اقتصاد الصين المتعثر يُهدد صناعة الصلب العالمية
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
انخفضت أسعار خام الحديد لأدنى مستوى لها منذ عام 2022 وسط مخاوف من زيادة المعروض، بعد تحذيرات من أزمة صناعية في الصين قد تمتد لجميع أنحاء العالم وتدفع القطاع إلى تباطؤ أعمق، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وهبطت العقود الآجلة للصلب في سنغافورة، الخميس، لليوم الرابع على التوالي لتصل إلى ما دون 94 دولارا للطن، بعد أن أظهرت البيانات من الصين أن المصانع خفضت إنتاج الصلب إلى نحو 83 مليون طن الشهر الماضي، بتراجع 9 بالمئة عن العام السابق.
وتبعث سوق الصلب بالصين، وهي السوق الأكبر في العالم، بعلامات تحذيرية متعددة في ظل عدم ظهور أي بوادر على نهاية الركود الذي طال أمده في سوق العقارات وخفوت نشاط المصانع الصينية، حسب "بلومبيرغ".
وهذا الأسبوع، أطلقت أكبر شركة صينية منتجة للصلب في العالم "مجموعة باوو"، ناقوس الخطر بشأن أزمة صناعية في البلاد قد تمتد إلى جميع أنحاء العالم وتدفع القطاع إلى تباطؤ أعمق.
ويركز المستثمرون العالميون على الاقتصاد الصيني "المتعثر" حتى في الوقت الذي يفكرون فيه بإمكانية حدوث "ركود" بالولايات المتحدة، مع تحرك الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) نحو خفض أسعار الفائدة، وفق تقارير سابق لـ"بلومبيرغ" نُشر الأربعاء.
مع تباطؤ النمو الاقتصادي.. "الديون المخفية تهدد مستقبل الصين" يواجه الاقتصاد الصيني ضغوطا متزايدة بعد أن سجل النمو الاقتصادي أضعف وتيرة له في 5 أرباع، مع عدم تحقيق الجهود الرامية إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي النتائج المرجوة، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.وتباطأ اقتصاد الصين هذا العام، حيث يكافح المسؤولون لمعالجة أزمة العقارات المستمرة التي أضرت بالطلب على الصلب.
ووصفت شركة "أرسيلور ميتال" التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها، وهي ثاني أكبر شركة بالعالم في صناعة الصلب، زيادة الصادرات من الصين إلى السوق العالمية بأنها "عدوانية".
ومن المرجح أن يشكل ذلك مصدر قلق للمنافسين في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية في ظل صراعهم مع موجة جديدة من الصادرات الصينية، مما قد يدفعهم للضغط من أجل اتخاذ تدابير تجارية، وفق الوكالة.
ومن المتوقع أن تصل الشحنات من الصين إلى نحو 100 مليون طن هذا العام، وهو أعلى مستوى منذ عام 2016، حيث يسعى المنتجون هناك جاهدين لتعويض التباطؤ المحلي.
وتراجعت العقود الآجلة لخام الحديد بنحو 2 بالمئة إلى 93.70 دولار للطن، وهو أدنى سعر يومي منذ نوفمبر 2022، قبل أن يتم تداولها عند 94.60 دولار في سنغافورة، وفقا لـ"بلومبيرغ".
وأدت عمليات البيع الأخيرة إلى هبوط أسهم شركات التعدين، حيث انخفض سهم "BHP Group Ltd"، بأكثر من الخُمس في أستراليا هذا العام.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بنمو سنوي 30%.. ازدهار مستمر في صناعة الطاقة الكهروضوئية بالصين
◄ سلاسل صناعية للبحث والتطوير والتصميم والتصنيع المتكامل لمعدات الطاقة المتجددة
مسقط- الرؤية
حافظت صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين على زخم نمو قوي خلال النصف الأول من هذا العام. وأظهرت البيانات أنه خلال هذه الفترة، ارتفع إنتاج البلاد من البولي سيليكون ورقائق السيليكون والخلايا الشمسية والوحدات بنسبة تزيد عن 30 في المائة على أساس سنوي، كما زادت صادرات الوحدات الكهروضوئية بنحو 20 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويظهر هذا النمو جليًا في منشأة إنتاج السيليكون الحبيبي التابعة لشركة جي آل سي "GCL" للتكنولوجيا المحدودة، وهي أكبر شركة صينية لتوريد البولي سيليكون في البلاد، في مدينة سوشو بمقاطعة جيانغسو، حيث تتدفق أعداد كبيرة من جزيئات السيليكون الحبيبية الصغيرة إلى خزانات التخزين، جاهزة لفحوصات الجودة والتعبئة والتغليف.
وقال لان تيانشي الرئيس التنفيذي المشارك للشركة: "السيليكون الحبيبي وهو نوع من السيليكون متعدد البلورات ومكون مادي أساسي في الصناعة الكهروضوئية، يتمتع بمزايا مثل صغر حجمه وعمليات الإنتاج الأكثر بساطة". وأضاف أن مرافق الشركة الأربعة لإنتاج السيليكون الحبيبي في الصين تعمل جميعها بسلاسة، مع زيادة مطردة في حصتها في السوق.
وقال ليو يي يانغ نائب الأمين العام والمتحدث باسم جمعية صناعة الطاقة الكهروضوئية الصينية، إن الطلب على أنظمة الطاقة الكهروضوئية يواصل الارتفاع على مستوى العالم مع تحول العالم بشكل متزايد نحو الطاقة المتجددة.
وفي النصف الأول من هذا العام، وصلت القدرة المُركَّبة حديثًا لصناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين إلى 102.48 جيجاوات، بما في ذلك 49.6 جيجاوات من تركيبات الطاقة الكهروضوئية المركزية، و37.03 جيجاوات من تركيبات الطاقة الشمسية التجارية والصناعية، و15.85 جيجاوات من تركيبات الطاقة الشمسية للمجمعات السكنية.
وأضاف ليو: "لقد حققت الصين إنجازات كبيرة في قطاعات متعددة من صناعة الطاقة الكهروضوئية، بما في ذلك الخلايا الشمسية والوحدات ورقائق السيليكون". وتابع القول: "بفضل الابتكار التكنولوجي المستمر لشركات الطاقة الكهروضوئية الصينية، وتعزيز البحث والتطوير المستقل، وتحسين كفاءة الإنتاج، أصبحت الصين رائدة العالم في إنتاج الطاقة الكهروضوئية وسعتها، وفي قطاعات متعددة من السلسلة الصناعية".
وعند النظر إلى الماضي، نجد أن صناعة الطاقة الكهروضوئية في الصين مرت بفترة عصيبة عندما اعتمدت بشكل كبير على المصادر الأجنبية للمواد الخام والمعدات والأسواق.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين إلى أواخر عام 2010، كانت هناك زيادة ملحوظة في إنتاج الخلايا الشمسية في الصين. ومع ذلك واجهت الصناعة التي كانت موجهة في المقام الأول نحو التصدير في ذلك الوقت، تحديات خطيرة بسبب الأزمة المالية العالمية.
وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجهت صناعة الطاقة الكهروضوئية العالمية صعوبات إضافية ناجمة عما يسمى بتدابير مكافحة الإغراق ومكافحة الدعم التي فرضتها بعض البلدان. واستجابة لهذه التحديات، حولت صناعة الطاقة الكهروضوئية الصينية تركيزها نحو توسيع السوق المحلية الصينية وتطوير التقنيات الأساسية.
وعلى مدار الأعوام التالية وبفضل أهداف الصين المزدوجة للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، كثفت شركات الطاقة الكهروضوئية الصينية جهودها في البحث والتطوير. وقال ليو إنهم نجحوا في تطوير وتطبيق تقنيات ناشئة مثل تقنية الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من البيروفسكايت، في حين عززوا أيضًا التسويق التجاري واسع النطاق للعديد من تقنيات الخلايا عالية الكفاءة.
وأشار ليو إلى أنه في عام 2023، كانت أكبر 10 شركات في العالم في إنتاج الخلايا الكهروضوئية كلها من الصين، بسعة إجمالية تبلغ 681.2 جيجاوات، وهو ما يمثل 66 في المائة من الإجمالي العالمي.
وبحسب الكتاب الأبيض "التحول في مجال الطاقة في الصين" الذي أصدره مؤخرا مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، فقد بنت الصين سلاسل صناعية كاملة للبحث والتطوير والتصميم والتصنيع المتكامل لمعدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية، كما حققت كفاءة التحويل العالية لتكنولوجيا الخلايا الكهروضوئية المصنوعة من السيليكون البلوري/ البيروفسكايت أفضل الأرقام العالمية.
وعلى مدى العقد الماضي، قدمت الصين منتجات وخدمات الطاقة النظيفة المتميزة للسوق الدولية. كما ضاعفت البلاد جهودها في الابتكار التكنولوجي لترقية تكنولوجيا الطاقة الجديدة بوتيرة أسرع؛ مما ساهم بشكل كبير في خفض تكاليف طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أنه في عام 2023، تجاوزت قدرة الطاقة المتجددة المثبتة حديثًا في الصين إجمالي المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها المساهم الأكبر في تطوير صناعة الطاقة المتجددة العالمية.
ولمعالجة التحديات التي تواجهها الصناعة مثل المنافسة الشديدة، وعقبات التصدير في بعض المناطق، واختلال التوازن الطفيف بين العرض والطلب، تعمل بعض الشركات الصينية الرائدة على زيادة الاستثمار في الترقيات التكنولوجية لتقليل التكاليف، والحفاظ على الأرباح، وتحسين الكفاءة، في حين تسعى بعض الشركات الأخرى إلى فرص نمو جديدة وتوسيع حضورها العالمي.
ومنذ بداية هذا العام، أعلنت شركات مثل جي آل سي "GCL" للتكنولوجيا المحدودة و"ترينا سولار" و"جينكو سولار" عن إطلاق مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الشرق الأوسط. وتعمل بعض الشركات على تسريع توسعها العالمي من خلال مساعدة نظيراتها في الخارج في توطين السلاسل الصناعية.
وأضاف لان: "بغض النظر عن كيفية تغير السوق، يظل الابتكار هو أولويتنا القصوى، حيث أن القوة التكنولوجية وقدرات الابتكار المستقلة تشكل دائمًا أهمية حاسمة للحفاظ على مرونتنا وقدرتنا التنافسية".