محادثات جنيف…الممانعون مصيرهم العزلة الدولية.!!
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
جماعة الاخوان المسلمين ومنذ سطوها على شرعية الحكم في السودان بانقلابها المشؤوم، ضربت رقماً قياسياً في السباحة ضد تيار المجتمع الدولي، وتميزت بخطها المعادي لسير حركة الكوكب في علاقاتها التجارية والدبلوماسية، وبدأت مسيرة عزل السودان عن محيطه الدولي، بعد أن استولت هذه الجماعة المتطرفة على مقاليد الحكم بطريقة غير شرعية، ومما استغربه العالم أن نظام الحكم الاخواني في السودان أعلن الحرب على أكبر دولتين نوويتين في العالم – أمريكا وروسيا، دون امتلاكه لأي من أنواع أسلحة الدمار الشامل – النووية والبيولوجية والكيماوية، وصار مصدر تهكم الصحافة العربية والغربية والعبرية، أن كيف تسنى لهؤلاء المتطرفين وعسكرهم المدجنين أن يعلنوا عن حرب، لا يملكون لها مثقال ذرة من مقدرة تسليحية يواجهون بها العالم، وكانت تلك البداية الفعلية للعصر الظلامي الذي غطت سحبه كل قطاعات المجتمع، وبحكم انهم لا يقيمون وزناً لما توصلت إليه التكنلوجيا والمعرفة من إنجازات وضعت أمريكا وألمانيا، وبريطانيا ورسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية في القمة، فقد دفعوا ثمناَ باهظاً كتنظيم مخبول وكهنوتي مجبول في سبيل الاستمرار في الحكم، وأرغموا الشعب الذي جثموا على صدره أن يدفع فاتورة خبلهم تلك، هذا غير الفساد الكبير الذي أحدثوه في مرافق الدولة اجتماعياً واقتصاديا، فجماعة بمثل هذا الانحراف الفكري لا يمكن أن تكون جزءًا من الحلول الدولية التي تهدف إلى وقف الحرب، التي أشعلتها خوفاً من تبعات مواجهة المنابر الدولية الساعية لحسم فوضاها السياسية، ووضع حد لجرائمها المرتكبة بحق الوطن والمواطن، وكان طبيعياً أن يتفاقم العبء الكبير الذي وضعته على ظهرها، منذ ارتكابها لجريمتها الأولى – انقلاب الثلاثين من يونيو، لتصل للحد الذي تتم فيه محاصرتها سياسياً وعسكرياً وأسرها في مدينة ساحليه نائية – بورتسودان.
إنّ إعلان قائد الجيش عن رفضه تلبية الدعوة الموجهة إليه بخصوص حضور محادثات جنيف، يشبه إلى حد كبير خوف الابن المخالف لوالده، حينما يسمع صوت اوالد الجهور وهو ينده من داخل غرفة الصالون، وكذلك يماثل رهبة الطالب المهمل غير المكترث للقيام بالواجب المنزلي، وهو مقبل على المدرسة صباح يوم السبت الفاتح لأيام الأسبوع، فكما للبيت رب وللمدرسة ناظر كذلك للعالم نُظّار، إذا جلسوا حول المائدة ليقرروا في شأنك حينما تفشل في حماية مواطنيك، لابد وأن تصاب بــــ (أم هلة هلة) كما يقول السودانيون، وكما لرب المنزل الكلمة الفصل في الفوضى التي يثيرها صغاره، كذلك لرعاة العالم الحق في لجم سفهاء أقوام رزح تحت نير جزمهم هؤلاء الأقوام عقود من الزمان، فلا يظن قائد جيش السودان المرتهن لأصبع الإخوان المسلمين أن الحبل سيكون متروكاً على غاربه، كما صور له مشايعوه والضاربون الدفوف من أجله، فأمر إشعال حرب السودان اتخذته شرذمة الجماعة المتطرفة، وأمر إيقافها سيكون بيد أولي عزم آخرين بيدهم اليمنى حمامة السلام وباليسرى السيف البتّار، الذي لم يتوقف يوما ًعن عمليات استئصال شأفة المتطرفين، والإرهابيين من بقايا فلول النظام البائد، فمصائر الشعوب وحيواتهم ليست ألعوبة بيد شذاذ الآفاق، الذين وجدوا أنفسهم في غفلة من الزمن في أعلى قمة هرم السلطة، ومحادثات جنيف ستبني أول مدماك من مداميك الوطن الآمن، بعزل مجموعة بورتسودان دولياً وإقليمياً، وسوف تثمن الخطاب التاريخي لقائد قوات الدعم السريع يوم أمس، الذي حوى خارطة طريق واضحة المعالم لمشروع وقف الحرب، وفتح الممرات الآمنة للإغاثة وحماية وتأمين المدنيين، فإحداثيات الزمكان أدخلت الجماعة الإرهابية في نفق مسدود المنفذين (شرك أم زريدو)، بحسب وصف قائد وملهم ثورة الخامس عشر من أبريل.
عندما ثار المناضل الرواندي بول كاقامي المنحدر أصلاً من قبيلة التوتسي (المعتدى عليها)، ومعه رفاقه الميامين، كان مختلفاً تماماً عن الجنرال السوداني الذي ولغ في دماء السودانيين، منذ أن كان ضابطاً صغيراً بدارفور – عبد الفتاح البرهان، فكاقامي قاد حراكاً ثورياً وعسكرياً نبيلاً واقتحم مدن وعواصم أقاليم بلاده عنوة واقتدارا، واجتاحها مثل اجتياح قوات الدعم السريع للولايات والمدن السودانية، وبعدما انتصر لم ينتقم ولم يلجأ لوسيط بينه وبين شعبه، ولم يتخندق في مدينة نائية من مدن بلاده ، بل قام بعقد المصالحات المجتمعية بين ضحايا الحرب ومرتكبي الإبادة الجماعية، وبنى دولة أذهلت العالم في غضون عقدين، بخلاف قائد الجيش السوداني الذي اختطفه الاخوان المسلمون – المؤتمر الوطني المحلول، والذي يشبه إلى حد التطابق نظام الرئيس الرواندي الذي اغتيل هابياريمانا، المنحدر أصلاً من قبيلة الهوتو المعتدية والمرتكبة للجرائم، الذي قاد المناضل بول كاقامي الثورة من أجل وضع حد لنهاية حكمه الدكتاتوري العنصري الباطش، المرتكب لأبشع مجازر التطهير العرقي التي شهدتها إفريقيا والعالم، وجاءت نهاية هابياريمانا مأساوية بحادثة تحطم الطائرة التي كان يقلها، وكان وراءها ما وراءها من الأسرار والخفايا، المشابهة لمقتل كثير من الزعماء الأفارقة بذات الطريقة التقليدية الغامضة، فالجنرال البرهان قائد الجيش السوداني المختطف من المؤتمر الوطني – الاخوان، لن تكون نهايته بأفضل من نهاية هابياريمانا، وفي ذات الإطار تتطابق مواقف قائد قوات الدعم السريع مع الخط الذي قاده الثائر الوطني الرواندي بول كاقامي – رئيس الجبهة الوطنية الرواندية، ويكمن هذا التطابق في الرغبة الأكيدة لدى كليهما في التوصل لوقف دائم للحرب، التي دفع ثمنها الشعبان في جميع جهاتهم – شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
أعلن الرئيس النيجيري بولا تينوبو، يوم الأربعاء، وفاة تاوريد أبيودون لاغباجا الذي شغل منصب قائد الجيش منذ حزيران/ يونيو 2023 عن عمر يناهز 56 عاماً، في منطقة لاغوس بعد معاناة مع المرض.
اعلانوقال تينوبو في بيان صادر عن مكتبه دون الخوض في مزيد من التفاصيل، إن "لاغباجا كان قاد الجنود خلال فترة حرجة من القتال ضد المتطرفين الإسلاميين في شمال شرق الدولة الواقعة في غرب أفريقيا التي تضررت بشدة".
لم يظهر قائد الجيش الراحل للعلن منذ ما يقارب شهرين، مما أثار شائعات عن وفاته، وهو ما نفاه الجيش النيجيري لأول مرة منذ أكثر من أسبوعين. وقد تم استبداله باللواء أولوفيمي أولويدي، الذي عينه تينوبو قبل أسبوع قائدا بالنيابة.
ويأتي خبر وفاة لاغباجا في وقت حاسم مع مواصلة نيجيريا خوض واحدة من أطول الحروب في أفريقيا ضد التشدد في المنطقة الشمالية الشرقية، حيث تشن جماعة "بوكو حرام" تمردًا منذ ما يقرب من 15 عامًا.
ولاغباجا هو القائد الثاني للجيش النيجيري الذي يموت خلال توليه منصبه في أقل من أربع سنوات. فقد شغل إبراهيم أتاهيرو منصب قائد الجيش لمدة أربعة أشهر فقط قبل أن يتوفى في حادث تحطم طائرة عسكرية في عام 2021.
رئيس أركان الجيش النيجيري الفريق تاوريد لاغباجا مع قادة المجتمع الآخرين، في قرية تودون بيري نيجيريا، في 5 ديسمبر 2023. Kehinde Gbenga/APويكافح الجيش النيجيري، الذي يعاني منذ فترة طويلة من نقص في التمويل والتسليح، ضد توسع المتطرفين في المنطقة وخارجها. وفي حين انخفضت وتيرة الهجمات العنيفة على مر السنين، يقول المحللون إن المتطرفين سعوا إلى تجنيد المزيد من المقاتلين وتعزيز معاقلهم في حوض بحيرة تشاد.
ومع انتشار الجيش في جميع أنحاء البلاد، استمرت الأزمات الأمنية في نيجيريا على جبهات مختلفة خلال فترة حكم لاغباجا، بما في ذلك تفشي عمليات القتل والخطف من أجل الفدية من قبل عشرات الجماعات المسلحة في المنطقة الشمالية.
وقُتل ما لا يقل عن 11,600 شخص، بما في ذلك عناصر قوات الأمن، خلال فترة توليه منصب قائد الجيش، وفقًا لبيانات من موقع النزاع المسلح ومشروع بيانات الأحداث، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.
Relatedتفشي الكوليرا في نيجيريا: حالات الإصابة المشتبه بها تتجاوز 10,000 والأطفال الأكثر تضرراحصيلة انفجار صهريج وقود في شمال نيجيريا ترتفع إلى 170 قتيلاً و70 مصابًا في حالة حرجةبعد عودتهم من احتفال ديني.. مقتل 60 شخصا على الأقل وفقدان 100 آخرون بحادثة غرق قارب في نيجيرياوكان لاغباجا قد وعد بترسيخ الانضباط والاحترافية في الجيش النيجيري كأحد أولوياته الرئيسية، ساعياً إلى إعادة صياغة مؤسسة غالباً ما تُتهم بإساءة معاملة المدنيين والقتل خارج نطاق القضاء في مناطق النزاع.
ووصف قائد الدفاع النيجيري الجنرال كريستوفر موسى وفاته بأنها ”خسارة فادحة“ للجيش ونيجيريا. وأثنى على ”أداء لاغباجا الرائع وشجاعته والتزامه الثابت بحماية سيادة نيجيريا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حصيلة انفجار صهريج وقود في شمال نيجيريا ترتفع إلى 170 قتيلاً و70 مصابًا في حالة حرجة منتخب نيجيريا يقاطع مباراة تصفيات كأس أمم أفريقيا في ليبيا بعد احتجازه في المطار تفشي الكوليرا في نيجيريا: حالات الإصابة المشتبه بها تتجاوز 10,000 والأطفال الأكثر تضررا حروب الولايات المتحدة الأمريكية أفريقيا تشاد جيش نيجيريا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الرئيس الـ 47.. ترامب يتربع على عرش البيت الأبيض مجددا ويفوز بأكثر من 290 صوتا في المجمع الانتخابي يعرض الآن Next مباشر. نزوح مستمر في شمال غزة وحزب الله يواصل تصعيد هجماته وأمينه العام: "جبهة العدو ستصرخ من ضرباتنا" يعرض الآن Next الكونغرس يفتح أبوابه للمتحولين جنسيا.. سارة ماكبرايد تصبح أول برلماني أمريكي عن هذه الفئة يعرض الآن Next انتقال العدوى داخل أسرة واحدة.. إصابات جديدة بجدري القردة في بريطانيا يعرض الآن Next من الشرق إلى الغرب.. زعماء العالم يتسابقون لتهنئة ترامب اعلانالاكثر قراءة حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم هل تحسم بنسلفانيا السباق الرئاسي بين هاريس وترامب؟ حب وجنس في فيلم" لوف" دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما أحكام بسجن "نجوم تيك توك وأنستغرام" في تونس بسبب خرق قواعد "الأخلاق الحميدة" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلكامالا هاريسفيضانات - سيولالحزب الديمقراطيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحزب الجمهوريبنيامين نتنياهوإسبانياتغير المناخغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024