سودانايل:
2024-09-11@06:50:43 GMT

أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

أبيدوهم .. أبيدوهم .. أبيدوهم
قصة قصيرة [ مشهد داخل ذاكرة تتلاشى . ]
بقلم / عمر الحويج

حمدان الجنيدابي.. يتذكَّر:

أنه.. في تلك، الليلة الليل
حيث الزمان.. كان هو، غير الزمان.
حيث المكان.. كان هو، غير المكان.
حيث الناس.. كانوا هم، غير الناس.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. في تلك الليلة، بعينها.. لا غيرها، أرعدت السماء، دونما سحب.

. واهتزّت بفعلها.. الأرض، والجدران، والبشر.. وانشقّ الفضاء، عن دويٍّ هائل.. لا مثيل له، إلا في أساطير.. الآتين، وليس الأولين!!.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. فقط، وفي لحظته: تلك الأولى. أو تحديداً أكثر دقة. ما قبل الأولى. انقلب على جنبه الأيمن، ولكن حين اصطدم، ذلك الدويّ، بجدار الحلم، الذي كان يناوشه. انقلب، على جنبه، الأيسر.. ولكن حين صحبت ذلك الدويّ الهائل، تلك الهزة القوية، التي ارتعش لها ذلك الجسد، الموبوء قبلاً، بالسهر والحمى. حتى انتفض مذعوراً، مفزوعاً.
أول.. ما فكر فيه: أن حدثاً، جللاً قد وقع.. رغم أنه لم يتبيّنه بعد، إلا أنه قفز، هذه المرة بجنبيه: الأيمن، والأيسر -معاً هكذا- وفي وقتٍ واحد !!

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. وكخطوة أولى - وإن لم تكن إرادية- بحث عن سكّينه، التي عادة لا يخلعها من ذراعه إلا كي تعمل: عند الضرورة، أو عند اللزوم.. وهذا ما يحدث بوتيرة متصلة.. يومياً.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. ترك أمرَ تحسُّسه، لموقع السكين. وتلفت يبحث عن نعاله، حين وجد نفسه -كيف لا يدري- وهو في قلب الفضاء الشاسع.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه، لم يكمل البحث عن نعاله. تناسى أمر النعال، حين أحس، أن شوكة لعينة، انغرزت في باطن قدمه.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر تلك الشوكة اللعينة، حين رأى، الآخرين وقد سبقوه، واحتلوا قبله، قلب الفضاء الشاسع.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه، تناسى أمر الآخرين، الذين احتلوا قبله، قلب الفضاء الشاسع، حين رأى، على مدى السراب، تلك الشجرة الضخمة، التي هي بحجم الفضاء الشاسع.. المتدلية من الأعالي، ولم تلامس الأرض، جذورها.. بعد.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى، وبتصميم هذه المرة، أمر تلك الشجرة الضخمة، والتي هي بحجم الفضاء الشاسع.. المتدلية من الأعالي، ولم تلامس الأرض، جذورها.. بعد. حين رأى.. لدهشته، الآخرين.. الذين احتلوا قبله، قلب الفضاء الشاسع.. يتحركون، ولكن بأكفان: بعضهم، بلا أجساد، داخل أكفانهم، وبعضهم بلا رؤوس على أكتافهم.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر الآخرين، الذين يتحركون.. ولكن بأكفان: بعضهم، بلا أجساد داخل أكفانهم، وبعضهم بلا رؤوس على أكتفاهم. حين تذكر، أولئك الذين يأتون إليه.. يقولون:
هؤلاء الناس، يولدون.. بغير ما ترغب!!.
يقول لهم، حمدان الجنيدابي:

أبيدوهم.. أبيدوهم.. أبيدوهم!!.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه، حين رأى بأم عينيه، ذلك الجسد، المصلوب بامتداد تلك الشجرة، الضخمة، بحجم الفضاء الشاسع، المتدلية من الأعالي، ولم تلامس الأرض، جذورها، بعد.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر ذلك الجسد، حين تذكّر أولئك الذين يأتون إليه.. يقولون:
هؤلاء الناس، يعيشون حياتهم.. بغير ما ترغب!!.

يقول لهم.. حمدان الجيندابي:
أبيدوهم.. أبيدوهم.. أبيدوهم!!.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه، حين لمح لبرهة قصيرة وعابرة، وإن لم تكن عامدة.. أن ذلك الجسد المصلوب، بامتداد الشجرة الضخمة، المتدلية من الأعالي، بحجم الفضاء الشاسع، ولم تلامس الأرض، جذورها.. بعد، يشبهه إلا قليلاً، بمقدار لم يتبيّنه بعد.

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه.. تناسى أمر ذلك الجسد، الذي يشبهه، إلا قليلاً بمقدار لم يتبينه بعد، حين تذكر أولئك الذين يأتون إليه.. يقولون:
هؤلاء الناس، يفرحون، ويحزنون.. بغير ما ترغب!!.

يقول لهم.. حمدان الجنيدابي:
أبيدوهم.. أبيدوهم.. أبيدوهم!!.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. لم يتناس هذه المرة، وإنما عادت إليه ذاكرته، وامضة براقة.. وليس كعادتها، حين تأكد له، بعد برهة لاحقة، لم تكن أبداً، غير أنها متعمدة. أن هذا الجسد، المصلوب بامتداد الشجرة الضخمة، بحجم الفضاء الشاسع، المتدلية من الأعالي، ولم تلامس الأرض، جذورها.. بعد. لم يكن إلا هو بعينه، حمدان الجنيدابي، بسكّينه.. التي لا يخلعها إلا لكي تعمل.. بنعاله التي تناسَى أن ينتعلها.. وحتى بتلك الشوكة اللعينة التي انغرزت في باطن قدمه.

حمدان الجنيدابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى كل هذا، حين رأى تلك الشجرة الضخمة، تعلو.. وتعلو، وما عاد مصلوباً عليها ذلك الجسد، الذي هو بعينه، حمدان الجيندابي، حين تذكر أولئك الذين يأتون إليه.. يقولون:
هؤلاء الناس، يموتون.. بغير ما ترغب!!.

يقول لهم.. حمدان الجيندابي:
أبيدوهم.. أبيدوهم.. أبيدوهم!!.

حمدان الجيندابي.. يتذكّر:

أنه.. تناسى أمر أولئك الذين يأتون إليه، حين رأى تلك الشجرة الضخمة، وقد عادت وغرزت جذورها في باطن الأرض، ولم يعد مصلوباً عليها ذلك الجسد، الذي هو بعينه حمدان الجيندابي.

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه.. تناسى أمر تلك الشجرة الضخمة والتي غرزت جذورها في باطن الأرض، ولم يعد مصلوباً عليها ذلك الجسد، والذي هو بعينه حمدان الحنيدابي، حين وجد نفسه، يجري.. ويجري، يلهث ويلهث، بحثاً عن حمدان الجنيدابي، الذي لم يعد مصلوباً على تلك الشجرة الضخمة، بحجم الفضاء الشاسع، والتي انغرزت جذورها في باطن الأرض.
وإن لم يجده.. يجري ويلهث.. وإن لم يجده، يجري ويلهث.. وإن لم.. .

حمدان الجنيدابي.. يتذكَر:

أنه.. لم يعد يتذكَر، فقد بدأت ذاكرته، تتلاشى.. تتلاشى.. تتلاشى !!!

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هؤلاء الناس ذلک الجسد هو بعینه یقول لهم فی باطن لم یعد وإن لم

إقرأ أيضاً:

اكتشاف كويكب سبب انفجارا هائلا في الفضاء.. حوّل مسار أحد الأقمار

اكتشفت علماء كويكبا عملاقا، حجمه يفوق بعشرين مرة الصخرة الفضائية التي يسود الاعتقال أنها كانت وراء انقراض الديناصورات، بعد اصطدامها بالأرض قبل ملايين السنين.

وقال العلماء إن الكويكب العملاق، الذي يفوق عشرين ضعف تلك الصخرة كان قد ارتطم بأكبر قمر في النظام الشمسي قبل 4 مليارات سنة، ما أدى إلى تحول محوره بالكامل.

ولفتوا إلى أن لكن الكويكب الذي دمر الديناصورات، لا يكاد يذكر مقارنة بالصخرة المدمرة، التي هزت نظامنا الشمسي قبل أربعة مليارات سنة، والتي تم اكتشافها مؤخرا.

وأوضح العلماء أن الكويكب اصطدم بقمر كوكب المشتري جانيميد، قبل 4 مليارات عام، وبسبب عنف الاصطدام وشدته، تحول محور القمر بالكامل.



ويبلغ نصف قطر جانيميد 1635 ميلا، وهو أكبر قمر في النظام الشمسي ومثل قمر كوكب الأرض، فهو مقيد بالمد والجزر، ما يعني أنه يظهر دائما الجانب ذاته لكوكب المشتري.

وفي ثمانينيات القرن العشرين، اكتشف الباحثون أخاديد كبيرة تشكل دوائر متحدة المركز حول بقعة محددة على سطح جانيميد.

وقد أكدت دراسات سابقة باستخدام بيانات من مسبار الفضاء نيو هورايزنز، أن كوكب بلوتو خضع أيضا لحدث اصطدام تسبب في تحول محوره الدوراني.

وبناء على موقع الأخاديد على جانيميد على خط الطول الأبعد عن كوكب المشتري، يشير الباحثون إلى أن القمر أعيد توجيهه أيضا بسبب اصطدامه بالكويكب.

مقالات مشابهة

  • إطلاق أول رحلة للتجول في الفضاء
  • مركبة الفضاء بولاريس داون تتجه إلى الفضاء في مهمتها المدنية
  • سبايس إكس تطلق أول رحلة خاصة سيتاح لركابها التجول في الفضاء
  • ملياردير جريء ينطلق في أول رحلة للتجول في الفضاء مع سبيس إكس
  • مكاسب مصر من المعرض الدولي للطيران والفضاء بـ«العلمين»
  • ستارلاينر تعود إلى الأرض تاركة رائدين عالقين في الفضاء
  • السفارة الأمريكية: 20 شاباً ليبياً استمتعوا باستكشاف الفضاء في بلادنا
  • ناسا تعلن مواصلة الرحلات إلى الفضاء بالتعاون مع روس كوسموس
  • عودة مركبة ستارلاينر من دون رواد الفضاء
  • اكتشاف كويكب سبب انفجارا هائلا في الفضاء.. حوّل مسار أحد الأقمار