الجديد برس:

تعتبر مشكلة تصلب الشرايين من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً وانتشاراً في العالم، وتشكل تهديداً كبيراً لصحة القلب والأوعية الدموية. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل يمكن علاج تصلب الشرايين؟

الجواب باختصار: نعم، يمكن علاج تصلب الشرايين، ولكن الأمر يتطلب نهجاً متكاملاً يشمل تغييرات في نمط الحياة وعلاجات طبية وإجراءات جراحية في بعض الحالات.

ما هو تصلب الشرايين؟

تصلب الشرايين هو مرض مزمن يحدث نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول والخلايا الأخرى على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها وتضييقها، وبالتالي يقلل من تدفق الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى.

أسباب تصلب الشرايين

– العوامل الوراثية: تلعب الجينات دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة.

– العمر: يزداد خطر الإصابة مع تقدم العمر.

– النوع: الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء قبل سن اليأس.

– السمنة: الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة.

– ارتفاع ضغط الدم: يضر بجدران الشرايين.

– ارتفاع نسبة الكوليسترول: يساهم في تكوين اللويحات الدهنية.

– السكري: يسرع من تصلب الشرايين.

– التدخين: يضر بطانة الشرايين ويسبب التهابات.

– قلة النشاط البدني: يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم.

– نظام غذائي غير صحي: الغذاء الغني بالدهون المشبعة والكوليسترول يزيد من خطر الإصابة.

أعراض تصلب الشرايين

في المراحل المبكرة، قد لا يسبب تصلب الشرايين أي أعراض، ولكن مع تطور المرض قد تظهر بعض الأعراض مثل:

– ألم في الصدر (الذبحة الصدرية)

– ضيق في التنفس

– ألم في الساقين عند المشي (العرج المتقطع)

– دوخة

– إغماء

تصلب الشرايين يساهم بشكل كبير في تفاقم الحالات التالية:

النوبة القلبية: عندما تتراكم اللويحات الدهنية في الشرايين التي تغذي القلب، قد تتشكل جلطة دموية تسد الشريان فجأة، مما يقطع إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين ويؤدي إلى تلفها.

الذبحة الصدرية: تحدث الذبحة الصدرية عندما لا يصل الدم الكافي إلى عضلة القلب، مما يسبب ألمًا أو ضيقًا في الصدر.

السكتة الدماغية: تتشكل الجلطات الدموية أيضاً في الشرايين التي تغذي الدماغ، مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان وحرمان جزء من الدماغ من الأكسجين والتغذية، مما يسبب تلفاً دائماً في الدماغ.

مرض الشرايين المحيطية: يؤثر هذا المرض على الشرايين التي تغذي الأطراف، خاصة الساقين، مما يسبب ألماً وتشنجات في العضلات عند المشي أو ممارسة النشاط البدني.

علاج تصلب الشرايين

يهدف علاج تصلب الشرايين إلى إبطاء تقدم المرض، منع حدوث المضاعفات، وتحسين نوعية الحياة. ويتضمن العلاج عدة جوانب:

تغيير نمط الحياة:

– اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، والحد من الدهون المشبعة والكوليسترول.

– ممارسة الرياضة بانتظام.

– الإقلاع عن التدخين.

– الحفاظ على وزن صحي.

الأدوية:

– أدوية خفض الكوليسترول

تستخدم في تخفيض كمية الدهون في الدم، وخاصة الكولسترول الدهني منخفض الكثافة مثل الستاتينات (Statins).

– أدوية خفض ضغط الدم

– أدوية منع تخثر الدم (مثل الأسبرين)

تُعرف أيضاً باسم مميعات الدم، وتمنع الدم من التجلط، مثل: الوارفارين (Warfarin)، والهيبارين (Heparin).

– الأدوية المضادة للصفيحات (Antiplatelet medicines)

تُستخدم هذه الأدوية للحد من قدرة الصفائح الدموية في الدم على الالتصاق ببعضها البعض مسببة الجلطات، مثل الأسبرين (Aspirin).

الإجراءات الجراحية:

– توسيع الشرايين (بالون أو دعامة)

تسمى “قسطرة الشريان التاجي” حيث يقُوم الطبيب بتمرير أنبوب رفيع طويل عبر أحد الأوعية الدموية إلى القلب، ثم ينفخ البالون لإنشاء فتحة أكبر في الوعاء لزيادة تدفق الدم.

تُؤدي قسطرة الشريان التاجي عن طريق الجلد إلى رأب الأوعية في الشرايين التاجية للسماح بتدفق المزيد من الدم إلى القلب.

– جراحة المجازة

يُعرف أيضاً باسم “جراحة الشريان التاجي الملتف”، التي تُجرى غالباً للأشخاص الذين يُعانون من الذبحة الصدرية بسبب مرض الشريان التاجي الناتج عن تصلب الشرايين.

يأخذ الطبيب أثناء الجراحة قطعة من الوريد السليم من مكان آخر في الجسم كالساق أو من جدار الصدر، ويربطها فوق المنطقة المسدودة من الشريان التاجي وأسفلها، ويسمح هذا للدم بالتدفق حول الانسداد.

أهمية الكشف المبكر

الكشف المبكر عن تصلب الشرايين أمر حاسم، حيث يمكن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تطور المرض وتقليل المضاعفات الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

نظرة إضافية حول تصلب الشرايين

يعبر مصطلح “تصلب الشرايين” بصورة دقيقة عن نشوء تكوينات متينة من النسيج الضام على جدران الأوعية الدموية في وسطها كتلة دهنية طرية.

وفقاً للدكتور سيرغي بوبوف، أخصائي جراحة الأوعية الدموية، تطور هذه التكوينات (اللويحات) يمكن أن يؤدي إلى تكون جلطات دموية تسد الوعاء الدموي تماماً، مما قد يسبب احتشاء عضلة القلب أو جلطة دماغية.

ويقول الدكتور بوبوف: “يستحيل علاج تصلب الشرايين تماماً، ولكن من الضروري مراقبته لمنع تطوره إلى حالات تهدد الحياة، سواء بمساعدة العلاج الدوائي أو بإجراءات مثل الدعامات.

وتشير الإحصائيات إلى أن 75% من الرجال و40% من النساء في عمر 35 عاماً يعانون من تصلب الشرايين، ومع تقدم العمر يظهر المرض لدى الجميع تقريباً بأشكال مختلفة.

كما يلاحظ حالياً إصابة الشباب بهذا المرض، مما يستدعي اهتماماً خاصاً بجميع الفئات العمرية للحفاظ على الصحة.”

يشير الطبيب إلى أن تصلب الشرايين هو مرض متعدد العوامل، حيث يمكن أن يتطور نتيجة لنوعية الغذاء، خاصة الأطعمة الغنية بالكوليسترول، اللحوم الدهنية، ومنتجات الألبان وغيرها.

هل يمكن الشفاء من تصلب الشرايين؟

يتسائل العديد هل تصلب الشرايين له علاج؟ ولكن لا يوجد علاج تام لتصلب الشرايين، ولكن يساعد اتباع النظام الصحي، وتناول الأدوية بالطريقة المناسبة والتي يصفها الطبيب، لتجنب أي من مضاعفاته، ولإبطاء تقدم المرض.

في الختام، على الرغم من أن تصلب الشرايين هو مرض مزمن، إلا أنه يمكن إدارته بنجاح من خلال تغييرات نمط الحياة، تناول الأدوية الموصوفة، وإجراء العمليات الجراحية عند الحاجة. التعاون بين المريض والطبيب أمر أساسي لتحقيق أفضل النتائج.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأوعیة الدمویة الذبحة الصدریة الشریان التاجی خطر الإصابة التی ت

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير الخضروات في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة إديث كوان في أستراليا أن تناول مجموعة من الخضروات الصليبية مثل البروكلي والملفوف (الكرنب) والقرنبيط له تأثير ملحوظ على صحة القلب من خلال خفض ضغط الدم. وفقاً لتقرير "ستادي فايندز"، توصلت النتائج إلى أن تناول 4 حصص من هذه الخضروات يومياً لمدة أسبوعين أدى إلى انخفاض ملحوظ في القراءة العليا لضغط الدم.

في التجربة، استهلك المشاركون حوالي 300 غرام من مزيج الخضروات الصليبية يومياً، وتمت مقارنة نتائج ضغط الدم مع مجموعة أخرى تناولت نفس الكمية من الخضروات الجذرية مثل البطاطس والقرع والبطاطا الحلوة والجزر. وبعد أسبوعين من تناول الخضروات الصليبية، شهد المشاركون انخفاضاً متوسطاً في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 2.5 ملم زئبق على مدار 24 ساعة، مقارنة بالمجموعة التي تناولت الخضروات الجذرية.

وكان هذا التأثير أكثر وضوحاً خلال ساعات النهار، حيث بلغ متوسط الانخفاض 3.6 ملم زئبق. ووفقاً للباحثين، يمكن أن يُترجم هذا الانخفاض في ضغط الدم إلى تقليل خطر الإصابة بأحداث القلب والأوعية الدموية بنسبة 5% تقريباً، مما يعزز الفوائد الصحية لتناول الخضروات الصليبية.

والمثير للاهتمام أن الدراسة أظهرت أيضاً أن تناول الخضروات الصليبية أدى إلى انخفاض مستويات الدهون الثلاثية في الدم بشكل أكبر مقارنة بتناول الخضروات الجذرية، مما يشير إلى فوائد إضافية لهذه الخضروات في تحسين الصحة العامة للقلب والأوعية الدموية.

مقالات مشابهة

  • البروكلي والكرنب والقرنبيط تقلل خطر الجلطات القلبية والسكتات الدماغية
  • تحذيرات من مخاطر طقطقة الرقبة وعلاقتها بالسكتة الدماغية
  • السكتات الدماغية غير المستقرة تزيد من خطر الإصابة متلازمة التمثيل الغذائي
  • طبيب: تصلب الشرايين يمكن أن يحدث بدون أعراض
  • تعرف على علاقة الحزام الناري والنوبات القلبية وطرق الوقاية
  • إحذر بديل السكر.. قد يسبب لك تجلّط الدم أو السكتة القلبية!
  • العثور على سبب يؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم
  • 4 أسباب رئيسية تؤدى إلى السمنة
  • دراسة تكشف تأثير الخضروات في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب
  • العلماء يعلنون عن اختراع علمي مذهل في علاج أمراض الدم