تشكل الذخائر والقنابل غير المنفجرة، مبعث قلق كبير، للأمريكيين والاحتلال، لدرجة أن عقيدا في الجيش الأمريكي، أبدى تخوفه في مقال نشره معهد واشنطن، من أن حماس قد تكون قادرة على إعادة بناء قوتها العسكرية بالاعتماد على تلك القنابل.

وسعى الضابط الأمريكي، في مقاله وتخوفاته، إلى ربط التخلص من الذخائر بمسألة الإعمار، وتصوير وكأن مسألة الإعمار أمر مستحيل دون الحصول على تلك الذخائر غير المنفجرة، إضافة إلى الإعمار بحد ذاته قد يستغرق 14 عاما، وهو ما قالت تقارير عديدة، إن الحديث عن هذا الرقم جزء من الحرب النفسية على الفلسطينيين والضغط عليهم.



وقال العقيد في سلاح الجو الأمريكي، أندرو كليمنسن، إن من بين القضايا العاجلة، لما يسميه اليوم التالي لغزة، والتي لم تناقش، هي مخلفات العدوان التي لم تنفجر، وتشميل الذخائر والألغام المزروعة ومخابئ الأسلحة المهجورة والمتفجرات الأخرى التي تركها الجيش خلفه.



وأوضح: "لا يعرف النطاق الدقيق لمشكلة إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار لأن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن عدد الذخائر التي استخدمها ونوعها وموقعها، كما لم تكشف حماس عن مكان تخزينها للذخائر والأجهزة المزروعة، وأفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي استخدم ما بين 30000- 40000 ذخيرة في غزة".

وتابع: "وحتى لو تم استخدام نصف هذا العدد فقط في الأشهر التي تلت ذلك، قد يكون هناك ما بين 6000 و9000 قطعة من الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في غزة، مع افتراض معدل فشل قياسي يتراوح بين 10 و15 في المائة. وقد يكون هذا العدد أقل بكثير من العدد الفعلي لأن التقديرات المذكورة أعلاه لا تشمل قذائف المدفعية أو الصواريخ أو قذائف الهاون من الحرب الحالية، ولا مخلفات النزاعات السابقة".

وقال العقيد الأمريكي: "مخلفات الحرب القابلة للانفجار لا يمكن أن تقتل أو تقطع الأوصال أو تعمي أي شخص يعثر عليها فحسب، بل قد تمكن حماس من ‏إعادة بناء قدراتها العسكرية إذا تمكنت الحركة من استعادة مخابئ الأسلحة المتبقية والذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة".

وذهب العقيد الأمريكي، لحد التفكير في التخلص من العبوات الناسفة، التابعة للمقاومة، وقال: "قد تحتوي الأجزاء السليمة من شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس على أفخاخ متفجرة ومخلفات حرب إضافية قابلة للانفجار، مما يتطلب المزيد من الحذر مقارنةً بالبيئات العادية".

وأضاف: "سيتعين على فرق إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار إلى التنسيق بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي، سواء لمنع الخلط بين طائراته بدون طيار والتهديدات، أو لكي لا تعرّض صور الطائرات المسيّرة أمن أفراد الجيش الإسرائيلي للخطر مع استمرار العمليات القتالية في أماكن أخرى. وسيتعين على هذه الفرق أيضاً التعامل مع شبكات الأنفاق المعقدة وغير المستكشفة في غزة".

ويبحث العقيد الأمريكي في استخدام الذكاء الاصطناعي، للحصول على أكبر قدر ممكن من تلك الذخائر خوفا من إعادة استخدامها، رغم زعمه أنه بهدف إبعادها عن السكان، وقال: "يمكن تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة الافتراضي على التمييز بين بصمات أنواع مختلفة من الذخائر والأنقاض من خلال الكشف عن الفروق الدقيقة في مقياس المغناطيسية وبيانات الرادار المخترق للأرض التي لا يمكن ملاحظتها من قبل المشغل البشري".

وتابع: "بعد ذلك يمكن تعزيز البرنامج بالصور الحرارية البصرية وبيانات الاستهداف مما يمكنه من مسح الصور بحثا عن مؤشرات على وجود مخلفات حرب قابلة للانفجار والتحقق من عدم وجود أضرار في الأهداف التي يُعرف بأنه قد تم ضربها، مما يشير إلى وجود ذخائر غير منفجرة، ويمكن أيضاً تعزيز تقنية أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وهي التصوير فوق الطيفي، من خلال جمع البيانات في غزة ودمجها ضمن برنامج أكثر شمولا".

وقال إن الحصول على بيانات الاستهداف الإسرائيلية لتوجيه البحث عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار من شأنه أن يسهم بشكل كبير في جهود إزالة المخلفات، فالجيوش المحترفة تقوم عموما بتسجيل هذه المعلومات والاحتفاظ بها، وينص شرط قانوني دولي، وهو البروتوكول الخامس من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن أسلحة تقليدية معينة، في المادة الرابعة منه، على إلزام المقاتلين بتقديم سجلات حول استخدام الذخائر المتفجرة لتسهيل إزالتها. ومع ذلك، ليس من المؤكد أن المقاتلين يقدمون هذه البيانات باستمرار إلى الأمم المتحدة.



وأشار إلى أن الاحتلال ليس من بين الموقعين على البروتوكول الخامس، مع أنه يجب عليها أن تفكر في تقديم بيانات الاستهداف الخاصة بها في إطار دعمها لجهود الإنعاش والاستقرار في غزة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تقديم ضمانات بأنه إذا اختارت تقديم مثل هذه المعلومات، فلن يتم نقلها إلى كيانات قد تستخدم البيانات للإضرار بالمصالح الإسرائيلية.

وأضاف: "قد يفكر المسؤولون أيضا في تحويل صناعة الذكاء الاصطناعي القوية في إسرائيل نحو مشكلة الكشف عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار، مع قيام الجيش الإسرائيلي بتوفير بيانات مفصلة للشركات الإسرائيلية لتدريب أنظمتها للذكاء الاصطناعي عليها. وفي نهاية المطاف، لدى إسرائيل مصلحة راسخة في قيام كيانات إزالة الألغام للأغراض الإنسانية باستعادة مخلفات الحرب القابلة للانفجار قبل قيام الجماعات المسلحة في غزة بذلك".

وفيما يتعلق بتنفيذ أعمال الإزالة الفعلية، قال إنه من الضروري تطوير كادر كبير وقادر من العاملين الفلسطينيين في مجال إزالة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة على المدى الطويل ولكن ذلك غير عملي على المدى القصير.

وتابع: "فتدريب هؤلاء الخبراء يستغرق وقتا طويلاً، وقد تخشى إسرائيل قيام خبراء إزالة الألغام الفلسطينيين بتوفير المتفجرات التي يتم استردادها إلى الجهات المعادية" وفق وصفه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الذخائر حماس القنابل الصواريخ الاحتلال صواريخ حماس الاحتلال قنابل ذخائر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مخلفات الحرب القابلة للانفجار الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی غیر المنفجرة من الذخائر فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام أمريكي: المرحلة الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة

توقعت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية أن تواجه المرحلة الثانية لاتفاق غزة أزمة وأنها لن تمر بسلام مع عودة جيش الاحتلال لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، متوقعة أن يأمر نتنياهو بوقف صفقة التبادل واستئناف القتال من جديد في الوقت، الذي يزور فيه ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط  إسرائيل، استعدادا لزيارة نتنياهو الرسمية إلى واشنطن الأسبوع المقبل، مشددة على أن إسرائيل تستعد لاحتمال انهيار الهدنة والعودة إلى الحرب مرة أخرى.

عقبات خطيرة في مراحل وقف إطلاق النار المقبلة

وتوقعت الصحيفة أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد يواجه عقبات خطيرة في مراحله المقبلة مشددة على وجود مؤشرات لهذه العقبات، مؤكدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين يحبسون أنفاسهم ليروا ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيدوم، وأن نتنياهو يهدد باستمرار بوقف عملية التبادل واستئناف القتال لأسباب متعددة.

واعتبرت الصحيفة أن المراحل الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار أكثر صعوبة من المرحلة الأولى التي تستمر لـ6 أسابيع.

ترامب وافق على استئناف الحرب في هذه الحالة

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات  بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تثير شكوكا بشأن التزامه بتنفيذ المرحلة التالية من صفقة التبادل، مؤكدًا أن ترامب ومن قبله بايدن دعموا إسرائيل في حقها بالعودة إلى القتال اذا استنتجت أن مفاوضات المرحلة الثانية غير مجدية.

والمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مقرر بدئها بعد 42 يوما من وقف بداية سريان الهدنة، وتتطلب إعلان هدوء مستدام يتبعه الإفراج عن الأسرى المتبقين مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال.

وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن الوجود العسكري داخل القطاع، وإنشاء منطقة عازلة حول غزة قد تعرقل تنفيذ هذه المرحلة.

مقالات مشابهة

  • إعلام أمريكي: المرحلة الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة
  • الذخائر غير المنفجرة خطر داهم يهدد أهالي غزة
  • تحذير أممي من مخاطر مخلفات جيش العدو الصهيوني في قطاع غزة
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
  • مقتل وإصابة 8 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات الحرب في سوريا
  • ترمب يعلن الحرب على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
  • توجيهات بإزالة مخلفات الحرب في الخرطوم بحري
  • سوريا.. 18 قتيلاً ومصاباً بانفجار مخلفات الحرب في دير الزور والسويداء
  • الدفاع المدني: التخلص من أكثر من 1060 عبوة ذخيرة غير متفجرة ‏من مخلفات الحرب خلال شهرين ‏
  • “أطباء بلا حدود”: إزالة القذائف غير المنفجرة في رفح جنوب قطاع غزة قد تستغرق سنوات