بلومبيرغ: لماذا أصبح مضيق هرمز مصدر قلق مجددا؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي تقريرا حول أسباب القلق المتجدد بشأن مضيق هرمز، خاصة أن هذا الممر المائي الضيق عند مدخل الخليج العربي نادراً ما يبتعد عن بؤرة التوترات العالمية.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مضيق هرمز يُعتبر ممرا حيوياً تمر عبره حوالي 30% من تجارة النفط العالمية، مما يجعله محل مراقبة دائمة تحسباً لأي اضطراب.
وذكر الموقع أن إيران استهدفت مراراً السفن التجارية التي تعبر هذا الممر الاستراتيجي على مر السنين، وهددت في الماضي بعرقلة حركة العبور فيه. ومن جهتها، تم تهدد طهران بشكل مباشر حركة المرور عبر مضيق هرمز هذه المرة، لكنها تدعم بنشاط المتمردين الحوثيين في اليمن الذين هاجموا السفن بالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مما يشير إلى أن إيران مستعدة لعرقلة الشحن العالمي لتحقيق أهدافها.
يربط مضيق هرمز الخليج العربي بالمحيط الهندي، ويحدهّ من الشمال إيران، ومن الجنوب الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. ويبلغ طول المضيق حوالي 100 ميل (161 كيلومتراً)، ويصل عرضه إلى 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع ممرات الشحن في كل اتجاه بعرض لا يتجاوز ميلين فقط. وضحالة عمق المضيق تجعل السفن عرضة للألغام، كما أن قربه من اليابسة، وخاصة من إيران، يعرّض السفن لهجمات محتملة بالصواريخ الموجهة من الشاطئ أو لاعتراضها بواسطة زوارق دورية وطائرات هليكوبتر.
وذكر الموقع أن مضيق هرمز يلعب دوراً حيوياً في التجارة العالمية للنفط. ووفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، نقلت ناقلات النفط حوالي 15.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران عبر المضيق خلال الربع الأول من سنة 2024. ويعد هذا المضيق أيضاً محورياً لتجارة الغاز الطبيعي المسال، حيث يمر عبره أكثر من خمس الإمدادات العالمية، معظمها من قطر.
وأضاف الموقع أن إيران استخدمت مضايقة السفن في الخليج على مدى عقود كوسيلة للتعبير عن استيائها من العقوبات المفروضة عليها، أو كوسيلة ضغط في النزاعات. في 13 نيسان/ أبريل، قبل ساعات من شن هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، قامت قوات الحرس الثوري الإيراني باحتجاز سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان. وقد أفرجت إيران عن طاقم السفينة في أوائل أيار/ مايو، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "لويدز ليست" المتخصصة في التجارة. وادعت طهران أن سفينة إم إس سي آريس انتهكت القوانين البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى أن الدافع كان مرتبطًا بملكية السفينة الإسرائيلية.
وأوضح الموقع أن إيران عندما احتجزت ناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل 2023، زعمت أن السفينة اصطدمت بسفينة أخرى. لكن هذا الإجراء بدا وكأنه انتقام لاحتجاز السلطات الأمريكية سفينةً محمّلة بالنفط الإيراني قبالة سواحل ماليزيا بزعم انتهاك العقوبات. وفي أيار/ مايو 2022، احتجزت إيران ناقلتين يونانيتين واحتفظت بهما لمدة ستة أشهر، في رد محتمل على مصادرة السلطات اليونانية والأمريكية للنفط الإيراني على متن سفينة أخرى. وفي النهاية، تم الإفراج عن الشحنة وناقلتي النفط اليونانيتين. كما أفرجت إيران عن النفط على متن ناقلة قالت إنها احتجزتها في كانون الثاني/ يناير "رداً على سرقة النفط من قبل الولايات المتحدة".
وذكر الموقع أن إيران لم تقم حتى الآن بإغلاق مضيق هرمز. خلال الحرب بين العراق وإيران (1980 إلى 1988) هاجمت القوات العراقية محطة تصدير النفط في جزيرة خارك، شمال غرب المضيق، جزئياً لاستفزاز إيران للرد بعمل يجبر الولايات المتحدة على التدخل في النزاع. وبعد ذلك، في ما يُعرف بـ "حرب الناقلات"، هاجم الطرفان 451 سفينة، مما رفع بشكل كبير تكلفة تأمين الناقلات وساهم في ارتفاع أسعار النفط. في سنة 2011، عندما فُرضت عقوبات على إيران، هددت بإغلاق المضيق، لكنها تراجعت في النهاية عن هذا التهديد.
وأضاف الموقع أن تجار النفط يشكّون في أن إيران قد تغلق المضيق بالكامل، لأن ذلك سيمنعها من تصدير نفطها أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن البحرية الإيرانية لا تقارن بأسطول البحرية الأمريكية الخامس والقوات الأخرى في المنطقة. وقد صّرح العميد علي رضا تنغسيري، قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، قبل احتجاز السفينة إم إس سي آريس بقليل، أن إيران لديها خيار تعطيل حركة المرور عبر مضيق هرمز، لكنها تختار عدم القيام بذلك.
وأكد الموقع أن حماية مضيق هرمز كانت دائماً محل اهتمام كبير. خلال حرب الناقلات، لجأت البحرية الأمريكية إلى مرافقة السفن عبر الخليج. وفي سنة 2019، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي 52 إلى المنطقة. وفي نفس السنة، أطلقت الولايات المتحدة عملية "سينتينيل" ردًا على تعطيل إيران لحركة الشحن. وانضمت عشر دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى هذه العملية التي تُعرف الآن باسم "التشكيل الدولي لأمن الملاحة".
ومنذ أواخر سنة 2023، تحوّل الكثير من التركيز على حماية الشحن بعيدًا عن مضيق هرمز نحو البحر الأحمر الجنوبي ومضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي. وقد أصبحت الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن التي تدخل أو تخرج من البحر الأحمر مصدر قلق أكبر من مضيق هرمز. وتعمل قوة بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر على حماية حركة الشحن في تلك المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن السعودية هي أكبر مصدر للنفط عبر مضيق هرمز، إلا أنها بدأت مؤخراً تحويل بعض الشحنات إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 746 ميلاً عبر المملكة إلى محطة في البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب المرور عبر مضيق هرمز والبحر الأحمر الجنوبي. كما يمكن للإمارات العربية المتحدة تصدير جزء من نفطها دون الاعتماد على المضيق، وذلك عبر إرسال 1.5 مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان. أما بالنسبة للعراق، ومع إغلاق خط أنابيب النفط إلى البحر الأبيض المتوسط لأكثر من سنة، فإن جميع صادراته النفطية تُشحن حالياً بحراً من ميناء البصرة عبر المضيق، مما يجعله معتمداً بشكل كبير على حرية المرور عبر المضيق. ولا تملك الكويت وقطر والبحرين أي خيار سوى شحن نفطها عبر هذا الممر المائي. ومعظم النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز يتجه إلى آسيا، لذا فإن إغلاقه سيكون أقل أهمية بالنسبة لداعمي إسرائيل في الغرب.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هرمز اليمن السعودية السعودية اليمن الاحتلال هرمز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة عبر مضیق هرمز البحر الأحمر المرور عبر هذا الممر
إقرأ أيضاً:
الدولار يتراجع والنفط يواصل الانخفاض
#سواليف
سجّل المعدن الأصفر قمة جديدة خلال تعاملات اليوم الاثنين مدفوعا بتراجع #الدولار ومخاوف الركود، الأمر الذي دفع المتعاملين إلى الاحتماء بالملاذات الآمنة، في حين تراجعت #أسعار_النفط مع تركيز المستثمرين مجددا على المخاوف من أن #الرسوم_الجمركية الأميركية ستؤدي إلى تحديات اقتصادية تقلل من نمو الطلب على الوقود.
#الذهب
لامس الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق اليوم في ظل تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في 3 سنوات ومخاوف الركود الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، وهو ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذ الآمن.
مقالات ذات صلة ارتفاع آخر على الذهب في التسعيرة المسائية 2025/04/21وارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 2.75% إلى 3419.90 دولارا للأوقية (الأونصة) في أحدث تعاملات وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.77% إلى 3420.60 دولار، بعد أن سجّلت 3422.90 دولار خلال تعاملات اليوم.
ووصل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات مما زاد من جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى.
وقد عادت طائرة بوينغ 737 ماكس كانت مخصصة لشركة طيران صينية إلى الولايات المتحدة أمس، في ظل تصاعد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
والأسبوع الماضي، أمر (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بإجراء تحقيق للنظر في الحاجة لفرض #رسوم_جمركية جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية الأميركية، في تصعيد كبير في نزاعه مع شركائه التجاريين العالميين ومحاولة للضغط على الصين الرائدة بهذا القطاع.
وقد ارتفع الذهب الذي عادة ما ينظر إليه على أنه وسيلة للتحوط من ارتفاع التضخم بأكثر من 27% منذ بداية العام.
النفط
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2% اليوم، مع تركيز المستثمرين مجددا على المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي إلى رياح اقتصادية معاكسة تقلل من نمو الطلب على الوقود.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.62 دولار، 2.38%، إلى 66.33 دولارا للبرميل، بأحدث تعاملات، وذلك بعد أن أغلقت على ارتفاع 3.2% الخميس. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.5% إلى 63.06 دولارا للبرميل بعد أن أغلق على ارتفاع 3.54% في الجلسة السابقة.
وكان الخميس آخر يوم للتسوية الأسبوع الماضي بسبب عطلة الجمعة العظيمة.
وقال جون رونغ المحلل الإستراتيجي للسوق في “آي جي” إن الاتجاه العام لا يزال يميل نحو الانخفاض “إذ يبدو أن المستثمرين يجدون صعوبة في إقناع أنفسهم بتحسن توقعات العرض والطلب، لا سيما في ظل تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي وارتفاع إمدادات أوبك بلس”.
ولا يزال من المتوقع أن ترفع أوبك بلس -التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا- إنتاج 411 ألف برميل يوميا بداية من مايو/أيار، لكن بعض الزيادة المرتقبة قد يعوضها تخفيض من دول تجاوزت حصتها المتفق عليها.
كما انخفضت الأسعار مع انحسار بعض المخاوف بشأن الإمدادات، وذلك عقب مؤشرات على تقدم بالمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أميركي بأنها حققت “تقدما جيدا للغاية”.
ويأتي التقدم في المناقشات النووية في أعقاب عقوبات إضافية فرضتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، شملت مصفاة صينية خاصة بسبب تعاملها مع النفط الخام الإيراني، مما زاد الضغط على طهران في خضم المحادثات.
وقد دفعت المخاوف -بشأن نقص إمدادات النفط الإيراني والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- كلا من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5% الأسبوع الماضي، مسجلين أول مكسب أسبوعي لهما في 3 أسابيع.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق قلقة من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويترقب المستثمرون صدور عدد من البيانات الأميركية خلال الأسبوع الجاري للخروج بمؤشرات حول الوضع الاقتصادي، ومن بينها مؤشر مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات لأبريل نيسان.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء -في ساعة مبكرة من صباح اليوم- أن وزارة الاقتصاد الروسية خفضت توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 بنحو 17% عن توقعاتها في سبتمبر/أيلول لما سيكون عليه السعر هذا العام.
وقالت الوكالة إن الوزارة الروسية تعتقد في السيناريو الأساسي للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68 دولارا تقريبا للبرميل، انخفاضا من 81.7 دولارا عما افترضته بتوقعاتها في سبتمبر/أيلول.
وتتوقع الوزارة أن يبلغ سعر خام الأورال، وهو مزيج #النفط الرئيسي في روسيا، 56 دولارا للبرميل مقابل 69.7 دولارا الذي استندت إليه موسكو في موازنتها لعام 2025.