صحيفة: استعادة 115 محتجزا في غزة لا يمكن تحقيقه عسكريا
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها نشر أمس الأربعاء، إن استعادة نحو 115 محتجزا إسرائيليا في غزة لا يمكن تحقيقه عسكريا.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الجيش الإسرائيلي ألحق ضررا كبيرا بحركة حماس، لكنه لن يكون قادرا أبدا على القضاء على الحركة بشكل تام.
وبحسب الصحيفة، فقد حققت إسرائيل كل ما في وسعها عسكريا في غزة، وفقا لمسؤولين أميركيين كبار، يقولون إن القصف المستمر لا يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين بينما تضاءلت إمكانية إضعاف حماس بشكل أكبر.
مع تسابق إدارة بايدن لإعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى مسارها الصحيح، قال عدد متزايد من مسؤولي الأمن القومي في جميع أنحاء الحكومة إن الجيش الإسرائيلي ألحق ضررا شديدا بحركة حماس لكنه لن يتمكن أبدا من القضاء على المجموعة تماما.
وقال المسؤولون إن القوات الإسرائيلية يمكنها الآن التحرك بحرية في جميع أنحاء غزة، وحماس متضررة. لقد دمرت إسرائيل أو استولت على طرق إمداد حيوية من مصر إلى غزة.
وبحسب نيويورك تايمز، فقد قال الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي إن حوالي 14000 مقاتل في غزة قُتلوا أو أُسروا. (تستخدم وكالات الاستخبارات الأميركية منهجيات مختلفة وأكثر تحفظا لتقدير خسائر حماس، رغم أن العدد الدقيق لا يزال غير معروف).
كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه قضى على نصف قيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بما في ذلك الزعيمان الرئيسيان محمد ضيف ومروان عيسى.
ولكن أحد أكبر الأهداف المتبقية لإسرائيل، والمتمثل بإعادة نحو 115 محتجزا حيا وميتا ما زالوا محتجزين في غزة بعد أسرهم في هجمات حماس في السابع من أكتوبر، لا يمكن تحقيقه عسكريا، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين.
ووفقا للجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأميركية السابق، فقد "تمكنت إسرائيل، على مدى الأشهر العشرة الماضية من تعطيل حركة حماس وقتل عدد من قادتها والحد إلى حد كبير من التهديد الذي كانت تشكله حماس قبل السابع من أكتوبر".
وأضاف فوتيل أن حماس أصبحت الآن منظمة "ضعيفة"، لكنه قال إن إطلاق سراح المحتجزين في غزة لا يمكن تأمينه إلا من خلال المفاوضات.
وقال المقدم ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في مقابلة هاتفية إن "الجيش الإسرائيلي وقادته ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب لتفكيك حماس وإعادة رهائننا إلى الوطن، وسيواصلون العمل بعزم لتحقيق هذه الأهداف"، وفقا لما ذكرته نيويورك تايمز.
ويأتي أحدث تقييم أميركي في الوقت الذي ينتشر فيه عدد من المسؤولين في الإدارة في مختلف أنحاء المنطقة لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وربما تجنب هجوم انتقامي من جانب إيران وحلفائها ردا على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة لكبار قادة الوكلاء المدعومين من إيران، كما قال مسؤولون أميركيون.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش الإسرائيلي إسرائيل غزة حماس إدارة بايدن القوات الإسرائيلية الاستخبارات الأميركية كتائب القسام محمد ضيف مروان عيسى المحتجزين في غزة وقف إطلاق النار في غزة إيران أخبار فلسطين أخبار إسرائيل الحرب على غزة المحتجزون في غزة المحتجزون لدى حماس الجيش الإسرائيلي حماس كتائب القسام محمد ضيف مروان عيسى الجيش الإسرائيلي إسرائيل غزة حماس إدارة بايدن القوات الإسرائيلية الاستخبارات الأميركية كتائب القسام محمد ضيف مروان عيسى المحتجزين في غزة وقف إطلاق النار في غزة إيران أخبار فلسطين الجیش الإسرائیلی لا یمکن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
القدس المحتلة- صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعند الساعة 5:34، وردت رسالة صوتية على شبكة الاتصالات العسكرية وفرق الحراسة بمستوطنات "غلاف غزة"، بعث بها سماغد كيسوفيم نائب قائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، يطمئن السكان اليهود في المنطقة، وأعلن أن القوات رفعت حالة التأهب والاستنفار وفقا للأوامر المتبعة وتقييم الوضع.
وعكست الرسالة الفشل الذريع في منع معركة "طوفان الأقصى"، حيث اتضح أن جميع قوات العسكرية وبضمنها "فرقة غزة" كانت غافلة تماما عن خطط حماس للهجوم، وفق صحيفة "هآرتس" التي استعرضت أبرز محاور الفشل والإخفاق في انهيار القيادة العسكرية وسقوط كيبوتس "نير عوز" بأيدي المقاومين الفلسطينيين أكثر من 6 ساعات.
وتشير كلمات كيسوفيم عبر شبكة الاتصالات، حسب يانيف كوبوفيتش مراسل الشؤون العسكرية بـ"هآرتس"، إلى أنه والقوات الأخرى في القطاع لم يكونوا يعلمون أنه في غضون 55 دقيقة سيتسلل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعند الساعة 06:49 دخل أوائل المقاومين إلى الكيبوتس من البوابة الشمالية، ومن ثم من بوابة "كيرم" والبوابة الجنوبية، وبداية دخل 100-130 مقاتلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذروة 300-500 مقاتل من منظمات مختلفة، وبعد دقائق، بدأ أول اشتباك وتبادل لإطلاق النار، في "نير عوز"، المعزول عن القوات الإسرائيلية.
واستمر تبادل إطلاق النار بين عناصر فرقة الحراسة وقوات النخبة (من المقاومين) أكثر من ساعتين، وبعدها سقط الكيبوتس بأيدي المقاومين، وعند الساعة 09:22، وصلت، لأول مرة، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهاجمت جنوب المحور المؤدي من قطاع غزة إلى الكيبوتس، حيث تم تجمع عشرات المقاومين.
ووفق "هآرتس" لم يعلم الجيش الإسرائيلي بسقوط "نير عوز"، حيث طُلب من المروحية عبر الاتصال اللاسلكي إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها وبفعل تحليقها المنخفض أصابها المقاومون بنيرانهم عند مشارف الكيبوتس، وهبطت اضطراريا.
إعلانومع استمرار المعارك عند تخوم "نير عوز"، كانت هناك 4 طلعات جوية أخرى لطائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية، التي أطلقت النار على المنطقة وأصابت عددا من المقاومين، وقتل أيضا عدد من سكان الكيبوتس المحتجزين.
وتتابع الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر لم يقتصر على مهاجمة محور ومنطقة الكيبوتس، فعند 09:45، وردت تقارير عبر شبكة الاتصالات، ومجموعة قادة المجلس الإقليمي "إشكول"، حول إحراق منازل في "نير عوز"، وبعد دقائق، وصلت دبابة إلى بوابة الكيبوتس وأبلغت عن وجود مقاومين عند المدخل، قبل أن يتمكنوا من تفجيرها.
ووصلت قوات الاحتلال إلى المكان عند الساعة 13:10، بعد حوالي 40 دقيقة من آخر تحديد لهوية مقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تعثر على أي منهم، وفي المساء، انضمت قوات أخرى لعمليات التفتيش والإنقاذ.
وتقول "هآرتس" إن المقاومين الفلسطينيين اشتبكوا أكثر من 6 ساعات مع عناصر فرقة الحراسة وقتلوهم وأسروا نحو ربع السكان، ولم يدخل خلال تلك الساعات أي جندي إلى الكيبوتس، ولم يكن الجيش الإسرائيلي يعلم بما يحدث هناك.
كما لم تقع أي معركة في "نير عوز"، الذي تلقى الضربة الأكثر إيلاما وصدمة، و"كان هذا فشلا، ضمن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، حسب اعتراف هرتسي هاليفي رئيس الأركان المنتهية ولايته، خلال عرض نتائج التحقيق العسكري في الهجوم المفاجئ، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهرت نتائج التحقيقات في الهجوم المفاجئ على "نير عوز"، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى الكيبوتس، الذي كان يوجد فيه يوم الهجوم 386 شخصا، وقتل خلال الاشتباكات41 من المستوطنين العسكريين والمدنيين، وأُسر 76 آخرين، لا يزال 14 منهم محتجزين لدى حماس.
إعلان
انهيار
ووفق تحقيقات استعرضها يوآف زيتون مراسل الشؤون العسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية انهارت بالكامل وفقدت السيطرة، وإن القوات العسكرية في "نير عوز" لم تأت لحماية المستوطنين الذين طلبوا مساعدتها بكل الوسائل المتاحة، لكنهم تركوا وحدهم لمواجهة هجوم قوات النخبة.
ونقل زيتون عن فريق التحقيق، قوله إن "فشل الجيش الإسرائيلي في عدم الوصول إلى نير عوز ليس تكتيكيا أو أخلاقيا، بل هو منهجي، حيث لم تفهم القيادات العسكرية أن الوضع كان صعبا، ولم تعط الأولوية لإرسال القوات إلى هناك على حساب أماكن أخرى".
وذكر الفريق أن "انهيار أنظمة القيادة والسيطرة، وخاصة في لواء وفرقة غزة، عامل رئيسي في فشل بناء صورة وتقييم حقيقي للوضع، وكان متوقعا أن تسعى هيئة الأركان العامة لاستخلاص صورة وضع حقيقية، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الاستخباراتية التي اتضح أنها كانت غير صحيحة ومضللة".
وحاول فريق التحقيق الإجابة عن 4 أسئلة رئيسية في التحقيق بالفشل والإخفاق الممنهج خلال الهجوم؛ ما هو تسلسل الأحداث؟ ولماذا وصل هذا العدد الكبير من المقاومين إلى نير عوز؟ ولماذا فشلت الكتيبة في القطاع بإيقاف المسلحين؟ ولماذا لم تصل قوات الاحتياط بالوقت المناسب لتغيير الوضع، وأضاف الفريق "لو وُجِّه تحذير، حتى لو كان قصيرا، كان من الممكن تقليل الأضرار".
ويظهر التحقيق -حسب يديعوت- أن الكتيبة 51 لم تكن مستعدة بشكل صحيح لسيناريو بحجم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولم تتلق أي تحذير، وانهارت سلسلة قيادتها بأقل من ساعة، ولم يتمكن مقاتلوها للتجمع لإجراء تقييم منظم للوضع، وكان عليها أن تتعاون مع فرق الحراسة بمستوطنات الغلاف لفهم حقيقة الوضع.
إعلانوأشار معدو التحقيق إلى أن إخفاق مراكز القيادة العسكرية في فهم الوضع الصعب، وحقيقة أنهم كانوا في حالة هجوم، وانهيار القيادة من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفرقة، وخلصوا إلى أن "التحضيرات التي جرت السبت -قبل الهجوم- روتينية، وليست استعدادات للحرب، ولم تكن هناك وحدات مأهولة لحالات الطوارئ".