سودانايل:
2025-03-06@14:16:18 GMT

فطومة ،، يا صوتها لما سري

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

mugheira88@gmail.com

فرحة عارمة تغمرني و أنا أعانق صوت فاطمة ,أبنتي الصغرى , ينساب رقراقا نديا , يتسرب عبر المسافات ويتجاوز الأمكنة , كان شعورا رائعا لا تحيطه كل عبارات الوصف و لا تبلغ عذوبته رقيق الكلمات . كان عناق صوتها أشبه بحلم جميل , و كانت تنهداتها الآسرة تمتزج مع فرحتها بعناق صوتينا عبر الأثير .

أتخيل طيفها فراشة ملونة تهم أن تطير بجناحي الشوق , لتحط علي غصن شجرة التوت التي أحدثها من تحتها , وجال لحظتها في خاطري لحن جميل عبر عنه المغني مرددا ,, يا صوتها لما سري ,, عبر الأثير معطرا ,, مثل الحرير نعومة و نداوة و تكسرا.

لقد عشت مع الملايين من أبناء بلادي المنكوبة أياما قاسيات , ملؤها الشعور بالوحدة والعزلة و الكآبة وصرنا بعيدين نعيش في جزر معزولة بعد أن خربت شبكة الاتصالات بفعل هذه الحرب اللعينة فأنقطع الاتصال بيننا و بين أهلنا و عوائلنا في السودان وظللنا نعيش حالة من الخوف و القلق عليهم بعد أن عجزنا في التواصل معهم فانقطعت اخبارهم في هذا الظرف الرديء الحرج , فلم نك ندري إن كانوا علي قيد الحياة أم في عداد الأموات . لقد تسببت هذه الحرب الدائرة في إزهاق أرواح كثيرة و باتت المدن و الأرياف كلها مهددة بانتشار المعارك و الاقتتال و احداث حالة من الشلل و الانهيار الشامل للموارد و تزايدت المخاوف علي مصير العائلات .

لقد تركت فاطمة في غيبتها غير المعتادة , فراغا كبيرا يصعب ملؤه , تحس معه بفقدان معني الحياة و يجول في الخاطر شريط من الذكريات الجميلة عشناها معا ,, حكاياتها الصغيرة , لعبها , ضحكاتها , حديثها ,, رسوماتها , اناشيدها و شخبطاتها وكل لمسة حانية منها و كل بريق ومضة مفرحة من عينيها الجميلتين . صار كل ذلك شيئا من الذكري التي توقد نيران الشوق و توقظ الآلام , فلم استطع تجاهل مخاوفي بمفارقتها و صارت الأيام في غياب صوتها حزينة و مرة , تتجلي ملامحها علي وجوه الناس من حولي بائسة و كئيبة .

لقد انطبق وصف شاعرنا الفذ إدريس محمد جماع , علي صوت صغيرتي فاطمة عبر الأثير ,يجيء ناعما كالحرير , طلقا مثل الصباح , يخطر في رشاقة و ينساب في نعومة و نداوة , وقد تدفقت كلماتها الطفلة دافئة ندية خضراء , يفوح منها شذي الورد و عبير الزهور ,, فأسعدت نبراته قلبي حينما سري طبيعيا كنغمة الناي و تغريد الكنار .

كل الأمل و الرجاء و الدعوات أن تتوقف هذه الحرب اللعينة التي شوهت بلادنا و تسببت في احداث كثير من المآسي , فأودت بأرواح كثيرة من أبناء السودان وشبابه المدخر للبناء و النهضة والاعمار و شردت الملايين الي الملاجئ الجبرية, وعملت علي تدمير المنشآت الحيوية و عطلت الانتاج و تسببت في الفقر و المسغبة و جلبت البؤس و الشقاء لإنسان هذا الوطن الغالي العزيز .

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فاطمة المطوع .. رائدة أعمال شقت طريقها في عالم الطين

اكتسبت رائدة الأعمال فاطمة بنت ناصر المطوع الخبرة في صناعة الفخار، حيث بدأت في استيراد الأكواب الفخارية من الخارج، لكن مع مرور الوقت أدركت ضرورة أن تضع لمساتها الخاصة في صناعتها للفخار، وبدأت تتعلم تقنيات صناعة الفخار وتتعمق في تفاصيل هذا الفن العريق.

وقالت رائدة الأعمال فاطمة المطوع: "إن التحديات لم تكن سهلة، فقد احتجت إلى التدريب المستمر حتى أتقنت أشكال الأكواب وصقلها بتصاميم مميزة، ومع كل قطعة أصنعها يزداد شغفي ورغبتي في تطوير مشروعي ليصبح منصة بين الإنتاج والتعليم والترويج".

وأوضحت رائدة الأعمال فاطمة المطوع أن من ضمن التحديات الصعبة التي واجهتها عدم قدرتها على الموازنة بين الوظيفة والمشروع، فقررت الاستقالة من الوظيفة والتفرغ للمشروع، واستطردت بقولها: "كانت خطوة جريئة".

وتابعت: "اليوم أصبح عالم الطين أكثر من مجرد مشروع؛ إنه مساحة للإبداع والتعبير، ومنصة لنشر ثقافة الخزف بأسلوب حديث وجذاب".

وبيّنت رائدة الأعمال فاطمة المطوع أن مشروع "عالم الطين" يقدم مجموعة متنوعة من المنتجات الفخارية، مثل الأكواب، والأطباق، والفناجين، والتحف، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل تفاعلية لتجربة تشكيل الطين وصناعته، حيث يتيح للأفراد والمشتركين تجربة عالم الفخار.

وحول المشاركات المحلية والدولية، أوضحت فاطمة المطوع أنها شاركت في عدة ورش وبرامج، مثل ورشة الخزف، وبرنامج "تمكن"، وبرنامج الفخار، وتعد مشاركة رواد الأعمال في الفعاليات فرصة تتيح لهم التواصل مع الجمهور المستهدف والتعرّف على احتياجاته وتوقعاته، وزيادة الوعي به، مما يعزز فرص النمو والتوسع، والتواصل مع رواد أعمال آخرين وتبادل الخبرات والأفكار التي قد تؤدي إلى شراكات مثمرة، والتعلم من الخبراء والمختصين في مجالات مختلفة، مما يساعد على تحسين إدارة المشروع وتطويره.

وتسعى فاطمة المطوع خلال الفترة القادمة إلى تطوير "عالم الطين" ليصبح علامة تجارية رائدة في مجال الخزف، وأضافت بقولها: الهدف الأكبر هو أن يصبح "عالم الطين" ليس مجرد مشروع، بل مجتمعًا إبداعيًا يجمع عشاق الفخار، ووجهة رئيسية لكل من يبحث عن قطع فخارية مميزة أو يرغب في تعلم هذا الفن.

مقالات مشابهة

  • إعلامية مصرية تثير ضجة: "قطة مسحورة" تسببت في طلاقي
  • لوس أنجليس تقاضي شركة معدات أمريكية تسببت في حرائق الغابات
  • فيضانات عارمة في جاكرتا
  • فاطمة حسن: الفن التشكيلي يحتاج إلى دعم حكومي ومؤسسي
  • فاطمة المطوع .. رائدة أعمال شقت طريقها في عالم الطين
  • في عيد ميلاده.. قصة زواج جمال عبد الناصر من فاطمة الكاشف
  • بدرية طلبة: نجاحي وشهرتي تسببت في مشاكل زوجية
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • بيسيرو: أخطاء التحكيم تسببت في فقدان الزمالك 6 نقاط