لعيد انتقال السيّدة مريم العذراء طابعٌ خاصّ في كل منطقة لبنانية. ففي ليل 14 آب من كلّ عام، تزهو الكثير من بلداتنا بالزينة والمسيرات والقداديس والمهرجانات الشعبية. ويعتبر هذا العيد مقياسا يدل على المستوى المرتفع الذي بلغه موسم الصيف متحديا كل الظروف الصعبة والتوترات الامنية.  
مسيرات راجلة وصلوات من اهدن الى زغرتا    
نظمت مسيرات راجلة من اهدن الى زغرتا، وصولا الى كنيسة سيدة زغرتا، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، سيرا مسافة 26 كيلومترا، وهو تقليد يلتزم به من يستطيع من اهالي اهدن ويقدمونه اما نذرا أو إيفاء لنذر وتكون مرفقة بالصلوات والتراتيل.

وتقام القداديس في الكنائس والأديار والقرى في منطقة زغرتا الزاوية. ويواكب هذا التقليد حواجز ولوحات لتنبيه سائقي المركبات الى وجود مشاة على طول الطريق من اهدن الى زغرتا مع وضع عبوات مياه شرب لدعم المشاة في الجو الحار. وككل عام للهريسة حصة في باحة كنيسة سيدة زغرتا الأكبر وشراب الـ"يا أسما" المحبب لدى الكثيرين والمرتبط مباشرة بتقاليد عيد السيدة. ويسبق ذلك قيام المؤمنين بغسل أرض الكنيسة، كما درجت العادة، والنوم فيها طوال الليلة التي تسبق العيد ويزين أبناء الحي الكنيسة بأجمل الزهور.     View this post on Instagram  

A post shared by News Hub ???????????????? (@ilovezgharta)

      View this post on Instagram  

A post shared by @zgharta_today




عيد السيّدة في القبيّات: ريسيتال وأمسية موسيقيّة
  وفي القبيّات، غصت مدرجات مهرجان عيد انتقال السيدة العذراء في محيط كنيسة سيدة الغسالة العجائبية، بالحضور من مختلف المناطق للمشاركة بالمهرجان الذي تنظمها رعية كنيسة سيدة الغسالة بدعم من مؤسسة "انسان" وبالتعاون مع الافواج الكشفية. وليلة الامس كانت مع الاخوين شحادة اللذين قدما باقة من الاغاني اللبنانية عزفا وانشادا وتفاعل الجمهور معهما بحمل الاعلام اللبنانية، كما غصت الباحات المحيطة بالكنسية بالحضور حيث جالوا في المعرض الذي ضم مونة عكارية واشغالا حرفية وتحفا فنية واشغال يدوية، كما خصصت مساحات لسوق الاكل وجناح للماكولات التراثية والعاب ترفيهية. والقى رئيس "انسان" ميشال عبدو كلمة في خلال جولة في المعرض، اكد فيها "اهمية تشجيع اصحاب الحرف وربات المنازل لعرض منتوجاتهم وتعريف الناس عليها"، لافتا الى ان "هذه المناسبة الكريمة تجمع الناس من مختلف بلدات وقرى لبنان خصوصا من عكار والشمال ومن مختلف الاطياف، مما يؤكد عيشنا الواحد والانصهار بين الجميع".     View this post on Instagram  

A post shared by Insan Foundation - مؤسسة انسان (@insanfoundation_lb)

  View this post on Instagram  

A post shared by George M. Mikhael (@george___mikhael)

  احتفالات في البقاع الشمالي     إحتفلت الطوائف المسيحية في البقاع الشمالي بعيد انتقال السيدة العذراء، حيث رفعت الصلوات وأقيمت المهرجانات وتم تنظيم مسيرة حاشدة في رأس بعلبك انطلقت من ساحة البلدة وصولا إلى كنيسة سيدة رأس بعلبك العجائبية.         وفي بلدة القاع، أقيم قداس في كنيسة سيدة التلة وحضره المؤمنون من أبناء البلدة وزوارها، وغصت مقاهي القاع برواد السهر ، وقام باحياء الحفلات فنانون من ابناء البلدة والجوار.  
وشهدت القرى المسيحية عشية عيد السيدة على خط المواجهة في الجنوب وعلى الرغم من التوترات الامنية قداديس أقيمت بالمناسبة.     View this post on Instagram  

A post shared by Rami Rizk (@ramirizk)

  القديسة مريم حاضرة في يوميات اللبنانيين وهي شفيعة للكثير من المسيحيين والمسلمين على حد سواء في هذا البلد، يرجون منها في مثل هذه الأيام الصلاة لأجلهم، لأجل خلاصهم من الشر، والويلات التي لحقت بوطنهم الحبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عید انتقال السیدة العذراء کنیسة سیدة

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: البهجة الروحانية

على امتداد ربوع مصر تناثرت آلاف الأضرحة والمقامات على جغرافيا الواقع المصري، فلا توجد قرية مصرية إلا وبها مقام أو أكثر لأولياء الله الصالحين، ويوميا لا تخلو محافظة أو مدينة من مولد يجدد لغة الوصل بين البشر وموروثهم الروحي والدينى في قالب كرنفالى. 
ومنذ أيام قليلة تم الاِحتفال بمولد سيدي أبي الحجاج الأقصري وسيدي عبد الرحيم القناوي بصعيد مصر، وقبلهما تم الاِحتفال بمولد عقيلة آل البيت السيدة زينب.
وما بين المقدس والدنيوي جاءت عادة الاِحتفال بما يطلق عليه في الثقافة الشعبية المصرية اسم الموالد، وهو موروث شعبي شديد الخصوصية لدى المصريين دون غيرهم من شعوب العالم.
ولا تقتصر الموالد على ديانة واحدة فتذوب فيها كل الأديان ، فالمسيحي يحرص على زيارة أولياء الله المسلمين تَبَرُّكًا و تيمُّنًا ، والمسلم يزور القديسين حبا وكرامة وأشهر تلك الموالد، موالد ستنا العذراء والسيدة زينب والسيدة نفسية والإمام الحسين والسيد البدوي وإبراهيم الدسوقي ومارجرجس ومارمينا.
وقد تأصلت في مصر عادة الموالد الشعبية قبل الدولة الفاطمية، التي تنسب إليها بوصفها اِمتدادا حضاريًّا مشابه الطقوس للاِحتفالات الدينية منذ عهد ملوك فراعنة الدولة المصرية القديمة.
حيث كانت الاِحتفالات الدينية تقترن بتقديم النذور والقرابين، تمجيدا وتضرعاً للآلهة صاحبة الخوارق والمعجزات، وهي تشبه إلى حد كبير الكرمات التي يتحدث عنها المحتفلون حاليا، ويتم ذلك في طقس اِحتفاليّ مبهج يقدم فيها الطعام والشراب، ومشاهد غنائية سجلتها جدران المعابد الفرعونية.
ثم مُرُورًا بقديسين عصر الشهداء المسيحيين الأوائل بمصر الرومانية، وصولا إلى تقليد موالد الأولياء الصالحين في مصر الإسلامية، التي لا يزال المريدون يرتحلون خلف تجلياتهم في طول البلاد وعرضها علهم يحظون بجانب من بركاتهم.
وأصبحت الموالد جزءاً لا يتجزأ من التراث المصري، فالولي أوالقديس حى في الفكر الجمعي رغم رحيله، وتحول إلى رمز ديني يطلقون عليه صاحب كرامات، تلك الكرامات التي يستمدون منها الأمل في الغلبة على العجز والمرض وكافة أشكال الصعاب والتحديات باعتباره حلقة وصل بين السماء والأرض. 
فالكثير من العامة يعتقدون أن هناك مسافة كبيرة تفصلهم عن المولى عز وجل، ولا بدّ من البحث عن شفيع يتوسلون به إلى الله لقضاء حوائجهم.
وتشهد الموالد التي تجتذب أعدادا غفيرة تقارب المليون شخص، سقوط كل الحواجز الاجتماعيَّة بين طبقات المجتمع المصري على تباينها، فالأغنياء والفقراء على مائدة طعام واحدة على حد سواء، يصطفون في حلقات ذكر متصلة لا فارق فيها بين هذا وذاك، فالجميع يذوبون عِشْقاً في حب الله يرددون دعوات مُشفَّعة  بصاحب الكرامات.
ومظاهر اِرتبطت في الأذهان بعادات ذات طقوس خاصة، مع الوقت ذابت في نسيج المجتمع المصري، ووحدت بين عنصري الأمة مسلمين ومسيحيين فجمعت بين أولياء الله الصالحين والقديسين، ورويدا رويدا تسللت إلى الموروث الشعبي في ثقافة الأمة وأصبحت جزءاً من الهوية المصرية. 
وسواء كان المولد مسيحيا أو إسلاميا فهناك طقوس شبه ثابتة في الاِحتفالات، تتمثل في زيارة الضريح وعقد حلقات الذكر و الإِنشاد والاِبتهالات والترانيم، والسير في مواكب كبيرة تحمل أعلاماً وبيارق، علاوة على تقديم النذور التي لا تقتصر على النقود فقد تكون أطعمة أو ذبائح توزع على الفقراء وجمهور الحاضرين، أو مفروشات وسجاجيد لصاحب المقام أو تكون في شكل شموع تقدم لتضيء الأضرحة، كما اِرتبطت الموالد بعقود الزواج وإجراء عمليات الختان والتعميد تباركا بالمناسبة.
ومظاهر مبهجة للوحة بديعة حيث تقام السرادقات الكبيرة، وينتشر باعة الحلوى ولعب الأطفال والأطعمة الشعبية، والحلي والسبح والملابس، إضافة للألعاب النارية والمراجيح وعروض العرائس، في مزيج يجمع الطقس الديني بالترفيهي، تغلفه سعادة وبهجة شكلت مزاجاً شعبياً عقائدياً ، يربط بين الروحانيات من جانب  والاِحتفالات من جانب آخر، وحتى يومنا هذا لا يزال المصريون يتمسكون بمورثاتهم رغم شيطنة البعض لتلك الطقوس فهم شعب محب للحياة.

مقالات مشابهة

  • تامر عاشور يتألق في الرياض: مفاجآت ومزاح مع الجمهور
  • إعلانات رمضان 2025 تُشعل المنافسة مبكراً بين نجوم الفن
  • السامرائي يزور كنيسة في الموصل ويدعو لمبادرات وطنية ودولية لإعمار الأماكن الدينية
  • فعاليات أسبوع الصلاة من أجل الوحدة في كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك|صور
  • مُعلمتان في الإمارات..تفاصيل مسلسل شكران مرتجى وسوسن بدر
  • مكسيم خليل يحتفل بزفاف شقيقته في دمشق بينما يواصل تصوير تحت الأرض
  • فيديو من جنوب لبنان... هكذا لاحقت طائرة إسرائيليّة مراسل الجديد
  • مجهولون أقدموا على نزع تمثال السيدة العذراء في سنيا - جزين
  • منى أحمد تكتب: البهجة الروحانية
  • إنجاز جديد..تايلور سويفت الأكثر مبيعاً للتسجيلات الصوتية في العالم