???? اخراج قائد الدعم السريع من الخدمة بإصابة قاتلة
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
ازبوع ازبوعين.. أين قوات الدعم السريع
هل تعلم يا صديقي أن القوات التي تقاتل حالياً هي ليست قوات الدعم السريع بمسماها وشكلها الرسمي قبل 15 أبريل 2023، بل هي مزيج من المليشيات القبلية والمرتزقة الأجانب والهاربين من السجون وعدد من حرامية الخرطوم والولايات ومدمني الآيس..
قوات الدعم السريع الحقيقية ابيدت تقريبا منذ اول شهور الحرب وسلم من سلم وهرب من هرب، هذا ليس (طلس) بلغة الشباب بل هي حقيقة، هذه القوات ابيد جلها في المعارك العسكرية الحقيقية في المحاولات الانتحارية لاقتحام معسكرات الجيش، القيادة العامة وسركاب والمدرعات والإشارة وغيرها، وعسكريا المعركة كانت قد حسمت بل حتى قائد الدعم السريع نفسه كان قد أُخرج من الخدمة بإصابة قاتلة،
واسبوع اسبوعين التي قالها ياسر العطا ويسخر منها كانت حديثاً منطقيا ومبني على معطيات وقتها لولا أن استنفرت المحاور الإقليمية الداعمة للحرب كل طاقاتها لانقاذ ما تبقى من هذه القوات فتم شراء وقت بمفاوضات وهدن خبيثة وتم بناء قاعدة عسكرية بسرعة قياسية تحت غطاء العمليات الإنسانية في منطقة ام جرس في تشاد تحتوي على مطار عسكري استقبل أكثر من 50 رحلة موثقة برادارت العالم وتم فتح إمداد ضخم بتواطؤ من العالم (انظر تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي تحدث عن تورط الإمارات بصورة واضحة وعدّد ظهور كثير من انواع الاسلحة التى لم تكن موجودة عند بداية الحرب) وفي تزامن مع ذلك تم فرض حصار عسكري على الجيش السوداني يعرقل وصول السلاح إليه وصلت إلى درجة شراء الإمارات صفقات سلاح اتفق عليها الجيش السوداني ودفعت مبالغ مضاعفة مقابلها و إلى درجة حجز السعودية!! سفينة سلاح في ميناء جدة حتى تركيا تم ابتزازها اقتصاديا ورفضت تسليم الجيش أسلحة مكتملة الصفقات.
الشاهد في منشوري ليس هو إعلان هزيمة الدعم السريع فأنا استطيع ان اعدد أكثر من خمسة مرات كان الدعم السريع فيها على وشك الانهيار وجاءت جهة ما واعطته قبلة الحياة بما فيها أطراف سودانية ربما تكون حتى داخل الجيش فالخيانة واردة في كل جيوش العالم،
لكن الشاهد الرئيسي من منشوري هو أننا حاليا أمام قوات من المرتزقة الأجانب واللصوص، فكيف لك ان تتفاوض معها دمجاً او تسريحاً ربما أكثرهم لا يحمل نمرة عسكرية في المليشيا اساسا، لو كان الدعم السريع موجودا كما هو بمؤسسيته لكان الأمر معقولاً وقابلا للنقاش..
حقيقة أي مفاوضات حالياً هي انك سوف تتفاوض مع دول تبتزك بقتلة مأجورين ابتعثتهم إليك احتلوا بيوتك وسرقوا حصائل عمرك واغتصبوا نسائك في مقابل أن تقنن لك وضعهم وتزرع معهم عملاء مدنيين وتؤمن مصالحها في ثرواتك مع بعض السلام الزائف الذي هو تأجيل للحرب لا أكثر.. الكثير ممن يتعجب من رفض الحكومة وجود الإمارات كوسيط، لو قلنا له أن أمريكا نفسها ليست وسيطاً بل طرفا في الحرب ربما طاش عقله واتهمنا بالمبالغة..
لن تستطيع أمريكا ووكيلها الإمارات من فرض اجندتهم في السودان عبر الحرب فالمليشيا سلاح ذو حد واحد وهو التدمير فقط ولن تحكم السودان وإن سقطت في ايديها كل المدن فأنت لن تحكم شعبا يهرب منك اينما حلت قواتك،
وكما قلت من قبل في منشور سابق فللمليشيا عقدة مدهشة وهي أن وجودها مرتبط بوجود الجيش لا بفناءه فهي إما أن تصبح تابعة له او جزء منه وهي بدون ذلك مجرد مليشيا قبلية بل وإر*هابية، لذلك فهي تحتاج لمفاوضات تشرعن بها وضعها من جديد.. أما الجيش فلديه فرصتان كلتاهما تعتمدان على العمل العسكري الناجع، إما النصر الكامل او الاضعاف الذي يجعل للجيش اليد العليا في أي مفاوضات..
Osman Abdelhalem
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
ماذا تبقى في جعبة الجيش السوداني والحركة الإسلامية من خيارات لتفادي خسارة الحرب؟
كتب إبراهيم سليمان
منذ استيلائهم على السلطة بقوة السلاح في يونيو 89، أصبح الجيش السوداني والحركة الإسلامية، سيان، يكملان بعضهما البعض، لتحقيق غاية واحدة، ألا وهي الاستئثار بالسلطة والثروة والحفاظ عليهما بكافة السبل وكيفما اتفق، غض النظر عن التكلفة الأخلاقية والوطنية والإنسانية. سولت لهم أنفسهم في أبريل 2023م بأنه بإمكانهم، بضربة خاطفة، تدمير قوات الدعم السريع، وإبادتها، لقطع الطريق إمام مشروع الاتفاق الإطاري، واستعادة السلطة التي انتزعت منهم في أبريل 2019م، بمساندة قهرية ومعنوية مقدرة من قوات الدعم السريع.
يبدو أن سهولة نجاح انقلابهم في يونيو 89، جعلهم يستمرؤون المغامرات، ظانين أنهم يحتكرون "الرجالة" والشهامة والإقدام، وليس بمقدور أحد أن يقف في وجوه كتائبهم المتطرفة "ودبابيهم" الأصولية، لكن أثبتت لهم الأيام أن تقديراتهم خاطئة، وليست كافة الطيور عصافير وادعة، وإنما هنالك جوارح كاسرة، لحومها أمرّ من الحنظل.
يقول المثل، من يوقد نار الفتنة، يتدفأ بها، فالجيش السوداني، الذي يحمل بندقية الحركة الإسلامية، ليرهب بها الشعب السوداني، ويستخدمها في قهر الإرادة الشعبية، امتثلاً لقرار إشعال الحرب المتخذ من قبل كتائب الإسلاميين المتعطشة لإراقة الدماء، حفاظاً على الامتيازات الخرافية لقياداتها، وتنفيذا لالتزامهم التنظيمي في الخطأ والصواب، وفي المنشط والمكره.
منذ الوهلة الأولى لاندلاع الحرب، تبيّن للجيش السوداني، والحركة الإسلامية، فضاحة خطأهم، وبدلاً عن الجنوح للسلم، والجلوس للتفاوض لتدارك ذلك الخطأ المميت، طفقوا يهربون إلى الإمام، بتجريب الخيارات المطروحة أمامهم ميدانياً، لوقف وتيرة الهزائم المتصاعدة لقواتهم على كافة الجبهات، بدأوا باستدعاء المعاشيين من القوات النظامية، والكتائب غير النظامية، والمليشيات الشعبية، ولم ينتظروا حصيلة تلك النداءات العاجلة، فاعلنوا استنفاراً شامل للمواطن السوداني، مستهدفين شباب الحركة الإسلامية، ثم عرجوا إلى شراء بنادق الحركات المسلحة، التي تتاجر في الحرب، ولما لم يجدي كافة هذه الخيارات نفعا، فتحوا مخازن الأسلحة لتسليح أي مواطن يرغب في حمل السلاح، فشلت كافة هذه الخيارات التي طرحت تحت الفرية التي اطلقوا عليها "حرب الكرامة" في وقف تقدم وتمدد قوات الدعم السريع في ولايات السودان، والولاية تلو الأخرى.
في غضون ذلك استعانوا بسلاح الجو المصري، لضرب حواضن قوات الدعم السريع في غرب السودان، في استهداف جهوي غير مسؤول، في محاولة يائسة لتركيعها وإرعاب حواضنها، وأخيراً استعانوا بالرئيس الأريتيري أسايس أفورقي، لتدريب وتسليح الأورطة الشرقية، التي تشكلت حديثاً عوضاً لفشل لما عرفت "بالمشتركة" من قوات الحركات المسلحة الدارفورية، التي تورطت في وقوفها مع الجيش، للمساعدة في عودة حزب المؤتمر الوطني لسدة الحكم. هذا بالإضافة إلى استجداء السند الروسي، والتملق للدعم الإيراني والتركي والقطري.
أمنياً مارست استخبارات الجيش السوداني، أبشع أنواع التنكيل جماعياً وفردياً على هويات المكونات المحسوبة افتراضاً على قوات الدعم السريع، فذبحوا أبرياء من الوريد إلى الوريد ذبح الخراف على الهوية، وبخروا البطون، ولاكوا الأكباد، وعقدوا محاكم التفتيش ونصلوا المشانق بالشبهات، وسمموا موارد مياه الشرف، ولم يتركوا شنيعة أو موبقة لم يرتكبوها كمحاولة يائسة لترهيب المواطن السوداني من الوقوف مع قوات الدعم السريع، ومساندتها.
شككوا في سودانية منسوبي قوات الدعم السريع، ووصفوهم بعرب الشتات، وأنهم مرتزقة، ولم يزدهم ذلك إلا إصرارا على البسالة والإقدام.
اتهموا دولة الإمارات العربية المتّحدة أنها تساند قوات الدعم السريع، وأنها تسعى لحرق السودان، وتخطط لتدمير مقدراتها، وصدعوا رؤوس عضوية مجلس الأمن بالشكاوى المتكررة والمتشنجة، مطالبين بالتحقيق في مزاعمهم السطحية، وملتمسين وصم قوات الدعم السريع بالإرهاب، وكانت حصيلتهم الدبلوماسية، عبارة صفر كبيرة. وظل الفريق البرهان، يرقع في حكومته الانقلابية غير الشرعية، المرة تلو المرة، ولكن يبدو أن الرتق قد اتسع على الراتق، وأخيراً ترك للمخابرات المصرية، اختيار وزير خارجية حكومة بورتسودان النازحة، من بين الدبلوماسيين السودانيين، فاختارت العجب العجاب، الذي يسعى بوتيرة حثيثة لإشعال حرب سودانية أثيوبية بالوكالة عن فرعون مصر!
لوحوا بالفصل وأومأوا بالانفصال، وعزموا على عقد امتحانات الشهادة السودانية مستثنين مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، ولوحوا بتغير العملة، وحظروا الحصول على جوازات السفر أو تجديدها على مكونات سودانية بعينها في كل دول العالم، وقطعوا خدمات الاتصالات وشبكات النت عن غرب السودان، واستجدوا الاحتلال المصري، لإنقاذ دولة ــ 56 التي تبقي السودان كحديقة خلفية وارفة لمصر، ولا يزال فرعون مصر، يتثاءب من هذا الطلب، ولم يكلف نفسه، مواراة تثائبه، أو أن يخفي تثاقله من هذا الخيار، الذي لا يحتمل مجرد الهظار.
ماذا تبقى في جعبتهم، ليخرجوه أملاً في حسم الحرب لصالحهم؟
لا شيء سواء استخدام السلاح الكيماوي، إن تمكنوا من الحصول عليه حصرياً، قبل تحرير الفاشر، والذي يعتبر بداية النهاية لدولةــ 56 المحتضرة، وهي مسألة وقت لا أكثر.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 176//