أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي «ضرورة التصدي للحرب النفسية للعدو»، معتبرا أن من الركائز الرئيسية لهذه الحرب «هو تضخيم طاقات الأعداء».

ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن خامنئي قوله أمس إن «هدف العدو من الحرب النفسية على الصعيد العسكري هو إدخال الرعب والتراجع»، ورأى أن «التراجع غير التكتيكي في أي ساحة سواء عسكرية أو سياسية أو اقتصادية» سيكون خطأ فادحا.

من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل ردا على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي ل‍حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية في طهران الذي أجج التوترات الإقليمية.

وجاءت تعليقات بايدن إثر رفض إيران دعوات غربية للتراجع عن تهديدها بالرد على إسرائيل بعد اغتيال هنية، في وقت تسود المخاوف من توسع الحرب في غزة إلى المنطقة.

ولدى سؤاله عما إذا كانت هدنة بين إسرائيل و«حماس» قد تحول دون وقوع هجوم إيراني محتمل، قال بايدن للصحافيين في نيو أورلينز مساء أمس الأول «هذا ما أتوقعه».

وبالرغم من ذلك، وافق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أرجأ زيارة كانت متوقعة إلى الشرق الأوسط، على صفقة أسلحة لإسرائيل، طائرات «إف-15» ومعدات بقيمة 19 مليار دولار تقريبا إلى جانب ذخائر دبابات قيمتها 774 مليون دولار وذخائر مدافع هاون متفجرة بما يزيد على 60 مليون دولار ومركبات عسكرية بقيمة 583 مليون دولار.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» في بيان أنه من المتوقع أن يبدأ تسليم مقاتلات «إف-15» في عام 2029 فيما سيتم البدء بتسليم المعدات الأخرى في 2026.

وشددت «الپنتاغون» على أن «الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ومن المهم للمصالح الوطنية الأميركية مساعدة إسرائيل على تطوير قدرات قوية وجاهزة للدفاع عن النفس والحفاظ عليها».

في هذه الأثناء، تستضيف الدوحة، اليوم، جولة جديدة من المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن 3 مصادر مطلعة على المحادثات.

وأكد مصدر مقرب من «حماس» وآخر مطلع على الملف أن المفاوضات ستنطلق اليوم في العاصمة القطرية، فيما أكد مسؤول أميركي مطلع أنه من المقرر أن يشارك في المحادثات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.آي.إيه» وليام بيرنز.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على إرسال وفد التفاوض كاملا إلى الدوحة، بما في ذلك رئيسي جهازي «الموساد» و«الشاباك» وممثل عن الجيش. من جانبها، قالت «حماس» إنها لن تشارك في الجولة الجديدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال القيادي في الحركة سامي أبوزهري لـ «رويترز» إن «الحركة متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو الماضي والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن

وخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن وهي جاهزة للبدء فورا في البحث في آليات تنفيذها».

وأضاف: «أما الذهاب لمفاوضات جديدة فهو يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب المزيد من المجازر».

في هذه الأثناء، دعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلو «جميع الأطراف» إلى وقف التصعيد، مضيفة: «بعد 10 أشهر على بدء الحرب، أصبح خطر التصعيد الإقليمي أكثر وضوحا ورعبا من أي وقت مضى».

وأشارت في كلمتها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول إلى أنه في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل «لا يزال الوضع كارثيا بالنسبة للمدنيين. لا يوجد مكان آمن في غزة، ولكن إجلاء المدنيين يتواصل إلى مناطق لا تنفك تضيق».

من جانبها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد إن الولايات المتحدة تهدف إلى «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط، وذلك في ظل مخاوف من شن إيران هجوما انتقاميا على إسرائيل.

وعبرت ليندا غرينفيلد، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عن نية واشنطن «ردع أي هجوم مستقبلي والتصدي له وتجنب الصراع الإقليمي».

ودعت غرينفيلد إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن «الصراع الإقليمي الأوسع نطاقا ليس أمرا حتميا».

وأضافت أن «هدف الولايات المتحدة هو خفض التصعيد في المنطقة، وردع أي هجمات مستقبلية، وتجنب الصراع الإقليمي»، مبينة أن ذلك «يبدأ بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح الرهائن في غزة».

لكن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور اتهم مجلس الأمن بعدم بذل جهود كافية لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقال: «استيقظوا، توقفوا عن البحث عن الأعذار، توقفوا عن التخيل بأنكم تستطيعون التفاهم مع الحكومة الإسرائيلية حتى تتوقف عن قتل المدنيين بالآلاف، وفرض المجاعة، وتعذيب الأسرى، واستعمار أرضنا وضمها، كل هذا بينما أنتم تناشدونهم وتدعونهم وتطالبونهم بالتوقف».

وزعم السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان أن «حماس» استخدمت المدنيين كأهداف بشرية في غزة.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: لوقف إطلاق النار مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

حسن الورفلي (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة قصف إسرائيلي يستهدف لأول مرة منذ شهر شرق لبنان مستوطنون يهاجمون تجمعين فلسطينيين في الضفة

تعثرت مفاوضات التهدئة في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، نتيجة رفض الحركة تسليم قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين داخل غزة، ما دفع الجانب الإسرائيلي لسحب الفريق المفاوض من المشاورات التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن المفاوضات المكثفة التي تستضيفها الدوحة والقاهرة تهدف للوصول إلى صفقة تبادل للأسرى في أقرب وقت ممكن، والاتفاق على آلية تضمن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة حال إنجاز صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأشار المصدر إلى أن حركة «حماس» تمارس أسلوب الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في مفاوضات التهدئة، لا سيما الموافقة على انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وتقديم الضمانات الكافية لوقف العمليات العسكرية في غزة خلال الفترة المقبلة.
وتظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب، أمس، للمطالبة بالإسراع في إنجاز صفقة تبادل تضمن عودة الرهائن المحتجزين في غزة أحياء.
إلى ذلك، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن مفاوضات وقف إطلاق النار مع «حماس» تعتريها صعوبات ملموسة بشأن مسار صفقة التبادل.
وأعلنت «حماس» أمس، أن شروطاً جديدة وضعتها إسرائيل أدت إلى تأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكنها وصفت المفاوضات المتواصلة في الدوحة بأنها «جديّة».
وقالت في بيان: «إن إسرائيل وضعت قضايا وشروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحاً». 
وأضافت أن «مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي».
وسارعت إسرائيل إلى الرد، متهمة «حماس» بوضع «عقبات جديدة» أمام التوصل إلى اتفاق.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «حماس تنكث بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بالفعل، وتستمر في خلق العقبات في المفاوضات».

مقالات مشابهة

  • تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل ترد على اتهامات حماس بعرقلة الهدنة
  • حماس تكشف سبب تأجيل التوصل إلى اتفاق مع العدو الصهيوني
  • حماس: شروط الاحتلال الجديدة أجلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
  • ‏حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة مما أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: شروط إسرائيلية جديدة أرجأت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة أجلت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • غارة جوية إسرائيلية على شرق لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار  
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • مفاوضات غزة.. عقبات ونقاط خلافية بين إسرائيل وحماس