دعا  رئيس كوريا الجنوبية  يون سوك يول إلى إنشاء "مجموعة عمل بين الكوريتين" تهدف إلى خفض التوتر بين بلاده وكوريا الشمالية، معلنا استعداده لبدء التعاون السياسي والاقتصادي إذا اتخذت بيونغ يانغ "خطوة واحدة" نحو نزع السلاح النووي. ومؤكدا أن" الحوار والتعاون يمكن أن يحققا تقدما جوهريا في العلاقات بين الكوريتين".

وفي خطابه الذي ألقاه اليوم الخميس بمناسبة يوم التحريرالـ 79 الذي تحتفل فيه بلاده بنهاية الحكم الاستعماري الياباني عام 1945 قال يول "ما زال التحرير الكامل مهمة غير مكتملة" حيث لا تزال شبه الجزيرة الكورية مقسمة".

وأضاف "ينبغي أن تصل الحرية التي نتمتع بها إلى مملكة الشمال المتجمدة، حيث الناس محرومون من الحرية ويعانون من الفقر والجوع" داعيا إلى إقامة "مجموعة عمل بين الكوريتين".

وأوضح أن تلك الهيئة "يمكن أن تتناول أي مسألة من تخفيف التوترات إلى التعاون الاقتصادي والتبادلات الشعبية والثقافية والاستجابات للكوارث وتغير المناخ". مشددا على "الحاجة لتغيير عقول الشعب الكوري الشمالي لجعله يرغب بشدة في الوحدة القائمة على الحرية.

epa1 كوريا الجنوبية تحتفل بمرور 79 عاما على التحرر من الاستعمار الياباني (الأوروبية) عرض الإغاثة

وأضاف "وعلى الرغم من رفض النظام الكوري الشمالي عرضنا  تقديم إمدادات إغاثة من الفيضانات مرة أخرى، لن نتوقف أبدا عن تقديم عروض المساعدات الإنسانية".

وضربت فيضانات عارمة مؤخرا المناطق الشمالية لكوريا الشمالية قرب الصين، وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بنقل أكثر من 15 ألف من المتضررين إلى العاصمة.

وانهالت عروض الدعم الدولية منذ ورود الأنباء عن الكارثة بما فيها من سول التي عرضت مساعدات إنسانية عبر الصليب الأحمر الكوري. لكن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال إن جهود الإغاثة "ستقوم على الاعتماد الذاتي"، وفق وسائل إعلام رسمية.

وأعلنت كوريا الشمالية في وقت سابق هذا العام أن الجنوب عدوها الرئيسي، ولم ترد بيونغ يانغ على مكالمات خط الاتصال الساخن بين الكوريتين منذ أبريل/نيسان 2023.

يذكر أن المفاوضات النووية بين الشمال والولايات المتحدة متوقفة منذ انتهاء "قمة هانوي" عام 2019 بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب  والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دون التوصل إلى اتفاق.

توتر

ويأتي اقتراح الحوار الذي قدمه يون وسط تصاعد التوترات، في أعقاب إرسال الشمال بالونات محملة بالنفايات عبر الحدود، ردا على إرسال مجموعات مدنية كورية جنوبية بالونات تحمل منشورات دعائية تنتقد الزعيم الكوري الشمالي.

وفي يونيو/حزيران الماضي استأنفت كوريا الجنوبية عمليات البث الدعائي عبر مكبرات الصوت بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية، للمرة الأولى منذ يناير 2016.

وقال المكتب الرئاسي  في سول إنه سيبحث عن طرق لإعلام شعب كوريا الشمالية محتوى أكثر حيوية وإثارة للاهتمام، دون التركيز على الجوانب الأيديولوجية والسياسية.

وقال مسؤول رئاسي رفيع المستوى للصحفيين"في حين أن مكبرات الصوت والمنشورات الدعائية قد يكون لها بعض التأثير، إلا أننا لا نعتزم الاعتماد على تلك الأساليب التقليدية، لا سيما إذا كانت تزيد من حدة التوترات بين الكوريتين".

وأضاف"نظرا لأن كوريا الشمالية تمر بالفعل بعملية تحول رقمي، فإننا نعتقد أن هناك طرقا متعددة يمكن أن يصل بها السكان الكوريون الشماليون إلى العالم الخارجي".

ولا تزال احتمالات إجراء محادثات بين الكوريتين قاتمة، حيث وصف كيم كوريا الجنوبية بأنها "عدو رئيسي ثابت"، ووقع معاهدة شراكة استراتيجية شاملة مع روسيا في يونيو/حزيران الماضي، والتي تتضمن بندا دفاعيا متبادلا.

يذكر أن العلاقات بين الكوريتين في أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع إعلان كوريا الشمالية مؤخرا عن نشر 250 راجمة صواريخ بالستية على حدودها الجنوبية.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکوری الشمالی کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة بین الکوریتین

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية.. مقترح بتعديل الدستور للحد من صلاحيات الرئيس

سول (وكالات)

أخبار ذات صلة تحطم مروحية أثناء إخماد حريق في كوريا الجنوبية الإمارات الأولى عالمياً في نسبة الألياف الضوئية الموصولة للمنازل

اقترح رئيس برلمان كوريا الجنوبية، أمس، تعديل الدستور للحد من صلاحيات رئيس الدولة، مشيراً إلى التأييد الشعبي لمثل هذه الخطوة بعد الإطاحة بالرئيس يون سوك يول بسبب إعلانه الأحكام العرفية.
 وقال وو وون شيك، رئيس الجمعية الوطنية في مؤتمر صحفي: «أود أن أقترح على الشعب أن نسارع الآن إلى مراجعة الدستور».
  وأضاف «بعد مرورنا بفترة الأحكام العرفية غير الدستورية وغير القانونية، والمساءلة ثم عزل يون، أصبح توافق الآراء العام على ضرورة مراجعة الدستور أكبر من أي وقت مضى».
واقترح إجراء استفتاء على مستوى البلاد على تعديل الدستور يتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي يجب أن تجرى في غضون شهرين بعد الإطاحة بيون الذي عزلته المحكمة الدستورية يوم الجمعة الماضي.
 وأيدت المحكمة قرار البرلمان بعزل يون بسبب إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة في الثالث من ديسمبر الذي تسبب في أسوأ أزمة سياسية في كوريا الجنوبية منذ عقود. 
 وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «جالوب كوريا» الشهر الماضي أن 54 بالمئة يؤيدون تعديل الدستور لإصلاح النظام الرئاسي، بينما يرى 30 بالمئة أن ذلك غير ضروري.
  وقالت لجنة الانتخابات إنها والقائم بأعمال الرئيس هان دوك سو يدرسان تحديد الثالث من يونيو موعداً للانتخابات.
 وتم تعديل الدستور في كوريا الجنوبية آخر مرة في عام 1987 لإدراج الانتخابات الرئاسية المباشرة، وإتاحة فترة ولاية واحدة للرئيس مدتها خمس سنوات.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية.. مقترح بتعديل الدستور للحد من صلاحيات الرئيس
  • استعدادات لمغادرة الرئيس الكوري الجنوبي المقر الرئاسي
  • رئيس كوريا الجنوبية بالإنابة يدعو للرد بقوة على استفزازات الشمال عقب عزل الرئيس يون
  • الرئيس المعزول في كوريا الجنوبية يقدمّ اعتذاره للشعب: لم أكن على قدر التوقعات
  • الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يقبل قرار عزل الرئيس يون سوك يول
  • بسبب انتهاكه الدستور.. المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية تقرر عزل الرئيس يون سوك يول
  • المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية تقضي بإقالة الرئيس يون
  • المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية تأيد قرار عزل الرئيس يون سوك يول
  • المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية تعزل الرئيس يون
  • كوريا الجنوبية.. المحكمة الدستورية تحسم الجدل بشأن عزل الرئيس يون سوك يول