واشنطن: أفكار لتنفيذ إعلان جدة بأول أيام محادثات السودان في جنيف
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
صرح بذلك المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلليو عبر حسابه على منصة "إكس"
جنيف/ الأناضول
قالت الولايات المتحدة إن مناقشات اليوم الأول من محادثات جنيف حول السودان، الأربعاء، أسفرت عن التوصل إلى أفكار ملموسة حول سبل تنفيذ طرفي الحرب ما ورد في إعلان جدة من التزامات.
صرح بذلك المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلليو، عبر حسابه على منصة "إكس".
وقال بيريلليو: "أسفر يومنا الأول من المناقشات في جنيف، بما في ذلك مشاورات مع الخبراء التقنيين، عن أفكار ملموسة للامتثال وتنفيذ التزامات الأطراف السودانية (الجيش والدعم السريع) الواردة بإعلان جدة".
وأضاف أن المحادثات حول السودان في جنيف ستتواصل الخميس، دون ذكر تفاصيل أخرى بالخصوص.
وفي مايو/ أيار 2023، نص إعلان صدر بختام مباحثات جرت في مدينة جدة السعودية بين الجيش و"الدعم السريع" على التزام طرفي الحرب في السودان بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق الأربعاء، انطلقت جلسة افتتاحية للشركاء الدوليين في جنيف بشأن إنهاء الحرب في السودان، وذلك استجابة لدعوة أمريكية صدرت في 23 يوليو/ تموز الماضي.
وبينما أعلنت قوات "الدعم السريع" وصول وفدها إلى سويسرا، لم يتضح إن كان الوفد الحكومي يشارك فيها أم لا.
فيما قالت كل من الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي: "نعمل جاهدين في جنيف من أجل وقف الأعمال العدائية بالسودان ودعم الوصول الإنساني" للمتضررين من الحرب هناك.
وأضافت هذه الدول والمنظمات، في بيان مشترك الأربعاء، أنها "تعمل جاهدة كذلك من أجل امتثال طرفي الحرب في السودان لمخرجات المحادثات (بينهما) التي استضافتها مدينة جدة في أوقات سابقة والجهود الأخرى والقانون الإنساني الدولي".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزداد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی جنیف
إقرأ أيضاً:
واشنطن: لقاء ترامب وبوتين رهن بالتقدم باتجاه إنهاء حرب أوكرانيا
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن عقد أي اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين «سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكاننا إحراز أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا».
وقال روبيو في تصريحات صحفية: «لا تُعقد هذه الاجتماعات عادة حتى يكون لديك بعض النتائج، أو يُحرَز بعض التقدم».
وأشار روبيو إلى أنه تطرّق لعقد مثل هذا الاجتماع عندما التقى نظيره الروسي سيرجي لافروف في السعودية، الثلاثاء، وأنه قال للافروف والمسؤولين الروس إنه «لن يكون هناك اجتماع حتى نعرف ما الذي سيتناوله في العادة، لا تُعقد هذه الاجتماعات إلا عندما تعرف أن هناك نتيجة أو تقدماً قد تحقق».
بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، مارك روته، بمحاولة عرقلة مسار مفاوضات السلام بشأن الحرب في أوكرانيا.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أمس، عقد لافروف مؤتمراً صحفياً بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا.
وأشار لافروف، إلى أن «محاولات الغرب لتوجيه أجندة مجموعة العشرين نحو أوكرانيا باءت بالفشل».
وقال إن الأمين العام لـ «الناتو» يزور الدول الأعضاء في الحلف لدعوتها إلى عرقلة مفاوضات السلام التي تجري بين موسكو وواشنطن حتى لا تحقق روسيا المكاسب.
وتوقع خبراء ومحللون سياسيون أن تشكل المحادثات الأميركية الروسية في السعودية بداية لتحرك المجتمع الدولي نحو بدء مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا، موضحين أن هناك تحديات وصعوبات تواجه ذلك أبرزها الموقف الأوكراني والأوروبي.
واعتبرت الباحثة في الشأن الدولي، إيرينا تسوكرمان، أن المحادثات الأميركية الروسية خطوة دبلوماسية مهمة ولكنها حذرة، موضحة أنها لا تشير بعد إلى اختراق وشيك في المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضافت لـ «الاتحاد»، أنه من غير المرجح في الأمد القريب بدء مفاوضات روسية أوكرانية، موضحةً أن كييف أصرت مراراً وتكراراً على أن المفاوضات يجب أن تكون وفقاً لشروطها، والتي تشمل الاستعادة الكاملة للأراضي وضمانات الأمن، قائلة: «ما لم يكن هناك جمود عسكري أو ضغوط غربية على أوكرانيا، فإن المحادثات المباشرة تظل بعيدة».
وتابعت تسوكرمان: «محادثات الرياض تمثل خطوة نحو المناورة الدبلوماسية، لكن مفاوضات السلام الحقيقية بين روسيا وأوكرانيا ستعتمد على حقائق ساحة المعركة، وتحولات السياسة الغربية، والديناميكيات السياسية الداخلية في كل من كييف وموسكو»، لافتة إلى أن الوقت الحالي، تظل أي محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا سابقة لأوانها.
وحول إمكانية بدء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي الدكتور هيثم عمران، إن هناك سيناريوهات عدة، أولها مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء، حيث من المرجح أن تبدأ المفاوضات على مستوى غير رسمي أو من خلال وسطاء مثل السعودية أو الصين أو تركيا، ما يسمح للطرفين باستكشاف إمكانية الحل دون الإعلان عن تنازلات علنية.
وأضاف لـ «الاتحاد»، أن السيناريو الثاني هو استمرار الحرب مع مفاوضات جزئية حول القضايا الإنسانية، موضحاً أنه قد تستمر العمليات العسكرية، لكن مع إجراء مفاوضات محدودة بشأن تبادل الأسرى، وتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، أو تقديم مساعدات إنسانية.
وتابع عمران أن «السيناريو الثالث هو اتفاق جزئي يشمل وقف إطلاق نار مؤقت، حيث قد تتوصل موسكو وكييف، بضغط دولي، إلى اتفاق هدنة مؤقتة يسمح بإعادة ترتيب الأوضاع العسكرية، لكنه لن يحل القضايا السياسية الأساسية مثل وضع الأراضي المحتلة».
وأشار إلى أن السيناريو الرابع هو انهيار الدعم الغربي لأوكرانيا وفرض تسوية سياسية، موضحاً أنه إذا تراجع الدعم الغربي بشكل كبير، فقد تضطر أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط غير مواتية، مضيفاً أن هذا السيناريو يظل الأقل احتمالاً حالياً، لكنه قد يصبح أكثر واقعية إذا تغيرت الإدارة الأميركية في 2025.
ولفت إلى أن اللقاء الذي جمع مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة في الرياض لمناقشة إنهاء الحرب الأوكرانية يُعَدُّ نقطة تحول مهمة في مسار الصراعات. واستطرد: «في المقابل، روسيا، رغم استمرارها في تحقيق مكاسب ميدانية محدودة، تواجه تحديات اقتصادية وعسكرية نتيجة العقوبات الغربية وطول أمد الحرب».
وفي السياق، اعتبر المحلل السياسي الأميركي أندرو جوزيه أن استبعاد أوكرانيا من المحادثات التي انعقدت بالسعودية حول مصيرها ليس مجرد إغفال، بل هو تهميش متعمد يعامل كييف كمتفرج وليس كلاعب ذي سيادة. وأضاف لـ «الاتحاد»، أن «حكومة ترامب تعمل عمداً على إرباك التحالفات التقليدية، وتحريك القدر لكسر تماسك حلف شمال الأطلسي وإثارة غضب أوروبا».
من جانبه، استبعد المحلل السياسي الأميركي، توت بيليت في تصريح لـ«الاتحاد»، بدء أي محادثات بين روسيا وأوكرانيا قريباً، خاصة مع مشاركة الولايات المتحدة، مضيفاً: «الولايات المتحدة همشت أوكرانيا، وعندما قدم زيلينسكي احتجاجاته، طالب وزير الخزانة الأميركي بالتوقيع على أكثر من نصف حقوق المعادن النادرة في البلاد، وقد تسبب هذا في الكثير من الاحتكاك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».