محللون: استغلال المساعدات لتجنيد سكان غزة يعكس عمى إسرائيل الاستخباري
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
يرى محللون سياسيون أن نجاح أجهزة الأمن في قطاع غزة في ضبط عدد من العملاء الذين جندهم الاحتلال خلال الحرب دليل على انتصار المقاومة في حرب الاستخبارات، ويؤكد فشل اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا في جمع المعلومات.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية بالقطاع إن الأجهزة الأمنية أوقفت عددا ممن تورطوا في التعاون مع الاحتلال وإنهم يخضعون حاليا للتحقيق.
وقال المحلل السياسي سعيد زياد إن هذا الخبر يؤكد أن إسرائيل تعاني عمًى استخباريا مما دفعها لمحاولة ابتزاز المواطنين بطريقة مافيوية بينما المقاومة لا تزال تعمل بقوة أمنيا وشرطيا لضبط الوضع بالقطاع.
ووصف زياد الخبر بأنه الأقوى من الناحية الأمنية منذ الإعلان عن ضبط المجموعة التابعة للسلطة الفلسطينية والتي حاولت التجسس وجمع المعلومات خلف ستار توزيع المساعدات.
وأضاف "هذا الخبر يحمل رسالة واضحة عشية المفاوضات المحتملة معناها أنه لا مجال للحديث عن اليوم التالي للحرب دون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأنها لا تزال قادرة على ضبط الأمن ورصد العمالة بعد 10 أشهر من القتال".
واعتبر زياد ما أعلنته المقاومة دليلا ليس فقط على فشل المناطيد والمسيّرات الأميركية والبريطانية في جمع المعلومات وحسب وإنما أيضا على وعي مجتمع غزة ومعاناة الاحتلال في الحصول على المعلومات.
كما اعتبر زياد الأمر أيضا دليلا على فشل الاحتلال في تفكيك المنظومة الأمنية للمقاومة في غزة، مؤكدا أن إسرائيل سعت لهذا الأمر جنبا إلى جنب مع محاولات تدمير البنية المدنية والإغاثية.
وقال زياد إن هذا الأمر يظهر بوضوح للعالم كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو الذي تحدث من داخل الكونغرس عن استغلال حماس للمساعدات بينما هو يستغلها لتجنيد الناس كما سبق واستغل شاحنات المساعدات لإدخال القوة التي استعادت 4 أسرى من مخيم النصيرات وسط القطاع وارتكبت مجزرة ضد المدنيين.
وأضاف "هذا الأمر يكشف بوضوح من الذي يستغل المساعدات لتحقيق أهداف عسكرية، ويشير أيضا إلى أن المواطنين في القطاع متعاونون مع المقاومة وهو ما أوصلها لمثل هذه المعلومات".
وختم زياد بالقول "نحن في حرب معلوماتية أكثر منها عسكرية وقد انتصرت حماس منذ سيف القدس وليس فقط منذ طوفان الأقصى، وقد ضربت سردية إسرائيل عن يدها الاستخبارية الطويلة".
أسلوب قديموتعليقا على الخبر، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن هذا الأسلوب ليس جديدا على المخابرات الإسرائيلية التي دأبت منذ 1967 على استغلال حاجة الفلسطينيين الإنسانية لتجنيدهم ومراقبة الناس اجتماعيا وشخصيا وليس أمنيا فقط.
وقال مصطفى "إنهم يستغلون الحاجة للسفر أو لتلقي العلاج لتجنيدهم أملا في التحكم بحياة الفلسطينيين والسيطرة عليهم نفسيا وليس أمنيا فقط"، واصفا الأمر بأنه "استمرار لحالة فقدان الأخلاق التي تعيشها إسرائيل خلال هذه الحرب".
وأشار إلى أن هذه الأمور غير الأخلاقية "تتم شرعنتها في إسرائيل"، وقال "إن تاريخ النضال الفلسطيني يعج بالكثير من قصص استغلال الحاجات الإنسانية للإيقاع بالفلسطيني، وهذا جزء الآن من الصراع الاستخباري بين حماس وإسرائيل".
كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تستغل وحدة المستعربين (دوفدفان) لتصدير بطولة زائفة عن قوة المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تقع كلها عمليا في قبضة إسرائيل.
وقال مصطفى إن زيف هذه البطولات انكشف بعد الحرب عندما لجأت إسرائيل لاستخدام المسيرات في الضفة لأنها تعرف أن المستعربين لا يستطيعون الدخول إلى بعض المناطق خشية المقاومة.
وأضاف أن تجنيد الفلسطينيين حدث في السابق وأثّر على أداء المقاومة في كثير من الأحيان لكن هذا ليس استثناء في أي احتلال عرفه التاريخ، بينما الاستثناء هو ابتزاز الناس من خلال مرض أولادهم مثلا من أجل تجنيدهم.
واعتبر مصطفى أن الداخلية في غزة نجحت في التصدي لهذا الأسلوب الإسرائيلي حتى لا يتم استغلال الكارثة الإنسانية لجمع المعلومات خصوصا بعد فشل التكنولوجيا في جمع المعلومات وعودة الحاجة للعميل.
وختم بالقول إن حماس انتصرت في حربها الاستخبارية ضد إسرائيل عندما خدعتها على مدار عامين قبل طوفان الأقصى وليس فقط خلال الحرب الحالية، مؤكدا أن إسرائيل تعاني استخباريا في غزة حتى قبل الحرب بسبب تماسك الشعب وكافة الفصائل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
ترامب يصر على تهجير سكان قطاع غزة
أصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تنفيذ مقترحه لتهجير سكان قطاع غزة، وذلك أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء.
وقال ترامب للصحفيين، وكان إلى جواره نتنياهو: “لدينا في غزة وضع خطير، خاصة مع وجود الذخائر غير المنفجرة والأنفاق”.
ودعا إلى رحيل سكان غزة إلى مناطق أخرى، مضيفا: “لا أعتقد أنهم يجب أن يعودوا إلى القطاع”.
وفي السياق ذاته، قال ترامب إنه لا يدعم استيطان إسرائيل في قطاع غزة.
وقال إنه “سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف”.
وتابع الرئيس الأميركي أنه وفريقه “يناقشون إمكان إعادة التوطين مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة”.
وقال إنه يود أن يرى اتفاقا “لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار أو القتل”.
ويوافق مقترح ترامب رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل، ويتناقض مع التزام سلفه جو بايدن بعدم النزوح الجماعي للفلسطينيين.
ورفضت الدول العربية والسلطة الفلسطينية هذه الفكرة التي شبهها بعض المدافعين عن حقوق الإنسان بالتطهير العرقي.
اقرأ أيضاًالعالمإعادة فتح معبر رفح البري
وهذا أول اجتماع لترامب مع زعيم أجنبي منذ عودته إلى منصبه في 20 يناير الماضي، ويستهدف إظهار العلاقات الوثيقة بين الرئيس الأميركي ونتنياهو بعد فترة من العلاقات المتوترة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وبايدن بسبب طريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة.
لكن نتنياهو قد يتعرض أيضا لضغوط من رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، أحيانا ولا تتطابق أهدافه السياسية الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط دائما مع مصالح نتنياهو المحلية والجيوسياسية.