يرى محللون سياسيون أن نجاح أجهزة الأمن في قطاع غزة في ضبط عدد من العملاء الذين جندهم الاحتلال خلال الحرب دليل على انتصار المقاومة في حرب الاستخبارات، ويؤكد فشل اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا في جمع المعلومات.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية بالقطاع إن الأجهزة الأمنية أوقفت عددا ممن تورطوا في التعاون مع الاحتلال وإنهم يخضعون حاليا للتحقيق.

وأضاف أن الاحتلال ينتحل أسماء جمعيات إغاثية لجمع المعلومات والإيقاع بالمواطنين مؤكدا أن بعض من تم التواصل معهم هددوا بقصف بيوتهم وقتل عائلاتهم.

وقال المحلل السياسي سعيد زياد إن هذا الخبر يؤكد أن إسرائيل تعاني عمًى استخباريا مما دفعها لمحاولة ابتزاز المواطنين بطريقة مافيوية بينما المقاومة لا تزال تعمل بقوة أمنيا وشرطيا لضبط الوضع بالقطاع.

ووصف زياد الخبر بأنه الأقوى من الناحية الأمنية منذ الإعلان عن ضبط المجموعة التابعة للسلطة الفلسطينية والتي حاولت التجسس وجمع المعلومات خلف ستار توزيع المساعدات.

وأضاف "هذا الخبر يحمل رسالة واضحة عشية المفاوضات المحتملة معناها أنه لا مجال للحديث عن اليوم التالي للحرب دون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأنها لا تزال قادرة على ضبط الأمن ورصد العمالة بعد 10 أشهر من القتال".

واعتبر زياد ما أعلنته المقاومة دليلا ليس فقط على فشل المناطيد والمسيّرات الأميركية والبريطانية في جمع المعلومات وحسب وإنما أيضا على وعي مجتمع غزة ومعاناة الاحتلال في الحصول على المعلومات.

كما اعتبر زياد الأمر أيضا دليلا على فشل الاحتلال في تفكيك المنظومة الأمنية للمقاومة في غزة، مؤكدا أن إسرائيل سعت لهذا الأمر جنبا إلى جنب مع محاولات تدمير البنية المدنية والإغاثية.

وقال زياد إن هذا الأمر يظهر بوضوح للعالم كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو الذي تحدث من داخل الكونغرس عن استغلال حماس للمساعدات بينما هو يستغلها لتجنيد الناس كما سبق واستغل شاحنات المساعدات لإدخال القوة التي استعادت 4 أسرى من مخيم النصيرات وسط القطاع وارتكبت مجزرة ضد المدنيين.

وأضاف "هذا الأمر يكشف بوضوح من الذي يستغل المساعدات لتحقيق أهداف عسكرية، ويشير أيضا إلى أن المواطنين في القطاع متعاونون مع المقاومة وهو ما أوصلها لمثل هذه المعلومات".

وختم زياد بالقول "نحن في حرب معلوماتية أكثر منها عسكرية وقد انتصرت حماس منذ سيف القدس وليس فقط منذ طوفان الأقصى، وقد ضربت سردية إسرائيل عن يدها الاستخبارية الطويلة".

أسلوب قديم

وتعليقا على الخبر، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إن هذا الأسلوب ليس جديدا على المخابرات الإسرائيلية التي دأبت منذ 1967 على استغلال حاجة الفلسطينيين الإنسانية لتجنيدهم ومراقبة الناس اجتماعيا وشخصيا وليس أمنيا فقط.

وقال مصطفى "إنهم يستغلون الحاجة للسفر أو لتلقي العلاج لتجنيدهم أملا في التحكم بحياة الفلسطينيين والسيطرة عليهم نفسيا وليس أمنيا فقط"، واصفا الأمر بأنه "استمرار لحالة فقدان الأخلاق التي تعيشها إسرائيل خلال هذه الحرب".

وأشار إلى أن هذه الأمور غير الأخلاقية "تتم شرعنتها في إسرائيل"، وقال "إن تاريخ النضال الفلسطيني يعج بالكثير من قصص استغلال الحاجات الإنسانية للإيقاع بالفلسطيني، وهذا جزء الآن من الصراع الاستخباري بين حماس وإسرائيل".

كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تستغل وحدة المستعربين (دوفدفان) لتصدير بطولة زائفة عن قوة المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تقع كلها عمليا في قبضة إسرائيل.

وقال مصطفى إن زيف هذه البطولات انكشف بعد الحرب عندما لجأت إسرائيل لاستخدام المسيرات في الضفة لأنها تعرف أن المستعربين لا يستطيعون الدخول إلى بعض المناطق خشية المقاومة.

وأضاف أن تجنيد الفلسطينيين حدث في السابق وأثّر على أداء المقاومة في كثير من الأحيان لكن هذا ليس استثناء في أي احتلال عرفه التاريخ، بينما الاستثناء هو ابتزاز الناس من خلال مرض أولادهم مثلا من أجل تجنيدهم.

واعتبر مصطفى أن الداخلية في غزة نجحت في التصدي لهذا الأسلوب الإسرائيلي حتى لا يتم استغلال الكارثة الإنسانية لجمع المعلومات خصوصا بعد فشل التكنولوجيا في جمع المعلومات وعودة الحاجة للعميل.

وختم بالقول إن حماس انتصرت في حربها الاستخبارية ضد إسرائيل عندما خدعتها على مدار عامين قبل طوفان الأقصى وليس فقط خلال الحرب الحالية، مؤكدا أن إسرائيل تعاني استخباريا في غزة حتى قبل الحرب بسبب تماسك الشعب وكافة الفصائل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

حماس: تحقيق صحيفة ABC News الأسترالية دليل آخر على كذب رواية الاحتلال

غزة - صفا

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن التحقيق الجديد الذي كشفته صحيفة ABC News الأسترالية والذي أكد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي لعشرات من المستوطنين تحت ما يُعرف بإجراء "هانيبال" في السابع من أكتوبر، هو تأكيد جديد يضاف للتقارير الكثيرة التي صدرت وأكدت قيام جيش الاحتلال بقتل العشرات من المستوطنين في إطار نهجه الإجرامي، ودليلٌ آخر على كذب رواية الاحتلال، والتضليل والخداع الذي يمارسه للتغطية على فشله وإخفاقه وتخبطه في ذلك اليوم، والذي تسبب بقتل العشرات من مواطنيه تحت ذريعة وخوف أن يتعرضوا للأسر على أيدي المقاومة.

وأكدت حماس في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد، أن الرواية الإسرائيلي الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هدفت لشيطنة المقاومة وشعبنا الفلسطيني لتبرير حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وهي تأكيد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيشه النازي لم يكترثوا لمواطنيهم الذين طالهم رصاص جيشهم، وهو ما يستمر تطبيقه لإفشال فرص إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى.

ودعت حماس، المجتمع الدولي وكافة الأطراف ذات العلاقة إلى وقف الإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة، وإلى محاسبة المجرم نتنياهو وقادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين العزّل.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنشر فيديو النفق الذي قُتل فيه الرهائن
  • حتى تركع حماس..بن غفير يطالب بقطع المساعدات عن غزة
  • الأمم المتحدة: إنهيار جسر «موروني» إعاق توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق بدارفور
  • وزير الخارجية التركي يثمن دور مصر فى تقديم المساعدات لـ غزة
  • جنرال إسرائيلي سابق: حل مشاكلنا الإستراتيجية تهجير سكان شمال غزة
  • حماس: الاحتلال ماض في حرب الإبادة ويتعمد ارتكاب أبشع المجازر دون اكتراث
  • تحقيق جديد يؤكد استخدام إسرائيل بروتوكول هانيبال وحماس تعلق
  • الجيش الإسرائيلي يحقق في استغلال وثائق مزورة منسوبة لحماس
  • حماس: تحقيق صحيفة ABC News الأسترالية دليل آخر على كذب رواية الاحتلال
  • إسرائيل: ملتزمون بإعادة جميع سكان المناطق الشمالية إلى منازلهم بأمان