دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أشعل الإعلامي المصري، تامر أمين، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعدما قال إنه لا فائدة من تدريس مواد مثل اللغة الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا أو ما يعرف باسم "المواد الأدبية" في الثانوية العامة أو المرحلة الجامعية، داعيا إلى إلغاء تدريسها.

وخلال برنامجه "آخر النهار" المُذاع عبر فضائية "النهار"، مساء الثلاثاء الماضي، تساءل الإعلامي تامر أمين قائلا: "إيه لازمة واستفادة الطلاب من دراسة هذه المواد؟"، وفق زعمه، مقترحا على وزارة التعليم تدريس التاريخ في مراحل التعليم الأساسي في الابتدائية والإعدادية فقط، ويمكن في الثانوية العامة دراسة مواد تساعد الطالب في سوق العمل المصري، كمجال التسويق والتنمية البشرية وعلوم الاتصال، لأن تلك المواد ستفيد الطالب كثيرا في سوق العمل".

وأضاف تامر أمين: "قولوا لي إيه في المواد الأدبية مفيد هذه الأيام؟ إيه الاستفادة من دراسة التاريخ 3 سنوات؟.. بلاش شعارات وخلونا في اللي بيأكل عيش ويجيب تقدم.. يدرس الجغرافيا ليه؟ فلسفة ومنطق هيعمل بيهم إيه؟. أخره يدور يبقى مدرس"، حسب وصفه.

كما دعا الإعلامي المصري إلى عدم تدريس اللغة الأجنبية الأولى "الإنجليزية" في المرحلة الجاميعة، وقال إنه لا فائدة من تدريسها ويمكن الاستعاضة بها من خلال دورات في أماكن تعليمية خاصة أو عبر الإنترنت.

والأربعاء، اعتذر تامر أمين، عن دعوته إلى إلغاء مادتي التاريخ والجغرافيا في المدارس، وقال: "أنا حابب إني أعتذر اعتذارا واضحا لا لبس فيه لكل من أساء فهم كلامي، وخاصة أساتذة الجغارفيا والتاريخ وعلم النفس في الجامعات والمدارس، لأن وصل لهم تقريبا عكس المعني الذي أقصده، وأني قصدت التهوين أو التقليل من شأن مادتي التاريخ والجغرافيا، وده إطلاقا لم أقصده".

وقال تامر أمين خلال برنامجه، مساء الأربعاء: "هل يمكن لعاقل لو أنا عاقل أن أقول إن ما تدرسوش تاريخ في المدارس أو الغوه في الجامعات؟ هل يمكن لمجنون حتى قول ذلك؟"، حسب وصفه.

وأوضح  الإعلامي المصري أن "ما كان يعنيه هو دراسة التاريخ على مدار التسع سنوات الأولى وتأسيس الطالب في المرحلة الأولى"، وأضاف: "معاذ الله أحقر شيء أو من شخص، واللي زعل حقه على رأسي".

ووجه العديد من مستخدمي منصة "إكس"، تويتر سابقا، انتقادات واسعة لتامر أمين.

 

وفي الوقت نفسه، أعلن وزير التربية والتعليم المصري محمد عبداللطيف، الأربعاء، إعادة هيكلة المواد الدراسية بالثانوية العامة، لتصبح مواد علم النفس والجيولوجيا و"اللغة الأجنبية الثانية"، مواد نجاح ورسوب لا تُضاف للمجموع، في الشعبة الأدبية، بينما تم إلغاء تدريس الجغرافيا في الصف الأول الثانوي، لتصبح مادة تخصص في العام التالي.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التعليم الحكومة المصرية تعليم تغريدات تامر أمین

إقرأ أيضاً:

الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!

قبل عشر سنوات من تاريخ نشر مقال الدُّكتور الدبلوماسي حمد عبد العزيز الكواري، رئيس مكتبة قطر الوطنية، بعنوان “السُّودان … جرح الحضارة النَّازف: تدمير المتحف القوميِّ السُّودانيِّ”، أعدَّ الصَّحفيَّان رجاء نمر وحسن أبو الرِّيش تحقيقًا صحفيًّا عن الآثار السُّودانيَّة بعنوان “الآثار السُّودانيَّة: إنَّهم يسرقون التَّاريخ”، نشرته صحيفة التَّيَّار في يوليو 2015. تناول الصَّحفيِّان المشار إليهما في ذلك التَّقرير موضوع سرقة الآثار السُّودانيَّة، وعرضا بشكل مفصَّل التَّهديدات الكبيرة الَّتي تواجه التُّراث الثَّقافيَّ والتَّاريخيَّ في السُّودان. وأبانا حجم الاعتداءات والسَّرقات، الَّتي تعرَّضت لها الآثار السُّودانيَّة من قِبَل عصابات النَّهب المحلِّيَّة والأجنبيَّة. وأشارا إلى الدَّور الَّذي تقوم به مافيا الآثار في المناطق الغنيَّة بالموارد الأثريَّة مثل مرويِّ البجراويَّة وجبل البركل.

والآن يشهد السُّودان أكبر عمليَّة نهب في تاريخه، بعد العمليَّة الَّتي قام بها الطَّبيب الإيطاليُّ جوزيبي فريليني (1797-1870)، الَّذي رافق حملة غزو محمد علي باشا للسُّودان عام 1820. وبعد انتهاء خدماته مع الجيش الغازي عام 1934، أخذ فريليني إذناً من خورشيد باشا، حكمدار عام السودان؛ للتنقيب في بعض المواقع الأثرية، ثم شدّ رحاله إلى مرويِّ البجراويَّة ومنطقة جبل البركل ونوري، وقام بتفجير العديد من الأهرامات بحثًا عن الذَّهب والمجوهرات الكوشيَّة. ويقال إنَّه قد سرق مقتنيات مقبرة الملكة أماني شكتو (Amanishakheto)، وبعد عودة إلى بلاده سارع بعرضها على المتاحف الأوروبِّيَّة في ميونخ وبرلين. وقد وثَّق لهذه العمليَّة الإجراميَّة بول ثيروكس Paul) Theroux)، الرِّوائيَّ الأمريكيَّ، الَّذي أكَّد أنَّ فريليني قد قام بنسف قمم الأهرامات بالدِّيناميت، فشوِّهها وأفقدها قيمتها الجماليَّة وطمس أسرارها، وسرق مكتنزاتها الثمينة. والعملية الثانية تحدث الآن أمام أعيننا، حيث نُهبت آثار ومقتنيات متحف السودان القومي وغيره من المتاحف الأخرى. لمزيد من التفصيل، ينظر:
(Yvonne Markowitz and Peter Lacovara, “The Ferlini Treasure in Archeological Perspective”, Journal of the American Research Center in Egypt, Vol. 33 (1996), pp. 1-9).
(2)

متحف السُّودان القوميِّ ونهب آثاره

يُعَدُّ متحف السُّودان القوميِّ في الخرطوم، أكبر المتاحف السُّودانيَّة على الإطلاق. بدأ العمل فيه في النِّصف الثَّاني من ستينيَّات القرن العشرين، واُفتتح عام 1971 في عهد حكومة مايو (1969-1985). ويحتلَّ المتحف موقعًا متميِّزًا في العاصمة الخرطوم، إذ يطلُّ على شارع النِّيل وجوار مبنى قاعة الصَّداقة، ويفتح مدخله الرَّئيس صوب النِّيل الأزرق، وقبل التقاء النِّيلين في منطقة المقرن. وقد صُمَّمت مباني المتحف بطريقة رائعة، إذ يوجد في فناء مدخله الرَّئيس متحف مفتوح، يحتوي على عدد من المعابد والمدافن والنَّصب التِّذكاريَّة والتَّماثيل، الَّتي تعكس طرفًا من الآثار النَّوبيَّة السُّودانيَّة الَّتي غمرتها مياه السَّدِّ العالي، وقد وضعت هذه القطع الآثاريَّة حول حوض مائيّ، تعطي الزَّائر انطباعًا بأنَّها في موضعها الأصليِّ. وكانت قاعات المتحف تحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشمل الآثار الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية، الأدوات الفخارية، والمنحوتات، والصور الحائطية، فضلاً الآثار المسيحية والإسلامية، التي تشكل جزءًا من هوية السودان.

وعندما اقتحمت قوَّات الدَّعم السَّريع مباني متحف السودان القومي في بداية هذه الحرب اللَّعينة تطير العارفون بمقتنياته شرًّا، وبعد تحرير الخرطوم نقلت عدسات القنوات الفضائية أنَّ مقتنيات المتحف قد نهبت. ولذلك وصف الكواري ما حدث بأنَّه: “أمر محزن… أنَّ نرى التَّاريخ يباد تحت أقدام الطَّامعين، وأن يُسرق ما لا يعوِّض، ويُطمس ما لا يُقدَّر بثمن”. نعم، يمكن إعادة إعمار الأضرار المادِّيَّة التي لحقت بمباني المتحف، و”لكن كيف يُعاد ما سُرق؟ كيف تُبعث من جديد قطع أثريَّة عمرها آلاف السِّنين؟ كيف يُعوِّض شعب تُسلب ذاكرته وهو ينزف؟ إنَّ ما يحدث في السُّودان ليس مجرَّد حرب على السُّلطة، بل هو جريمة في حقِّ الحضارة، جريمة ترتكب أمام أعين العالم، الَّذي يراقب بصمت، بل ويُسهم البعض في إشعالها. وما يُؤلم أكثر، أن تُمحى آثار هذا البلد العظيم، بينما أهل السُّودان يُواجهون القتل والتَّشريد والجوع، ويُترك وطنهم فريسةً للصِّراعات وأطماع العابثين”.

(3)

أسئلة الكواري تحتاج إلى إجابات ممكنة؟
عليه يُرفع النداء إلى أبناء السُّودان الحادِّبين على الحفاظ على آثارهم التَّاريخيَّة أن يشرعوا في القيام بحملة لإعادة ما نُهب. فمقتنيات السُّودان الأثريَّة ليست لها علاقة بدولة “56” المزعومة، بل تشكِّل جزءًا من تاريخ البلاد وهويَّتها، والشعب الذي لا يحافظ على تاريخه، لا يستطيع أنَّ يبنّي مجدًا حاضرًا. فالإجابة عن أسئلة الكواري تحتاج إلى وعي بقيمة الآثار المنهوبة، وإلى عمل منظَّم يبدأ بالحفاظ على الموجود، والبحث عن المنهوب وسبل إرجاعه؛ وذلك عملًا بالمثل السُّوداني القائل: “الجفلن خلِّهنَّ أقرع الواقفات”. فنبدأ بالحفاظ على الموجود، ثمَّ نشرع في استرداد المنهوب. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة دراسة بشأن تطوير النظام الجمركي المصري
  • محمود عزب: ما عرض علي قبل قلبي ومفتاحه لم يرضيني فنيا| خاص
  • الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!
  • الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال يمحو رفح وسط دمار ومأساة إنسانية
  • وزير الشئون النيابية: يجوز إلغاء القانون بالكامل مع الإبقاء على بعض مواده
  • نائب يؤكد أهمية دراسة الأثر التشريعى لبعض مواد قانون التجارة
  • الإعلامي الحكومي في غزة: فيديو المسعفين يفضح أكاذيب العدو الصهيوني
  • ما الفرق بين الثانوية العامة والبكالوريا المصرية؟| التعليم تقدم شرحا جديدا الآن
  • مصر.. فيديو بيع مخدرات بالشارع يشعل ضجة والداخلية ترد
  • تامر أفندي يكتب: أنا اليتيم أكتب