استعانت بمتسولين وباعة متجولين.. الاستخبارات الإسرائيلية تكشف كيفية اغتيال الرجل الثاني في حماس
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
ظهرت تفاصيل جديدة كشفت عنها مصادر أمنية إسرائيلية، حول اغتيال محمد الضيف، الموصوف بالرجل الثاني في حماس، ملخصها أن عملاء من “الموساد” تنكروا بهيئات متسولين وبائعي خضراوات في السوق “ساعدوا في تعقب الضيف حتى اغتياله” وفقاً لما ذكرت مجلة The Jewish Chronicle الصادرة أسبوعياً، في تقرير لم تكشف فيه عن مصادرها.
وفي التقرير تقول “جويش كرونيكال” الصادرة في لندن، إن أساس العملية بدأ مع اكتشاف إسرائيل أن الضيف “توقف عن اتباع بروتوكولاته الأمنية الخاصة، ما جعله أكثر عرضة للاستهداف” وبعد تلقي معلومات موثوقة من “المتعاونين المحليين” ومن وحدات المستعربين الإسرائيلية السرية، عرفوا بتوقيت زيارة ضيف المحتملة القادمة إلى النقطة الاستراتيجية، وفي هذه المرحلة، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتخطيط لاغتياله.
وكان الضيف، الذي اعتاد على اتباع احتياطات أمنية مشددة طوال 30 عاماً، توقف عن القيام بذلك بشكل غامض وبدأ يقيم في مبنى سكني بغرب خان يونس لفترات طويلة، بحسب التقرير، مضيفا أن فريقاً من المستعربين، تابعاً لوحدة “دوفدفان” الإسرائيلية، وصل إلى المنطقة وبدأ بالاندماج مع السكان المحليين، حيث تظاهر بعض أفراده بأنهم موظفون في “وكالة أونروا” لغوث اللاجئين، وجاؤوا لتقديم المساعدة، فيما تظاهر عدد آخر منهم بأنهم شخصيات دينية إسلامية.
ورد في التقرير أيضاً، وفق الصحيفة، أن اثنين من الوكلاء السريين، كانا متمركزين قرب منزل الضيف، وكانت مسؤوليتهما تسجيل وقت وصوله إلى المنزل، أحدهما تنكر كبائع في كشك للخضار، أقامه أمام المدخل الرئيسي للمبنى، حيث كان من المتوقع أن يدخل الضيف من هناك، فيما كان العميل الثاني يجلس قرب المدخل نفسه، ولكن متنكراً بهيئة رجل عجوز السن، يرتدي ملابس رثة ويبدو كمتسول شحات.
ولما ظهر الضيف وهو يدخل المبنى، صدرت الإشارة واتجهت قوات برية باتجاه البحر للهروب من القطاع، ثم التقطتهم سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية من دون إثارة الشكوك، وبعد 5 دقائق، بدأت طائرتان بشن هجمات على “الهدف” حيث أصابت إحداهما المبنى ودمرته بالكامل، وكان الضيف قد أصبح داخله.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مصادر تكشف لـCNN عن إحباط الوسطاء في مفاوضات غزة من قيادة الوفد الإسرائيلي
(CNN)-- عندما بدأت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد وقت قصير من هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان المفاوضون المكلفون بإبرام اتفاق في الغالب من خبراء الاستخبارات والأمن.
ولكن في فبراير/شباط، أجرت إسرائيل تغييرا مهما يقول المشاركون فيه الآن إنه كان له تأثير كبير على تباطؤ مفاوضات إحياء وقف إطلاق النار المنتهك: تولى رون ديرمر، أقرب مساعد سياسي لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو مسؤولية الملف.
وقال مصدر مشارك في المفاوضات، لشبكة CNN، إن هناك "اختلاف كبير في الزخم" مع ديرمر عما كان عليه الحال عندما كان الفريق الإسرائيلي بقيادة رئيسي الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنياع و(الشاباك) رونين بار.
وقال المصدر: "هناك تحول واضح في الأولويات الإسرائيلية، يبدو أن الفريق الإسرائيلي يُسيّس المفاوضات".
الآن، تم تهميش برنياع وأقال رئيس الوزراء، بار من الشاباك، مما أثار ضجة في إسرائيل.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن قرار استبعاد خبراء الأمن القومي المحترفين لصالح أقرب مستشاري نتنياهو كان يهدف إلى منحه سيطرة أكبر على عملية التفاوض.
ونفى مسؤول إسرائيلي مزاعم بأن منصب ديرمر على رأس المفاوضات قد أعاق التقدم أو سيّسها، قائلاً: "يجب الحكم على المفاوضات بالنتائج، لا بالإجراءات".
وقال المسؤول: "للتوصل إلى اتفاق، نحتاج إلى شخص يمثل إرادة الحكومة فعليًا ويوافق على الاتفاق المذكور، وليس المعارضة، التي لم تؤدِ إلا إلى تقويض المفاوضات".
وانهار وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و"حماس"، والذي بدأ مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، الشهر الماضي عندما استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية، واتهم مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون "حماس" برفض اتفاق لتمديده، وهو ما نفته الحركة.
لطالما كانت هناك مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لاستئناف حربها ضد "حماس" بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تم خلالها إطلاق سراح 38 رهينة إسرائيليًا وتايلانديًا على مدى 6 أسابيع.
ويشير نتنياهو بانتظام إلى تحرير الرهائن كأولوية قصوى لكن تدمير"حماس" هو أيضًا أولوية قصوى، وقد اتهمه منتقدوه بإعطاء الأولوية للأخيرة على حساب الأولى، وذلك لأن هذا أيضًا هو محور المصالح السياسية لرئيس الوزراء.
ولطالما كان تدمير "حماس" أولوية كبار أعضاء اليمين في ائتلاف نتنياهو الحاكم، الذين هددوا دائمًا بالانسحاب من الحكومة، ونفذوا تهديداتهم.
ومع تولي ديرمر مسؤولية المفاوضات، يمكن لنتنياهو إدارة عملية التوازن السياسي الدقيقة التي أثرت على صنع القرار الإسرائيلي في كل منعطف حاسم في مفاوضات وقف إطلاق النار بمهارة أكبر.
وخلال أشهر مفاوضات وقف إطلاق النار العام الماضي، والتي أفضت في النهاية إلى اتفاق في يناير، رفض مسؤولو الأمن الإسرائيليون مواقف نتنياهو المتغيرة وتكتيكاته المماطلة التي رأوا أنها متأثرة باعتبارات سياسية وأخرت التوصل إلى اتفاق لكن مع تولي ديرمر المسؤولية وتهميش قادة الاستخبارات، تراجعت أهمية هذه الآراء المعارضة في المفاوضات الأمنية الإسرائيلية وفي التقارير الصحفية الإسرائيلية.
وأثناء زيارته للولايات المتحدة للقاء ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، رفض نتنياهو الاتهامات بأن تحرير الرهائن ليس أولوية قصوى.
وقال نتنياهو: "نظر إليّ الرئيس وقال للصحفيين الحاضرين: هذا الرجل يعمل بلا كلل لتحرير الرهائن. آمل أن يُبدد هذا الكذبة التي تُروّج بأنني لا أعمل لصالحهم، وأنني لا أهتم. أنا أهتم، وسأفعل ذلك، وسننجح".
ووجه منتدى الرهائن وعائلات المفقودين في إسرائيل مؤخرًا نداءً مباشرًا إلى ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، متهمًا إياه بـ"تركهم في ظلام دامس".
وجاء في الرسالة: "عندما عُيّنتَ رئيسًا لفريق التفاوض، وُعِدنا بأن هذا سيساعد في تحقيق انفراجة بشأن اتفاق جديد، وفي الواقع، مرّ أكثر من شهر ولا يبدو أن هناك أي تقدم في الأفق".
وكان برنياع وبار يتنقلان بانتظام إلى مصر وقطر، بالإضافة إلى دول أخرى، لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار، شارك فيها رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والاستخبارات المصرية ورئيس وزراء قطر.
أما الآن، فقد قلّ حديث ديرمر مع وسطاء من مصر وقطر، اللتين تربطهما علاقات مباشرة مع "حماس"، وفقًا للمصدر المشارك في المفاوضات.