البمبي في الغربة تناقش قضايا اجتماعية وسط حضور جماهيري بظفار
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قدمت فرقة السلطنة للثقافة والفن عرضها المسرحي "البمبي في الغربة" على خشبة مسرح "أوبار" بالمديرية العامة للتراث والسياحة بظفار، وذلك ضمن فعاليات مهرجان خريف ظفار.
العرض المسرحي من تأليف نعيم فتح وإخراج محمد باشعيب، وشارك في التمثيل كل من الفنانين مطران عوض، العاص المشيخي، ممدوح المرهون، عبدالله عبدالجليل، محمد نور، خالد المرزوقي، بشرى مغراب، ميساء أبوسنه، ريم التونسية، وأميرة البلوشية.
وناقش العرض الكوميدي "البمبي في الغربة" العديد من القضايا الاجتماعية التي تحدث أثناء السفر، والغربة، وكذلك تطرق العرض لموضوع التعامل مع الشركات الوهمية، حيث تم تجسيد مشهد لتعرض بعض الأسر لعدة مواقف أثناء سفرهم وكان السبيل للخروج من تلك المواقف ارتباط الأسر مع بعضها ومساندة كل منهم الآخر لحل تلك المواقف في إطار كوميدي أضحك جميع حضور المسرح.
في هذه المسرحية تمتع الفنان الكوميدي مطران عوض بفرصة إظهار موهبته ككوميديان متفرد، فمنحه زملاؤه على المسرح أكثر من مرة المساحة والوقت ليستعرض مهاراته التي كانت تلقى من الجمهور الترحيب والقبول والضحك المستمر.
وقال المخرج محمد باشعيب: "المسرحية تناقش قضايا متعددة في قوالب كوميديا واعتمدنا فيها على كوميديا الموقف والحدث حيث تطرقت المسرحية لزواج الأجنبيات وشركات الاستثمار الوهمية والباعة المتجولين في الشوارع، ولله الحمد وصلت الرسالة للجمهور بطريقة كوميدية سلسة حيث حظيت المسرحية بحضور جمهور كبير وأثناء ذلك كانت هناك إشارات كبيرة بتميز العرض من أول يوم".
وقال أيضا الكاتب نعيم فتح: "المسرحية الجزء الثاني للعرض المسرحي الذي عرض العام الماضي حيث تنتقل شخصيات المسرحية لإحدى الدول وتحدث لها بعض المفارقات الدرامية حيث نسعى لتقديم كوميديا هادفة بعيدة عن الاستخفاف وفي نفس الوقت تعالج بعض الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع".
وعن أهداف الفرقة قال رئيسها الفنان هشام اليافعي: "الهدف الرئيسي للفرقة تقديم مسرح حقيقي يخدم المجتمع وتلامس جميع العقول، والبمبي في الغربة محطة جديدة، وهناك محطات قادمة منها استعداد فرقة السلطنة للثقافة والفن في الفترة القادمة لتحضيرات للمشاركة في المهرجانات المحلية وكذلك هناك عدة تحضيرات لعمل مبادرة خاصة بالفن المسرحي".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ندوة لـ«جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تناقش «العقل الجامد والعقل الفعّال»
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةشهدت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 جلسة فكرية بارزة قدّمها الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة السابق، وعضو المجلس العلمي الأعلى، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بعنوان «العقل الجامد والعقل الفعال وإشكالية تجديد الخطاب الديني»، وذلك ضمن سلسلة ندوات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بإشراف الدكتور خليفة الظاهري مدير الجامعة، وحضور الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة، وعدد كبير من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
واستعرض الدكتور الخشت، خلال المحاضرة، تشخيصاً دقيقاً للأزمة الراهنة في الفكر الديني، موضحاً أن التحدي الأساسي يتمثل في الصراع بين نمطين معرفيين: نمط جامد يقوم على الاتباع والنقل، ونمط فعّال يتبنى العقل النقدي والتجديد المنفتح على تحولات العصر مع الالتزام بالثوابت.
وأكد الخشت أن تجديد الخطاب الديني يتطلب تحرراً من سلطة الموروث البشري الجامد عبر اعتماد منهجيات علمية حديثة، مثل الهرمنيوطيقا (علم التأويل)، لقراءة النصوص الدينية ضمن سياقاتها الأصلية وفهمها في ضوء التحولات الاجتماعية والمعرفية.
وأوضح أن القرآن الكريم يتميز بـ«فائض دلالي» يتيح تعدد المعاني، مما يجعل النص مفتوحاً للتأويل المستمر عبر العصور، على خلاف الرؤية التقليدية التي حصرت المعاني ضمن قوالب ثابتة.
وفي جانب آخر من المحاضرة، شدد الدكتور الخشت على أهمية الدولة الوطنية بوصفها الضامن لوحدة المجتمعات واستقرارها، محذراً من خطر الجماعات المتطرفة، التي تهدد السلم الأهلي، وتسعى إلى هدم فكرة المواطنة الجامعة لصالح مشاريع أيديولوجية مغلقة. كما قارن بين «عقل الاتباع»، الذي يعامل المعرفة كإرث جامد، و«عقل التجديد» الذي يرى المعرفة كعملية تاريخية متطورة، مستشهداً بنماذج مفكرين كبار أمثال محمد عبده وعلي عبد الرازق والشيخ محمود شلتوت.
وفي المحور التطبيقي، قدم الخشت أمثلة عملية لتحليل مواضيع عدة، مبيناً كيف يختلف التعامل معها بين النهجين التقليدي والتجديدي، حيث يدعو العقل الفعّال إلى تفسير النصوص وفق القيم الكلية للعدل والحرية ومقتضيات تطور المجتمعات. واختتم الدكتور الخشت محاضرته بالتأكيد أن تجديد الخطاب الديني، لا يتحقق بتغيير الشكل أو الأسلوب فقط، بل عبر قطيعة معرفية جذرية مع نمط التفكير التقليدي، وتبني أدوات تأويلية جديدة تتفاعل بوعي مع أسئلة العصر.
وقد شهدت الجلسة تفاعلاً فكرياً كبيراً من الحضور، الذين ناقشوا آفاق تجديد الخطاب الديني، ودور الفلسفة التأويلية في بناء خطاب ديني معاصر قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.