سودانايل:
2025-03-10@06:14:50 GMT

الفاتح .. نبكيك بحزن القلب ودمع العين

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

محمد المكي أحمد

بعد رحيل شقيقته آمنة ( ساكنة الفؤاد ) في 7 يونيو 2024 في مدينة القضارف بشرق السودان، خارج بيتها، بعدما داهمه مسلحون في الخرطوم، هاهي أسرتي والأهل فُجعوا في 14 أغسطس 2024 برحيل الأخ العزيز الفاتح حسن الهدى ( بكسر الهاء وفتح الدال) .

الراحل شقيق زوجي إشراقة..

غادر دنيانا الفانية في القاهرة، وكان أضطر مع ابنه وبنته أن يغادروا بيتهم في الخرطوم في زمن الحرب إلى مدينة شندي، ومنها إلى الولاية الشمالية مسقط رأس والده، ثم مدينة الأبيض، وأخيرا حط الرحال في مصر، بعد رحلة مضنية بسيارة نقلته وحملت معه كل مخاطر الطريق وقسوة السفر الاضطراري .



إضطر للسفر ،وهو من يعشق وطنه والعيش بين احضان أهله، لم يجد العلاج في وطنه، كان يحتاج إلى غسيل كلية واحد بعدما أزيلت كلية في عملية جراحة في الأردن قبل سنوات.

خضع خلال الأشهر الماضية لغسيل كلية في مصر، وتحسن وضعه الصحي، ثم تدهورت صحته قبل أيام بسبب نزيف دم من البطن ، فدخل العناية المكثفة، وقبل يومين خرج من المستشفى الى البيت، حمدنا الله ، وكنت سعدت بسماع صوته.

لكن.. لكل أجل كتاب.

رحل الفاتح .. الشخصية المحبوبة وسط أسرته والأهل، إذ تميز بنبض تواصل اجتماعي لافت، ولا يُجارى.

كان صاحب مدرسة في التواصل مع أهل أمه ووالده وكثيرين من الأصدقاء..

أمه من أهل أمي في( دارحامد) بكردفان في غرب السودان ، ووالده من ديار الشايقية في شمال السودان.

كان الراحل حبيبا إلى قلوبنا وقلوب كثيرة وسط الأسرة والأهل .

برحيله فقدت سماع صوته وهو يردد التحية والسلام و قائلا بصوت مشحون بالمودة ونبض "حنين" ( يا ود خالتي).

هكذا كان يخاطب إخواني، ويعبر بالروح الطيبة نفسها" يا بنت خالتي" مخاطبا أخواتي.

كانت هذا النبض الدافئ يدخل القلوب، ويخاطب الدواخل ويستقر في العقول.

" ود خالتي" كان يسافر من الخرطوم إلى مدينة بارا لعناق أمي الراحلة ستنا وللقاء إخواني وأخواتي،

فتح صفحات علائق بيننا وآخرين، إذ كان يصحب معه من وقت لآخر بعض أهل والده.
فساهم في توثيق صلات وبنى جسور تواصل ومودة.

برحيل الفاتح فقدت زوجي حببيا هو أقرب الأقربين اليها وهو الأخ الوحيد بين أخواته، كان قريبا منها وأخواتها، مثلما كان قريبا من ابنه وبنته بعد رحيل والدتهما قبل سنوات، ولهذا فالحزن شديد .

نبكيك يالفاتح بحزن القلب.. ودمع العين.....

هكذا تُعبر دواخلنا.. دواخل أهلك .. وهكذا تنبُض دواخل أي انسان يفقد عزيزا أو عزيزة عن وجع الفراق..

وهاهي الأحزان والمواجع تتواصل برحيل عزيزنا الفاتح خارج بيته، وبعيدا عن أهله، بعدما شردته وابنه وبنته الحرب الحالية في السودان، كما شردت ملايين السودانيين داخل السودان وخارجه، ورحل عدد منهم خارج بيوتهم ووطنهم.

قال تعالى( وما تدري نفس بأي أرض تموت).

تبقى الحقيقة أيضا أن الحرب التي أشعلها من يجلسون فوق الجماجم وشلالات الدم في السودان قد قتلت السودانيين داخل الوطن
بالمواجع قبل أن ينتقلوا إلى رحمة الله.

رغم أحزان السودانيين، المتواصلة ، نسمع من يكرروا بصوت مرتفع "لا للمفاوضات ووقف الحرب حتى لو استمرت سنوات عدة" !! .

أي بشر هؤلاء الذين لا يولون أدنى اهتمام لمآسي السودانيين، ولا تهز قلوبهم وعقولهم شلالات الدم وقوافل الهاربين من جحيم آلة الحرب، و الجوع والمرض !!.

نسأل الله، فاطر السموات والأرض أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.

أحر العزاء إلى إبنه مصعب وبنته رؤيا ، وأخواته محاسن وفاطمة وإشراقة والأسرة والأهل.
( إنا لله وإنا اليه راجعون)
Sent from my iPhone

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا

وقال أحد النازحين من ولاية الجزيرة إن أهل كسلا أحسنوا استقبالهم وتقاسموا معهم كل شيء بعدما سلبتهم قوات الدعم السريع كل ما يملكون.

والتقى مقدم البرنامج الشاب السوداني محمد فكي الذي عمل لسنوات في خدمة سكان المخيمات، والذي اصطحبه إلى اللاجئ الإريتري الزاهد شنغراي.

يقول شنغراي إنه جاء وحيدا إلى السودان منذ 1984 وإنه يسكن في المخيم منذ وصوله لكنه تخلى عن بيته لنازحين سودانيين قدموا بسبب الحرب.

ويقوم شنغراي بتقديم كل ما يمكنه تقديمه للنازحين، وقالت إحدى النازحات القادمات من مدينة سنار إنه استقبلهم عندما وصلوا إلى المخيم بعد 3 أيام من السير.

وأضافت أنهم وصلوا إلى المكان عطاشا وجوعى، وأن شنغراي استقبلهم وجعلهم يبيتون في بيته وفي صباح اليوم التالي اصطحبهم إلى الجهات المختصة.

يرعى 11 فردا

وظلت هذه الأسرة المكونة من 11 فردا في بيت شنغراي الذي تركه لهم منذ 9 أشهر، ولم يتوقف عن جمع كل ما يمكنه جمعه لهم من طعام وشراب.

وخسرت هذه الأسرة عددا من أفرادها على يد قوات الدعم السريع التي منعتهم حتى من دفن موتاهم. وقد تركت وراءها دكانين و3 سيارات فضلا عن البيوت.

وفرّت إلى جبل موية ومنها إلى سنّار ثم إلى القضارف قبل أن يصلوا إلى مخيم كسلا الذي يسكن المقيمون فيه بيوتا من الطين والقش.

إعلان

ويطوف شنغراي على الناس وفي السوق لكي يجمع كل ما يمكنه جمعه لمساعدة هذه الأسرة التي منحها بيته والتي أصبحت بلا معيل بعد مرض ربّها الذي أصبح طريح الفراش ولم يعد قادرا على مفارقته.

7/3/2025

مقالات مشابهة

  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • السودان.. مقتل وإصابة 30 مدنياً بقصف لقوات الدعم السريع استهدف مدينة إستراتيجية
  • نازحات في يومهِنّ!!
  • لغز الـ 2.3 مليار دولار المفقودة: كيف يمول الذهب حرب السودان
  • نقابة الصحفيين السودانيين: لا مساواة ولا تمكين للمرأة دون وقف الحرب 
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • دولة القانون
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا
  • السودان ومشهد اللا يقين