الثورة نت:
2025-02-23@01:58:38 GMT

إيران وخطاب بعض النخب العربية.. الهدف والغاية!

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

 

 

بداية أقول أن لا شيء يستفزني أكثر من التحليلات الإعلامية لبعض النخب اليمنية والعربية والإسلامية الذين يسوقون أكاذيب ومزاعم تشكك بدور ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه القضية المركزية الأولى للأمة العربية _افتراضا _ القضية الفلسطينية، وذهاب بعض هؤلاء في تحليلاتهم الهادفة إلى التشكيك بالدور الإيراني ومحاولة (شيطنته) اتساقا مع الرغبات الصهيونية _الأمريكية، ورغبات بعض العواصم العربية والإسلامية التي تتناغم مواقفها مع المواقف الصهيونية والأمريكية ونظرتهم تجاه الدور والمواقف الإيرانية الداعمة للمقاومة.

.؟!
خطاب سفسطائي عبثي يسوقه بعض العرب والمسلمين كصدى للخطاب الصهيوني -الأمريكي بدءا من مؤامرة (التمدد الشيعي) على حساب الوجود (السني) في المنطقة والعالم، مرورا بالأطماع (الفارسية) وصولا لمفردات تردد في هذا الخطاب الاستهدافي عن (الروافض والمجوس) وعن أطماع تاريخية، ومؤامرة إيرانية -أمريكية -صهيونية، متفق عليها تستهدف الأمة العربية والوجود العربي وأهل (السنة) والهدف تمكين (الشيعة) من فرض هيمنتهم على الأمتين العربية والإسلامية، وتهميش دورهم الحضاري وتهديد وجودهم..!
خطاب أعترف إنه يستفزني كمتلق عربي ومتابع تداعيات مثل هذا الخطاب- وأزعم أني أعرف الكثير عن أسبابه وتداعياته وطغيان حضوره لدى بعض النخب العربية، وبعض الأنظمة التي تتبنى مثل هذا الخطاب وتدعمه وتمول مسوقيه وتعتبرهم (أبطالاً وطنيين وقوميين)..!
شخصيا لست (منجما)، ولا أعلم (الغيب) ولا أقرأ (الكف)، ولا (أضرب الرمل) لكني متلق عربي أتعامل مع القضايا بظواهرها، ومقياس تقييمي لأي سلوك أو موقف -عربيا كان أو إسلامياً إقليميا أو دوليا- تحدده علاقة وموقف كل هذه الجهات والأفراد من القضية العربية الفلسطينية، إذ أنا من أولئك الذين يؤمنون إيمانا يقينيا بأن فلسطين هي البوصلة، وهي الميزان، وهي عنوان اتفاقنا أو اختلافنا مع أي طرف كان، فردا أو جهة أو حزباً أو جماعة أو دولة ونظاماً، فمن يقف مع القضية الفلسطينية أحني رأسي له، ومن يقف ضدها أجدني ضده، مع أنني من أولئك الذين يؤمنون إيمانا قطعيا بأن كل من يصادق أمريكا ويتعاون معها هو بالنتيجة ضد القضية الفلسطينية، ومن تهاجمه أمريكا وتعلن عن عداوتها له هو بالنتيجة مع القضية الفلسطينية، مؤمنا بأن أمريكا هي الكيان الصهيوني وأن لا فرق بينهما وهذا ما اثبته مسار القضية الفلسطينية منذ عام 1948م تاريخ إنشاء هذا الكيان الاستيطاني السرطاني الخبيث على أرض فلسطين، وما أثبتته معركة ( طوفان الأقصى) التي تعد معركة فلسطينية بامتياز لا فضل لأحد فيها إلا أولئك الذين قدموا لأبطالها الدعم المختلف ماديا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا وجاهروا بدعم الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته، وتحملوا ولا يزالون تبعات هذا الدعم وتبعات مواقفهم من القضية الفلسطينية، ومن أهم داعمي هذه القضية اليوم هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تبنت هذا النهج الداعم للقضية الفلسطينية منذ قيام الثورة الإيرانية وإعلان قائدها الإمام آية الله الخميني (إنه سيقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات) قال قولته هذه -رحمة الله عليه -فيما كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات يقف إلى جواره بالعاصمة الإيرانية طهران التي أغلقت سفارة الكيان الصهيوني وحولتها إلى (سفارة لدولة فلسطين) وقبل أن يعلن الرئيس عرفات (قيام دولة فلسطين من الجزائر بتسعة أعوام).
من المؤسف أن بعض النخب الفكرية والإعلامية والثقافية العربية، وبعض الفعاليات السياسية والحزبية، تتبنى حالة عداء وخصومة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأهداف ودوافع سياسية ذات صلة بحالة المزاج السياسي العربي وبعلاقة بعض الأنظمة العربية بالإدارة الأمريكية -الغربية، والكيان الصهيوني، وبالتالي فإن خطاب (فوبيا إيران) أو بالأصح خطاب (شيطنتها) والتشكيك بأدوارها ومواقفها، يأتي في سياق خدمة المصالح الأمريكية -الصهيونية، لأن هذا الخطاب الموجه ضد إيران يتماهى مع ذات الخطاب الذي سبق أن وجه ضد ثورة يوليو في مصر وقائدها الزعيم جمال عبدالناصر ونظامه على خلفية مواقفه القومية ورؤيته للقضية الفلسطينية، ومواقفه الرافضة للهيمنة الأمريكية -الصهيونية، والتبعية لقوى الاستعمار وحلفائها في المنطقة، واللافت أن الجهات والأطراف التي ناهضت النظام (القومي الناصري) هي ذاتها الأطراف التي تناهض اليوم الثورة الإيرانية والنظام الإيراني وتشكك بكل مواقفهما وتعمل جاهدة على (شيطنة) أدوارهما، تماما كما عملت في السابق على التشكيك بنظام عبد الناصر و(شيطنته) ولا يزل البعض يسير بذات المسار رغم رحيل ناصر منذ أكثر من نصف قرن..؟!
لذا من المهم أن تعرف الأجيال العربية الحاضرة والمستقبلية أن هذا الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة في فلسطين لا يعبر عن إرادة هذا الشعب العربي البطل وصاحب الإرادة والقرار، بل أيضا يعكس في تفاصيله دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللامحدود الذي قدمته للمقاومة الفلسطينية ولا تزال تقف بكل ثقلها إلى جانب الحق الفلسطيني، في وقت تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية الذين للأسف اصطفوا إلى جانب أعداء الشعب الفلسطيني..!
عرب ومسلمون عجزوا عن إدخال المياه والغذاء لأطفال فلسطين، وهاهم يشاركون في إبادته وحصاره، ولم نر أي ظاهرة إيجابية لأهل (السنة والجماعة) إلى جانب أشقائنا في فلسطين، بل نشاهد (المجوس والروافض والشيعة) هم من اصطفوا دفاعا عن أهلنا في فلسطين..!
فهل يخجل أصحاب الخطاب المذهبي والطائفي على أنفسهم ويكفوا عن ترديد خطاب الصهاينة وحلفائهم من العرب والعجم، احتراما لأنفسهم أولا، واحتراما لعقل المتلقي الذي أصبح يسخر من هكذا خطاب متصهين ومتأمرك ومدفوع الأجر..!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

انطلاق المؤتمر السابع لرؤساء البرلمانات العربية لدعم فلسطين

انطلقت قبل قليل أعمال المؤتمر السابع لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والبرلمانيين العرب، في حدث يعكس الأهمية البالغة التي توليها الدول العربية لتعزيز العمل البرلماني المشترك وتوحيد المواقف تجاه القضايا المصيرية للأمة العربية.

يُعقد المؤتمر برئاسة محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، وبمشاركة إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري ورئيس الدورة الحالية للاتحاد البرلماني العربي، بالإضافة إلى حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية وكبار الشخصيات البرلمانية والدبلوماسية.

يتصدر جدول أعمال المؤتمر بند رئيسي يهدف إلى بلورة موقف برلماني عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية والممارسات التي تهدد بتصفية القضية الفلسطينية. ويركز المؤتمر على مناقشة السبل الكفيلة بمواجهة مخططات التهجير القسري التي تستهدف الشعب الفلسطيني، إلى جانب التصدي لكل المحاولات الرامية لتغيير الهوية الديمغرافية والتاريخية للأراضي الفلسطينية المحتلة.

من المقرر أن تصدر عن المؤتمر خطة تحرك برلمانية عربية موحدة، تتضمن مجموعة من الخطوات الفعالة التي يمكن للبرلمانيين العرب اتخاذها لدعم القضية الفلسطينية. وتشمل هذه الخطة إطلاق مبادرات تشريعية داعمة لفلسطين على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تنسيق المواقف مع البرلمانات الإقليمية والدولية، وتكثيف الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية لفضح الانتهاكات الإسرائيلية وتعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

في وقت سابق من اليوم، عقد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية جلسة تشاورية مغلقة، ناقشوا خلالها المحاور الرئيسية المدرجة ضمن خطة التحرك المقترحة، حيث شهدت الجلسة حوارًا موسعًا حول الآليات الفعالة لتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك، والتأكيد على ضرورة التحرك السريع لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد الأمن القومي العربي وتستهدف وحدة الموقف العربي تجاه القضايا العادلة.

ركزت النقاشات على أهمية تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كأداة محورية لدعم الموقف العربي في المحافل الإقليمية والدولية، مع التأكيد على ضرورة تفعيل التعاون بين البرلمانات العربية والمؤسسات التشريعية العالمية، لتعزيز دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

شهدت مداولات المؤتمر تأكيدًا على أهمية توحيد الصف العربي وتنسيق الجهود بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، لاسيما في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. كما شدد المشاركون على أهمية تفعيل الأطر التشريعية والقانونية بما يعزز قدرة الدول العربية على حماية مصالحها، والتصدي لأي محاولات تهدد استقرار المنطقة.

ومن المتوقع أن تُرفع خطة التحرك البرلمانية التي ستُعتمد خلال المؤتمر إلى القمة العربية للنظر في اعتمادها رسميًا، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين العمل البرلماني والحكومي العربي، وتوحيد المواقف تجاه التحديات الإقليمية والدولية.

يأتي هذا المؤتمر في وقت بالغ الأهمية، حيث يعكس التزام البرلمانات العربية بمساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ويبعث برسالة تضامن قوية تعبر عن وحدة الصف العربي في وجه المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع على الأراضي المحتلة.

المؤتمر يُعد منصة مهمة لتعزيز التضامن العربي المشترك، ويؤكد على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الدول العربية، بما يعكس الالتزام الثابت بالعمل من أجل تحقيق العدالة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

مقالات مشابهة

  • حزب مصر 2000: موقف مصر والدول العربية ثابت وراسخ تجاه القضية الفلسطينية
  • أبو الغيط: المنطقة العربية تعيش اللحظة الأخطر في تاريخها بسببب القضية الفلسطينية
  • انطلاق المؤتمر السابع لرؤساء البرلمانات العربية لدعم فلسطين
  • أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لخطة تصفية
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • الرئيس السيسي يغادر الرياض بعد المشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يصل الرياض للمشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • سفير فلسطين بالقاهرة: مصر بذلت جهودا كبيرة في دعم القضية ورفض التهجير
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان