تنبأ بوفاته قبلها بـ6 ساعات.. رحيل شاب في المنيا يهز القلوب
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
حالة من الصدمة والحزن تعيشها محافظة المنيا خلال الساعات الماضية، بعد وفاة أحد شبابها، وتصدر حادث وفاته محركات البحث على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار منشور له يتنبأ خلاله بوفاته قبلها بساعات قليلة، فما القصة؟.
وفاة شاب في المنيا تهز القلوب.. تنبأ بها قبلها بساعاتلم يكن محمود رجب، ابن قرية قلوصنا بمحافظة المنيا، يعلم أن منشوره الأخير عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الذي كتبه قبل وفاته بست ساعات، سيتحول إلى دفتر عزاء، وذلك بعدما تنبأ خلاله بوفاته، وكأنه كان يشعر باقتراب الأجل، ما جعل وفاته تهز الجميع.
"أعمار الشباب أصبحت تنتهي سريعاً فاللهم إن كنت لاحقا بهم قريباً فخذني تائباً نقياً"، هكذا حمل آخر منشورات الشاب الراحل الكلمات الأخيرة له على هذه الدنيا، وسط حالة من الذهول والصدمة لأهله وأصدقائه.
«لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم لا نقول إلا ما يرضي الله، اللهم أجرنا في مصيبتنا ياه علي الصدمه يا أخويا وحبيبي محمود صحبي وأخويا وحبيبي وزوج أختي في ذمة الله مش قادر أصدق»، بهذه الكلمات أعلن علي الصغير شقيق زوجة الشاب الراحل عن وفاته في حادث سير.
وكشف إبراهيم عمرو، أحد أصدقاء الشاب الراحل، أنه كان ينتظر مولوده الأول بعد شهر واحد.
وانتشر المنشور الأخير للشاب الراحل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بالدعاء له، حيث علق أصدقاءه على كلماته الأخيرة: «كأنه حاسس طلبها من ربنا ونالها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وفاة محمود رجب المنيا
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.