*جيريمي هاويل*
بي بي سي نيوز

تحاول الولايات المتحدة إقناع ممثلي طرفي الصراع في السودان بالاجتماع لإجراء محادثات سلام في جنيف، اليوم الأربعاء.

ولا تزال الحرب مستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 وقد تسببت في أزمة إنسانية أثّرت على أكثر من 25 مليون شخص، لكن القوات المسلحة السودانية، التي تحكم البلاد فعلياً، قالت إنّها لن تشارك في المحادثات.



فما الذي يمكن أن تحققه المحادثات بدون وجودها؟

*كيف بدأت الحرب في السودان ؟*

في عام 2021، استولى قائد القوات المسلحة السودانية، الجنرال عبد الفتاح البرهان، على السلطة من خلال انقلاب.

وساعده في ذلك الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، وهو رئيس قوات شبه عسكرية تسمى قوات الدعم السريع.

ونشبت خلافات بين الزعيمين حول كيفية تقاسم السلطة، وحول الدور المستقبلي لقوات الدعم السريع وتمويلها، وفي أبريل/نيسان 2023، تصاعدت تلك الخلافات إلى حرب أهلية.

وتسيطر قوات الدعم السريع الآن على معظم العاصمة الخرطوم، ومعظم إقليم دارفور الضخم في غرب السودان، وولاية الجزيرة التي تنتج معظم المحاصيل في السودان.

فيما تسيطر القوات المسلحة السودانية على الأجزاء الشرقية والشمالية من السودان.

وتدور حالياً معارك عنيفة من أجل السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وحول الخرطوم.

ويتلقى كلا الجانبين دعماً من قوى أجنبية، ما يساعدهم على مواصلة القتال، حيث تحظى القوات المسلحة السودانية بدعم من المملكة العربية السعودية ومصر، في حين تزوّدها إيران بالأسلحة، فيما تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع.

وذكرت تقارير أن مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" كانت لها صلات بقوات الدعم السريع، لكنها نفت لعب أي دور في الصراع.

*ما هي المعاناة التي سببتها الحرب الأهلية ؟*

وتقول الأمم المتحدة إن هناك "أزمة إنسانية كارثية" في السودان، حيث يواجه 26 مليون شخص - أي حوالي نصف السكان - "جوعاً حاداً".

وقد أدى الصراع إلى نزوح ما يقرب من 11 مليون شخص -قسراً- من منازلهم، وتقول وكالة بيانات الأمن الغذائي (IPC) إن أكثر من 750 ألف شخص على شفا المجاعة.

وتشير تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة"، وهي وكالة تجمع البيانات حول الصراعات، إلى مقتل ما يقرب من 16650 شخصاً في الصراع .

واتُّهمت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والتعذيب والمذابح ضد المدنيين.

ووصفت الأمم المتحدة الحرب الأهلية في السودان بأنّها "أزمة منسية" ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين باعتباره السبيل الوحيد لمنع انتشار المجاعة.

*لماذا لا تشارك القوات المسلحة السودانية في محادثات السلام؟*

أمضى المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، أشهراً في محاولة جمع قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإجراء محادثات وجهاً لوجه.

ومن المقرر أن يجتمع الطرفان في جنيف في 14 أغسطس/آب، في محادثات السلام التي تستضيفها بشكل مشترك حكومتا المملكة العربية السعودية وسويسرا.

وستضم المحادثات مراقبين من الإمارات العربية المتحدة، الداعم الرئيس لقوات الدعم السريع، ومصر التي تدعم القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى مراقبين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت أنها سترسل ممثلين لها إلى المحادثات، لكن القوات المسلحة السودانية قالت إنها لن تفعل ذلك.

وقال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية لبي بي سي: "إن الجنرال البرهان يقول منذ فترة طويلة: لا مفاوضات، لا سلام".

ويبين بوسويل سبب عدم المشاركة بالقول: "إن البرهان يرفض حضور المحادثات ما لم تتم الإشارة إلى القوات المسلحة السودانية على أنها حكومة السودان، بينما ترفض قوات الدعم السريع الاعتراف بذلك، هذه قضية بروتوكولية لم يتمكن الدبلوماسيون من حلها".

هناك سبب آخر يجعل الجنرال البرهان متردداً في حضور محادثات السلام، بحسب ما قاله أليكس فاينز، وهو من تشاتام هاوس - مركز أبحاث الشؤون الدولية ومقره لندن-.

ويقول لبي بي سي إن "القوات المسلحة السودانية تريد التفاوض من موقع قوة، فهي لا تزال تعتقد أنها قادرة على كسب اليد العليا في ساحة المعركة".

ويقول فاينز إن الجنرال البرهان معني بالاستماع إلى شركائه في الحكومة، سواء الجنرالات أو السياسيين، مبيناً أن معظمهم ضد التعامل مع قوات الدعم السريع.

*ماذا يمكن أن تحقق محادثات السلام؟*

ويقول الفريق الأمريكي إنه سيواصل "المحادثات الفنية" إذا فشلت القوات المسلحة السودانية في الوصول إلى جنيف.

ويقول بوسويل: "ستتحدث اللجنة إلى داعمي الأطراف المتحاربة، مصر والإمارات العربية المتحدة، وتحاول جمعهم حول صيغة السلام، وعندما يصبح من الممكن التوصل إلى توافق، فإن دفع الأطراف المتحاربة نحو السلام سيكون أمراً وارداً".

كانت هناك محاولات سابقة فاشلة للتوسط في السودان، فمنذ مايو/أيار 2023 ــ بعد شهر واحد من بدء الصراع ــ رعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة محادثات سلام في مدينة جدة السعودية.

وفي هذه المحادثات، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على سلسلة من وقف إطلاق النار المؤقت، لكنهما عادا إلى القتال بعد كل منها.

ويقول فاينز: "إن التوقعات قصيرة الأمد للسلام في السودان قاتمة للغاية، ولكن هذا لا يعني التوقف عن المحاولة".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع محادثات السلام فی السودان

إقرأ أيضاً:

منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

الأمم المتحدة تشتبه في وقوع جرائم حرب في السودان وتدعو إلى نشر قوة “محايدة”

 

الثورة / وكالات

أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، أن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة بالعالم معلن عنها منذ 2017م.
وكتب البرنامج في منشور على منصة (إكس).. قائلاً: إنه “ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية”.
وأعلن البرنامج يوم الجمعة الماضي عن إدخال مساعدات غذائية لغرب دارفور، وذلك بهدف مكافحة خطر المجاعة في السودان.. لافتا إلى أنه تمكن من إدخال شاحنات تحمل مائة طن عبر المعبر الحدودي “أدري” مع تشاد.
من جهة أخرى تعهد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس يوم أمس، خلال زيارته للسودان بحشد الجهود الدولية لدعم النظام الصحي في السودان، وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة السودانية.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أعقاب محادثات مع وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في مدينة بورتسودان شرق السودان: إن السودان يحتاج إلى الكثير من الدعم من الشركاء في المجال الصحي.
وأضاف إبراهيم: إن زيارة تيدروس سوف تعزز العلاقات بين السودان ومنظمة الصحة العالمية، والتي قامت “بجهود كبيرة في توفير الدعم الفني والمادي”، وفقا للبيان.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة السودانية أمس: إن الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء من السودان مؤخرا أسفرت عن مقتل 205 أشخاص، بينما سجل السودان 5081 حالة كوليرا، بما في ذلك 176 وفاة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023م، صراعا داميا بين الأطراف المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 16 ألفا و650 قتيلا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 10.7 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، بينما يسعى نحو 2.2 مليون آخرين للجوء إلى البلدان المجاورة.
إلى ذلك دعا خبراء من الأمم المتحدة أمس الجمعة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين من الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان اللذان “ارتكبا سلسلة مرعبة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، حيث يمكن اعتبار الكثير منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، على حد تعبيرهم.
وأكد محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان، على خطورة هذه النتائج، مشيرا إلى “الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.”
وفيما يتعلق بحماية المدنيين، قالت البعثة الأممية “نظرا لعدم تجنب الطرفين المتحاربين إيذاء المدنيين، فإن نشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين هو أمر لا بد منه وبأسرع وقت ممكن.”
وأضاف رئيس البعثة الأممية أن “حماية السكان المدنيين تعد مسألة حيوية، ويجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ووقف جميع الهجمات ضد المدنيين بشكل فوري وغير مشروط.”
وفيما يتعلق بالانتهاكات، أشار التقرير إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى جانب حلفائهم، مسؤولون عن انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك هجمات مباشرة وعشوائية استهدفت المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات والإمدادات الحيوية من المياه والكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك، ارتكب الطرفان المتحاربان “أعمال اغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي، واعتقالات تعسفية، وتعذيب وسوء معاملة، مما يشكل جرائم حرب”.
وسلط الخبراء الضوء على “الهجمات المروعة التي نفذتها قوات الدعم السريع وحلفاؤها ضد المجتمعات غير العربية، خاصة المساليت في الجنينة والمناطق المحيطة بها في غرب دارفور.”
كما أشاروا إلى ارتكاب جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وتدمير للممتلكات ونهبها، معتبرين أن هذه الأفعال قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
ويجدر بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ هذه البعثة الأممية في أواخر العام الماضي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السودان منذ اندلاع الحرب.
وقد أسفر الاقتتال في السودان عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يصل إلى 150 ألف شخص.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وألحقت دمارًا هائلًا بالبنية التحتية، حيث تعطلت أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية.

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • 31 قتيلًا في قصف لسوق مدينة سنّار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • بعد عام ونصف على الحرب.. “حاجة طارئة لحماية المدنيين” في السودان
  • ثلاثة أسباب تدعو إلى التريث في السودان