علماء ينجحون في حل لغز فلكي عمره ألف عام
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قدمت دراسة حديثة توصفيات مفصلة للمرة الأولى للانفجار النجمي الذي يطلق عليه "المستعر الأعظم 1181" من خلال إنشاء نموذج حاسوبي لتطوره، بعد أن كان لغزا بالنسبة لعلماء الفلك منذ حوالي ألف عام تقريبا، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
و"المستعر الأعظم 1181" أو (SN 1181)، هو انفجار نجمي بمجرة درب التبانة، رصده علماء الفلك الصينيون واليابانيون عام 1181 ميلادية، ويعد واحدا من عدد قليل من المستعرات التي تم توثيقها قبل اختراع التلسكوبات وحير علماء الفلك لعدة قرون.
وتضمنت الدراسة، التي نشرت بمجلة "The Astrophysical Journal" العلمية، مقارنة النموذج الحاسوبي لتطوره بملاحظات التلسكوب الأرشيفية لبقايا المستعر (سحابة عملاقة من الغاز والغبار مرئية حتى يومنا هذا).
وقال الباحثون إن التحليل يشير بقوة إلى أن "SN 1181" ينتمي إلى فئة نادرة من المستعرات الأعظمية من النوع "Iax"، حيث يمكن أن يكون الاشتعال النووي الحراري ناتجا عن اصطدام اثنين من الأقزام البيضاء (أحد أنواع النجوم)، لكنهما فشلا في الانفجار تماما، تاركين وراءهما "نجم زومبي" (نجم لا يموت)، وهو اللغز الذي حير العلماء.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في علم الفلك بجامعة طوكيو، تاكاتوشي كو، إن هناك 20 أو 30 من المستعرات العظمى قد تكون من النوع "Iax"، لكن هذا هو الوحيد الذي نعرفه في مجرتنا.
ووجدت الدراسة بشكل لا يمكن تفسيره، أن الرياح النجمية عالية السرعة، التي تم اكتشافها في دراسات سابقة، بدأت تهب من سطح "النجم الزومبي" منذ 20 عاما فقط، مما أضاف المزيد من الغموض حول لـ "SN 1181".
وقال الخبراء، وفق شبكة "سي إن إن"، الإخبارية إن تحديد ما حدث للمستعر الأعظم 1181، يمكن أن يساعد علماء الفلك في التوصل إلى فهم أفضل لحياة النجوم وموتها وكيف تساهم في تكوين الكواكب.
واستغرق علماء الفلك حوالي 840 عاما لحل أول لغز كبير بشأن "المستعر الأعظم 1181"، الذي يتمثل في تحديد موقعه بمجرة درب التبانة، بحسب "سي إن إن".
وكان النجم المحتضر هو آخر مستعر أعظم بدون بقايا مؤكدة حتى عام 2021، عندما تتبعه أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر بإنكلترا، ألبرت زيلسترا.
واكتشف عالم الفلك الهاوي، دانا باتشيك، السديم (الأجرام السماوية) للمستعر الأعظم في عام 2013 أثناء البحث في أرشيف مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة ناسا أو"WISE"، لكن زيلسترا كان أول من ربط بين السديم و"المستعر الأعظم 1181".
وتقع الأجرام السماوية للمستعر الأعظم على بعد حوالي 7000 سنة ضوئية من الأرض، ويوجد في مركزها جسم سريع الدوران بحجم الأرض يسمى القزم الأبيض، وهو نجم ميت استنفد وقوده النووي، وهذه الميزة فريدة بالنسبة لبقايا المستعر؛ لأن الانفجار كان من المفترض أن يمحو القزم الأبيض.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: علماء الفلک سی إن إن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم جزء من وجه إنسان في غرب أوروبا عمره 1,1 مليون سنة
أصبحت متحجرة، عُثر عليها في حفرة إسبانية وتعود إلى 1,1 مليون سنة على الأقل، أقدم هيكل عظمي معروف لوجه إنسان في أوروبا الغربية، وقد تناولت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" هذا الاكتشاف الذي يحمل تسمية "بينك".
وقالت روزا اوغيه من جامعة تاراغونا الإسبانية، والمعدة الرئيسية للدراسة، في مؤتمر صحافي، إن هذه الدراسة "تقدم عنصرا جديدا في تاريخ التطور البشري في أوروبا".
كان أقدم ممثل للجنس البشري في أوروبا الغربية، والذي يعود تاريخه إلى ما بين 800 و900 ألف سنة مضت، هو سلف الإنسان الذي اكتُشف في موقع "أتابويركا" التاريخي الإسباني.
يضم هذا الموقع في شمال إسبانيا ما لا يقل عن عشرة مواقع أثرية استثنائية. وعلى بعد أقل من 250 مترا من الموقع الذي عُثر فيه على سلف الإنسان، اكتشف فريق إسباني متحجرة "ايه تي اي7-1" ATE7-1، التي تشكل جزءا من الفك العلوي والعظم الوجني الأيسر لشخص بالغ، مع بقايا جذر ضرس.
يُعدّ هذا الاكتشاف كنزا لعدم اكتشاف حتى اليوم سوى لضرس حليب واحد لشخص فقط من الوافدين الأوائل إلى أوروبا الغربية، بالإضافة إلى عظمة اصبع يد وجزء من فك سفلي لشخص آخر.
تسمية "بينك"
كانت متحجرة "ايه تي اي7-1"، التي أطلق عليها مكتشفوها تسمية "بينك"، تقع في طبقة جيولوجية عميقة من "سيما ديل إليفانتي"، أي حفرة الفيل. تم التنقيب عنها على عمق أكثر من ستة عشر مترا، وهذه الكتلة من الطمي والطين الأحمر تتيح تأريخها بما بين 1,1 و1,4 مليون سنة مضت.
وحتى اكتشافها، تعيّن الانتقال إلى شرق أوروبا وتحديدا إلى جورجيا الحالية، والعودة 1,8 مليون سنة، للعثور على هومو جورجيكوس، رجل دمانيسي.
هو أول ممثل أوروبي لجنس الإنسان خارج أفريقيا، ويُعرف بأنه مهد الإنسانية، قبل وقت طويل من ظهور الإنسان الحديث، قبل نحو 300 ألف سنة.
وبيّنت عملية إعادة بناء للوجه، باستخدام أدوات تصوير ثلاثية الأبعاد، عن وجه "بينك" المذهل.
تقول ماريا مارتينون توريس مديرة المركز الوطني الإسباني للتطور البشري، بينما يتمتع سلف الإنسان "بوجه حديث جدا، مشابه لوجه جنسنا البشري، وهو عمودي ومسطح"، فإنّ وجه بينك "أكثر ميلا إلى الأمام".
ومع ذلك، لا يتمتع بكل خصائص سلالة أخرى مشهورة وأقدم من القارة الأفريقية، وهي الإنسان المنتصب.
ومن المستحيل، في هذه المرحلة، تحديد جنس "بينك" وعمرها. من ناحية أخرى، وباستخدام ثلاث أدوات حجرية صغيرة، وعظام حيوانات تتميز بالشقوق، وعدد كبير من القرائن النباتية القديمة، أصبح لدى الفريق فكرة جيدة عن البيئة التي تطورت فيها.
تتمثل هذه البيئة بمنظر طبيعي لغابات رطبة مع غطاء نباتي من البحر الأبيض المتوسط، وعدد وفير من الطيور والقوارض وقرود المكاك والخيول والمواشي، وبعض البيسون وأفراس النهر. وقد تطوّرت في مناخ أكثر اعتدالا من اليوم.
مكان في التاريخ
تقول روزا اوغيه "ربما كان موقع أتابويركا ممرا طبيعيا للحياة البرية مع موارد مائية".
وبحسب الفريق الإسباني، يدعم اكتشاف "بينك" فرضية استيطان القارة الأوروبية من الشرق إلى الغرب من البشر الأوائل قبل 1,4 مليون سنة على الأقل.
تشير كل المعطيات إلى أنهم جاؤوا "من مكان ما في أوروبا الشرقية"، بحسب ماريا مارتينون توريس. ويحتلون حاليا "مكانا في تاريخ التطور البشري" بين إنسان دمانيسي وأسلافه.
ويكمن السؤال في ما إذا كانت "بينك" قد نجت من التغيير الديموغرافي، الذي أدى إلى انخفاض عدد السكان قبل قرابة 900 ألف سنة، وذلك بفضل الموجات الجليدية الشديدة.
لا يرجح عالم الإنسان القديم الإسباني خوسيه ماريا بيرموديز دي كاسترو أن تكون هذه السلالة قد نجت لتكون ضمن سلالة الإنسان القديم.
وستغذي فرضيات كثيرة البحوث المستقبلية. ولم يصل الفريق إلى قاع "هاوية الفيل"، ولا من حوله.