إيران وخطاب بعض النخب العربية.. الهدف والغاية!
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
بداية أقول أن لا شيء يستفزني أكثر من التحليلات الإعلامية لبعض النخب اليمنية والعربية والإسلامية الذين يسوقون أكاذيب ومزاعم تشكك بدور ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه القضية المركزية الأولى للأمة العربية _افتراضا _ القضية الفلسطينية، وذهاب بعض هؤلاء في تحليلاتهم الهادفة إلى التشكيك بالدور الإيراني ومحاولة (شيطنته) اتساقا مع الرغبات الصهيونية _الأمريكية، ورغبات بعض العواصم العربية والإسلامية التي تتناغم مواقفها مع المواقف الصهيونية والأمريكية ونظرتهم تجاه الدور والمواقف الإيرانية الداعمة للمقاومة.
خطاب سفسطائي عبثي يسوقه بعض العرب والمسلمين كصدى للخطاب الصهيوني -الأمريكي بدءا من مؤامرة (التمدد الشيعي) على حساب الوجود (السني) في المنطقة والعالم، مرورا بالأطماع (الفارسية) وصولا لمفردات تردد في هذا الخطاب الاستهدافي عن (الروافض والمجوس) وعن أطماع تاريخية، ومؤامرة إيرانية -أمريكية -صهيونية، متفق عليها تستهدف الأمة العربية والوجود العربي وأهل (السنة) والهدف تمكين (الشيعة) من فرض هيمنتهم على الأمتين العربية والإسلامية، وتهميش دورهم الحضاري وتهديد وجودهم..!
خطاب أعترف إنه يستفزني كمتلق عربي ومتابع تداعيات مثل هذا الخطاب- وأزعم أني أعرف الكثير عن أسبابه وتداعياته وطغيان حضوره لدى بعض النخب العربية، وبعض الأنظمة التي تتبنى مثل هذا الخطاب وتدعمه وتمول مسوقيه وتعتبرهم (أبطالاً وطنيين وقوميين)..!
شخصيا لست (منجما)، ولا أعلم (الغيب) ولا أقرأ (الكف)، ولا (أضرب الرمل) لكني متلق عربي أتعامل مع القضايا بظواهرها، ومقياس تقييمي لأي سلوك أو موقف -عربيا كان أو إسلامياً إقليميا أو دوليا- تحدده علاقة وموقف كل هذه الجهات والأفراد من القضية العربية الفلسطينية، إذ أنا من أولئك الذين يؤمنون إيمانا يقينيا بأن فلسطين هي البوصلة، وهي الميزان، وهي عنوان اتفاقنا أو اختلافنا مع أي طرف كان، فردا أو جهة أو حزباً أو جماعة أو دولة ونظاماً، فمن يقف مع القضية الفلسطينية أحني رأسي له، ومن يقف ضدها أجدني ضده، مع أنني من أولئك الذين يؤمنون إيمانا قطعيا بأن كل من يصادق أمريكا ويتعاون معها هو بالنتيجة ضد القضية الفلسطينية، ومن تهاجمه أمريكا وتعلن عن عداوتها له هو بالنتيجة مع القضية الفلسطينية، مؤمنا بأن أمريكا هي الكيان الصهيوني وأن لا فرق بينهما وهذا ما اثبته مسار القضية الفلسطينية منذ عام 1948م تاريخ إنشاء هذا الكيان الاستيطاني السرطاني الخبيث على أرض فلسطين، وما أثبتته معركة ( طوفان الأقصى) التي تعد معركة فلسطينية بامتياز لا فضل لأحد فيها إلا أولئك الذين قدموا لأبطالها الدعم المختلف ماديا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا وجاهروا بدعم الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته، وتحملوا ولا يزالون تبعات هذا الدعم وتبعات مواقفهم من القضية الفلسطينية، ومن أهم داعمي هذه القضية اليوم هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تبنت هذا النهج الداعم للقضية الفلسطينية منذ قيام الثورة الإيرانية وإعلان قائدها الإمام آية الله الخميني (إنه سيقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات) قال قولته هذه -رحمة الله عليه -فيما كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات يقف إلى جواره بالعاصمة الإيرانية طهران التي أغلقت سفارة الكيان الصهيوني وحولتها إلى (سفارة لدولة فلسطين) وقبل أن يعلن الرئيس عرفات (قيام دولة فلسطين من الجزائر بتسعة أعوام).
من المؤسف أن بعض النخب الفكرية والإعلامية والثقافية العربية، وبعض الفعاليات السياسية والحزبية، تتبنى حالة عداء وخصومة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأهداف ودوافع سياسية ذات صلة بحالة المزاج السياسي العربي وبعلاقة بعض الأنظمة العربية بالإدارة الأمريكية -الغربية، والكيان الصهيوني، وبالتالي فإن خطاب (فوبيا إيران) أو بالأصح خطاب (شيطنتها) والتشكيك بأدوارها ومواقفها، يأتي في سياق خدمة المصالح الأمريكية -الصهيونية، لأن هذا الخطاب الموجه ضد إيران يتماهى مع ذات الخطاب الذي سبق أن وجه ضد ثورة يوليو في مصر وقائدها الزعيم جمال عبدالناصر ونظامه على خلفية مواقفه القومية ورؤيته للقضية الفلسطينية، ومواقفه الرافضة للهيمنة الأمريكية -الصهيونية، والتبعية لقوى الاستعمار وحلفائها في المنطقة، واللافت أن الجهات والأطراف التي ناهضت النظام (القومي الناصري) هي ذاتها الأطراف التي تناهض اليوم الثورة الإيرانية والنظام الإيراني وتشكك بكل مواقفهما وتعمل جاهدة على (شيطنة) أدوارهما، تماما كما عملت في السابق على التشكيك بنظام عبد الناصر و(شيطنته) ولا يزل البعض يسير بذات المسار رغم رحيل ناصر منذ أكثر من نصف قرن..؟!
لذا من المهم أن تعرف الأجيال العربية الحاضرة والمستقبلية أن هذا الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة في فلسطين لا يعبر عن إرادة هذا الشعب العربي البطل وصاحب الإرادة والقرار، بل أيضا يعكس في تفاصيله دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللامحدود الذي قدمته للمقاومة الفلسطينية ولا تزال تقف بكل ثقلها إلى جانب الحق الفلسطيني، في وقت تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية الذين للأسف اصطفوا إلى جانب أعداء الشعب الفلسطيني..!
عرب ومسلمون عجزوا عن إدخال المياه والغذاء لأطفال فلسطين، وهاهم يشاركون في إبادته وحصاره، ولم نر أي ظاهرة إيجابية لأهل (السنة والجماعة) إلى جانب أشقائنا في فلسطين، بل نشاهد (المجوس والروافض والشيعة) هم من اصطفوا دفاعا عن أهلنا في فلسطين..!
فهل يخجل أصحاب الخطاب المذهبي والطائفي على أنفسهم ويكفوا عن ترديد خطاب الصهاينة وحلفائهم من العرب والعجم، احتراما لأنفسهم أولا، واحتراما لعقل المتلقي الذي أصبح يسخر من هكذا خطاب متصهين ومتأمرك ومدفوع الأجر..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
ثمن الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر، الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم الأشقاء في غزة، مؤكدًا على التزام القيادة السياسية بتقديم الدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء.
وقال جودة، في بيان له، إن حزم المساعدات المتتالية التي تم إرسالها إلى قطاع غزة تأتي كجزء من الجهود المصرية المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الإنسانية.
وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر، أن المساعدات المصرية تشمل إمدادات غذائية وطبية ومواد إغاثية أساسية، لضمان حصول الشعب الفلسطيني على الدعم اللازم لمواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية خلال فصل الشتاء.
وأكد الربان وليد جودة، أن هذه الجهود تعكس التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ودورها الفاعل في تحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية حقوق الإنسان.
وحذر أمين مساعد حزب المؤتمر، من خطورة الشائعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول، مشيرًا إلى أن الشائعات تُعد من أخطر الأسلحة المستخدمة في التأثير على الروح المعنوية للمواطنين، وزرع الفتنة والتوتر بين الشعوب والحكومات.
وطالب أمين مساعد حزب المؤتمر، المواطنين بتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام غير الموثوقة، مؤكدًا أهمية التحلي بالوعي الوطني والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية.