله بل يعني إضافة الأبعاد الأخرى وتوسيع النطاق لفهم أعمق وأكثر شمولية للأحداث التاريخية.إنها تلك اللحظة التي تهافتت عندها الحضارة الإسلامية أصبح التاريخ جزاً من الذات. في مستوي الواقع الواعي، بل نتيجة استغلال للمنطق العلمي بطريقة لا تاريخية -سوغ هذا المنطق العلمي عبر منهجية بحث الأسباب التي يمكن أن تكون النتيجة الحاصلة وهي السقوط. جعل كل تلك القرون مسرحاً لبحث إسباب هذه النتيجة، فرفعت قراءة تاريخ الإمة عبر نتيجته النهائية دون إن يتوقف العقل أمام ظواهر تاريخية محيرة وإخري عادية وثالثة مما يمكن اكتشافها بالبحث المعنوي والتدقيق العلمي.
إن فهم أسباب تفوق الغرب على المسلمين يتطلب تحليلًا شاملاً ومعقدًا يشمل عوامل متعددة ومترابطة. لا يمكن تعزيز هذا التفوق بسبب عامل واحد فقط، بل ينبغي أن ننظر إلى عدة جوانب.من جانب الغرب، كان لديهم تطورات في مجالات مختلفة مثل العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة والقانون والفلسفة. قد يعزى هذا التفوق إلى الابتكارات والاكتشافات العلمية، والتطورات الاقتصادية مثل الثورة الصناعية، ونظام الحكم الديمقراطي الذي يسمح بتحقيق الاستقرار والتنمية.
من جانب المسلمين، يمكن أن يشمل التحليل العوامل الداخلية مثل الانقسامات السياسية والصراعات الداخلية والتراجع في المجالات العلمية والتكنولوجية والتنموية، قد تكون هناك أيضًا عوامل ثقافية واجتماعية تؤثر في تحقيق التقدم والابتكار.
فَلسفة التاريخ
من أهم قضايا فلسفة التاريخ فى الوعى الإنطلوجى للحضارة الإسلامية تدور حول الجدل الفكري حول مشروعية الرواية التاريخية في العالم العربي والإسلامي هو قضية معقدة وتستدعي مناقشة متعمقة. تأتي هذه القضية من التباين في المنهجيات المتبعة في دراسة التاريخ بين الجماعات السلفية السنية والشيعة وبعض أتباع التصوف.
في الجماعات السلفية السنية، يعتمدون بشكل رئيسي على رواية الأحاديث النبوية (علم الحديث) كمصدر رئيسي للمعرفة التاريخية. ويتم التحقق من صحة الأحاديث وتوثيقها من خلال دراسة سلاسل الإسناد وثقة رجال الحديث. هذا المنهج يسعى إلى الدقة والموثوقية في تحقيق الروايات التاريخية.
أما الشيعة وبعض أتباع التصوف، فيعتمدون بشكل أكبر على الروايات التاريخية (التاريخ) في فهم الأحداث التاريخية. يتعاملون مع الروايات بشكل أوسع ويعتبرونها مصدرًا مهمًا للمعرفة التاريخية والسياسية والدينية. يرى الشيعة أن الروايات التاريخية توفر تفاصيل وشهادات أكثر حول أحداث معينة وأفراد محددين، وتساهم في فهم العوامل الاجتماعية والسياسية والدينية المؤثرة في التاريخ.من المهم أن نفهم أن هناك اختلافًا في المنهجيات والمصادر المعتمدة بين الجماعات المختلفة، ولا يمكن حكم بسهولة على أي منهما بأنه الأصح بدون تقييم شامل للمصادر والمنهجيات المستخدمة. تقييم الروايات التاريخية يتطلب دراسة دقيقة لمصداقيتها وموثوقيتها، بالإضافة إلى التحقق من تطابقها مع المصادر الأخرى والأدلة المتاحة.بشكل عام، لا يوجد إجابة نهائية حول أيهما هو الأصح بين الرواية التاريخية ورواية الأحاديث النبوية. يعتمد الأمر على طبيعة البحث التاريخي المطلوب والسياق الذي يدرس فيه. قد يكون من المناسب استخدام كلا المنهجين في تحقيقات مختلفة وفقًا للأهداف والمتطلبات البحثية.وفيما يتعلق بابن خلدون، فقد وضع منهجًا متفردًا في دراسة التاريخ يفصل بين عالم الطبيعة وعالم الغيب. يعتبر التاريخ الطبيعي مجالًا مناسبًا للبحث العقلي، بينما يعتبر الغيب مجالًا يفوق قدرة العقل على استيعابه والتحقق منه. هذا الفصل المنهجي يعزز العقلانية ويقدم منهجًا مستقلًا للبحث التاريخي. يجب أن نحترم ونقدر التنوع والاختلاف في المنهجيات والرؤى التاريخية، وأن نستخدم المنهج الذي يتناسب مع أهدافنا ومتطلبات بحوثنا الخاصة.
من الناحية الإبستملوجية التاريخية تشهد الحضارة الإسلامية تدهور حضاري وإخلاقي ملحوظ مقارنة بالحضارة الغربية، يرجع الباحث تخلف الحضارة الإسلامية الي الخلاف الدائر بين المسلمين بشأن الخلافة ، حيث وقع الخلاف بين المسلمين بعد وفاة الرسول (صلي) اختلافا اجتماعيا سياسيا محضاً وليس إختلافا علي العقائد الإيمانية ، وكان ذلك الإختلاف هو اختلافهم حول القيادة ، غي حول من يجب إن يتولي رئاسة الدولة بعد الرسول (صلي ) ، انقسمت واقف صحابه النبي (صلي) في هذا الإمر الي ثلاث مواقف واتجاهات :
1. الموقف الإول : موقف الإنصار الذين إجتمعوا عقب رحلة النبي الكريم (صلي) في سقيفة بني ساعدة ، وارادوا إن ينصبوا سعد بن عبادة (رضي) من قبيلة الخزرج ، لرئاسة دولة المسلمين .
2. الموقف الثاني:
هو موقف المهاجرين الذين هرع فريق منهم إلي الخليفة ، وعلي راسهم أبوبكر وعمر وابو عبيدة بن الجراح (رضي الله عنهم) ـ ليذكروا الإنصار أن المهاجرين أول من أمن بالله -تعالي -ورسوله ، علي اكتافهم انطلقت دعوة الإسلام وإنهم أولياء النبي (صلي) وعثرته ، فبتالي هم أحق الناس بميراثه وسلطانه ، وتولي الأمر من بعده ، لا ينازعهم في ذلك إلا ظالم ، وإن العرب لن تخضع إلا لقريش التي كانت النبوة فيها وإن قريش أوسط العرب أنساباً .
3. الموقف الثالث:
فقد تمثل بعلي بن إبي طالب (كرم الله وجهه) ونفر من بني هاشم أسرة النبي (صلي) وال بيته الكرام كزوجته فاطمة وعمه العباس وإبن عمه الزبير ..الذين لم يحضروا النقاشات التي دارت في سقيفة بني ساعده ، لإنهم كانوا مشغولين بغسل وتكفين ودفن النبي (صلي) ليفاجئوا بعد انتهائهم من ذلك بإن الإمر إنتهي دون مشورتهم ، وإن البيعة تمت لإبي بكر (رضي) فاعترضوا علي ذلك طبقاً لما تورده المصادر ، انطلاقا من نفس مبدأ القرابة و العشيرة الذي أحتج به المهاجرون علي الإنصار -قائلين ما مفاده : إذا كان المهاجرين احق بالإمر لانهم عشيرة لرسول و قومه ، فإن بن هاشم احق الناس بسلطان محمد وميراثه ، لإنهم عصبة النبي وإسرته ، واقرب الناس اليه ، إذا كان المهاجرون احق بالإمر لسابقتهم في الإسلام وحملهم دعوته فبني هاشم أحق الناس بسلطان محمد وميراثه ، لإنهم عصبة النبي واسرته .
فَلسفة العلم
أعتقد بإن هناك صلة وثيقة بين تدهور الحضارة الإسلامية بالعجز في علم الكلام ومعارضة أهل الحديث لهذا العلم. يعتبر العلم الكلامي (علم الكلام) فرعًا من العلوم الإسلامية يتعامل مع القضايا الفلسفية واللاهوتية المتعلقة بالدين والعقيدة. ويعتبر أهل الحديث هنا الجماعات التي تعتبر الحديث النبوي هو المصدر الوحيد والأساسي للعقيدة والشريعة الإسلامية.
تلخيص العجز في علم الكلام يمكن تلخيصه على النحو التالي:
1. هيمنة المنطق الأرسطي: يشير إلى الهيمنة السائدة للمنطق الأرسطي في علم الكلام، مما قد يقيد التفكير والاستنتاجات الفلسفية الأخرى.
2. النزعة التجريدية: تعبر عن الانفصال بين النظرة النظرية والتطبيق العملي في علم الكلام، مما يؤدي إلى فقدان الروابط بين النظرية والواقع الاجتماعي.
3. تفريغ علم الكلام من مضمونه الاجتماعي: يشير إلى تجاهل علم الكلام للأبعاد الاجتماعية والنفسية والتركيز فقط على النواحي الفلسفية واللاهوتية.
4. تراجع دور العقل وشيوع التقليد: يعكس انحسار دور العقل في علم الكلام واعتماد الأفراد بشكل أكبر على التقليد والعبء العقائدي.
يستشهد الباحث بفلسفة أرسطو وفكره الوسطية، فإنه يربط ذلك بالمعرفة العلمية في الفلسفة الغربية. يُشار إلى أن أرسطو، في كتابه "عن السماوات"، استنتج بناءً على ظاهرة خسوف القمر أن الأرض كروية، كما لاحظ أيضًا أن نجم الشمال يبدو موضعه مختلفًا حسب المكان الجغرافي للمراقبة. هذا يعكس الاستدلال العلمي والمنهجية الذي تبناه أرسطو .تجدر الإشارة الي إن الباحث ينظر عند صياغته للمستوي العلمي للحضارة كإداة لتحليل السياسة الدولية ، إنما يريد إن يستوعب علم الكلام في جانب الحضارة الإسلامية و الفلسفة في جانب الحضارة الغربية ، ونظراً لإتساع الحقل المعرفي المختص بموضوع البحث توجب حصر المعلومات المراد إستعراضها بخصوص الموضوع ، بإعتبار إن هناك العديد من الفلاسفة ذوي الإراء المتضاربة موضوع العلم غربياً وإسلامياً ، وإنما يريد الباحث من النماذج التي سيتم عرضها من خلال البحث إن تكون نماذجاً يحتذي بها .
بيد إن الغرض من الدراسة هو الحد من الصراع و العنف الدوليين ، وفي هذا الصياغ برزت الحاجة إلي التطرق إلي عقلانية إبن رشد ,امثاله من فلاسفة الإسلام من إجل غن نقاوم تلك التيارات الدينية المتصلبة التي بدات تستشري في مجتمعتنا العربية و الإسلاميةوعليه يحصر الباحث إسباب التطرف الفكري علي مستوي الحضارتين الغربي و الإسلامي كالإتي :
أولاً: إشكالات الهوية تركت التطورات التي شهدها العالم إثراً علي الحياة الإجتماعية ، فتاثرت القيم و العادات و التقاليد ـ نتيجة للإثر السلبي للعولمة .
ثانياً : الإدراك الخاطيء لمفهوم الثقافة عندما تنطلق من قواعد صلبة وإسس ومباديء لا تقبل الإخر المختلف.
ثالثاً : إشكالية التمركز الذاتي في الوعي الإروبي ، وهي نتاج الفكر الواقعي ، التي سيتطرق إليها الباحث بالتفصيل في المستوي الميثدولوجي ـ التي تمثلت في الفكر الكونيالي المتمثلة في ظاهرة الإستعمار الغربي هذا بالإضافة إلي العنصريتين النازية و الفاشية ، والتيارات اليمينية في السياسة الإمريكية .
خاتمة
يستند مفهوم الإنطلوجيا للحضارة الإسلامية الى الإستنباط الإستدلالى ، وفيه يتم الإنتقال من المقدمات ضرورى على مبدأ عدم التناقض ، فيؤسس الباجث إنطلوجيا حضارية قائمنة على ثلاثة إعتبارات فلسفية ( الدين ، التاريخ ، العلم ) ، ومن خلال هذه المقالة قمنا بمناقشة كلاً من فلسفة ( التاريخ ، و العلم ) ، أما فيما يختص بفلسفة الدين سيقوم الباحث بتخصيص مقال منفصل للحديث عنها هذا مع ضرورة التمييز بين المتفزيقا الفلسفية و الدين بينهما حدود نستطيع بإستخدام العقل التفريق بينهما ، لإن الغرض الرئيسي من الدراسة هة وضع إطار إنطلوجى لتأسيس سلام مستدام .
ومن اهم الفرضيات على المستوى الإنطولوجى للحضارة الإسلامية :
1. الدين ثابت ، لكن الفكر الدينى متغير ويخضع لحركة الزمن ويناله من ذلك التغير ماناله ( العلم ، التاريخ) .
2. الحقيقة تنتمى الى عالم الإزل الإبدى الذي يفارق وقائع التاريخ ويعلو عليها .
3. الإعتقاد بإن الكون أزلى من الناحية الإنطلوجية يعنى لا وجود لخالق إو نهاية للعالم ، من ما يعنى إن الفساد سيكون إزلياً .
4. الإيمان بوجود خالق يعنى إن الكون مخلوق ، وبالتالى إستخدام أداة "الثواب و العقاب " تؤدى لتهذيب النفس النفس هرباً من الهلاك الأبدى .
5. الدين عند الله الإسلام ، و الإسلام هو الديانة الخاتمة و الله سبحانه وتعالى مفارق لعالم المادة ، فالله وحده الذى يمتلك الدين الواحد الإسلام ، من ناحية واقعية البشر قاموا بتحريف (اليهودية و المسيحية ) هذا بالإضافة ‘لى إتباعهم الديانات الوضعية (البوذية ، الهندوسية) ، هذا مع الإختلاف الإديلوجى الحاد بينهم (الرأسمالية ، الشيوعية ) .
ملحوظة
(أود أن أعتذر بصدق عن الأخطاء الإملائية التي وردت في المقال السابق بعنوان "إِنطلوجيا الحضارة الإسلامية" المنشور بتاريخ 14/8/2024 ، و مقال (دور الشباب السودانى فى بناء السلام المستدام ) المنشور 26 July, 2020
ندرك تماماً أن هذه الأخطاء قد تؤثر على تجربة القراءة وتقلل من جودة المحتوى المقدم.)
بهدف تصحيح ذلك وتوضيح الأفكار بشكل أفضل، قمنا بإعادة صياغة المقال وتدقيقه بدقة وإستيعاب وتلخيص ما ذكر فى مقال دور الشباب السودانى فى بناء السلام المستدام . نأمل أن تجدوا في النسخة المُحسنة ما يعوضكم عن أي إزعاج سابق ويعزز فهمكم للموضوع بشكل أوضح. يمكنكم قراءة المقال المعدل أعلاه، حيث نسعى لتقديم أفضل محتوى يتوافق مع تطلعاتكم وتوقعاتكم.
نشكر لكم تفهمكم وصبركم، ونتطلع إلى استمرار دعمكم وتشجيعكم.
مع خالص التقدير،
سامح صلاح محمد
samoweela12@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الروایات التاریخیة الحضارة الإسلامیة العلاقات الدولیة السلام المستدام للأمة الإسلامیة تحقیق السلام على أهمیة فی تحقیق من خلال یمکن أن منهج ا فی فهم یجب أن التی ت
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يؤكد عمق وترابط العلاقات التاريخية بين مصر عمان
أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، عمق وترابط العلاقات التاريخية بين دولتي مصر وعمان، حيث شهدت تطورًا كبيرًا في شتى المناحي خلال العقود الأخيرة، وذلك بفضل تلك الروابط الوثيقة خاصة في ظل التقاء الرؤى بين القيادتين الحكيمتين للبلدين.
جاءت ذلك خلال كلمة ألقاها نيابةً عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حيث نقل نيابةً عن مصر قيادة وحكومة وشعبًا أسمى آيات التهنئة والمباركة إلى سلطنة عُمان الشقيقة قيادةً وشعبًا بمناسبة العيد الوطني الـ 54، والذي يمثل لحظة هامة في تاريخها العريق ويجسد مسيرة طويلة من التطور والنهضة تحت قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله وطيب ثراه– ثم قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق أطال الله عمره.
وكانت الاحتفالية بحضور من عدد الوزراء والشخصيات البارزة، منهم المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية، والسيد محمد جبران وزير العمل، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المستشار أحمد عبود رئيس مجلس الدولة، والسيد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، وعدد من الشخصيات العامة الأخرى.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن هذا اليوم يُعد رمزًا عظيمًا ومصدر فخر للشعب العُماني الشقيق، حيث يُحيِّ ذكرى كفاح الأجداد في سبيل تحقيق استقلال البلاد، كما يصادف هذا اليوم ذكرى ميلاد جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، الذي قاد سلطنة عُمان الشقيقة نحو نهضة شاملة في شتى المجالات، ويُعد وبحق مؤسس النهضة العمانية الحديثة.
واكد نائب رئيس مجلس الوزراء فى كلمته على أن العلاقات المصرية العمانية تعد مثالاً يحتذى به في العلاقات العربية العربية بل والعلاقات الدولية بشكل عام، حيث بنيت على أسس متينة من الأخوة والتضامن، وتشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، وقد تجسدت هذه العلاقات في الدعم المتبادل بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، لتتضافر جهودهما مع جهود الأشقاء صوتًا واحدًا يدعم قضايا المنطقة.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء، الى أن الزيارات المتبادلة والاتفاقيات الثنائية اكدت على عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وعمان، والتي تستهدف تحقيق التكامل في مختلف المجالات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، ورؤية عمان 2040 تحقيقًا لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشاد نائب رئيس مجلس الوزراء، بجهود الدولتين (مصر- عمان) وحرصهما على تحسين مستوى حياة الشعبين الشقيقين ، حيث توجه بالشكر إلى سلطنة عمان على تعاونها المستمر مع مصر بوجهٍ عام، وفي مجاليّ الصحة والتنمية البشرية على وجه الخصوص، فقد كانت عمان دائمًا شريكًا استراتيجيًا في دعم القضايا الصحية العالمية والإقليمية، بما في ذلك تنفيذ استراتيجيات الصحة العامة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المنطقة.
كما جدد أشادته بدور دولة عمان، حيث كان لها تأثير إيجابي كبير في الفعالية الجانبية التي نظمتها مصر على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "معالجة تحديات مقاومة مضادات الميكروبات بما في ذلك المجتمعات المهاجرة واللاجئة" مضيفًا أن هذا الاهتمام يؤكد ريادة سلطنة عمان وحرصها على دعم الجهود المصرية المشتركة في مواجهة التحديات العالمية.
سلطنة عمان كان لها دورًا بارزًا في تقديم التعاون المشترك مع مصروأضاف "نائب رئيس مجلس الوزراء"، أن سلطنة عمان كان لها دورًا بارزًا في تقديم التعاون المشترك مع مصر، لدعم القضية الفلسطينية، حيث نوه إلى أن الدعم المستمر من سلطنة عمان لفلسطين، سواء على الصعيدين السياسي أو الإنساني، يعكس التزامها المبدئي الراسخ بالمواقف العربية والإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وكذلك أشاد بدورها في استقبال عدد من الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين عبروا حدود مصر لتلقي العلاج، واستقبلتهم عمان لاستكمال رحلة العلاج التي بدأوها بمصر، وتُعد مواقفها تعبيرًا صادقًا عن العزم المستمر لدعم الشعب الفلسطيني في محنته، مما يعزز روابط التضامن العربي والإسلامي بين بلدينا.
فيما أكد أن هذه المناسبة تُعد فرصة لتجديد الالتزام بتوطيد وتطوير دعائم تعاوننا المشترك في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على شعوبنا الشقيقة جميعها ويعزز من جهودنا المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
واختتم نائب رئيس مجلس الوزراء كلمته، بتمنياته لسلطنة عمان الشقيقة المزيد من التقدم والازدهار، كما جدد تأكيده على حرص البلاد لتقديم استمرار الدعم الكامل لعمان، في كل ما فيه الخير لشعبها وللأمة العربية بأسرها.